كثير من القراء وحتى من النخبة المشتغلة بالشأن العام لا يدركون بعض تفاصيل
دورة العمل الصحفي، وخاصة العمل في المواقع الإلكترونية للصحف، وهو ما
يسبب التباسًا كبيرًا وسوء تقدير لبعض
الاختيارات أو حتى بعض الأخطاء، في موقع "المصريون" على سبيل المثال يتم ضخ ما بين ستمائة إلى سبعمائة موضوع على مدار اليوم، بعضها من الأعمال الصحفية الثقيلة كالتحقيقات والحوارات وبعضها من الأخبار الجادة التي يقوم على خدمتها فريق العمل وبعضها من الأخبار الخفيفة التي يتم اصطيادها من الإنترنت أو الوكالات كاختيارات مثيرة للدهشة في تغريدات بعض المشاهير على النت في صفحات التواصل الاجتماعي، سواء كانوا مشاهير سياسة أو فن أو دين أو اقتصاد أو رياضة،
وبطبيعة الحال فإن عمل الصحفي يختلف عن عمل القاضي، الصحفي تأتيه المعلومة ويحتاج إلى التعامل معها خلال دقائق قليلة بقرار النشر من عدمه، وفي حالة النشر فإن السباق بين المواقع الإلكترونية للصحف يصل إلى حد أن الدقيقة الواحدة تفرق في السبق وفي تسجيله على محركات البحث، ولذلك تكون الأخطاء واردة ولكنها نادرة، وفي حالة "المصريون" فإن ورود الخطأ في ستة أخبار أو سبعة أخبار يوميًا يعني أن نسبة الخطأ في العمل لا تتجاوز الواحد في المائة، ومع ذلك نعمل على تلافيها تمامًا قدر الطاقة ونصحح ما يستدعي التصحيح فور علمنا به، والبعض يتصور أن رئيس التحرير أو مدير التحرير يمكنه أن يتابع كل هذا الكم الضخم من الأخبار يوميًا، وهو مستحيل حتى لو تفرغ لها تفرغًا كاملًا على مدار الأربع وعشرين ساعة، وإنما تكون هناك قواعد عامة للاختيار وتفويض للعمل ومراقبة انتقائية. وأكثر الأخطاء ترد من زاوية تغريدات المشاهير على الإنترنت، حيث تحدث حالات اختراق للصفحات وتنشر بيانات أو تصريحات للشخص، وطبيعة دورة العمل وسرعته تحتم علينا أن ننشر التغريدة فور صدورها باعتبارها من حساب صاحبها وغالبًا تكون صحيحة ونادرًا ما تكون خلاف ذلك، وإذا ثبت بعد ذلك أنها منتحلة أو أنه تم اختراق حساب صاحبها نلتزم بتصحيح ذلك على الفور عندما يصلنا هذا التصحيح،
وكنا قبل أربعة أيام قد نشرنا تغريدة للناشط السياسي الأستاذ جورج إسحاق، كانت مروعة ومسيئة جدًا له ولتاريخه السياسي، وأحدثت ضجة كبيرة وحققت نسب دخول عالية جدًا، وفي مساء اليوم اتصل إسحاق وأوضح أن هذه التغريدة منتحلة عليه وأنه لا يملك هذا الحساب المشبوه وأن البعض أراد أن يسيء إليه وطلب تصحيح الخبر، فكان أن نشرنا على الفور خبرًا في العناوين الرئيسية بتلك التوضيحات وأن التغريدة منتحلة، وأشهد أن جورج، المثقف المسيحي الوطني المحترم حتى عندما تختلف معه، كان متسمًا بالأدب الرفيع والعتاب الجميل وحسن الخلق المألوف منه ومترفعًا عن السباب والبذاءة، رغم أنه مجروح من الخبر، وبعدها بيومين نشر الزملاء تغريدة أخرى منسوبة لداعية مصري مقيم في الخارج فيها نقد عنيف للإخوان وهو متوافق مع نقده المتكرر لبعض مواقف الجماعة، ولكنه كان نقدًا أكثر عنفًا هذه المرة،
ففوجئت ببعض الأصدقاء يتصلون بي ويخبروني أن هذا "الداعية" يشتم "المصريون" ويشتم رئيس تحريرها بشكل فج في شريط وزعه على الإنترنت معتبرًا أن هذا الحساب لا يخصه ومنتحل عليه، وأرسلوا لي الرابط فذهلت من بشاعة الكلام والجرأة على أعراض الناس والتلميح بكفر صاحب هذه السطور وخروجه من الملة، ثم ثنى بالدفاع العاطفي عن جماعة الإخوان وعن أنه "تربية" الإخوان ويفتخر، والحقيقة أن صدمتي الأكثر مرارة، عندما قارنت بين سلوك "الداعية" تربية الإخوان كما يقول، وبين سلوك مثقف مسيحي وطني لا يقدم نفسه كداعية ولا يحزنون، كما ساءني الانتفاخ الغريب من "الداعية" وهو يتحدث عن نفسه وماذا يريدون منه، متصورًا أن الدنيا هنا تقوم وتقعد وهي مشغولة به وبكلامه أو رسائله، ووالله لا أكاد أذكر أني سمعت له خطبة أو بيانًا أو قرأت له موضوعًا أو انشغلت بأمره يومًا من الأيام، وربما ذلك تقصير مني، لا أعرف، والمرة الوحيدة التي شغلت به دون أن أعرفه عندما تعرض للتشريد والتنكيل منذ خمس أو ست سنوات تقريبًا واتصلت بي السيدة الفاضلة (س.ع) زوجته تستنجد للكتابة عن مأساته لمعاناتها الشديدة هي وأولادها في الغربة
فكتبت مقالًا ضمنته رسالتها كاملة، ودعوت لوقف عملية التنكيل بالرجل وحماية كرامته وكرامة أسرته ووجهت دعوة لحكومتي البحرين والكويت لتصحيح هذا الوضع. أحيانًا نسيء إلى الدعوة وإلى الإسلام والمشروع الإسلامي كله، بوضعه في سياق من الجليطة والبلطجة السلوكية والبذاءة الخطابية، وتزداد الإساءة وزرًا عندما تصدر من الأشخاص الذين يقدمون أنفسهم كدعاة لأخلاق الإسلام وهدي نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
...........
جمال سلطان المصريون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :
الاختيارات أو حتى بعض الأخطاء، في موقع "المصريون" على سبيل المثال يتم ضخ ما بين ستمائة إلى سبعمائة موضوع على مدار اليوم، بعضها من الأعمال الصحفية الثقيلة كالتحقيقات والحوارات وبعضها من الأخبار الجادة التي يقوم على خدمتها فريق العمل وبعضها من الأخبار الخفيفة التي يتم اصطيادها من الإنترنت أو الوكالات كاختيارات مثيرة للدهشة في تغريدات بعض المشاهير على النت في صفحات التواصل الاجتماعي، سواء كانوا مشاهير سياسة أو فن أو دين أو اقتصاد أو رياضة،
وبطبيعة الحال فإن عمل الصحفي يختلف عن عمل القاضي، الصحفي تأتيه المعلومة ويحتاج إلى التعامل معها خلال دقائق قليلة بقرار النشر من عدمه، وفي حالة النشر فإن السباق بين المواقع الإلكترونية للصحف يصل إلى حد أن الدقيقة الواحدة تفرق في السبق وفي تسجيله على محركات البحث، ولذلك تكون الأخطاء واردة ولكنها نادرة، وفي حالة "المصريون" فإن ورود الخطأ في ستة أخبار أو سبعة أخبار يوميًا يعني أن نسبة الخطأ في العمل لا تتجاوز الواحد في المائة، ومع ذلك نعمل على تلافيها تمامًا قدر الطاقة ونصحح ما يستدعي التصحيح فور علمنا به، والبعض يتصور أن رئيس التحرير أو مدير التحرير يمكنه أن يتابع كل هذا الكم الضخم من الأخبار يوميًا، وهو مستحيل حتى لو تفرغ لها تفرغًا كاملًا على مدار الأربع وعشرين ساعة، وإنما تكون هناك قواعد عامة للاختيار وتفويض للعمل ومراقبة انتقائية. وأكثر الأخطاء ترد من زاوية تغريدات المشاهير على الإنترنت، حيث تحدث حالات اختراق للصفحات وتنشر بيانات أو تصريحات للشخص، وطبيعة دورة العمل وسرعته تحتم علينا أن ننشر التغريدة فور صدورها باعتبارها من حساب صاحبها وغالبًا تكون صحيحة ونادرًا ما تكون خلاف ذلك، وإذا ثبت بعد ذلك أنها منتحلة أو أنه تم اختراق حساب صاحبها نلتزم بتصحيح ذلك على الفور عندما يصلنا هذا التصحيح،
وكنا قبل أربعة أيام قد نشرنا تغريدة للناشط السياسي الأستاذ جورج إسحاق، كانت مروعة ومسيئة جدًا له ولتاريخه السياسي، وأحدثت ضجة كبيرة وحققت نسب دخول عالية جدًا، وفي مساء اليوم اتصل إسحاق وأوضح أن هذه التغريدة منتحلة عليه وأنه لا يملك هذا الحساب المشبوه وأن البعض أراد أن يسيء إليه وطلب تصحيح الخبر، فكان أن نشرنا على الفور خبرًا في العناوين الرئيسية بتلك التوضيحات وأن التغريدة منتحلة، وأشهد أن جورج، المثقف المسيحي الوطني المحترم حتى عندما تختلف معه، كان متسمًا بالأدب الرفيع والعتاب الجميل وحسن الخلق المألوف منه ومترفعًا عن السباب والبذاءة، رغم أنه مجروح من الخبر، وبعدها بيومين نشر الزملاء تغريدة أخرى منسوبة لداعية مصري مقيم في الخارج فيها نقد عنيف للإخوان وهو متوافق مع نقده المتكرر لبعض مواقف الجماعة، ولكنه كان نقدًا أكثر عنفًا هذه المرة،
ففوجئت ببعض الأصدقاء يتصلون بي ويخبروني أن هذا "الداعية" يشتم "المصريون" ويشتم رئيس تحريرها بشكل فج في شريط وزعه على الإنترنت معتبرًا أن هذا الحساب لا يخصه ومنتحل عليه، وأرسلوا لي الرابط فذهلت من بشاعة الكلام والجرأة على أعراض الناس والتلميح بكفر صاحب هذه السطور وخروجه من الملة، ثم ثنى بالدفاع العاطفي عن جماعة الإخوان وعن أنه "تربية" الإخوان ويفتخر، والحقيقة أن صدمتي الأكثر مرارة، عندما قارنت بين سلوك "الداعية" تربية الإخوان كما يقول، وبين سلوك مثقف مسيحي وطني لا يقدم نفسه كداعية ولا يحزنون، كما ساءني الانتفاخ الغريب من "الداعية" وهو يتحدث عن نفسه وماذا يريدون منه، متصورًا أن الدنيا هنا تقوم وتقعد وهي مشغولة به وبكلامه أو رسائله، ووالله لا أكاد أذكر أني سمعت له خطبة أو بيانًا أو قرأت له موضوعًا أو انشغلت بأمره يومًا من الأيام، وربما ذلك تقصير مني، لا أعرف، والمرة الوحيدة التي شغلت به دون أن أعرفه عندما تعرض للتشريد والتنكيل منذ خمس أو ست سنوات تقريبًا واتصلت بي السيدة الفاضلة (س.ع) زوجته تستنجد للكتابة عن مأساته لمعاناتها الشديدة هي وأولادها في الغربة
فكتبت مقالًا ضمنته رسالتها كاملة، ودعوت لوقف عملية التنكيل بالرجل وحماية كرامته وكرامة أسرته ووجهت دعوة لحكومتي البحرين والكويت لتصحيح هذا الوضع. أحيانًا نسيء إلى الدعوة وإلى الإسلام والمشروع الإسلامي كله، بوضعه في سياق من الجليطة والبلطجة السلوكية والبذاءة الخطابية، وتزداد الإساءة وزرًا عندما تصدر من الأشخاص الذين يقدمون أنفسهم كدعاة لأخلاق الإسلام وهدي نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
...........
جمال سلطان المصريون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..