السبت، 15 يونيو 2013

معاريف :حماس في اشكال حقيقي بعد أن هجرت سورية ولبنان

إسرائيل
تحدث الحرب في سورية شرخا وخصاما أيضا بين منظمتي الارهاب حزب الله وحماس، اللتين على مدى سنوات طويلة تعاونتا بشكل
وثيق ضد عدو واحد ـ اسرائيل.
والان كل شيء يتغير: الكتف الباردة التي أدارها مسؤولو حماس لبشار الاسد، والاقوال العلنية التي اطلقوها ضد نظامه، أدت الى اغلاق مكاتب المنظمة في دمشق. مسؤولوها، الذي عملوا من العاصمة السورية عشرات السنين، توزعوا في كل صوب وطردوا من لبنان ايضا. وبقي مسؤولو حماس من دون بيت فيما أنهم هم أنفسهم في خلاف شديد بالنسبة للموقف الذي ينبغي أن يتخذوه كي ينجوا من التقلبات في العالم العربي. كما أن للازمة جانبا آخر مهما بقدر لا يقل، فتدفق الاموال من ايران توقف وصندوق حماس فارغ.
الابعاد من سورية
في كانون الاول/ديسمبر 2011، بعد اكثر من عقد على ابعاد منظمته من الاردن واستقباله في دمشق باذرع مفتوحة، مرة اخرى حزم رئيس المكتب السياسي لحماس أمتعته. خالد مشعل وكبار مسؤولي حماس ممن كانوا في سورية هجروا الاسد في ساعته الصعبة وانتقلوا الى قطر. وصرح رئيس حكومة حماس اسماعيل هنية في مهرجان في غزة بانه يؤدي التحية للثوار الذين يقاتلون في سبيل حريتهم.
وقد اثارت هذه الخطوة غضب النظام السوري. ففي مقابلة منحها مؤخرا لتلفزيون ‘الميادين’ المتماثل مع حماس، تحدث وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، عن حماس كمن استغلت سورية وذهبت. ‘سورية ساعدت حماس أكثر من أي دولة عربية اخرى’، قال. ‘فقد دخلت سورية الى قائمة المنظمات الارهابية الامريكية لانها قدمت ملجأ للمنظمة في اراضيها’.
ومع دخول حزب الله الى المعركة في سورية انطلقت حماس بشجب ما قامت به المنظمة الشيعية. واقتبست صحيفة ‘القبس′ الكويتية تحقيقا لـ’التايمز′ اللندنية جاء فيه ان مقاتلين من كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحماس، أشرفوا على تدريب مقاتلي الجيش السوري الحر وساعدوا في تأهيل متطوعين للانضمام الى صفوفه. وقد تمت التدريبات في سورية، في مناطق تسيطر عليها حماس، ضمن مواقع اخرى في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
وكشف مصدر لبناني كبير النقاب عن أن عددا من اعضاء الذراع العسكرية لحماس قتلوا في المعارك الوحشية في مدينة القصير الحدودية وان مقاتلين آخرين اعتقلهم جيش النظام. ولدى التحقيق معهم قالوا انه جندهم الثوار السوريون.
في حزب الله ذهلوا من النتائج، حزب الله درب ومول عددا كبيرا من رجال كتائب عز الدين القسام واستثمر اموالا طائلة لتأهيلهم كمقاتلين جيدين. ولهذا فقد فوجئ إذ اكتشف بان القوة التي دربها تقاتل ضده، قال مصدر للصحيفة. ‘رجال حزب الله يرون ان حماس تقاتل مع المنظمات الامنية الاسرائيلية ـ القطرية لابادتهم ولاسقاط نظام الاسد’. وأفادت الصحيفة بانه في أعقاب ذلك أبلغ حزب الله كبار رجالات حماس وناشطيه في لبنان بمغادرة الدولة في غضون ساعات.
الخلاف بين ايران وحماس يخلق خلافات ايضا داخل حماس نفسها بين القيادة السياسية، التي على رأسها خالد مشعل والقيادة العسكرية الكفاحية. وسفر قائد الذراع العسكرية لحماس الى طهران، حيث التقى مع مسؤولين ايرانيين للبحث في تعزيز الحلف بين حماس وايران وحزب الله فاقم الخلافات. فقد جرت الزيارة قبل يومين فقط من الزيارة التاريخية للزعيم السني، الشيخ يوسف القرضاوي الى غزة. القرضاوي، الذي وصف حزب الله بانه حزب الشيطان الذي يجب الجهاد ضده بسبب تدخله في سورية، عمق الخلاف الداخلي في حماس.
مشعل، الذي يقود نحو التقرب من قطر ودول الخليج، يؤيد اقوال القرضاوي، في خلاف مع مسؤولين آخرين من حماس كمحمود الزهار، الذي بعث رسالة عاجلة الى زعيم حزب الله حسن نصرالله كتب فيها ‘انت شيخ الاسلام، والقرضاوي لا يمثل الاسلام’.
صحيفة ‘الحياة الجديدة’ التي كشفت النقاب عن مضمون البرقية، نشرت تقريرا عن وضع حماس، واضافت بان تصريحات القرضاوي دفعت مسؤولي حزب الله في لبنان الى تبليغ 226 ناشطا من حماس بان عليهم ان يغلقوا مكاتبهم السبعة في الضاحية الجنوبية في بيروت، معقل الشيعة في لبنان والخروج من الدولة، ‘ليس لكم مكان في اوساط حزب الشيطان، كما قال سيدكم القرضاوي’.
لا يوجد بيت
اغلاق المكتب السياسي لحماس في دمشق جاء بعد ان صعد الى الحكم في مصر الحزب الام لحماس، الاخوان المسلمون. وذلك بعد عقود من القمع والمذلة تحت حكم ناصر، السادات ومبارك. وكانت في حماس حالة نشوة ومسؤولوها اعتقدوا بانه من الان فصاعدا مصر الكبرى ستمنح المنظمة بيتا حارا ومحبا وستساعدها على زيادة قوتها في المنطقة. وهنا جاءت الخيبة الكبرى: مساعي البقاء لدى الرئيس مرسي في مواجهة معارضيه، الوضع الاقتصادي الصعب في مصر، والتعلق بالولايات المتحدة أجبر مصر على ادارة الظهر لحماس.
قتل 16 شرطيا مصريا في ليل رمضان قرب الحدود الاسرائيلية ـ المصرية أدى الى اتهامات حادة من جانب مصر ضد حماس، التي نفت كل صلة لها بالحادثة. ولكنهم في مصر، مقتنعون بان المشاركين في القتل تلقوا مساعدة من قطاع غزة وبدلا من فتح المكتب السياسي للمنظمة في القاهرة، بدأت مصر بهدم الانفاق من رفح الى غزة وأضرت شديدا باحد الفروع الاكثر ادرارا للمال للمنظمة.
مسؤول حماس الكبير محمود الزهار، المعروف بتأييده لايران، هاجم القاهرة مباشرة، فقد قال: ‘نحن نحترم مصر كدولة ولم نحاول ابدا التدخل في شؤونها او التسلل اليها’. واشار الى أن المصريين يدفعون نحو الانتفاضة ضدهم في القطاع، ولمح الى ان نظام مبارك كان افضل من نظام مرسي إذ قال: ‘النظام السابق كان وحشيا ولكنه لم يسمح ابدا بتجويع غزة’.
خالد مشعل، المؤيد الاساس لتحالف حماس مع مصر، انتقل لتجربة حظه في حلف مع دول الخليج. وهو يوجد اليوم اساسا في قطر. مسؤولون آخرون من المنظمة يوجدون في مصر وفي تركيا.
اين المال؟
لحماس توجد مشكلة اقتصادية عسيرة، بسبب هدم الانفاق، ولكن أكثر من ذلك، بسبب انخفاض التبرعات من الدول ذات المصلحة. ونشر في صحيفة ‘الحياة الجديدة’ ان ايران نقلت رسالة واضحة لممثلي حماس في طهران بان الدعم والتعاون مع المنظمة مجمدان بسبب تأييدها للثوار ضد الاسد. غازي حمد، نائب وزير الخارجية في حكومة حماس اعترف بان المال من ايران لا يأتي مثلما في الماضي.
وحاول مسؤول كبير آخر في المنظمة تخفيض عدة اللهيب وقال: ‘موقفنا مما يجري في سورية يختلف عن موقف ايران وحزب الله، ولكن فضلا عن رفضنا الوقوف الى جانب الاسد توجد لدينا المسائل الاكثر اشتعالا من ناحيتنا، وهي تحرير ارضنا ومقاومة اسرائيل. في هذا الموضوع الدعم الذي نحصل عليه من طهران لم يقلص، يجب الحث باتجاه حوار مشترك ووحدة عربية ضد العدو الحقيقي الوحيد اسرائيل’.
أساف جبور
معاريف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..