الجمعة، 21 يونيو 2013

أفول زمن حمد بن جاسم

الاستقرار في لندن…
خاتمة رحلة متشابكة من العلاقات
داخل قطر وخارجها

لندن – يعد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أيامه الأخيرة في الحكم بعد قرار أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني التنحي عن الحكم لصالح نجله الشيخ تميم.

وكشف مصدر دبلوماسي في العاصمة القطرية الدوحة أن رئيس الوزراء القطري “53 عاما” يفضل العاصمة البريطانية لندن لتكون مقر إقامته مستقبلا.
وقال في تصريح لصحيفة التايمز البريطانية إن الشيخ ينفق حاليا المزيد من الوقت للإعداد لحياته المستقبلية كمواطن عادي بعد مغادرته الحكم.
وسيطال التغيير الوزاري المؤمل حدوثه في قطر الشخصية التي كانت توصف بـ”الأقوى” ومنفذة سياسات أمير البلاد على مدار أكثر من عقد بقي فيه وزيرا للخارجية ورئيسا للوزراء.
ويمتلك الشيخ حمد بن جاسم علاقات اقتصادية وسياسية مع النخب البريطانية، وكان المخطط لضخ الاستثمارات القطرية في المملكة المتحدة.
واكتسب صندوق الثروة السيادية الممثل بـ”هيئة الاستثمار القطرية”، العديد من الأصول في لندن، بما في ذلك  متاجر “هارودز″ وناطحة السحاب “شارد”، إلى جانب حصص في أسواق “سينسبري” وسوق لندن للأوراق المالية.
وعزت مصادر سياسية اختياره العاصمة لندن مقرا لحياته الجديدة كـ”مواطن عادي” بسبب امتلاكه لأغلى شقة مطلة على الهايد بارك، فضلا عن حبه الشخصي لأجواء الحياة في بريطانيا.
وتوقع مراقبون أن يكون للاعتزال الاضطراري لرئيس وزراء قطر تأثيرات مباشرة خاصة على الإخوان المسلمين في مصر وتونس، وهو من كان وراء التقارب بينهم وبين الولايات المتحدة، وسبق له أن كان عرابا للقاءات سرية جرت في أكثر من عاصمة بين وفود أميركية وإخوانية.
إلى ذلك، وقف الشيخ حمد بن جاسم بقوة وراء القروض والهبات القطرية التي تسلمها الحكام الإخوان في مصر وتونس بغاية إنقاذ اقتصاديات مثقلة بالديون والفساد على أمل أن يثبّت أركان حكم إخواني نموذجي في المنطقة.
وقال المراقبون إن رئيس الوزراء القطري مثل وسيطا بين الولايات المتحدة والتيارات المتشددة في المنطقة العربية خاصة التي تحمل السلاح، وتعهد للأميركيين في أكثر من مرة أنه قادر على تطويع هذه الحركات وجعلها في خدمة واشنطن.
لكن هذه التعهدات سقطت في الماء في أكثر من اختبار، أبرزها التجربة الليبية حيث سمحت الولايات المتحدة بتسليح مقاتلين متشددين وتدريبهم للمساعدة في الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي، وتولت قطر المهمة كلها.
وبعد سقوط القذافي انقلبت الميليشيات المقربة من قطر على الولايات المتحدة وحلفائها الذين ساهموا في إسقاط العقيد الليبي الراحل، وبلغت ذروة العداء لواشنطن في الهجوم على قنصليتها في مدينة بنغازي وقتل سفيرها وبعض معاونيه.
واعتبر هؤلاء المراقبون أن فشل دور الوساطة الذي لعبه الشيخ حمد بن جاسم في ليبيا وسوريا كان أولى العلامات على انتهاء دوره في المنظور الأميركي ما سهّل عملية تجريده من صلاحيات كثيرة داخل قطر وتحويلها إلى الشيخ تميم أو على شخصيات مقربة منه.
ولفت المراقبون إلى أن آخر اختبار أميركي لدور رئيس وزراء قطر، كان تمكينه من فرصة استمالة حماس وإدخالها إلى عملية السلام من بوابة مبادرته التي تحمل عنوان “تبادل الأراضي” بين إسرائيل والفلسطينيين، وهي مبادرة قابلتها حماس برفض علني قوي، ومثّلت أحد مبررات عودتها إلى حلف “المقاومة والممانعة” والارتباط بإيران مجددا.
وتوقع هؤلاء المراقبون أن تكون استقالة الشيخ حمد بن جاسم فرصة لإعادة تغيير استراتيجيات الدوحة في بناء علاقة قوية مع دول الخليج، والابتعاد عن بناء تحالفات صعبة التحقق مع تركيا وإيران وإخوان مصر بغاية تعطيل المبادرات السعودية.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر لـ”العرب” أن توترا شديدا يسود حاليا في قطر بين وليّ العهد الشيخ تميم ورئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم الذي بدأ يفقد الكثير من أوراق قوته السابقة. وقالت إن هذا التوتر كان وراء مواجهة حصلت أخيرا بين حراس الرجلين في الديوان الأميري.
وأضافت أن المواجهة اقتصرت على بعض الصياح من دون الوصول إلى إخراج مسدسات، لكنها عكست درجة الكره المتبادل بين ولي العهد ورئيس الوزراء.
وقد استغلّت مواقع مؤيدة للنظام السوري هذه الحادثة لتبث أنباء عن محاولة انقلابية في قطر، لكنّه تبين أن ما وزعته هذه المواقع كان أقرب إلى التمنيات.
لكنّ مصادر خليجية قالت إن كلّ ما صدر من تسريبات يصبّ عمليا في عملية تغطية واسعة لنقل السلطة من الأب إلى الابن من جهة والتخلص من رئيس الوزراء من جهة أخرى تحت شعار “جئنا معا ونرحل معا”.
وأوضحت هذه المصادر أنّه ليس في الإمكان الاستخفاف بوليّ العهد المدعوم من أشقائه وشقيقاته.
وأشارت في هذا المجال إلى أنّ الشيخ تميم يمتلك شخصية قويّة وأنّه لا يمكنه القبول بتولي موقع الأمير من دون أن يكون صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في البلد.
وهذا يعني بطبيعة الحال أن يكون مطلق الصلاحية في تشكيل الحكومة التي يريدها وأن يضع على رأسها الشخص الذي يريده. وهذا يعني، بالنتيجة، ذهاب حمد بن جاسم بن جبر إلى منزله.
...........
العرب اللندنية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..