الأحد، 23 يونيو 2013

عندما يكتمل الهلال الشيعي ماذا سيحل بالسنة ؟

السبت 13 شعبان 1434
لبنان سوريا العراق إيران يصطلح على تسميتهم ضمن مصطلحات الغرب والصهيونية ومن والاهما باسم
الهلال الشيعي ، واليوم يكدح المنخرطين في لعبة المصطلحات هذه وخاصة منهم العارفين لأهدافها بتثبيت هذه المصطلح في أذهان العالم الإسلامي (الهلال الشيعي)!.
حسناً إذاً دعونا نبحث عن حقيقة هذا المصطلح لنميز الحق من الباطل في ما يكاد لنا لدى أعداء الامة وأذنابهم….
لا يخفى على احد منا ان اعداء الأمة ومنذ زمن يسعون لخلق الفتنة المذهبية في الأمة لتفتيتها من الداخل على مبدأ (فرق تسد) ، ومنذ أن أطلق مصطلح كي الوعي من قبل “موشيه يعلون” ومنذ ان تحول الانترنت الذي هو صناعة عسكرية أمريكية إلى الاستخدام العام وفتحت المنابر للرويبضة بدأ تنفيذ هذا المشروع ، وغدا الفاصل بين الوهم والحقيقة ، وبين الكذب والصدق يتلاشى.
في عام 1980م صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي “بريجنسكي” بقوله: إن المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة من الآن هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الخليجية الأولى التي حدثت بين العراق وإيران تستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود “سايكس- بيكو”.
تصحيح حدود سايكس – بيكو هو الامر الذي وجدت الصهيونية لها طريق عبر المؤرخ المتصهين الشهير “برنار لويس” الذي كتبت عنه “وول ستريت جورنال” مقالاً قالت فيه:
“إن برنارد لويس المؤرخ البارز للشرق الأوسط قد وفر الكثير من الذخيرة الأيدلوجية لإدارة بوش في قضايا الشرق الأوسط والحرب على الإرهاب ، حتى إنه يعتبر بحق منظراً لسياسة التدخل والهيمنة الأمريكية في المنطقة.”
وذكرت نفس الصحيفة ان “لويس” كان مما شاركوا مع “بوش” الابن ومستشاره “ديك تشيني” في وضع خطة غزو العراق ، وهو المنظر السياسي القريب جداً من المحافظين الجدد في الولايات المتحدة ، وقد تم في 1 /5 /2006م تكريم لويس من قبل الولايات المتحدة في مجلس الشؤون العالمية في فيلادلفيا، حيث ذكر “ديك تشيني” في كلمته ضمن الحفل أن لويس قد جاء إلى واشنطن ليكون مستشاراً لوزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط.
في مقابلة أجرتها وكالة إعلام مع “لويس” في 20/5/2005م قال لويس :
“إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان، إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقدم أمريكا بالضغط على قيادتهم الإسلامية- دون مجاملة ولا لين ولا هوادة- ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها”.
وعندما دعت أمريكا عام 2007م إلى مؤتمر “أنابوليس” للسلام كتب لويس في صحيفة “وول ستريت جورنال” يقول:
“يجب ألا ننظر إلى هذا المؤتمر ونتائجه إلا باعتباره مجرد تكتيك موقوت، غايته تعزيز التحالف ضد الخطر الإيراني، وتسهيل تفكيك الدول العربية والإسلامية، ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضًا، كما فعلت أمريكا مع الهنود الحمر”
كما فعلت أمريكا مع الهنود الحمر ، أي كما نشأت أمريكا ستنشأ إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل ، و في عام 1983م وافق الكونغرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية على مشروع “برنارد لويس”، وبذلك تم تبني المشروع رسمياً من قبل الولايات المتحدة.
فلا يمكن فصل مصطلح (الهلال الشيعي) عن مخطط “برنارد لويس” ، فهو ضمن هذا المخطط وكل هذه اللغات الطائفية التي تعمم وتبرمج بها الأدمغة في العالم من قبل كل من يقفون في جبهة الغرب ضد سوريا هي ضمن هذه المخطط ، فلم نسمع مرة واحدة من قادة محور المقاومة انهم أطلقوا على الجبهة المنضوية تحت عباءة الصهيونية والسائرة في قافلتها والمعادية للمقاومة مصطلح بدر أو هلال سني ، فلا نسمع هذه اللغة إلا من المنخرطين تحت عباءة الصهيونية! .
فماذا يعني هلال شيعي ؟!
يعني هذا الهلال لا يوجد فيه إلا الشيعة ولا يكونه إلا الشيعة ؟
هل العلامة البوطي شيعي ؟! ، هل ملايين السنة في الشام وآخرين غيرهم في كل أنحاء العالم من أنصار المقاومة ومحبيها هم شيعة ؟!
هل الفصائل الفلسطينية المقاومة التي هي ركن أساسي من محور المقاومة سواء بوجود حماس أو بدونها هم شيعة ؟!
فما الفرق إذاً بين هذا الهلال الشيعي وبين ذاك البدر السني ؟!
الفرق أن ذاك البدر السني هو منضوي تحت راية الصهيونية ، ذاك البدر السني يرقص مع بوش الابن بالسيف ، ذاك البدر السني تنتشر في دوله قواعد الناتو الذي قتل من السنة أكثر بكثير مما قتل من الشيعة في أفغانستان واليمن والعراق وليبيا والصومال والبوسنة، ذاك الهلال السني يعين له مستشارين حاخامات صهاينة كالحاخام (ديفيد روزن) وأتحدث عن أبو متعب ملك السعودية .
أما هذا الهلال الشيعي فهو مقاوم للهيمنة الأمريكية على المنقطة ، هذا الهلال الشيعي هو من دفع الكيان اللقيط الصهيوني إلى الاندحار من الجنوب اللبناني ، والاختباء خلف قبة ورقية لتحميه من صواريخ المقاومة ، وهو من جعل مخططاتهم تهزم طوال العقود الماضية والأهم ان هذا الهلال الشيعي يحوي أنصار ومقاومين من كل الطوائف في المنطقة من السنة والشيعة والعلويين والمسيحيين و… ، وهذا الهلال الشيعي هو من يواجه المصطلحات الطائفية والفتنة المذهبية التي يعمل عليها السائرون في مخطط برنار لويس
هذا الهلال الشيعي هو هلال مقاوم تحاول السحب العميلة المصطنعة من قبل الصهيونية تغطية حقيقته لتقول انه هلال شيعي نسبة لمذهب هو جزء من تكوينه ، ولكن أشعة الهلال المقاوم ستبدد السحب في النهاية وسيكتمل الهلال ليصبح بدراً مقاوماً يشع نور المقاومة ، نور الكرامة ، نور الإسلام الحق ، ونور المسيحية الحق حتى يملأ كل الأرجاء ويطرد خفافيش الظلام التي تتغذى على دمائنا المهدورة في فتنتها ، سيكتمل ليشع نوراً تحول دماء شهدائنا وفي مقدمتهم شهيد المحراب البوطي ذلك الشيخ المقاوم الذي باع بيته ليتبرع بثمنه لغزة و الذي استشهد في مسجد الإيمان وهو يعطي دروس القرآن ، يحولها إلى نارٍ يحترق فيها كل من يكيد هذه الامة وكل من يزرع شوك الفتن في هذه الامة من الصهيونية وأذنابها.
كل من يحرض اليوم ويروج للمصطلحات الطائفية وينسب محور المقاومة لطائفة ما هو كمن يحاول إخفاء نور هذا القمر المقاوم بغربال ، وكلهم بيادق وأدوات تعمل بعلم او غير علم في مشروع برنار لويس .
سيقولون لنا انتم تؤمون بنظرية المؤامرة متعجبين! ، نقول لهم نعم إننا نؤمن بنظرية المؤامرة وما العجب ؟! ، النظرية تقوم على الفرض والبرهان ونحن لدينا الفرض والبرهان فإن كانت نظريتنا عن المؤامرة خطأ فهذا يحتاج شيء يسمى في الرياضيات نقض النظرية ، أي عليكم برهان عدم صحة النظرية حتى تلغى ، فالنظرية المبرهنة لا تنقض بالسخرية منها إلا لدى الحمقى والموتورين عقلياً !.
وطبعاً هذا أسلوب متبع كثيراً ومعمم في البلدان والمجتمعات التي تبرمج على هذا المشروع ، والهدف منها هو كي الوعي فكمن يؤنب شخص ما رمى حجراً في الطريق أو يظهر عدم الرضى بهذا العمل ليشعره بالذنب كي لا يعيد تكراره ، أيضاً تستخدم نفس الطريقة في نظرية المؤامرة ، ويريدون إشعارنا بالذنب أننا نؤمن بنظرية المؤامرة مع كل الأدلة والبراهين التي نملكها لإثباتها ! ، ولكن الفرق أنهم كمن يؤنبون الشخص لانه رفع الحجر عن طريق وليس لانه رماه فيه ؟!
فى عام 1970 صرح زبيجنيو بريجينسكى مستشار الأمن القومى السابق للرئيس السبق كارتر بأن “سوف تحكم طبقة من الصفوة المجتمعات فى المستقبل و سوف تستخدم التكنولوجيا فى إحكام قبضتها على تلك المجتمعات و توجيهها عن طريق إبهارها ”
وهذا التصريح لبريجينسكي هو تجسيد لمخططات بني صهيون والتي نصت عليها برتوكولات حكماء بني صهيون ، فمما نصت عليه هذه البروتوكولات أنه ” يجب أن يساس الناس كما تساس قطعان البهائم الحقيرة، وكل الاميين حتى الزعماء الممتازين منهم إنما هم قطع شطرنج في أيدي اليهود تسهل استمالتهم واستعبادهم بالتهديد أو المال أو النساء أو المناصب أو نحوها.”
التكنولوجيا والإبهار عن طريق الإعلام وحرفة صناعة الرأي العام هي الآلية التي ينفذ بها الصهاينة مشروعهم الذي تنص عليه برتوكولاتهم ، ومصطلح (الهلال الشيعي) وغيره الكثير من المصطلحات التي تخدم هذا المشروع وعمليات تزوير الحقائق و التاريخ وخاصة بسبب العولمة التي فتحت الباب لعالم يمتزج فيه الوهم بالحقيقة والكذب بصدق والحل الوحيد لتمييز الصورة الحقيقية هو بالاعتماد على المنطق في كل شيء ، فأين المنطق بان تقول عن جبهة ما انها شيعية وهي مكونة من كل الطوائف وتعمل لكل الطوائف ، فما الذي فعله هؤلاء مدعي الدفاع عن السنة للسنة في فلسطين مثلاً منذ ستين عاماً أليس آل سعود هم من باعوا فلسطين لليهود ؟! ، في ليبيا هل هناك غير السنة ما الذي فعله هؤلاء بالسنة في ليبيا؟! ، انظروا إلى حال ليبيا تحولت إلى صحراء تحكم بشريعة الغاب دون وجود أشجار ونباتات حتى ، حتى في سوريا والعراق ما الذي فعله هؤلاء للسنة فيهما سوى تدمير دورهم ونشر الفتن فيهم ، ففي العراق أليس هذا (البدر السني) من كان منطلق لقوات الناتو لغزو العراق ؟ ، وفي سوريا أليس هذا (البدر السني) من أشعل الفتنة التي تسببت بمقتل شيخ السنة ورمزهم في بلاد الشام العلامة البوطي ؟! ، في الصومال أليسوا سنة؟! ، بدل أن يصرفوا أموالهم وعلى تدمير بلدان المسلمين ونشر الفتن خدمة للصهيونية أو صرفها على شهواتهم وملذاتهم هاهم السنة في الصومال يحترقون بنار الفتن ويموتون جوعاً من المجاعات لم نرى منهم هذه الغيرة على السنة والحماسة لإنهاء مأساة المجاعة هناك ولكننا رأينا طائرات مساعدات قادمة لهم من إيران ؟! ، في السودان هذا (البدر السني ) أليس هو كان من المباركين لتقسيمه؟! ، أليس من في السودان سنة؟ ،أولم يسقط الجنوب بيد الصهاينة ؟! ، أما بالنسبة لهذا (الهلال الشيعي) هل هناك داعي لنذكر ما قام به دفاعاً عن أهل السنة والجماعة وفلسطين خير مثال ، فلم نسمع بصواريخ لا فجر ولا صبح ولا ظهر ولا مغرب ولا عشاء 5 سعودية ولا قطرية ، بل سمعنا بصواريخ فجر 5 إيرانية تدك المستوطنات الصهيونية دفاعاً عن قطاع غزة السني.
ومنه إن لا وجود اليوم لهلال شيعي بل هناك هلال مقاوم وسحب صهيونية سوداء تحاول طمس حقيقته ، وإن كنا هلالاً شيعياً على تعدد طوائفنا فإننا هلال شيعي لشيعة الأنبياء (ع) ، وهم سحب سنية لسنة الأعور الدجال ولسنة بني صهيون ، فأن اكتمل هلال شيعة الأنبياء المقاوم ماذا سيحل بسنة الاعور الدجال وفي مقدمتهم من يحتلون القدس ؟!
محمد السوري


http://www.islamdaily.org/ar/democracy/11613.article.htm
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..