السبت، 22 يونيو 2013

رفاق دريد لحام يكشفون أسراره

* علي محمد طه
في مشهد من مسرحية (ضيعة تشرين) يعود المقاتلون من أرض الكرم المحتلة منهزمين , فلم يجدوا شيئا مما كان قد قاله لهم مختار القرية من كون عدوهم ضعيفا وجبانا ولا يملك سلاحأ ، وكانوا قد وجدوا العكس في أرض الميدان, فالعدو قوي ومتسلح بشكل جيد بينما هم أسلحتهم قديمة وعددهم قليل وغير مؤهلين لخوض معركة الكرامة مقابل العدو الغاشم ، وفي لحظة محاسبة الذات ولوم المختار الذي زج بهم في هذه المعركة غيرالمتكافئة ,وكونه هو من أعطاهم معلومات غير صحيحة, بل وكاذبة مما تسبب في هزيمتهم وتقهقرهم أمام العدو الذي كان قد احتل جزءا من الأرض, فبات بعد هذه المعركة محتلاً للأرض كلها ، في خضم هذا الموقف الحزين وقف المختار مبتهجاً مختالاً فخوراً بنفسه ليقول لهم أنتم لم تنهزموا ,بل أنتم منتصرون ، نظر الجميع له بدهشة واستغراب متسائلين عن أي انتصار يتحدث هذا ، فأعاد قوله: نعم أنتم انتصرتم لأن حلم وهدف عدوكم لم يتحقق من المعركة ، فنظروا له مجدداً مستغربين ، فقال لا تستغربوا فقد كنت أنا الهدف من الحرب ,وكان هم العدو اسقاط النظام ولكنه فشل في ذلك, وانظروا كيف أنني أعيش بينكم واتحفكم بنظرياتي وأفكاري .هيا ارقصوا وافرحوا فأنتم منتصرون اليوم . وبهذا ضحك المختار على شعبه بهذه الأكذوبة والمهزلة التي تفتقت من مخيلته وصدق الشعب المغلوب على أمره ما قاله له مرة بالترغيب وأخرى بالترهيب، يذكرنا هذا المقطع من المسرحية التي كان أحد أبطالها دريد لحام بمواقف الفنان نفسه الذي ظل طوال خمسين سنة ماضية يصدع رؤوسنا بمسرحياته وأفلامه التي تتحدث عن الصراع العربي الإسرائيلي ,وعن الظلم والنظم الديكتاتورية محملة بطابع عروبي قومجي ,وكان للعبه على وتر هذه المواضيع الحساسة والمشوقة للجماهير الغاضبة سبب كبير في شهرته ونجاحه وتألق نجوميته ، ومع مرور الأيام بدأ هذا الرجل يفقد بريقه بسبب مواقفه ,وعلاقاته المشبوهة مع حزب الله الذي تربطه به علاقة وثيقة ,حيث يعتبر عضوا غير رسمي فيه ,فهو من والد شيعي دمشقي ووالدة من بلدة ( مشغرة) في البقاع اللبناني مع أنه ينتمي منذ سنوات طويلة للحزب القومي الاجتماعي السوري الذي يطالب بعودة السوريين في بلاد الشام إلى جذورهم الفينيقية القديمة كمرجع عرقي لكل أهل الشام بغض النظر عن دينهم وانتمائهم ، الحقيقة التي لايمكن التغاضي عنها أن هذا الرجل المتلون استطاع تسلق كل طريق يخدم مصالحه ومصالح من يعمل معهم من فنانين ومثقفين وسياسيين ,ولعل الكثيرين يجهلون أن اسم(غوار) الذي تسمى به في أعماله الفنية وتسبب في شهرته هو اسم لفلاح فقير يعمل في تنظيف المكاتب في التلفزيون السوري كان اسمه (غوار) . دخل دريد للفن من أبوابه العريضة عن طريق نهاد قلعي وخلدون المالح واستطاع الالتفاف عليهما وجني ما انجزاه من جهد فني لينسبه لنفسه ,وهذا ما أكده رفيق سبيعي في كتاباته وهو ما قاله عمر حجو ياسين بقوش و محمد الماغوط ونهاد قلعي الذي مرض أثر ضربه على رأسه بكرسي في مطعم (النادي العائلي ) بدمشق من قبل أحد ضباط سرايا الدفاع العاملين مع رفعت الاسد مما تسبب له في نزيف دماغي ,وقد حضر دريد قصة ضربه ,وعند الشهادة شهد بما يؤيد ضاربيه ,وقام ببيع رفيق دربه من أجل ضباط رفعت الاسد ، زرت ذات مرة أسرة الراحل نهاد قلعي وقد كان تصرف دريد تجاه نهاد مزعجاً لهم وخاصة أنه تلقى مساعدات كان من المفترض أن تصل الى نهاد عن طريقه ليضعها في حسابه الخاص عرضت علي عائلة نهاد قصاصة كتبها بيده قبل موته تقول ( إن شخصية غوار الطوشة التي جسدها دريد لحام في أعماله هي في الحقيقة تجسد حقيقة أخلاقيات هذا الرجل ), وطبعاً شخصية غوار هي الشخصية الانتهازية الكاذبة المراوغة التي تعيش على النصب وعلى الاحتيال ,وهذا كان حال دريد مع كل من عمل معهم خلال الاربعة عقود الماضية، زرته ذات مرة في بيته فوجدت شهادات تقدير ودروعا مهداة له من قبل حزب الله وعندما سألته عن علاقته به قال هي وطيدة فهو حزب مقاوم تجمعني به روابط الدين والمقاومة ,وأنا أدعمه معنويا وماديا وفي كل شيء وحتى أولادي يتمنون الانتساب له ، دريد لحام في ذاكرة الدراما السورية يجسد النصب وسرقة إبداع الغير وقد حررت بحقه الكثير من القضايا التي تتهمه بالنصب والاحتيال, ولكن علاقاته الأمنية حالت دون إدانته كونه كما يقال عنه في سوريا مدعوم . ذات مرة زرته مع كاتب قصة (وطن في السماء ), حيث كان قد اتهم دريد بسرقة قصة روايته حرفيا وتنكر له ولقصته وبعد إنكار لمعرفته به وبقصته وبعد شروعنا للخروج من بيته ناداه دريد مهددا (شوف أنا ما بضر حدى لكن في الوقت المناسب بتظهر لي مخالب وأستطيع أذية أي أحد) الغريب أن هذا الرجل اختير عام 1997م سفيراً للنوايا الحسنة لمنظمة اليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.



مع أنه أبعد ما يكون عن النوايا الحسنة ,وهذه بشهادة كل من عملوا معه خلال السنوات الماضية, فهو في نظرهم الفنان البخيل الذي يأكل حقوق من يعمل معهم, وهو المراوغ الذي لايؤمن جانبه . الغريب أن هذا الفنان يجد من يسوق له أعماله لأسباب كثيرة منها صلته مع شقيق زعيم عربي كبير تربطه به رابطة نسب ومنها إدارة بعض القنوات الفضائية التي يديرها أشخاص من نفس طائفته والتي لا يزالون يعملون على تكريسه كرمز للصمود والتصدي رغم سقوطه منذ عام 1994م, ومع مسلسل (أبو الهنا ) الذي فشل فشلا ذريعاً وهم يريدون تسويقه رغم أنه سقط فنياً وأخلاقيا ..كتبت هذه المقالة بعد علمي بقيام قناة عربية تصف نفسها بالرائدة بشراء مسلسله (سنعود بعد قليل) لعرضه في رمضان القادم ,والعمل يتحدث عن أوضاع سوريا الحالية ويروي قصة عائلة هاجرت من سوريا إلى لبنان بسبب الوضع المتردي في سوريا ,فهل سيتقبل الناس مشاهدة مسلسل يقوده شبيح دعم النظام لسنوات ,ولا يزال كما يقول السوريون وحاول بعضهم إيقاف تصويره في لبنان عدة مرات ...هذا ما سنعرف الإجابة عنه في رمضان القادم
...........المثقف الجديد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..