الأحد، 2 يونيو 2013

يا شباب، التحرش بالنساء حلال!!

لا أدري كيف اجتمعت الأيدي والأفكار على العمل ضد الإسلام بحجة الدفاع عنه!!! فبحجة الدفاع عن الإسلام ترتكب الأعمال الإجرامية الوحشية في مختلف مناطق العالم، وبحجة الحفاظ على
الإسلام تشرع أفكار يندى لها الجبين ويبرأ منها الإسلام!!

قبل أيام تناقلت شبكات التواصل الاجتماعي ما أفتى به بعض حاملي شعار الدفاع عن الفضيلة وإنقاذ المرأة المسلمة من وحل الفساد، من جواز (التحرش بالكاشيرات) العاملات في الأسواق العامة لإرغامهن على التخلي عن عملهن والعودة إلى البيت، قياسا على ما فعله الزبير عندما نهى زوجته عن الذهاب إلى المسجد للصلاة ولم تستجب له فكمن لها وهي في الطريق لأداء صلاة العشاء وتعرض لها، ما جعلها تقتنع أن الزمن فسد، وأن زوجها على حق في طلبه منها البقاء في البيت وعدم الخروج إلى المسجد!!

وبصرف النظر عن صواب ما فعله الزبير مع زوجته أو عدم صوابه، إلا أن الأمر يظل قضية خاصة بينه وبين زوجته وحدها، فهو لم يعمم رغبته في عدم ذهاب زوجته للمسجد على كل نساء المؤمنين، ولم يكمن ليتحرش بكل النساء العابرات في الطريق ليمنعهن من أداء الصلاة في المسجد لكراهيته خروجهن!!
لكن صاحبنا مفتي هذا الزمان، رأى في مجمل سلوك ذلك الصحابي ما يبيح للرجال (الأجانب) التعرض للكاشيرات العفيفات بالفعل الرذيل، طالما أن الغاية (نبيلة) وهي إرغامهن على التخلي عن العمل في ذلك المجال الذي لا يعجبه.

أي دعوة إلى الفجور أكبر من هذه!! وأي نافذة شر فتحها ذلك الرجل بفتواه تلك عندما أطلق للناس حرية التحرش بالنساء!! وهل هناك أحب إلى قلب كل صاحب هوى من هذه الفتوى الشيطانية، التي يجد فيها مشرعا يبيح له ممارسة أهوائه الأثيمة!!

هل لهذا المفتي الحكيم، أن يتخيل مدى التوريط الذي أوقع فيه الشباب الغر متى صدقوه!! كيف سيبرر الشاب المتحرش موقفه أمام الشرطة أو الهيئة متى استغاثت المرأة فقبض عليه واقتيد للمحاسبة؟ من الذي سينقذه ــ آنذاك ــ من سوء عمله؟ من سيصدقه أن هدفه من التحرش (التقرب إلى الله)؟ وهل يمكن للشرطة أن تفرق بين (المتحرش في سبيل الله) والمتحرش هوى؟؟

لقد تجاوز الأمر حده، ووقع مدعو حماية الدين في إثم تشويهه، إن المسلمين لا يضيرهم أن يظهر واحد بينهم يقول باسم الدين قولا لا يقبله دينهم ولا تقره عقولهم، فهم يعرفون الحقيقة، ولكن الذي يضير هو أن مثل هذا القول المخزي سرعان ما تطير به الأنباء لتنشره في قارات العالم، فيتلقفه أعداء الدين ليرددوه ساخرين، كما لو أنه من حقيقة الدين، لا كذبا عليه وزورا.

عزيزة المانع
المصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..