في
عام 2007م اجتمع الشيخ "يوسف القرضاوي" في لقاء حواري مع الرئيس الإيراني
الأسبق "هاشمي رافسنجاني" على قناة الجزيرة، وكان الشيخ حفظه الله يرفع
راية التقارب السني الشيعي، رغم عشرات الدماء التي اريقت والأعراض التي
انتهكت على ارض العراق على يد أذناب إيران الذين قدموا بالمحتل الأمريكي
إلى بلادهم، ومن ثم خرج المحتل وسلمها لهم على طبق من ذهب؛ ووقتها كتبت
مقالاً ذكرت فيه الشيخ حفظه الله أن يتقي الله ولا يكون مشاركاً في القتل
الجاري بحق إخوتنا في العراق، وأن لا يكون مميعاً للعقيدة، وهم يسبون رسول
الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين، وخصوصاً
رافسنجاني الذي كان قد زار قبر رسول الله عندما كان رئيساً لإيران وسلم
على رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام وقال لا سلام على صاحبيك، فقام
الليث الشيخ "علي الحذيفي" حفظه الله وخطب الجمعة وهذا "النجس" جالس في
الجامع وفند كل دعاوي هذا الدين الخبيث، وختم خطبته:" ألا فليدخلوا في
الإسلام وأما نحن أهل السنة والجماعة فلن نقترب منهم شعرة واحدة أو أقل من
ذلك، فهم أضر على الإسلام من اليهود والنصارى ولا يوثق بهم أبداً وعلى
المسلمين إن يقفوا لهم بالمرصاد، قال تعالى:" هُمُ الْعَدُوُّ
فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ" المنافقون4.
وكانت الردود وقتها تنهال على المقال منددة بما كتبت وكيف سولت لي نفسي أن أرد على عالم جهبذ، ومن هذه الردود رد كان بعنوان "لا أبدي أي استغراب" جاء فيه:" على طول الزمان كان ولا زال هناك غوغاء.. أخي مصلحة الإسلام لا تقف عند أشخاص.. والقرضاوي جزاه الله ألف خير هو أفهم لمن يريد إن يصحح عليه.. لا تكن سطحياً ولا تنظر للأمور من الخارج".
ثم مرت السنوات وسقط في العراق ما يقارب المليون ونصف المليون شهيد، ثم مرت سنوات أخرى وسقط على يدهم في سوريا مائة ألف شهيد وملايين المفقودين والمعتقلين والمهجرين، وإذ بالشعب السوري يتعرض لنفس الغزو الذي تعرضت له كل من كابل وبغداد، غزو روسي حسبما نقلت صحيفة بريطانية عن وجود آلاف الجنود الروس يقاتلون إلى جانب الأسد، وغزو إيراني ممثل بحزب اللات الإيراني وحسب اعتراف الأخير في خطابه في يوم "الجريح المقاوم" أنه مستمر في غزو بلاد الشام لآخر نفس؛ ليستيقظ الشيخ حفظه الله ورعاه على الحقيقة ويقول أن هؤلاء ليسوا من الإسلام بشيء وأنهم مشركون، وأن النصيرية أكفر من اليهود والنصارى، تلك الحقيقة التي كنا نقولها منذ سنوات كما قالها العلماء الأجلاء في كل زمان ومكان، وزاد الشيخ حفظه الله كنا على خطأ عندما كنا ندعي لهم بالنصر في حرب 2006م وتبين لنا أن علماء الجزيرة كانوا على صواب بشأنهم، وأنهم – أي الحلف الإيراني الشيطاني – لا يعرفون معنى المقاومة، وهم ليسوا سوى عملاء لليهود والنصارى.
وقد سألت نفسي كثيراً، لو أننا جميعاً وقفنا من البداية أمام تلك الأخطار وواجهناها، وأخذنا على يد المخطئ حتى يعود عن غيه ويرجع إلى الصواب، بدل إن نزين لهم سوء عملهم؛ هل كانت اريقت كل تلك الدماء!! وهل انتهكت مزيد من الأعراض!! أم أنها كانت ستتوقف لو أعلن عملاء الأمة الجهاد بعيد سقوط كابل وبغداد، وربما دفعنا عنا فتنة وصفها الله عز وجل بدل إن تنتظرهم حتى يستيقظ ضميرهم:" وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" الأنفال 25.
ثم علمت ورغم ما وصل إليه الشيخ حفظه الله وأنا أشاهد كلمة الرئيس المصري "مرسي" ليلة البارحة في مؤتمر الأمة المصرية، والناس تكاد تطير من الفرح الهمجي مصفقة لكل كلمة كان ينطق بها، دون تدبر أو تفكر بما يقال، وان تغيرت الوجوه وصار المصفقون أصحاب لحى بعد كان من قبلهم بغير لحى، وليس هذا فحسب بل وكان أكثر ما يؤلمك الصفحات والقنوات التي أخذت تطبل وتزمر، فعلمت إن الفتنة التي جرها علينا الظالمين لأنفسهم لن تنجلي.
فما كان ضر تلك الشعوب بدلاً من التصفيق والتهريج لكلام سمعناه من فم الرئيس مرسي عشرات المرات منذ قيام الثورة السورية، ما ضرهم لو توقفوا عن التصفيق للحظات، وتفكروا ثم هتفوا جميعاً بمرسي وهو اضعف الإيمان:" لن تخدعنا كلماتك العاطفية والمنمقة، بل نطالبك بقطع العلاقات فوراً مع القتلة روسيا والصين وإيران، حتى يتحقق ما ذكرته من تقديم للمبادئ على المصالح، ولن يخدعنا أن تقطع العلاقات مع المجرم الأسد الأداة وتنسى اليد التي تحرك هذه اللعبة"، ما كان ضرها؟!
احمد النعيمي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :
وكانت الردود وقتها تنهال على المقال منددة بما كتبت وكيف سولت لي نفسي أن أرد على عالم جهبذ، ومن هذه الردود رد كان بعنوان "لا أبدي أي استغراب" جاء فيه:" على طول الزمان كان ولا زال هناك غوغاء.. أخي مصلحة الإسلام لا تقف عند أشخاص.. والقرضاوي جزاه الله ألف خير هو أفهم لمن يريد إن يصحح عليه.. لا تكن سطحياً ولا تنظر للأمور من الخارج".
ثم مرت السنوات وسقط في العراق ما يقارب المليون ونصف المليون شهيد، ثم مرت سنوات أخرى وسقط على يدهم في سوريا مائة ألف شهيد وملايين المفقودين والمعتقلين والمهجرين، وإذ بالشعب السوري يتعرض لنفس الغزو الذي تعرضت له كل من كابل وبغداد، غزو روسي حسبما نقلت صحيفة بريطانية عن وجود آلاف الجنود الروس يقاتلون إلى جانب الأسد، وغزو إيراني ممثل بحزب اللات الإيراني وحسب اعتراف الأخير في خطابه في يوم "الجريح المقاوم" أنه مستمر في غزو بلاد الشام لآخر نفس؛ ليستيقظ الشيخ حفظه الله ورعاه على الحقيقة ويقول أن هؤلاء ليسوا من الإسلام بشيء وأنهم مشركون، وأن النصيرية أكفر من اليهود والنصارى، تلك الحقيقة التي كنا نقولها منذ سنوات كما قالها العلماء الأجلاء في كل زمان ومكان، وزاد الشيخ حفظه الله كنا على خطأ عندما كنا ندعي لهم بالنصر في حرب 2006م وتبين لنا أن علماء الجزيرة كانوا على صواب بشأنهم، وأنهم – أي الحلف الإيراني الشيطاني – لا يعرفون معنى المقاومة، وهم ليسوا سوى عملاء لليهود والنصارى.
وقد سألت نفسي كثيراً، لو أننا جميعاً وقفنا من البداية أمام تلك الأخطار وواجهناها، وأخذنا على يد المخطئ حتى يعود عن غيه ويرجع إلى الصواب، بدل إن نزين لهم سوء عملهم؛ هل كانت اريقت كل تلك الدماء!! وهل انتهكت مزيد من الأعراض!! أم أنها كانت ستتوقف لو أعلن عملاء الأمة الجهاد بعيد سقوط كابل وبغداد، وربما دفعنا عنا فتنة وصفها الله عز وجل بدل إن تنتظرهم حتى يستيقظ ضميرهم:" وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" الأنفال 25.
ثم علمت ورغم ما وصل إليه الشيخ حفظه الله وأنا أشاهد كلمة الرئيس المصري "مرسي" ليلة البارحة في مؤتمر الأمة المصرية، والناس تكاد تطير من الفرح الهمجي مصفقة لكل كلمة كان ينطق بها، دون تدبر أو تفكر بما يقال، وان تغيرت الوجوه وصار المصفقون أصحاب لحى بعد كان من قبلهم بغير لحى، وليس هذا فحسب بل وكان أكثر ما يؤلمك الصفحات والقنوات التي أخذت تطبل وتزمر، فعلمت إن الفتنة التي جرها علينا الظالمين لأنفسهم لن تنجلي.
فما كان ضر تلك الشعوب بدلاً من التصفيق والتهريج لكلام سمعناه من فم الرئيس مرسي عشرات المرات منذ قيام الثورة السورية، ما ضرهم لو توقفوا عن التصفيق للحظات، وتفكروا ثم هتفوا جميعاً بمرسي وهو اضعف الإيمان:" لن تخدعنا كلماتك العاطفية والمنمقة، بل نطالبك بقطع العلاقات فوراً مع القتلة روسيا والصين وإيران، حتى يتحقق ما ذكرته من تقديم للمبادئ على المصالح، ولن يخدعنا أن تقطع العلاقات مع المجرم الأسد الأداة وتنسى اليد التي تحرك هذه اللعبة"، ما كان ضرها؟!
احمد النعيمي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..