الثلاثاء، 4 يونيو 2013

نيويورك تايمز: صراع سني- شيعي يشعل المنطقة انطلاقاً من سوريا

أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقرير لعدد من مراسليها إلى أنّ القتل الطائفي الجاري في العراق اليوم وصل للمرة الأولى إلى مستوى يعود إلى 5 سنوات خلت. كما أنّ رجال دين شيعة من الشباب تطوعوا للقتال في سوريا المجاورة ضد السنّة. وفي لبنان تدور اشتباكات أسوأ من أيّ وقت بين العلويين والسنّة في طرابلس الشمالية.
أما في سوريا نفسها فقد أشار أحد ناشطي المعارضة المدعو مالك الذي كان يزور القصير حيث قتل شقيقه في المعارك بين حزب الله مسانداً للجيش السوري ومسلحي المعارضة، إلى أنّ "الشيعة باتوا هدفاً رئيسياً، فالناس يخسرون أشقاءهم وأبناءهم، وهم غاضبون".
من جانبه يقول المحلل الإقليمي ورئيس المجلس الإيراني- الأميركي الوطني تريتا بارسي إنّ "تجزير" الرئيس السوري بشار الأسد بمساعدة إيران بالسنة السوريين أجج الخلافات إلى أقصى حد بين السنة والشيعة. وأضاف أنّ إيران والأسد قد ينتصران في المعركة العسكرية اليوم لكن بثمن كبير هو عقود من الشقاق الطائفي.
ويشير التقرير إلى أنّ الهجمات السنية العشوائية في العراق على المساجد الشيعية والأحياء التي كانت هدأت في السنوات الأخيرة، عادت مجدداً حتى أنّ عرساً شيعياً تم ضربه.
كما يشير إلى أنّ الإنقسام استفحل بين المذهبين منذ بدء التظاهرات ومساندة قطر والسعودية وتركيا للسنة المعارضين للأسد مقابل الدعم الإيراني للأسد بمساعدة حزب الله، وهي خلافات مذهبية عميقة تأصلت منذ الغزو الأميركي للعراق، وانتشر عبر المنطقة. وأشار التقرير إلى أنّ الخصومة والتجاذب بين أكبر قوتين شيعية وسنية في المنطقة أي إيران والسعودية أدت إلى هذه الصراعات بين أبناء المذهبين، وكذلك بسبب البرنامج النووي الإيراني ومواجهة إيران مع الغرب، والحلف بين إيران وحزب الله ونظام الأسد ضد إسرائيل المدعومة أميركياً.
واليوم يشعر الكثير من العراقيين أنّهم على الطريق نفسها للأيام المظلمة عامي 2006 و2007 حين ضربت البلاد موجة عنف طائفي بين السنة والشيعة. ومع أنّ الشيعة توقفوا عن الرد على الهجمات تلك بعد تدخل أميركي عام 2007، يبدو أنّ ذلك الواقع قد تغير اليوم. فبعد الهجمات السنية الأخيرة والمتوالية باتت كذلك مساجدهم وأحياؤهم عرضة لانتقام شيعي، ويشهد على ذلك الهجوم الاول على مقهى في العامرية في نيسان (أبريل) الماضي، حيث قتل العشرات من السنة. وفيما لم يعلن أحد مسؤوليته عن الحادث أو حوادث أخرى تلته فقد اتهم السنّة الحكومة، أو ميليشيات شيعية مدعومة من إيران.
وفي لبنان شهدت معارك طرابلس بين باب التبانة السنية وبعل محسن العلوية أسوأ مواجهات منذ سنوات بين الطرفين، وهي معارك جاءت عقب نشوب معركة القصير في سوريا التي استعان فيها النظام بآلاف المقاتلين من حزب الله الشيعي اللبناني، وتمكن من إحراز تقدم كبير في المدينة الواقعة في ريف حمص والتي شكلت ملاذاً للمعارضة المسلحة طيلة عامين من النزاع، وممراً للإمداد من الحدود اللبنانية بالذات.
واليوم يخشى السوريون من الطرفين تحول الصراع إلى طائفي، مع العلم أنّ حزب الله الشيعي وجبهة النصرة السنية المرتبطة بالقاعدة يبرزان كأهم لاعبين في ساحة الحرب السورية اليوم. كما أجج الطرفان مشاعر الجماهير الطائفية كلّ على حدة وتلقيا الدعم منها ومن الممولين، خاصة في ما يتعلق بجبهة النصرة حيث حصل الجهاديون على تمويل سني للقتال في سوريا، علماً أنّ متطرفين سوريين متأثرون بعلماء دين متشددين في السعودية بالذات.
ويشير التقرير إلى الإهانات التي كالها الشيخ يوسف القرضاوي إلى إيران والأسد وحزب الله والمذهب العلوي، والتكفير الذي طال الأخير، كما إلى دعوته للجهاد ضد حزب الله وإيران في سوريا حيث أطلق عليهما اسم أعداء الإسلام.
ويتابع أنّ مثل هذه الدعوات وخاصة في ما يتعلق بالتسميات تلقى صداها في الشارع السني بالذات الذي يدعو الشيعة بـ"الكلاب"، و"الأنجاس"، فيما يسمي قادة المتمردين حزب الله باسم "حزب الشيطان". في المقابل فإنّ مؤيدي الحكومة يسمون المتمردين بـ"الجرذان"، ويصمونهم بالبدو والوهابيين.
كلّ هذا دفع رفيق لطوف السوري- الأميركي الشيعي، إلى ترك عمله في البيتزا في نيوجرسي، للإلتحاق بالنظام السوري وتنظيم ما يسمى قوات الدفاع الوطنيحيث قال مؤخراً: "إذا بدأنا في فقدان السيطرة سترون الآلاف من الإيرانيين يأتون إلى سوريا، وآلاف اللبنانيين، والعراقيين، وهم آتون للحرب لا للمشاهدة، فهو جزء من عقيدتهم".
وفي لبنان يقول كامل وزنة مؤسس مركز الدراسات الإستراتيجية الأميركية إنّ المقاتلين يستلهمون العواطف الدينية العائدة إلى القرن السابع في المعركة العراقية اليوم، حول من الأجدر بخلافة النبي محمد.
وفي سوريا تسيطر القوات الحكومية السورية بمساعدة الشيعة على منطقة السيدة زينب، ما منع المتمردين من إحاطة دمشق بالكامل. ويشير وزنة إلى أنّ "دمشق لم تسقط لأنّ السيدة زينب هناك، فالشيعة لن يسمحوا بأن تسبى زينب مرتين".
ويختم الكاتب بشهادة أحد سكان البيضا السنة في بانياس التي تعرضت لمجزرة على يد القوات الموالية للحكومة، حيث قال في مقابلة: "بدء من اليوم، أنا طائفي، ولا أريد أي سلمية بعد الآن".



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..