واشنطن - رويترز
وأضافوا أن العاملين الحاسمين في قرار تغيير النهج الأميركي يتمثلان في زيادة المكاسب العسكرية التي حققتها قوات الرئيس السوري بشار الأسد بدعم من «حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران، ومعلومات الاستخبارات التي تؤكد استخدام الجيش النظامي أسلحة كيماوية وتحديداً غاز الأعصاب السارين.
ولم يتضح أي من هذين العاملين لعب دوراً أكبر في قلب الموازين. فما أعلنته إدارة أوباما هو وجود أدلة على استخدام أسلحة كيماوية قال أحد كبار المسؤولين بالإدارة إنها «تبلورت» في الأسبوعين الماضيين.
غير أن بعض المسؤولين الأميركيين قال إن العامل الحقيقي وراء تغيير حسابات أوباما في شأن سورية لا يتمثل في استخدام الأسلحة الكيماوية المعروف منذ أشهر بل في الدور المتنامي الذي يضطلع به «حزب الله». إذ إن التقدم الذي أحرزه «حزب الله» في الميدان، زاد من احتمال بقاء الأسد في السلطة لبعض الوقت. كما أن قرار الحزب الشيعي بالتدخل المباشر في الصراع لمساندة الأسد في مواجهة مقاتلي المعارضة الذين يغلب عليهم السنة، ساهم أيضاً في تعزيز المنحى الطائفي الذي اتخذته الحرب وأذكى التوتر بين السنة والشيعة في لبنان.
وقال مسؤولون أميركيون وديبلوماسيون أوروبيون أيضاً إن اجتماع الرئيس أوباما مع حلفائه خصوصاً الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في اجتماع مجموعة الدول الثماني في إرلندا غداً وبعد غد، كان عاملاً أسهم في قرار أوباما. ومن المقرر أن تتصدر القضية السورية جدول أعمال قمة الثماني. وأوضح ديبلوماسي أوروبي: «إن لم يبدأوا (الأميركيون) في اتخاذ إجراء حيال هذه القضية، لكان وجه اجتماع مجموعة الثماني انتقاداً حاداً للرئيس (أوباما)».
ولاقى أوباما انتقادات لاذعة من الصقور في الكونغرس الأميركي وغيره عندما لمح لأول مرة في نيسان (أبريل) الماضي، إلى احتمال استخدام أسلحة كيماوية في سورية ما مثل تجاوزاً لـ «خط أحمر» وضعه العام الماضي. لكن من دون أن يستتبع أوباما ذلك باتخاذ أي إجراءات ضد حكومة النظام السوري. وفي مقابلة أجريت قبل عشرة أيام، شدد أحد كبار المساعدين على أن مسألة الأسلحة الكيماوية لم تستبعد قط. وقال المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية آنذاك إن هناك «تعليمات واضحة من الرئيس (أوباما) بألا نتراجع عن الخط الأحمر». وأعلن البيت الأبيض يوم الخميس أنه خلص إلى أن القوات السورية استخدمت أسلحة كيماوية، وقال إن أوباما قرر إمداد المعارضة بالمساعدات العسكرية المباشرة. وعلى رغم أن أوباما غير نهجه باتخاذ هذه الخطوة بعدما ظل البيت الأبيض يعارض الدعوات المنادية بتسليح المعارضة لأكثر من عام، يبدو أنه لا يريد انجرار الولايات المتحدة في الحرب في سورية.
وقال مسؤولون أوروبيون وآخرون على اطلاع بتطور الأوضاع إن الولايات المتحدة ستمد المجلس العسكري السوري بالأسلحة الآلية وقذائف المورتر الخفيفة والقذائف الصاروخية. وأوضحوا أنه على رغم أهمية هذه الأسلحة، فإنها لن تشمل الصواريخ الأرض جو التي تعرف باسم «مانباد» المحمولة على الكتف التي يمكن أن تسقط المقاتلات وطائرات حوامة عسكرية.
كما قال المسؤولون أن واشنطن لا تؤيد حالياً فرض «منطقة حظر طيران» في أجواء سورية، الأمر الذي يتطلب التزاماً قوياً من سلاح الجو الأميركي والأوروبي في مواجهة الدفاعات الجوية السورية الكثيفة، ذلك لأسباب عدة منها غياب الإجماع الدولي على هذه الخطوة. وأوضح مسؤول أميركي سابق له علاقات كثيرة في المنطقة متحدثاً عن الخطوات الجديدة التي اتخذها البيت الأبيض أنه «خيار منخفض التكلفة إلى حد ما»، معبراً عن قلقه من أن تكون المساعدات العسكرية الأميركية قد تأخرت شهوراً.
ورفض البيت الأبيض ووزارة الخارجية الإعلان عن التفاصيل بخصوص أنواع الأسلحة وبعض الإمدادات الأخرى المقرر إرسالها إلى مقاتلي المعارضة أو موعد إرسالها.
وبينما كان أوباما يتوخى الحذر دائماً من التدخل الأميركي في سورية كان أعضاء فريقه يختلفون أحياناً حول هذه المسألة. وقال ديبلوماسيون ومسؤولون سابقون إن القرار الأولي الذي اتخذه أوباما في آب (أغسطس) 2011 بمطالبة الأسد بالرحيل سبقه نقاش مكثف في واشنطن ولندن وبعض العواصم الأخرى. وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ثابتة على موقفها بمعارضة التدخل العسكري الكبير لواشنطن في سورية مثل فرض منطقة حظر طيران. لكن وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) السابق ديفيد بترايوس اقترحا في الخريف الماضي سوية تزويد الولايات المتحدة مقاتلي المعارضة بالسلاح. غير أن البيت الأبيض رفض هذه الفكرة.
ويتردد حالياً أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري لعب دوراً فعالاً في إقناع أوباما بضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات. وقال دينيس روس الذي كان يعمل مستشاراً لأوباما لشؤون الشرق الأوسط: «بات الاتفاق داخل الإدارة على اتخاذ المزيد من الخطوات أكثر وضوحاً مما كان عليه في الماضي. لكن أعتقد أن التردد لا يزال موجوداً». وأضاف إنه أثناء عمله في البيت الأبيض كان أوباما يتحقق بشدة من مدى تعقل وتداعيات الخيارات التي يطرحها مستشاروه بخصوص سورية.
وقال في مقابلة أجريت معه الأسبوع الماضي إن أوباما كان يقول: «أريد أن أسمعكم فأخبروني ماذا سيتمخض عن ذلك. أخبروني بتداعيات اتخاذ الخطوة «س» وكيف ستسهم في تحسين الوضع وتثمر عن النتيجة التي ننشدها». وأشار روس إلى أنه أثناء عمله في البيت الأبيض تأثر تفكير أوباما كثيراً بالتجربة الأميركية في حروب الآونة الأخيرة التي سلطت الضوء على صعوبة تغيير الظروف في الدول الإسلامية. وأضاف أن حسابات أوباما كانت ستختلف إذا كانت هناك معارضة «أكثر تماسكاً ومصداقية وإقناعاً» في سورية.
وأبدى مصدر ديبلوماسي غربي كبير رأياً مماثلاً، وقال إن أوباما يطلب من مساعديه في الأساس أن يثبتوا له أن التدخل الأميركي سيساهم في تحسين الوضع. وأضاف: «إنه موقف مشروع. لا أتوقع في الوقت الحالي أن يوافق الأميركيون على إرسال أسلحة ثقيلة».
ولا يزال الجميع يترقبون الوضع لمعرفة ما إذا كانت المساعدات الأميركية ستغير المشهد العسكري الذي يظهر تحقيق قوات الأسد المدعومة بمقاتلي «حزب الله» مكاسب متواصلة في مواجهة المعارضة. لكن عندما سئل نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض إذا كانت المساعدات الأميركية ضئيلة للغاية، قال: «نعتقد أننا نستطيع إحداث فارق». وأشار إلى أن عدداً من الدول العربية وتركيا تدعم المعارضة السورية أيضاً.
السبت ١٥ يونيو ٢٠١٣
قال مسؤولون حاليون وسابقون إن قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما تسليح
مقاتلي المعارضة السورية للمرة الأولى جاء بعد نقاش مكثف استمر نحو عامين
داخل البيت الأبيض لم يتوقف فيه الرئيس ومستشاروه المقربون عن التشكك في
جدوى التدخل الأميركي في حرب دائرة في منطقة الشرق الأوسط.
وأضافوا أن العاملين الحاسمين في قرار تغيير النهج الأميركي يتمثلان في زيادة المكاسب العسكرية التي حققتها قوات الرئيس السوري بشار الأسد بدعم من «حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران، ومعلومات الاستخبارات التي تؤكد استخدام الجيش النظامي أسلحة كيماوية وتحديداً غاز الأعصاب السارين.
ولم يتضح أي من هذين العاملين لعب دوراً أكبر في قلب الموازين. فما أعلنته إدارة أوباما هو وجود أدلة على استخدام أسلحة كيماوية قال أحد كبار المسؤولين بالإدارة إنها «تبلورت» في الأسبوعين الماضيين.
غير أن بعض المسؤولين الأميركيين قال إن العامل الحقيقي وراء تغيير حسابات أوباما في شأن سورية لا يتمثل في استخدام الأسلحة الكيماوية المعروف منذ أشهر بل في الدور المتنامي الذي يضطلع به «حزب الله». إذ إن التقدم الذي أحرزه «حزب الله» في الميدان، زاد من احتمال بقاء الأسد في السلطة لبعض الوقت. كما أن قرار الحزب الشيعي بالتدخل المباشر في الصراع لمساندة الأسد في مواجهة مقاتلي المعارضة الذين يغلب عليهم السنة، ساهم أيضاً في تعزيز المنحى الطائفي الذي اتخذته الحرب وأذكى التوتر بين السنة والشيعة في لبنان.
وقال مسؤولون أميركيون وديبلوماسيون أوروبيون أيضاً إن اجتماع الرئيس أوباما مع حلفائه خصوصاً الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في اجتماع مجموعة الدول الثماني في إرلندا غداً وبعد غد، كان عاملاً أسهم في قرار أوباما. ومن المقرر أن تتصدر القضية السورية جدول أعمال قمة الثماني. وأوضح ديبلوماسي أوروبي: «إن لم يبدأوا (الأميركيون) في اتخاذ إجراء حيال هذه القضية، لكان وجه اجتماع مجموعة الثماني انتقاداً حاداً للرئيس (أوباما)».
ولاقى أوباما انتقادات لاذعة من الصقور في الكونغرس الأميركي وغيره عندما لمح لأول مرة في نيسان (أبريل) الماضي، إلى احتمال استخدام أسلحة كيماوية في سورية ما مثل تجاوزاً لـ «خط أحمر» وضعه العام الماضي. لكن من دون أن يستتبع أوباما ذلك باتخاذ أي إجراءات ضد حكومة النظام السوري. وفي مقابلة أجريت قبل عشرة أيام، شدد أحد كبار المساعدين على أن مسألة الأسلحة الكيماوية لم تستبعد قط. وقال المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية آنذاك إن هناك «تعليمات واضحة من الرئيس (أوباما) بألا نتراجع عن الخط الأحمر». وأعلن البيت الأبيض يوم الخميس أنه خلص إلى أن القوات السورية استخدمت أسلحة كيماوية، وقال إن أوباما قرر إمداد المعارضة بالمساعدات العسكرية المباشرة. وعلى رغم أن أوباما غير نهجه باتخاذ هذه الخطوة بعدما ظل البيت الأبيض يعارض الدعوات المنادية بتسليح المعارضة لأكثر من عام، يبدو أنه لا يريد انجرار الولايات المتحدة في الحرب في سورية.
وقال مسؤولون أوروبيون وآخرون على اطلاع بتطور الأوضاع إن الولايات المتحدة ستمد المجلس العسكري السوري بالأسلحة الآلية وقذائف المورتر الخفيفة والقذائف الصاروخية. وأوضحوا أنه على رغم أهمية هذه الأسلحة، فإنها لن تشمل الصواريخ الأرض جو التي تعرف باسم «مانباد» المحمولة على الكتف التي يمكن أن تسقط المقاتلات وطائرات حوامة عسكرية.
كما قال المسؤولون أن واشنطن لا تؤيد حالياً فرض «منطقة حظر طيران» في أجواء سورية، الأمر الذي يتطلب التزاماً قوياً من سلاح الجو الأميركي والأوروبي في مواجهة الدفاعات الجوية السورية الكثيفة، ذلك لأسباب عدة منها غياب الإجماع الدولي على هذه الخطوة. وأوضح مسؤول أميركي سابق له علاقات كثيرة في المنطقة متحدثاً عن الخطوات الجديدة التي اتخذها البيت الأبيض أنه «خيار منخفض التكلفة إلى حد ما»، معبراً عن قلقه من أن تكون المساعدات العسكرية الأميركية قد تأخرت شهوراً.
ورفض البيت الأبيض ووزارة الخارجية الإعلان عن التفاصيل بخصوص أنواع الأسلحة وبعض الإمدادات الأخرى المقرر إرسالها إلى مقاتلي المعارضة أو موعد إرسالها.
وبينما كان أوباما يتوخى الحذر دائماً من التدخل الأميركي في سورية كان أعضاء فريقه يختلفون أحياناً حول هذه المسألة. وقال ديبلوماسيون ومسؤولون سابقون إن القرار الأولي الذي اتخذه أوباما في آب (أغسطس) 2011 بمطالبة الأسد بالرحيل سبقه نقاش مكثف في واشنطن ولندن وبعض العواصم الأخرى. وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ثابتة على موقفها بمعارضة التدخل العسكري الكبير لواشنطن في سورية مثل فرض منطقة حظر طيران. لكن وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) السابق ديفيد بترايوس اقترحا في الخريف الماضي سوية تزويد الولايات المتحدة مقاتلي المعارضة بالسلاح. غير أن البيت الأبيض رفض هذه الفكرة.
ويتردد حالياً أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري لعب دوراً فعالاً في إقناع أوباما بضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات. وقال دينيس روس الذي كان يعمل مستشاراً لأوباما لشؤون الشرق الأوسط: «بات الاتفاق داخل الإدارة على اتخاذ المزيد من الخطوات أكثر وضوحاً مما كان عليه في الماضي. لكن أعتقد أن التردد لا يزال موجوداً». وأضاف إنه أثناء عمله في البيت الأبيض كان أوباما يتحقق بشدة من مدى تعقل وتداعيات الخيارات التي يطرحها مستشاروه بخصوص سورية.
وقال في مقابلة أجريت معه الأسبوع الماضي إن أوباما كان يقول: «أريد أن أسمعكم فأخبروني ماذا سيتمخض عن ذلك. أخبروني بتداعيات اتخاذ الخطوة «س» وكيف ستسهم في تحسين الوضع وتثمر عن النتيجة التي ننشدها». وأشار روس إلى أنه أثناء عمله في البيت الأبيض تأثر تفكير أوباما كثيراً بالتجربة الأميركية في حروب الآونة الأخيرة التي سلطت الضوء على صعوبة تغيير الظروف في الدول الإسلامية. وأضاف أن حسابات أوباما كانت ستختلف إذا كانت هناك معارضة «أكثر تماسكاً ومصداقية وإقناعاً» في سورية.
وأبدى مصدر ديبلوماسي غربي كبير رأياً مماثلاً، وقال إن أوباما يطلب من مساعديه في الأساس أن يثبتوا له أن التدخل الأميركي سيساهم في تحسين الوضع. وأضاف: «إنه موقف مشروع. لا أتوقع في الوقت الحالي أن يوافق الأميركيون على إرسال أسلحة ثقيلة».
ولا يزال الجميع يترقبون الوضع لمعرفة ما إذا كانت المساعدات الأميركية ستغير المشهد العسكري الذي يظهر تحقيق قوات الأسد المدعومة بمقاتلي «حزب الله» مكاسب متواصلة في مواجهة المعارضة. لكن عندما سئل نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض إذا كانت المساعدات الأميركية ضئيلة للغاية، قال: «نعتقد أننا نستطيع إحداث فارق». وأشار إلى أن عدداً من الدول العربية وتركيا تدعم المعارضة السورية أيضاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..