الأحد، 23 يونيو 2013

القاعدة والظواهرى وجريمة القصير!

 بعد يوم واحد من الاحتلال الشيعي ـ الإيراني اللبناني العلوي ـ لمدينة القصير السورية بعد أن سواها الطيران والمدفعية والدبابات بالتراب وارتكبوا مذبحة مروعة على مسمع ومرأى من العالم كله، صدر بيان منسوب إلى زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، توقع الجميع أنه يدين ما حدث في القصير ويندد بالتورط الروسي والإيراني في تلك الجريمة، لكن الذي حدث أن بيان الظواهري حذر السوريين من أمريكا ودعا لتأسيس دولة إسلامية في سوريا، البيان المذهل في توقيته ومناسبته كان أشبه بغسيل سمعة للنظام السوري وجريمة إيران وروسيا وحزب الله في القصير وفي سوريا، لأن الإعلام العربي والدولي ركز على البيان الغريب للقاعدة وخفف التركيز على جريمة القصير المروعة،

كما أن البيان أتى ليمثل دعمًا سياسيًا كبيرًا لنظام حافظ الأسد ودعمًا للخطاب الروسي والإيراني الذي أعلن أن نظام بشار يواجه مجموعات إرهابية في القصير وليست ثورة شعب، هل هذا الخطاب صادر فعلًا عن تنظيم القاعدة وعن أيمن الظواهري، تلك كارثة لو كان صحيحًا، والغريب أن يهاجم البيان أمريكا رغم أنها ليست الأسوأ في سوريا، صحيح أنها تتواطأ الآن مع الروس والإسرائيليين من أجل كسر شوكة الثورة وإضعاف موقفها التفاوضي،

ولكن الجريمة الأساسية والعدوان الحقيقي والعدو الأكبر الآن وفي تلك اللحظة هو روسيا وبوتين، يليهما إيران وحزب الله، لكن بيان الظواهري لم يتعرض لهم جميعًا، وانشغل بخطاب نمطي ومستهلك عن أمريكا وأم أمريكا، البيان يكشف عن تناغم كامل بين خطاب القاعدة الآن، أو الخطاب المنسوب للقاعدة حاليًا، وبين التخطيط الروسي والإيراني في سوريا، هذا يطلق رسالة والآخر يؤكد صدقيتها بطريقة غير مباشرة، وهو الأمر الذي يطرح علامات استفهام كبيرة عن حقيقية تنظيم القاعدة الآن وحتى عن قيادته وعن شخصية الظواهري،

هل نحن أمام أكثر من تنظيم للقاعدة، وأن بعض تلك الأفرع تابعة أو مخترقة من مخابرات روسية مشهورة بكفاءتها؟ هل هناك سيطرة إيرانية من نوع ما على بعض قادة تنظيم القاعدة؟ هل يقيم أيمن الظواهري حاليًا في إيران. ومعروف أن إيران احتضنت عددًا من قادة تنظيم القاعدة والخلايا المرتبطة به وأسرهم خاصة بعد فرارهم من الحملة الأمريكية العنيفة على أفغانستان، وأقام نشطاء وقادة من مصر والسعودية وليبيا والجزائر عدة سنوات في حماية ورعاية الحرس الثوري الإيراني، هل هناك من ينتحل شخصية أيمن الظواهري أحيانًا ويطلق بيانات باسمه في توقيتات مريبة وخطيرة تضر بالحركة الإسلامية ذاتها كما تخدم على المشروعات الأمريكية والروسية وتمثل دعمًا للطغاة والمستبدين بصورة يصعب تصور جهل إنسان بها مهما أحسنّا الظن به؟

الثورة السورية تتعرض لمؤامرة دولية الآن تبدو جلية وواضحة خاصة بعد أحداث القصير، ويبدو أن السيناريو الصربي في البلقان يتكرر بحذافيره الآن، حيث تعطي المجموعة الغربية بتواطؤ روسي المهلة تلو الأخرى لنظام وحشي من أجل أن "ينجز" مهماته بسرعة، ولكنه يظل عاجزًا عن إخضاع شعب بكامله، رغم المجازر المروعة وقتله مائة ألف إنسان وتهجيره عدة ملايين وتدمير البنية الأساسية للدولة بكاملها إلا قليلًا ومع ذلك لا ينجز إلا معارك صغيرة وغير حاسمة، ويصعب تصور عفوية أن يتفرج العالم على نظام يقصف مدنه وشعبه بالطائرات والمدفعية والصواريخ ويستخدم الغازات الكيماوية ضد النساء والأطفال والأهالي العزل ثم يدعو قوات أجنبية لدعمه في المذابح وتعترف تلك القوات ـ حزب الله ـ بدخولها المعركة، كل ذلك والعالم يفكر ويفكر ويدرس ويتأمل، هل يمكن أن نزود هذا الشعب بسلاح دفاعي ليحمي نفسه من الذبح اليومي أم لا يجوز؟

تلك مؤامرة صريحة يستعيد بها العالم الغربي تاريخه الوحشي المفتقر لأي أخلاق أو آدمية في تعامله مع العالم الإسلامي، وأنا على يقين من أن الشعب السوري سينتصر ـ في النهاية ـ على تلك المؤامرة الغربية وعلى النظام الهمجي الطائفي في دمشق وعلى استعراضات القوة لشبيحة حسن نصر الله، وعلى بيانات الدعم التي يقدمها للمجرمين جناح القاعدة المخترق من الاستخبارات الإيرانية.
............
المصريون




جمال سلطان


 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..