تميم اشترط رحيل حمد بن جاسم ليتولى الحكم
الدوحة
– انتهت الجلسة التي عقدها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مع أفراد الأسرة
الحاكمة في قطر إلى إعلانه التنازل
الطوعي لنجله الشيخ تميم مثلما سبق أن
انفردت صحيفة “العرب” بتوقعه في عدد سابق.
وقالت
مصادر في الدوحة إن الأمير ينتظر أن يلقي الثلاثاء كلمة (مسجلة) في فضائية
الجزيرة القطرية يعلن فيها عن قراره هذا، والدواعي التي حفت بالقرار ومن
بينها رغبته الشخصية في أن يرتاح بعد جهد كبير في الحكم، وخاصة في ظل وضعه
الصحي الصعب إذ أنه يعيش بكلية واحدة.
يشار إلى أن الأمير المتخلي من مواليد العام 1952، وتولى السلطة صيف عام 1995 بعد الانقلاب على والده.
وتم
إعلان يوم الثلاثاء عطلة في قطر ليتمكن أفراد الأسرة الحاكمة والعائلات
المقربة منها وأعيان الإمارة من أداء واجب البيعة للأمير الجديد.
ووفق
ما تسرب من أنباء من محيط العائلة يتوقع أن يتم استحداث منصب نائب الأمير
للتغطية على صغر سنه، على أن يؤول المنصب الجديد إلى أحد أخوي الامير جاسم
أو عبد الله.
وكان
الشيخ تميم قد اشترط منذ البداية إبعاد رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم عن
السلطة، وذلك حين عرض عليه والده فكرة تولي الحكم بدلا عنه. بالمقابل قبل
الشيخ حمد بن جاسم فكرة تولي الشيخ تميم للحكم، ولكن خلال الأسابيع الثلاثة
الأولى من ترتيب الملفات في السلطة حدثت احتكاكات بين تميم وحمد بن جاسم
سببها رفض الأخير إزاحة شخصيات محسوبة عليه وخاصة في الجسم الاستثماري
القطري مما دفع تميم الى الإلحاح على والده بإزاحة حمد بن جاسم عن طريقه.
ولد
الشيخ تميم عام 1980، وهو الابن الرابع للأمير والثاني له من زوجته
الثانية الشيخة موزة بنت ناصر المسند، وتم تعيينه وليا للعهد في الخامس من
اب/اغسطس 2003 بعد تخلي شقيقه الأكبر الشيخ جاسم عن المنصب وهو أحد أبناء
الشيخة موزة أيضا.
وهو
خريج مدرسة ساندهيرست العسكرية البريطانية الشهيرة، وله زوجتان وستة
ابناء، سن الكبرى بينهم سبع سنوات، أما نجله الذكر الأكبر حمد فيبلغ من
العمر خمس سنوات، على أن يبقى منصب ولي العهد شاغرا حتى يكبر ليتسلمه.
وتمكن
تميم طويل القامة وقوي البنية، خلال السنوات الأخيرة من فرض نفسه بشخصيته
القوية مستندا إلى ثقة والده، وخاصة إلى والدته الشيخة موزة بنت ناصر
المسند بالغة النفوذ والأناقة في آن واحد.
وبخصوص
الأمير المتخلي، أكدت المصادر أنه سيحتفظ بدور المرشد والمراقب لقرارات
ابنه خلال الأشهر القادمة خاصة ما تعلق بالملفات الحساسة على المستوى
الإقليمي.
وأضافت
أن زوجته الشيخة موزة تضغط باتجاه وقوفه على ترتيب انتقال سلس وسهل للسلطة
لولدها الشيخ تميم سواء من خلال الترتيبات داخل الأسرة أو في الإدارة
القطرية، أو في علاقات الإمارة خارجيا خاصة ما تعلق بتوطيد العلاقة مع
السعودية والولايات المتحدة.
مع العلم أن الأمير المتخلي سبق أن جس نبض أطراف إقليمية ودولية بخصوص تولية ابنه شؤون الإمارة ولاقى الأمر قبول عواصم كبرى ومؤثرة.
وبحسب
مصادر دبلوماسية، فإن الأمير تميم يتمتع بعلاقات ممتازة مع الغرب، خصوصا
مع واشنطن وباريس″، وهو من محبي فرنسا والثقافة الفرنسية شأنه شان والده،
كما أنه أيضا مثله يتكلم الفرنسية بطلاقة.
وخلال
زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الأخيرة إلى الدوحة كان الشيخ تميم
في استقباله بدرج الطائرة، وهي رسالة رمزية تؤكد دعم الأمير الجديد لموجة
الاستثمارات القطرية في فرنسا التي تلاقي رفضا كبيرا في أوساط المعارضة
الفرنسية.
وكشفت
المصادر أن الشيخة موزة تسعى لتجنيب ابنها التورط في قرارات متسرعة في
الملف السوري خاصة والعلاقة مع التيارات الإخوانية بمصر وتونس، وأنها طلبت
من زوجها الشيخ حمد بن خليفة أن يتولى شخصيا متابعة تفاصيل قطع الدوحة
صلاتها القديمة بأطراف المعارضة السورية، وهو ملف تسلمته الرياض نهائيا ولم
يبق لقطر إلا بعض العلاقات والملفات التي ستنهيها خلال بعض الوقت.
وبخصوص
العلاقة مع مصر، طالبت الشيخة موزة زوجها، الأمير المتخلي، بأن يسمح
لابنها (الأمير الجديد) بأن يأخذ القرارات التي يرتئيها، وأن دور الأب هو
تعبيد الطريق أمامه بعلاقاته القديمة لتنفيذها.
وعُرف
عن الشيخ تميم أنه معارض شرس لأي علاقة مع الإخوان المسلمين الذين طالما
وصفهم في جلساته الخاصة بأنهم قوم خارج التاريخ، وأنهم يتسترون بالشعارات
الدينية لجمع الأموال ليس أكثر.
وكانت
الدوحة، وفي إطار الاستعداد لتولية الشيخ تميم الحكم خلفا لوالده قد بدأت
بحملة تطهير واسعة في وزارة الخارجية وبعض الوزارات والإدارات الأخرى من
المحسوبين على الإخوان المسلمين الذين تدعّم نفوذهم مع الشيخ حمد بن جاسم.
ومن
المتوقع أن يواصل الأمير الجديد سياسة التطهير، وأن يوقف مختلف أشكال
الهبات التي تؤول إلى التنظيم الإخواني تحت عناوين مختلفة خاصة من بوابة
الجمعيات الخيرية والتبرعات الموجهة إلى هيئات فلسطينية ذات صبغة إغاثية
وإنسانية، لكنها تذهب إلى جيوب قيادات حماس الإخوانية.
كما
عبّر لمقربين منه أنه لا يرتاح إلى الشيخ يوسف القرضاوي الذي اتخذ منه
والده بوابة لفتح علاقات وطيدة مع المجموعات الإسلامية المتشددة في العالم
الإسلامي، وتوقعت المصادر أن يسعى الشيخ تميم إلى تقليص الاعتماد على
القرضاوي في بداية الأمر ثم قطع الصلة به في آخر المطاف دون أن يطلب منه
مغادرة البلاد.
ويتوقع
المراقبون أن ينجح الأمير تميم في تغيير الصورة السيئة لقطر التي ورثها عن
أبيه خاصة ما تعلق بمحاولة الوقوف ضد التوافق الخليجي تجاه إيران من جهة
والإخوان والمجموعات المتشددة من جهة أخرى، والانحياز في الملف الفلسطيني
إلى جانب حركة حماس ما عزز الانقسام في الساحة الفلسطينية وأعاق محاولات
المصالحة التي تتولاها الجامعة العربية.
انتقال السلطة 2013 أفضل من انتقال سنة 1995
مواقف مستقبلية للأمير الجديد
◄ترتيب العلاقات مع واشنطن والرياض
◄إدارة الظهر للإخوان المسلمين
◄تقليص تأثير القرضاوي
◄التخلص من مخلفات التورط في سوريا
◄والده سيبقى مجرد مرشد وناصح
◄ تدعيم استثمارات قطر في فرنسا
...............
العرب اللندنيةـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..