الأربعاء، 26 يونيو 2013

"نيويورك تايمز": أمير قطر خطط لتسليم السلطة إلى ابنه من فترة




2013-6-25 | خدمة العصر
في تقرير لها نشرته اليوم صحيفة "نيويورك تايمز" الأميكية، كتب مراسلها من الدوحة عن تخلي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر، عن السلطة ونقلها لابنه تميم البالغ من العمر 33 سنة، وقالت إن الأمير "الذي استخدم ثروة بلاده من النفط والغاز لتغيير
مجرى الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، والوقوف إلى جانب الثوار في سوريا وليبيا، والتفاوض على السلام في لبنان، واستضافة قاعدة عسكرية أمريكية ودعم حركة حماس، قال لأسرته بأنه سوف يتخلى عن السلطة وينقلها إلى ابنه وولي عهده"، كما أكد مسؤول قطري أمس الاثنين.
في سن 61 عاما فقط، فاجأ أمير قطر العالم الخارجي، إن لم يكن رعاياه، بالإعلان عن أنه سيتنازل عن السلطة لابنه، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وإبعاد وزير خارجيته ورئيس الوزراء لفترة طويلة، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني (53 عاما).
ويأتي القرار، كما أورد التقرير، في وقت امتدت فيه اليد القطرية -على نحو أدق دفتر صكوكها- إلى جميع أنحاء الشرق الأوسط، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان ابنه سيواصل السياسة القطرية التدخلية نفسها.
في الأيام الأخيرة، سمحت قطر لطالبان بفتح مكتب لها في الدوحة، وحافظت على دعمها للثوار السوريين.
ورغم تحالفها الوثيق مع واشنطن، فإنها أثارت أيضا غضب الغرب بسبب تمويل الثوار الإسلاميين في مختلف المجالات.
وقال التقرير إن الشيخ تميم، الذي سيكون قريبا أميرا للبلاد، ليس لديه مكانة دولية كبيرة، ذلك أنه ركز اهتمامه حتى الآن، وبشكل كامل تقريبا، على القضايا الداخلية.
في الوقت نفسه، فإن رئيس الوزراء المقرر استبداله، دفع بقوة قطر على الساحة العالمية، منذ أن كان وزيرا للخارجية في عام 1992 وبعد ذلك رئيس الوزراء (مع احتفاظه بمنصب وزير الخارجية) بداية من العام 2007.
"لم أر أي دليل على أن الشيخ تميم لديه رغبة معينة للتركيز على القضايا الدولية"، كما أفاد "ديفيد روبرتس"، مدير فرع قطر للمعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث بريطاني بارز.
منذ ثمانية عشر عاما، خلع الشيخ حمد، وكان في الأربعينيات من عمره، والده، الأمير آنذاك، في انقلاب أبيض، ليبدأ في إحداث نقلة نوعية ضخمة لبلاده، من إمارة ثرية راكدة إلى دولة حديثة غنية مؤثرة.
منذ ذلك الحين، استخدم القطريون ثرواتهم الضخمة، كما قال الباحث "غريغوري غوز" من معهد بروكينجز، للدفع ببلادهم بما يفوق وزنها.
استخدم الشيخ حمد مال بلاده من أجل التأثير في الأحداث من المغرب إلى الفلبين، كما فازت قطر أيضا في محاولة مثيرة للجدل باستضافة كأس العالم 2022، وجعل من متحف الفن الإسلامي مؤسسة ذات مستوى عالمي تنافس متحف اللوفر، معماريا على الأقل، وفتح مكتبا لطالبان لإجراء محادثات سلام، ادعى البعض أنه كلف 100 مليون دولار.
وعلى طول الطريق، أسهمت المساعدات العسكرية القطرية في إسقاط صديق قديم للأمير، العقيد معمر القذافي، ويجري الآن استهداف صديق سابق آخر، بشار الأسد حاكم سوريا
والآن، على أي وضع ستستقر الإمارة؟
كما هو الغالب في قطر، ما سيحدث مُبهم، أو كما قال "روبرتس": "مجموع الشائعات هنا ليست لها قيمة كبيرة"، وبالنسبة لبلد جلب للعالم قناة الجزيرة، الغالب هو التكتم والسرية، مع عدم وجود حرية حقيقية للصحافة.
العديد من القطريين يقولون في أحاديثهم الخاصة إن التنازل كان مهموسا به منذ شهور، رغم عدم وضوح السبب. إحدى النظريات هي المشاكل الصحية. ومن المعروف أن الأمير أجرى عمليتي زرع الكلى، ورغم أنه لا يزال نشطا، إلا أنه فقد الكثير من وزنه مؤخرا.
لكن المسؤول القطري، الذي تحدث لمراسل الصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مصرح له القيام بذلك، قال إن قرار الأمير للتنازل عن العرش "لا علاقة له مع حالته الصحية".
وأوضح: "لقد تم العمل على هذا في السنوات الثلاث الماضية"، وقال المسؤول، مضيفا: "إنه (الأمير) يعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لتولي جيل الشباب المسؤولية. إذ الأمير نفسه كان صغيرا جدا عندما جاء إلى السلطة قبل 18 عاما، ويريد الاستمرار في هذا النهج".
ويرى العديد من القطريين الآن في التدخلات الدولية جزءا حيويا من هوية البلاد، وحماية مهمة له.
وقال "مصطفى العاني" من مركز الخليج للأبحاث، ومقره في جينيف، إن ما خدم دولة قطر ليس مجرد ثروتها العظمى واستعدادها لتوسيع استخدامها، فحسب، ولكن أيضا لأن الإمارة أصغر من أن تهدد أيا كان.
"لا أحد يخشى من أن لدى قطر طموحات ضده، لأنها بلد صغير جدا"، كما قال الباحث "العاني"، وأضاف: "كل ما تكسبه هي دعاية والاحترام، ولا شيء أبعد من ذلك"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..