لن أقف
طويلا أمام -
غربة - نظرية
ولاية الفقيه -
في محيطها الفقهي
, و تصنيفها - بمخالفة المشهور
- من أقوال العلماء
, فقد ظلت
هذه النظرية منزوية
على ذاتها ,
غير قادرة
على
أقناع عقل الأستنباط
الشيعي بصحتها ,
على مدى زمن
متعاقب وطويل ,
ظلت وحيدة أمام
المجموع الكلي الرافض
لها , الماضي
بقناعة عدم التسليم
بصحتها , وبطلان
أدلتها في إطلاقها
و عدم تقييدها
.
ذاك ثابت
, كما يقرره
كبار علماء الشيعة الماضين
و المعاصرين , أمثال
الخوئي , والحكيم
, والسستاني ,
وغيرهم . وهذا
هو المشهور عندهم
بالجملة . إذا
هي نظرية شاذة
في الفقه الشيعي
, غير مرضي
عنها حتى في
حدودها المكانية -
الجمهورية الأسلامية في
إيران - ففي مدارس
قم الدينية ,
ظلت هذه النظرية
بذات صفات المنبوذ
, والمبغوض عند
فقهائها , وكبار
العلماء فيها ,
فلم يتقبلها الفقهاء
الإيرانيون بقبول حسن
حتى بعد مضي
أكثر من ثلاثة
عقود من الزمن
من قيام الثورة
. فهم يعتبرون
الأدلة التي تسند
ولاية الفقيه نفسها
عليها , ضعيفة
, وفيها تحميل
بأكثر مما تحتمل
, وفيها إطلاق
لمقيد , وتجاوز
عن شروط القبول
الكثيرة .
إذا
هي - نظرية
القلة - أو
هي الشاذ الفقهي
, في مدرستها
الفقهية , وفي
محيطها المذهبي ,
الذي ولدت من
رحم مصادره وفقهه
وتاريخ الأستنباط الطويل
فيه . الذي
لم يغلق باب
الأجتهاد في مرحلة
من مراحله .
ولكني سوف
أتوقف عند ((
معضلة )) المواطنة
و ولاية الفقيه
عند من يؤمن
بها , من
-( القلة ) -
المشار إليها ,
أتوقف عند بيان
أحد مشايخ القطيف
الذي قال أنه
(( يؤمن بولاية
الفقيه المطلقة ))
- لنثير الأسئلة
الصعبة في هذا
التعارض , الذي
يفضي بكل يقين
إلى سقوط أحدهما
. المواطنة أم
ولاية الفقيه ؟؟
من الذي يضع
فقه الأولوية ؟
من الذي يحدد
بوصلة الأنتماء ؟
والطاعة هنا ؟
هي معضلة تنتهي
إلى بطلان - جوهر -
المواطنة .. التي
تعني أن تنتمي
إلى أرض
وأنسانها وتاريخها وقيادتها
ومشروع الدولة فيها
. لكون ولاية
الفقيه المطلقة تعطي
لنفسها الحق المطلق
في الحكم على
كل شيء في
كل مكان .
وتقرر نيابة عن
كل إنسان في
الشأن العام ,
وفي السياسة الإقليمية
, والمحلية على
حد سواء .
وهنا نقع
في مشاكل لا
حصر لها ,
ليس في تعارض
عبور هذه النظرية
لحدود الجمهورية الأسلامية
في إيران وتصادم
هذا مع كافة
المواثيق الدولية التي
وقعتها إيران , والقانون
الدولي لسيادة كل دولة على
أراضيها وشعبها .
ولكن المشكلة في
مفهوم الطاعة والأنتماء
الطاهر والصادق والصحيح
. هل هو
لوطن هذا الشيخ
القطيفي , أم
لولاية الفقيه التي
أعلن أنه يؤمن
بها بالمطلق !!
وحين يتعارض الموقف
بين وطنه ,
وبين رأي الولي
الفقيه ؟ أين
سيكون محله ؟؟
ولمن سيعطي ظهره
؟! .
في الواقع
الشيعة في أوطانها
ليس لديها ,
هذه المعضلة . إلا
من اختار هذه
النظرية المعزولة والمغضوب
عليها , لكونهم
جميعا يعتبرون - قول المرجع
في السياسة - مجرد رأي
في موضوع يتساوى
مع أي فرد
من مقلديه ,
ولا يجب طاعته
فيه . كما
أنه لا ولاية
شرعية له للفتوى
في الولايات العامة
, وأن كل
شيعي يتبع الفقيه
في حدود معرفة
الحلال والحرام في
المسائل الشرعية في
غير الشأن الوطني .
وثمة ميراث فقهي
وعقلي حافظ عليه
علماء الشيعة لمدة
تزيد على ألف
عام . وهو
أن بقاء التشيع
مرهون بعدم تسييسه
. وعدم تصادمه
مع محيطه ,
وعدم النزوع للسلطة
. ولذا لم
تتحرك المرجعيات الشيعية
في العراق للحصول
على الحكم فيه
, رغم تمكين
الظروف , ومساعدة
المقادير عليه أكثر
من مرة في التاريخ . ورغم
الكثرة العددية , ولكن
القناعة المتوارثة عندهم . أن
السياسة تفسد المكان
الذي تصل إليه
. ولذا تُحرم
الحوزة العلمية في النجف
على طلابها مزاولة
السياسة . أو
جرها إلى الحوزة
.
إن هذا
الشيخ ! في
مأزق حقيقي ,
وسوف يخلق تكرار
لقصة قديمة فاشلة
, وغير قابلة
للنجاح , سوف
يتجه إلى البحر
ولن يجد سفينة
تنتظره , وسوف يلقي
بنفسه من أرتفاع
هائل . دون
أن تنتفح مظلة
..ترفعه ..!! يحق
للجميع أن يسأل
عن حدود هذا
الإيمان المطلق بولاية
الفقيه ؟ ويحق
للجميع أن يحاكم
مفهوم الأتباع وحدوده
؟ ويحق للجميع
أن يخاف من
تكرار تجربة القنابل
البشرية أمام مصانع
البتروكيميا في الجبيل
! يحق لنا
أن نقلق من
دلالة هذا الإعلان
! السياسي المبطن
بالفقه ! إذ
لو كانت المسألة
مردها لفتوى الحلال
والحرام . فما
الداعي لنشر هذا
للعالمين ! وإن
كان هذا سياسة ,
إذا تعال
نستوفي حقوق المواطنة
و شروطها الواجبة
منك أولا .
لكي لا يتحول
التقليد الفقهي إلى
إرادة سياسة تتصادم
مع المواطنة الحق وأركانها الواجبة
, إذ ليس
من الممكن تحويل
من لا يعي
المفردات إلى ضحايا
مؤجلة , وليس
من المقبول تحويل
النظرية الجمعية لشركاء
الوطن محملة بسوء
الظن تجاه هذا
الجزء الصغير من الوطن
كما أن حرية
الأختيار دائما تقف
خارج المسلمات الكلية
- الوطن -
والأستقرار - والمشاركة
الصادقة في البناء والنماء
والعطاء كل بحسبه
وكلا بقدره .
لن يفسح الصمت
المكان ليتمدد هذا
الصوت النشاز على
حساب كل مفاهيم
الوحدة الوطنية
والتقارب وتجاوز تراث
الكراهية وميراث تلبيس
الدنيا بلباس الدين
, وتلبيس السياسة
لباس الفتوى ,
هذا الذي يؤكد
على ضرورة تأصيل
سعوديون شيعة وليس
شيعة سعوديين .
في كل مرة
وفي كل موقف
د . محمد بن
سعود المسعود
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..