كتب _ عمر غازي
الموقف
المتحفظ من دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه جماعة الإخوان المسلمين في
مصر منذ صعود الأخيرة إلى رأس السلطة يأخذ طابعا
تصعيدا مختلفا عن شقيقاتها من دول مجلس التعاون الخليجي التي تثير الجماعة
لديها العديد من المخاوف أيضا، من المهم جدا البحث عن سر العداء على هذا
النحو المفاجئ؟ وما هو الخطر الذي يمكن أن تشكله الجماعة الأم في مصر على
الدولة الخليجية الشقيقة؟ في ظل التصريحات النارية شبه الدائمة للفريق ضاحي
خلفان قائد شرطة دبي، واتهام الأمارات بتمويل الثورة المضادة سيما بعد
احتضانها لآخر وزراء النظام السابق أحمد شفيق، ثم القبض على خلية إخوانية
في الإمارات.
لفهم
جزء من المخاوف الإماراتية في ظل الصعود الإخواني في المنطقة لابد وأن
نتوقف عند اسم الشيخ “سلطان بن كايد القاسمي”، أحد أفراد الأسرة الحاكمة في
إمارة رأس الخيمة، والذي يرأس ما يعرف بجمعية “دعوة الإصلاح،” وهي
حركة دعوية اجتماعية خيرية ذات توجه سياسي تأسست سنة 1974، قامت السلطات
الإماراتية بحظرها ، وتربط وسائل الإعلام والدوائر البحثية الإماراتية بين
“دعوة الإصلاح” التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين رغم النفي المتكرر
من قبل الجمعية وقياداتها، وكانت السلطات الإماراتية قد قامت العام الماضي
بتجريد سبعة منهم من جنسياتهم، وتم سجن ستة منهم لرفضهم مغادرة البلاد،
قبل أن تقوم بالقبض على الشيخ سلطان القاسمي مساء الجمعة 20 أبريل 2012
عندما تلقى اتصالا بطلب اعتقال شفهي، نقل على أثره إلى بيت الحاكم حيث تم
احتجازه.”
وتقول
التقارير الأمنية الإماراتية أن دعوة الإصلاح أسّست هيكلا تقليديا يشبه
الهيكل التنظيمي لجماعة الإخوان المسلمين، فهناك منسق عام (يعادل مرشد أو
مراقب)، ومكتب تنفيذي (يعادل مكتب الإرشاد)، ومجلس شورى، فيما تدير
القواعد لجان فرعية على مستوى كل إمارة في الدولة، وكل ذلك في إطار ثلاثة
أهداف رئيسية أولها تهيئة المجتمع للتنظيم، بعد التغلغل فيه، ثم الاستيلاء
على السلطة، وإقامة حكومة دينية، وقبل ذلك استقطاب اثنين في المائة من
المواطنين لعضوية التنظيم، على أن يكون لهم في الحكومة نحو خمس حقائب
وزارية، واستثمارات تتعدى مليار درهم في الدولة.
وكانت
أحدى المراكز البحثية القريبة من الحكومة الإماراتية نشرت كتابا ضمن سلسلة
تسمى جذور العداء الإخواني
للإمارات تحت عنوان “قصة المؤامرة الإخوانية على الإمارات.. من تسلل الفكر
إلى فشل المخطط ومحاكمة المتهمين”، تناول تاريخ دعوة الإصلاح بوصفها
الذراع الإماراتية لحركة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى وثائق واعترافات تؤكد
قيام إخوان الإمارات بعمل استثمارات وجمع تبرعات وإقامة معسكرات بهدف دعم
التنظيم الدولي.
وعليه
فإن دولة الإمارات ترى أنها أصبحت في مرمى النيران الإخوانية بوجود إطار
تنظيمي للإخوان على هذا النحو سيما وأن يكون زعيم
التنظيم أحد أفراد الأسرة الحاكمة لإحدى إماراتها الاتحادية وهو ما يشكل
خطرا متقدما على وحدة الدولة أو بقاء النظام، وإذا ما قارنا بين الإمارات
وشقيقتها الكبرى السعودية على سبيل المثال لا نجد إطارا تنظيميا على هذا
النحو للإخوان المسلمين وإنما هناك بعد الرموز القريبة فكريا والتي عادة لا
تصرح بانتمائها ولا تقوم بأي أنشطة جماعية معلنة حيث تحظر الدولة تأسيس
الأحزاب، وهو ما قد يفسر جزءا من سر هذه الحملة التصعيدية في هذه البلد
تحديدا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..