بقلم: د.محمد السعيدي
المفكرون
والحقوقيون والشرعييون الذين أيدوا حق الشعوب في التظاهر إبان موجات ما يُسمى
بالربيع العربي معظمهم بل ربما كلهم لا يؤيدون مثل تلك التظاهرات في تركيا ، لهذا أجد
أن موقفهم اليوم سيكون صعباً جداً
من
الاثنين الماضي بدأت في تركيا مظاهرات امتدت في اليومين الأخيرين إلى عدد من المدن
التركية ، ويبدو أن التيار العلماني له أثر كبير في التسويق لها ، ويبدو أيضا أن
الأسباب الباعثة إلى انتشارها واستمراريتها ليست مقنعة ومع ذلك يؤكد بعض
المراقبين أنها مرشحة للاستمرار .
قناعتي
الشخصية أن إثارة هذه المظاهرات لا تخرج عن عباءة المؤامرة ضد نظام حقق نجاحات
اقتصادية لم يكن يراد لها أن تتحقق في تركيا لاسيما وأنها وصلت إلى حد منافسة
الشركات التركية المتخصصة في مجالات الإعمار والتطوير لشركات عالمية كبرى ودخولها
معها في صراعات على المكاسب داخل داخل عدد من الدول المستهلكة لمثل هذه النشاطات .
إضافة
إلى أن التغيير المراد صناعته في الشرق الأوسط والذي بدأ التهيئ له مع بداية
الثورة التونسية ، هذا التغيير لا يتناسب مع وجود دولة قوية تدعم مشاريع النهضة في
البلاد العربية وتُجَهِّز نفسها لتكون هي سيدة سوق التطوير وإعادة البناء والإعمار
في تلك الدول .
أرجو
أن يفشل التصعيد للتظاهر في تركيا لأنها ستخسر كثيراً لو نجح المتظاهرون في إملاء
شروطهم على الحكومة او مؤسسة الرئاسة .
وستخسر
معها الدول العربية والثورة السورية ، ولن يستفيد من نجاحها سوى مشروع الشرق
الأوسط الجديد والذي لازال منذ الثورة التونسية يحقق مكاسب وإن تك ضئيلةً وبطيئةً
جداً .
هذا
الحدث التركي ينبغي عليه أن يعيدنا للتفكير في مدى صوابية إقرار المظاهرات العامة
والجماهيرية كوسيلة صحيحة للتغيير والمطالبة بالحقوق .
المفكرون
والحقوقيون والشرعييون الذين أيدوا حق الشعوب في التظاهر إبان موجات ما يُسمى
بالربيع العربي معظمهم بل ربما كلهم لا يؤيدون مثل تلك التظاهرات في تركيا ، لهذا أجد
أن موقفهم اليوم سيكون صعباً جداً لأنهم إن وافقوا على حق المتظاهرين فيما يقومون
به فقد ساهموا في إسقاط النظام الذي تغنوا به كثيراً وما زالوا يفعلون ، وإن وقفوا
ضد هذا الحق فقد انقلبوا على فكرتهم التي جعلوها مفصلية بالنسبة لهم واستسخفوا كل
من عارضهم فيها .
مريدوا
الحق لن يقف في وجوههم أي موقف يعتبر عند غيرهم حرجا ، وأنا أتمنى عليهم أن يعيدوا
النظر في المظاهرات العامة وجدوى التغيير الكامل من خلالها ، فما يحدث في تركيا
اليوم فرصة لإعادة النظر في هذه القضية بشكل أكثر موضوعية .
ماذا
لو استخدمت الحكومة التركية العنف في قمع المتظاهرين ، هل ستكون محقة ؟
فإن
قيل نعم ، فماذا سيكون الجواب عن حق الشعب في التظاهر والمطالبة بما يريد.
وإن
قيل لا ليست محقة فكيف سيكون السبيل لتجنب إملاءات العلمانيين الذين سوف يستخدمون
لا محالة آلة الشعب لتحقيق مطالبهم التي هي في نهايتها هدم للبناء الذي تعبت في
تشييده حكومة العدالة والتنمية .
----------------------------
ههههههها حشر الدكتور السعيدي بعض الحقوقيين هنا، في صيدة محترفة، لا يعرفها إلا مكاوي قحّ كالسعيدي.. ننتظر من يرد عليه..
عبدالعزيز قاسم
ههههههها حشر الدكتور السعيدي بعض الحقوقيين هنا، في صيدة محترفة، لا يعرفها إلا مكاوي قحّ كالسعيدي.. ننتظر من يرد عليه..
عبدالعزيز قاسم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..