الجمعة، 28 يونيو 2013

الشاعر محمد بن عبدالله القاضي وقصيدة القهوه

     نبذة قصيرة عن الشاعر : هو الشاعر الشعبي الكبير محمد بن عبدالله القاضي من بني تميم القبلية العربية ومن أكثر شعراء النبط وأغزرهم إنتاجاً وأقواهم معنى شهد له الجميع وأشاد به نقاد الشعر النبطي على اعتبار أنه من الظواهر الفريدة بالشعر النبطي القليلة التكرار
ولد شاعرنا في عنيزه بالقصيم سنة 1224هـ وفيها توفى سنة 1285هـ عاش حوالي 61سنة نبغ بالشعر منذ صغره وكان حاوياً للخصال الحميدة فقد كان القاضي رحمة الله كريماً إلى حد يفوق الوصف .

القصة
كان الشاعر محمد بن عبدالله القاضي من الشعراء الشباب الذي يتسم بالوقار .. إذا حضر في محلٍ الا كان قطب ذلك المجلس لما تحمل طيات أحاديثه المشوقة من أدب وشعر وطرافة وعفة غزل
وكان القاضي متعود على الحضور فى مجلس آحد كبار المنطقة اللي ساكن فيها ، يوم من الايام قال احد الحضور للشيخ ان محمد القاضي مايقدر يقول قصيدة الا يذكر بيها الغزل فنريد منك اتراهنه على انه يقول قصيدة مافيها شي من الغزل فأذا قدر تعزمه هو والحضور بالمجلس على الغدا واذا ماقدر هو يسوي الغدا للكل وبشرط ان القصيدة ماتقل عن العشرين بيت،وكالعاده وحضر القاضي الى المجلس وهو مايدري ان في  مؤامره عليه من قبل صاحب المجلس والحضور،فبعد ساعة من جلوسه قال له  الشيخ ياصاحب المجلس  ابي منك قصيدة من عشرين بيت ماتذكر فيها شي من الغزل فأذا قدرت غداً  غداك والحضور وان ماقدرت انت اللي تسوي الغدا،وبعد تفكير قليل وافق القاضي وسبب موافقته انه نظر لدلال القهوه وقال راح اخلي فكري بادلال واوصفهن واوصف حمس بنهن واوصف نجرهن وبهارهن والقهوه المهم وبدا بالقصيده بابيات يصف بيها هموم الدنيا .

يامـن لقلبٍ كل ماالـتمّ الاشفاق
من عام الاول به دواكيك وخفوق
يجاهد جنودٍ في سـواهيج الاطراق
و يكشف له أسرارٍ كتمها بصندوق
إلى عنّ له تذكار الأحباب واشتاق
باله وطف بـخاطره طاري الشوق
قربت له من غاية البن مـالاق
بالكف نـاقيها عن العذف منسوق
إحمس ثلاث ٍ يانديمي على ساق
ريحه على جمر الغضا يفضح السوق
حذراك و النية وبالك والإحـراق
واصحى تـصير بحمسة البن مطفوق
الى اصفرّ لونه ثم بشّت بالاعراق
وصارت كما الياقوت يطرب له الموق
وعطـّت بريح ٍفـاضح ٍفاخر ٍفـاق
لا عنبر ٍ ريحه بالانفاس منشـوق
دقـه بنـجر ٍ يسمعه كـل مشتاق
راع الهـوى يطرب ليادق بخفوق
واحشه بدلـة مـولع ٍ كنها ساق
بـلورة ٍ مـنصوبة ٍ تـقل غرنوق
خلّـه تفـوح وراعي الكيف يشتاق
الى طفح له جوهرٍِ صح له لوق
أصغراقموره كالـزمرد بالأشعاق
وكبارها الطافح كما صافي الموق
زلّـه على وضحا بها خـمسة ارناق
هيل ٍ و مسمار ٍ بالأسباب مسحوق
مع زعفرانٍ والشمطري الى انساق
ريحه مع العنبرعلى الطاق مطبوق
إلـى اجتمع هـذا وهـذا بتـيفاق
فـصبه كفيت العوق عن كل مخلوق
بفنجال صين ٍ صافي عنه الارماق
تغـضي وكـرسيه غـدان ٍ لمعشوق
الى صب فابصر جوهره تقل شبراق
رنق ٍ تصور بالـحمامة على الطوق
شكل غَـرَا الفنجال صبغه كما راق
دمّ الـغزال الى امـّـزع منه معـلوق
خمر ٍ الى منه تـساقى بالارياق
وعليه من ماء صافي الورد مـذلوق
راعيه كنه شارب ٍ ريق ترياق
كاس الطرب واسرور من ذاق له ذوق



وعند ما وصل القاضي الى البيت رقم 19 بالقصيدة حس صاحب المجلس  ان القاضي راح يكمل القصيدة بدون غزل فطلب من القاضي ان يتوقف قليلاً لان اهله طالبينه بالبيت لامر هام وانه لايود ان  يطوفه  شي من القصيدة فتوقف القاضي عن القصيد ودخل  لبيته وكان الامر تدبير خطة لجعل القاضي يخسر الرهان حيث ان كان لصاحب المجلس  بنت فائقة الجمال وبسن ال14 فناداها وعلمها بشرطه مع القاضي وطلب منها ان تدخل وراه وتشيل جرت الماء الموجوده هناك وكانها  حضرت  على نيتها تملي الجره وكان قصد صاحب المجلس  ان يخلف  للقاضي ويخليه يضطر لقول الغزل ويخسر الرهان،رجع  للمجلس وعلى اثره جأت البنت وخلت عينها بعين القاضي وشالت الجره على كيفها حيث تأكدت من ان القاضي شاف حسنها بالكامل بعدها اكمل قصيدته القاضي  فما كان من القاضي الا يقول

يحتاج من خمرالسكارى الى فاق
طـفل ٍ يشف شفاه والعـنق مفـهوق
عبث ٍ يعيل ابـحُبة ٍ منه ما ماق
وهـو يباهي باهـي البدر بشــعوق
في وجنتيه الى غنج بارق ٍ حاق
عـجل ٍ رفيفه بالطـها الغـرق بطـبوق
سحر ٍكتب من حبرعينيه باوراق
خـديه صـادين ٍ و نـونين من فـوق
كن العرق بخـدودها حـصّ ارناق
نـثر عـلى صفحات بلـورة الشوق
إلى تبسم شع و أشـرق بالآفاق
نور ٍ يفـوق البـدر سحار منـطــوق
والعنق كن المسك والورس بـراق
ما مشخص ٍ في صدره الشاخ مدفوق
يـمشي برفق ٍ خايف ٍ مدمج الساق
يفصم حـجول ٍ هزه الثقل من فوق
الى صفت لك ساعة ٍ و أنت مشتاق
فاقطف زهر مالاق و العمر ملحـوق
فالى حضر ماقلت عندي فالارزاق
بيدي كـريم ٍ كافـل كل مخلــوق
والله لو يمــشي شقاق ٍ بالأسواق
مـن الملاء مايمسط الخمس مخلوق
هـذا و صلوا عـد ما ناض بـراق
أو ماشكى الفر قا شفيق ٍ لـمشفوق
على النبي مـا زج زاج ٍ با لأوراق
و آلـه و صحبه عد ماسيق مـسيوق

وصاح المجلس عن بكرة ابيه صح لسانك يالقاضي لكنك خسرت الرهان لانك تغزلت ومادريت بنفسك،قال وش قلت من الغزل،فاعادوا عليه ابيات الغزل اللي باخر القصيدة ،قال هالبيوت انا قلتها ، قالوا له اي والله انت قايلها هلحين ، قال خسرت فرد عليه صاحب البيت  واخبره انه تعمدناك يالقاضي وان دخول البنت كان مقصود وكسب القاضي الرهان .



-

.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..