الثلاثاء، 18 يونيو 2013

أردوغان للاتحاد الأوروبي: الزم حدك!

بعض المواقف في حياة الدول والقادة لا تنسى، فهي تستند إلى مصدر قوة واعتزاز وطني يفتقده من يشعر
بجوع مزمن إلى الكبرياء والعزة!

بالأمس وقف أردوغان أمام نحو مليونين من المواطنين الأتراك موقفا من تلك المواقف المشهودة، التي يتوق لها المرء في عصر تكاثرت فيه الانكسارات، رئيس الوزراء التركي قال مخاطبا الاتحاد الأوروبي أن تركيا ليست دولة ضعيفة يمكن التأثير على قراراتها من خلال حملات على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال لهم بعد قيام البرلمان الأوروبي بإصدار قرار يخص تركيا: «من أنتم كي تصدرون قرارات تخص تركيا، عليكم أن تلزموا حدودكم».

وأضاف أردوغان أن منتزه «غزي» تم إخلاؤه، وإعادته إلى الشعب؛ وبلدية إسطنبول قامت بأعمال تنظيف ميدان «تقسيم» وإعادة تزيينه بالأزهار والورود، وأصدقاء البيئة هم من يزرع وينظف وليس من يخرب ويهدم!

في الحقيقة لا يهمني هنا كثيرا كيفية معالجة الحكومة التركية للاحتجاجات، ولا حتى موضوع الاحتجاجات نفسه، إنما تعجبني كثيرا تلك العبارة الشديدة التي قالها أردوغان لكل دول الاتحاد الأوروبي: الزموا حدودكم، وهذا موقف لم يكن ليصدر من قائد ضعيف، أو دولة تتلقى «مساعدات» من هذا الاتحاد، وهو يذكرنا بموقف آخر لأردوغان في مؤتمر دافوس 2009، حين غادر أردوغان منصة مؤتمر دافوس احتجاجًا على عدم إعطائه الوقت الكافي للرد على رئيس كيان العدو الإسرائيلي شيمعون بيريز بشأن العدوان على غزة. بعد أن دافع عن إسرائيل وموضوع صواريخ القسام التي تطلق على المستوطنات وتساءل بصوت مرتفع وهو يشير بإصبعه عما كان أردوغان سيفعله لو أن الصواريخ أُطلقت على إسطنبول كل ليلة, وقال أيضاً «إسرائيل لا تريد إطلاق النار على أحد لكن حماس لم تترك لنا خياراً».وهنا رد أردوغان على أقوال بيريس بعنف وقال: إنك أكبر مني سناً ولكن لا يحق لك أن تتحدث بهذه اللهجة والصوت العالي الذي يثبت أنك مذنب. وتابع: إن الجيش الإسرائيلي يقتل الأطفال في شواطئ غزة، ورؤساء وزرائكم قالوا لي إنهم يكونون سعداء جداً عندما يدخلون غزة على متن دبابتهم. ولكن مدير الجلسة لم يترك الفرصة لأردوغان حتى يكمل رده على بيريز، فانسحب رئيس الوزراء التركي بعد أن خاطب المشرفين على الجلسة قائلا «شكراً لن أعود إلى دافوس بعد هذا، أنتم لا تتركونني أتكلم وسمحتم للرئيس بيريز بالحديث مدة 25 دقيقة وتحدثت نصف هذه المدة فحسب». ويومها، احتشد الآلاف ليلاً لاستقبال رجب طيب أردوغان بعد ساعات من مغادرة مؤتمر دافوس حاملين الأعلام التركية والفلسطينية ولوحوا بلافتات كتب عليها «مرحبا بعودة المنتصر في دافوس» و»أهلا وسهلا بزعيم العالم».وعلقت حماس على الحادث بالقول «على الحكام العرب ان يقتدوا به»! ليس هذا فحسب، فقد وصف أردوغان أثناء اجتماع للأمم المتحدة في فيينا «الصهيونية» بجريمة ضد الانسانية، وهو وصف لم نسمعه من أي من زعماء الدول الإسلامية، ربما باستثناء مهاتير محمد، الرئيس الماليزي السابق.

إن هذا الموقف الحاسم يذكرنا بالزعيم السوفييتي خروتشوف، الذي ضرب بحذائه مائدة اجتماعات الأمم المتحدة، احتجاجا على سياسات الأمم المتحدة وأمينها العام آنذاك داج هامرشولد!.

كم نحن بحاجة لمثل اردوغان، كي نعيد كتابة تاريخنا المعاصر، ولو بمثل حذاء خروتشوف!.
....

حلمي الأسمرالدستور الاردنية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..