الخميس، 20 مارس 2014

النبي دانيال وقثم بن العباس في سمرقند

ما زلنا في سمرقند ، جمانة مدن آسيا على الاطلاق وياقوتة المدن الاسلامية الفريدة، وتمهيدا لرسالة
اليوم ، إليكم ما كتبه فهمي هويدي، إبان زيارته لها، ولكأنه كتبها إبان الحقبة السوفيتية، لم أعثر على تاريخ ما كتب، ولكن من سياقات كلامه ، لكأنها في حقبة السوفييت البائدين، كتب هويدي :




في سمرقند تخرج رغما عنك من خريطة العصر، لتدخل في خزائن التاريخ!



"تمشي وسط غابة البنايات الحديثة والضخمة في أهم شوارع المدينة، بوليفار، مكسميم جوركي، وتعبر شارع جاجارين وتيتوف إلى مطعم يولدوز أو سينما فوستوك، أوتطوف بمصانع "كيناب "للألات الدقيقة، ولكنك لا ترى في هذا العالم سوى أقنعة هشة، أو أعضاء غريبة زرعت في جسم المدينة وتلمح على البعد آثار شاه زنده ومآذن مدرسة شيردار وضريح كورامير، فتملأ عينيك على الفور عاصمة تيمورلنك، فاتح العالم وسيد آسيا، وينقلك المشهد إلى لوحة عريضة، ومثيرة، تتزاحم فيها جحافل الفاتحين وغارات البرابرة، وقوافل التجار والبنائين، وطوابير الرقيق والسبايا، وحلقات الفقهاء والمتصوفة والدراويش. ويتردد صدى كلمات الاصطخري قبل ألف عام في "المسالك والممالك ": الموصوف من متنزهات الأرض سغد سمرقند ونهر الأبلة وغوطة دمشق.. وسغد سمرقند أنزه الأماكن الثلاثة.. وهي أزكى بلاد الله وَأَحْسَنهَا أشجارا وثمارا، وفي عامة مساكنهم البساتين والحياض الجارية، قلما يخلو سكن أو دار، من نهر جار".



وهكذا يلاحقك التاريخ حيثما ذهبت، وتتقافز صوره وَأَحْدَاثه مع كل خطوة.. وتنتصر سمرقند بلاد ما وراء النهر، على سمرقند ثاني مدن جمهورية أوزبكستان ا لاشتراكية السوفييتية. تلقائيا وبغير وعي، يحدث ذلك، ربما لأن سمرقند ما وراء النهر لها مكانة عزيزة غالية في أعماق كل مسلم منذ كانت دعامة اساسية في الجناح الشرقي لديار اَلْإِسْلَام. أما سمرقند الثانية فهي مركز اداري في جمهورية غريبة علينا، وديار أشد غربة.





منظر من تلة في سمرقند، وطلب مني المرافق أن أذهب لقبر الإمام الماتريدي ، وقلت بنفسي، أصحابي الوهابية الأقحاح، ح يمشّوا لي الامام البخاري، ولكن أبو منصور الماتريدي سيشهرون أوصاف القبوري والصوفي والحلولي ووو ، وأنا في غنى عنها، فأحجمت ، لا تصدقوا ورعي الكاذب..، فالاعلامي ينبض في داخلي دوما، و الحقيقة أن الوقت أدركنا ولم نستطع زيارة ذلك الامام، ونقل الصور والمعلومات عنه، وإلا فإن قبره في سمرقند يرحمه الله..ولنكمل ما كتبه المؤرخون عن سمرقند:

اشتهرت سمرقند عبر التاريخ بالعديد من المنتجات الوطنية مثل المنسوجات والسجاد، إلا أن أشهر ما عرفت به سمرقند هو ((الورق السمرقندي)) وقد نقلت سر صناعته عن الصين. ولهذا الورق شهرة خاصة تميزت بها سمرقند عبر التاريخ.

ولقد بدأت هذه الشهرة عندما قام أهل إقليم بخارى بثورة في عهد أبي مسلم الخراساني فبعث بحملة قوامها عشرة آلاف رجل بقيادة زياد بن صالح حيث قضى على الثورة في مدينة بخارى واستمر في زحفه إلى أن أخضع أيضا ثورة سمرقند التي كان الصينيون يساندون الثوار فيها ضد العرب المسلمين وقد وقع الكثير من الصينيين في الأسر وخيروا بين الرق أي العبودية وبين الحرية إذا علموا المسلمين حرفة فآثروا العتق وعلموا المسلمين من بين ما علموهم صناعة الورق ومع مضي الزمان تقدمت هذه الصناعة باستخدام الكتان والقطن في صناعة الورق الأبيض الناعم الجميل الذي وجد سوقا رائجة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي وبخاصة في عاصمة الدولة العباسية بغداد فالورق صفحة من صفحات الفخر للإسلام والمسلمين فالورق كان معروفا في جنوب شرق آسيا إلا أن العالم لم يعرفه سوى بعد أن تعلمه المسلمون وانتقل من بلادهم إلى العالم كله.

وقد أنشئ أول مصنع للورق في بغداد حاضرة الخلافة العباسية بعد نصف قرن من إقامة مصانع الورق في سمرقند. وقد ازدهرت هذه الصناعة في سمرقند أيما ازدهار ثم بدأ الصراع بين الورق المصري الذي كان يطلق عليه القراطيس أو القباطية وبين ورق سمرقند الذي كان يطلق عليه الكاغد أو الرقوق الرومية. ولكن الكاغد السمرقندي تفوق على كل هذه الأنواع ولاقى رواجا عظيما حتى عطلت قراطيس مصر والجلود التي كان الأوائل يكتبون عليها.






وأستأنف معكم جولتي في مدينة سمرقند، فبعد زيارة تيمورلنك والإمام البخاري والمرصد الفلكي للعالم المسلم أولغ بيك، أخذنا الدليل إلى قبر النبي دانيال، والحقيقة لم أسمع بهذا النبي عليه السلام، ولم أؤمن بدرجة كبيرة بوجود قبره..( الصورة لمجرى نهر يمر من مدفن النبي دانيال )


بيد أن الحكومة الأوزبكية أقامت له بناء على تلة جميلة في سمرقند، ويؤمه الكثيرون من الزوار، والغربيون بالخصوص..

عدت للمصادر العربية، للبحث عن معلومات عن النبي دانيال عليه السلام ، فألفيت التالي:



دانيال عليه السلام نبي من أنبياء بني إسرائيل ممن لا يُعلم وقته على اليقين، إلا أنه كان في الزمن الذي بعد داود ، وقبل زكريا و يحيى عليهم السلام، وكان في الوقت الذي قدم فيه بختنصر إلى بيت المقدس وخربه، وقتل فيه من قتل من بني إسرائيل وسبى من سبى وأحرق التوراة. وقيل: إنه أسر دانيال الأصغر، وقيل: بل وجدوه ميتاً عندما دخل بختنصر بيت المقدس، والظاهر أنه كان في بني إسرائيل دانيال الأكبر و دانيال الأصغر. والله أعلم.

وقد أورد ابن أبي الدنيا بإسناده إلى عبد الله بن أبي الهذيل أن بختنصر سلط أسدين على دانيال بعد أن ألقاه في جُب -أي بئر- فلم يفعلا به شيئاً. فمكث ما شاء الله تعالى ثم اشتهى ما يشتهي الآدميون من الطعام والشراب، فأوحى الله إلى أرمياء وهو من أنبياء بني إسرائيل وهو بالشام أن أعد طعاماً وشراباً لـ دانيال . فقال: يا رب أنا بالأرض المقدسة، و دانيال بأرض بابل من أرض العراق، فأوحى الله إليه أن أعد ما أمرناك به فإنا سنرسل من يحملك ويحمل ما أعددت، ففعل وأرسل إليه من حمله وحمل ما أعده حتى وقف على رأس الجب، فقال دانيال من هذا؟ قال أنا أرمياء فقال: ما جاء بك؟ فقال: أرسلني إليك ربك، قال: وقد ذكرني ربي؟ قال: نعم. فقال دانيال : الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، والحمد لله الذي يجيب من دعاه، والحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره، والحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحساناً. والحمد لله الذي يجزي بالصبر نجاة، والحمد لله الذي هو يكشف ضرنا وكربنا، والحمد لله الذي يقينا حين يسوء ظننا بأعمالنا، والحمد لله الذي هو رجاؤنا حين تنقطع الحيل عنا…

واشتهر أن الصحابة رضي الله عنهم عثروا على قبره عندما فتحوا (تستر) ثم أمرهم عمر بن الخطاب أن يغيبوا قبره خشية أن يتخذه الناس معبداً أو يشرك بالله عنده. وقيل إن الذي وجدوه رجلاً صالحاً. والأول أشهر.






هذا قبر دانيال على ذمة أهل سمرقند.. انتبهوا لطوله، وكان السؤال: ما الذي أتي به لمدينتهم، قالوا بأن تيمورلنك ، جلبه من بلاد فارس أو الموصل في العراق، حيث دفنه أبو موسى الأشعري وقتما وجده، وأعاد تيمورلنك دفنه في سمرقند، وطول دانيال بما يتداوله أهل سمرقند 60 قدم ، وهذا قبره، بالطبع كرجل رياضيات لم أقبل بهذا ، ولم أقتنع به أبدا، ودونكم ما كتب أيضا عن النبي دانيال عليه السلام:

دانيال نبي من أنبياء بني إسرائيل ، لـه سفر باسمه في كتاب أهل الكتاب يتميز عن أكثر الأسفار بأمور ، وإن كان يشاركها في المشكلة العامة وهي وقوع التحريف أو التعديل ، ومن ميزاته :-

1- وضوح عقيدة التوحيد فهو يسمي الله تعالى بإله السموات خلافاً لتك الأسفار التي تسميه رب القوات (وهي تسمية يهودية تكشف عن النظرة اليهودية لله وللناس). وهو يصف الله بما لا نظير لـه في غيره ، فهو الحي القيوم الذي لـه الحكمة والجبروت والعلم والتدبير والقدرة ، وأنه رب الملوك وكاشف الأسرار والمستحق وحده للسجود والعبادة ، وأن السحر والكهانة والتنجيم باطل...الخ.

2- تطابق ما فيه من النبوءات مع الواقع المعلوم بالتواتر من أحداث التاريخ بحيث لا يشك فيها إلا مغرض.

3- اشتماله على بشارات صريحة بختم النبوة وظهور الرسالة الأبدية.

4- اشتمال نبوءته على أرقام محددة ظلت مدار بحث وجدل طوال التاريخ.

أما دانيال نفسه فهو أشبه الأنبياء بيوسف u ، إذ هو غريب مضطهد لكن الله يرفعه بالعلم وتعبير الرؤيا لدى الملك ، وهو داعية توحيد لا تثنيه الفتن عن ذلك.

ولـه في الإسلام حادثة مشهورة رواها ابن إسحاق وابن أبي شيبة والبيهقي وابن أبي الدنيا وغيرهم ، عن التابعين الذين شهدوا فتح "تستر" ومنهم أبو العالية ومطرف بن مالك، وفيها مما يهم موضوعنا هنا أن الجيش الإسلامي الفاتح وجدوا " دانيال وهو ميت على سرير لم يتغير منه شيء إلا شعيرات من قفاه ، وعند رأسه مصحف فأخذوا المصحف فحملوه إلى عمر t فدعا لـه كعب الأحبار فنسخه بالعربية ((قال أبو العالية فأنا أول رجل قرأه -قال الراوي عنه- : فقلت لأبي العالية : ما كان فيه ؟ قال : سيرتكم وأموركم ولحون كلامكم وما هو كائنٌ بعدُ ))([1])!!.

فالنص إذن مترجم إلى العربية ، وعلى يد الماهر الخبير كعب الأحبار ، وقرأه من قرأه فلا يستبعد أن يكون علماء الإسلام المؤلفون في البشارة بمحمد e من الكتب السابقة " كابن قتيبة وابن ظفر " قد اطلعوا عليه ، وإن لم يكن الأمر كذلك وكان مصدرهم نسخ التوراة في عصرهم فهو أبلغ وأقوى . فهم غير متهمين في نقلهم وأهل الكتاب المعاصرون لهم لم يكذِّبوهم فيه !!
بل قال ابن قتيبة كما نقل عنه شيخ الإسلام في الجواب الصحيح :
((وهذه البشارة الآن عند اليهود والنصارى يقرأونها ويقولون لم يظهر صاحبها بعد)).






هناك نبع ماء قراح، يتدفق من سفح التلة، ويقولون بأنه ماء مبارك، ويقرأ عليه بعض القراء ، القران الكريم ، ويبيعونه للذين يأتون لزيارة النبي دانيال..

طبعا شربت منه، لا تلمسا للبركة ، بل لأني عطش والله، وما أعذبه من ماء..من النبع الذي يفور بالماء، لا من هذه التي تباع..



بالطبع لم أتقبل بركة ذلك الماء على عذوبته وحلاوته،لدينا زمزم وفقط، ولكن ألاحظ أن العامة تؤمن بهذا إيمانا كاملا، بالشفاء من بعض اشكالاتها النفسية ، فضلا عن العين والحسد، بما هو شائع حتى في مجتمعنا هنا ..





انفلت بعد مرقد النبي دانيال عليه السلام، إلى مجموعة مدافن شاه زند، وبها عدة قبور ، وبها مدفن الصحابي الجليل قثم بن العباس، وبالتأكيد ثابت موته رضي الله عنه بسمرقند،ومجموعة قبور ، الظاهر لأثرياء وصالحين، يتفنون بتلك القبب عليها، وعندنا أنها ليست من الاسلام في شيئ، ولكن هم يحتفظون بها ويهتمون بها كتراث لديهم، وصعدنا درجات عديدة ، وتعبت ، ولم أكمل الجولة ، فما ثم الا مدافن فقط، ولم أستسغ مظاهر القبورية هناك، حيث أنني شعرت بالنفور والتأثم لما أراه.. عموما، وهذه نبذة مختصرة عن الصحابي الجليل قثم ابن العباس ، ابن عم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم:

((قُثَمُ بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مَنَاف بن قُصَيّ)) الطبقات الكبير. ((قُثّم بنُ العَبَّاس بن عَبْد المُطَّلب بن هَاشِم القُرَشي الهَاشِميّ)) أسد الغابة.

((أُمّه أمّ الفَضْل لُبَابَة الكبرى بنت الحارث بن حَزْن بن يُجَيْر بن الهُزَم بن رُوَيْبَة بن عبد الله بن هلال بن عامر.)) الطبقات الكبير. ((ابن عم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأُمه أُم الفضل لُبَابة بنت الحارث بن حَزْن الهلالية، وكانت أَوّل امرأَة أَسلمت بمكة بعد خديجة ما، قاله الكلبي.)) أسد الغابة. ((أخو عبد الله بن العباس وإخوته)) الإصابة في تمييز الصحابة.

 ((قال البُخَارِيُّ فِي التَّارِيخ: قال إسحاق عن روح، عن ابن جريج، عن جعفر بن خالد ابن سارّة أنّ أباه أخبره أنَّ عَبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال له: لو رأيتني، وقُثَم بن العباس، وعبيد الله بن العباس، نلعب إذ مرَّ النبيُّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم على دابته، فقال: "ارفعوا هذا إليّ"، فحملني أمامَه؛ ثم قال لقثم: "ارفعوا هذا إليّ"، فحمله وراءه، وكان عبيد الله أحبّ إلى العباس، فلم يستحي من عَمّه أن حمل قُثَمًا وتركه(*). قلت لعبد الله بن جعفر: فما فعل قُثَم؟ قال: استشهد. قلت:الله ورسوله أعلم بالخبر)) الإصابة في تمييز الصحابة.

وَغَزَا قُثَمُ خُراسان وعليها سعيد بن عثمان، فقال له: أضرب لك بألف سهم؟ فقال: لا، بل أخمس ثم أعطِ الناسَ حقوقهم ثم أعطني بعد ما شئت. وكان قثم ورعًا فاضلًا)) الطبقات الكبير.





هنا البوابة لتلك المدافن، وفي الداخل درج طويل، يتفنن أهل سمرقند بالحكاية على أن من يعدّ الدرج صعودا، ثم يعدها هبوطا ، سيرى اختلافا في العدّ، طبعا لم تمش عليّ أبدا، فبدأت العدّ وأنا أسمع السياح والزوار يعدون، ووصلنا للدرجة الأخيرة، وكلنا أخطأنا في العد، فمن قائل أنها 40 والأخر 43، وأخوكم 38، قلت للمرافق المتحفز: يا حبيبي ، لا أحتاج العدّ نزولا ، أكيد ثمة فرق ، لأن التعب أدركنا، والتركيز تبدد مع هذه الدرجات المتعبة...



ونكمل عن ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قثم بن العباس:


((روى زهير، عن أَبي إِسحاق قال: قيل لقثم بن العباس: كيف وَرِث عَليُّ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم دونكم؟ فقال: "إِنه كان أَوّلنا لحُوقًا، وأَشدَّنا لُزُوقًا".(*) قيل: إِن عبد الرحمن بن خالد هو الذي سأَل قُثَم عن هذا، فقال له: ما شأَن علي، كان له من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم منزلة لم تكن للعباس؟! فأَجابه بهذا.

وكان قُثَم آخر الناس عهدًا برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لأَنه كان آخر من خرج من قبره ممن نزل فيه، قاله عليّ وابن عباس. أَنبأَنا أَبو ياسر بن هبة اللّه بإِسناده عن عبد اللّه بن أَحمد: حدّثني أَبي، حدّثنا يعقوب، حدثنا أَبي، عن ابن إِسحاق، حدثني أَبي إِسحاق بنَ يَسار، عن مِقْسَم مولى عبد اللّه بن الحارث عن مولاه عبد اللّه بن الحارث قال: اعتمرت مع علي بن أَبي طالب زمن عمر، فلما فرغ من عُمْرته، أَتاه نفر من أَهل العراق، فقالوا: يا أَبا الحسن، جئناك نسأَلك عن أَمر نحب أَن تخبرنا عنه. قال: أَظن المغيرة بن شعبة يحدثكم أَنه كان آخر الناس عهدًا برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؟ قالوا: أَجل، عن ذلك جئناك نسأَلك. قال: آخر الناس عهدًا به قُثَم بن العباس .)) أسد الغابة.


((قَالَ ابْنُ السَّكَنِ وغَيْرُهُ: كان يشبه النبي صَلَّى الله عليه وآله وسلم، ولا يصحّ سماعه منه؛ قال: وقال علي: كان قُثَم أحدث الناس عَهْدًا برسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم. وأخرج البغوي مِنْ طريق سماك بن حرب، عن قابوس بن مخارق. قال: قالت أم الفَضْل للنبي صَلَّى الله عليه وآله وسلم: رأيت كأن في بيتي عُضْوًا من أعضائك قال: "خيرًا رأيت؛ تلد فاطمة غلامًا تُرضعينه بلبن ابنك قُثَم" فولدت الحسن... الحديث(*). فهذا يدل على أن الحسن أصغر من قُثَم، وأن الذي قبله يدلُّ على أن سِنّه كان في آخر عهد النبي صَلَّى الله عليه وآله وسلم فَوْقَ الثمان. وَقَالَ أَبُو بَكْرِ البَرْدِيجي: قيل: لا صحبة له.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((كان قثم بن العبّاس يشَّبه بالنبّي صَلَّى الله عليه وسلم، وفيه يقول داود بن سليم:



عُتِقْتِ مِنْ حِلِّي وَمِنْ رِحْلَتِي يَا نَاقُ إِنْ أَدْنَيْتِنِي مِنْ قُثَمْ



أَنَّكِ إِنْ أَدْنَيِْت مِنْهُ غَدًا حَالَفَنِي اليُسْرُ وَمَاتَ العَدَمْ



فِي كَفِّهِ بَحْرٌ، وَفِي وَجْهِهِ بَدْرٌ، وَفِي العِرْنَيْنِ مِنهُ شَمَمْ



أَصَمُّ عَنْ فِعْلِ الخَنَا سَمْعُهُ وَمَا عَنِ الخَيْرِ بِهِ مِنْ صَمَمْ


لَمْ يَدْرِ مَالَا، وَبَلَى قَدْ دَرَى فَعَافَهَا وَاعْتَاضَ مِنْهَا نَعَمْ









ودعت سمرقند، وعدنا لطشقند عاصمة أوزبكستان، والتي لم نتحدث عنها كثيرا، على جمالها وحسن تنظيمها، وسعة شوارعها الحديثة،  وهنا الجامع الكبير في طشقند العاصمة، صليت فيه صلاة الجمعة، وألفيت اختلافا كبير عن عشرين عاما خلت.. إذ في تلك الأزمنة، كان المذهب الحنفي وتعاليمه الصارمة، في تغطية الرأس بطاقية، وعدم الصلاة حاسر الرأس، والمحافظة على السنن القبلية والبعدية كأنها واجبات، كثيرا من تلك المظاهر، لم أر الشباب يتمسك بها كما السابق..



وخطب بنا الامام بلغة عربية فصيحة جدا، وبمخارج حروف محكمة، جزمت بأن الرجل خريج الأزهر أو الجامعة الاسلامية، من اتقانه للغة العربية بدون اللكنة التي تدرك الأعاجم وهم يتكلمون الفصحى..



وآتي لفن العمارة الاسلامية بتلك البلاد..وما كتبه المؤرخون:


قال الإسكندر المقدوني عن سمرقند في القرن الرابع قبل الميلاد: كل ما سمعت عن محاسنها صحيح، باستثناء أنها اجمل مما تصورت، عندما قال الإسكندر ذلك فانه كان يعرب عن تقديره للمسات الجمال النسبية التي تمتعت بها سمرقند منذ ذلك الوقت. وعندما صعد نجم هذه المدن بعد الإسلام، وصارت تموت بحياة جديدة، حافلة بمختلف صور التقدم العلمي والرواة التجاري، كان لابد أن ينعكس ذلك على فنون العمارة والتشييد، التي مضت على الطريق ذاته، حتى أفرزت هذه الأعمال المعمارية البالغة الروعة والجمال والمنتشرة في أكثر مدن بلاد ما وراء النهر، وفي مقدمتها سمرقند.



كانت المساجد أول ما أبدعت فيها يد فنان هذه المنطقة، وحينما انتشرت الأضرحة في مرحلة لاحقة اصبح تجميلها الذي يرتكز على فكرة التقديس، مجالا آخر للإبداع، ومع كل خطوة تقدم تالية كانت تتسع قاعدة النهضة المعمارية، حتى امتدت إلى القلاع والمدارس وقصور الحكام ومنشآت الدولة وأسوار المدن.



وقد كان منطقيا أن تبنى بعض هذه المنشآت حتى القرن التاسع الميلادي، من اللبن والطين. وأن يعوض المعماريون بساطة الخامات بجهد كبير بذلوه في زخرفة واجهات تلك المنشآت وتزيينها، حتى استخدمت الزخارف والنقوش على الجص المرمري منذ عصور الميلاد الأولى. "أقول إن ذلك منطقي وطبيعي، إنما الغريب في الأمر أن يطول عمر هذه المنشآت ففي ظل ظروف المناخ القاري التي تسود آسيا الوسطى حتى يعيش بعضها إلى وقتنا الراهن، وزخرفة محراب مسجد شير كبير في مدينة داهستان، مثال رائع لذلك. إذ لا يزال قائما محراب المسجد الذي بني خلال القرنين التاسع والعاشر. ولا يزال محتفظا بنقوشه الجميلة على مسطحات المرمر اللامعة.



ومع تقدم عمليات اَلْإِنْشَاء، استخدم الطوب الأحمر استخداما واسعا، مما سمح بزيادة أحجام القباب والأطواف، وجميع المنشآت بوجه عام، كما أدى استخدام هذا الطوب إلى تحسينات في واجهات المنشآت، التي استخدم فيها طوب أحمر، مزخرف، وكان هذا التطور بمثابة مرحلة تحول في مسيرة ابداع فنان آسيا الوسطى، بلغت ذروتها في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين. وهي المرحلة التي بلغت فيها مدن ما وراء النهر ذروة مجدها.



والدراسات المعمارية تعتبر بوابة مسجد "مغطاك عطاري "، المقام في بخارى خلال تلك الفترة، نموذجا بديعا تمثلت فيه جميع أنواع الزخرفة المعروفة في ذلك العصر، من الطوب الصغير المصقول، إلى صفائح الفخار المنقوشة، ثم النقش على المرمر الذي كان أرضية لرسوم الطوب. مضافا إلى ذلك كله مختلف أشكال الزخارف النباتية، والهندسية والكتابية.





 لنأت للحديث عن مدينة طشقند، ومعناها، وهي بالمناسبة مدينة تاريخية أيضا، والكثيرون يظنون أنها مدينة حديثة ، أنشأها السوفييت ، وهذا خطأ..



كلمة طشقند تعني في اللغة الأوزبكية (مدينة المجاورة)، وهذا يؤكد أنها مدينة أثرية ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، وهذا ما اتفق عليه علماء الآثار، حيث اتفقوا على أن عمر هذه المدينة تجاوز ألفي عام، لذا يغلب على مبانيها الطراز الأثري القديم.



ولعل من أبرز معالم مدينة طشقند ساحة مزرتي إمام، التي هي المركز الديني الأهم في المدينة، وهي تتكون من مدرسة "براط خان" التي بنيت في القرن السادس عشر، ومعهد الإمام البخاري الذي تخرج فيه الكثير من الدعاة والأئمة، الذين يتوجهون إلى منطقة آسيا الوسطى على أثر تخرجهم، وليس هذا فقط، بل إن المدينة ثرية بمخزونها المعماري والتراث الإسلامي الذي يؤكد ريادتها الثقافية، وهذا المخزون يزيد على أربعة آلاف أثر تاريخي للهندسة الإسلامية في طشقند وأخواتها من المدن الإسلامية في أوزبكستان.



وقد قامت الحكومة الأوزبكية بعد الاستقلال بأعمال ترميم لكثير من المعالم التاريخية، مثل قبر الإمام البخاري، والإمام الترمذي، وترميم العديد من المساجد، وكان على رأسها مسجد كلان. ومازالت أعمال الترميم قائمة بالمساجد، وكذلك مسجد شاخي زيندا، ومسجد كوك جومباز، وغيرها من المساجد والقصور الأثرية في أوزبكستان.









بعيد صلاة الجمعة، وأثناء تجولي في باحة المسجد الجامع الفسيحة، التقيت خطيب الجامع الذي أشدت بلغته العربية الفصحى، والذي كان قافلا من محرابه لبيته، وسلمت عليه، وعرفته بنفسي، وفرح بي، وقلت له:أين درست اللغة العربية؟ فأجابني: في معهد طشقند للغة العربية، قلت :ألست من خريجي الأزهر أو الجامعة الاسلامية، فقال:لم أسافر خارج بلادي أبدا.. حقيقة أذهلني، وأعطي هذا المعهد شهادة ، بتفوقه ونبوغ طلابه .. ما شاء الله عليهم..



أخبرني الامام بأن في هذا المتحف الملحق بالجامع، الذي ترونه في الصورة، نسخة أصلية للمصحف العثماني، من عهد عثمان بن عفان، ومحفوظ تحت حراسة مشددة، لم يسعفني الوقت لأراه، ولكن محبي المخطوطات لا يفوتهم..



تلك المنطقة تعج بالمخطوطات الاسلامية القديمة، ولا غرو، فعلماء الاسلام الكبار من تلك النواحي..



شهدت العاصمة الأوزبكية طشقند في الأعوام القليلة الماضية افتتاح معرض المخطوطات الإسلامية والثقافية النادرة التي تحتفظ بها المدينة، وقد مكن هذا المعرض بمخطوطاته الدارسين والمهتمين بالتراث أن يقفوا على الكثير من الكنوز التي تمتلئ بها عاصمة الثقافة الإسلامية طشقند.



وهذه المخطوطات تشمل كل فروع العلم، فنجدها متنوعة تضم كتب التفسير والفقه والمنطق والتاريخ والطب والأدب والفلك وعلوم اللغة، وكان من بين أهم المخطوطات بالمعرض مخطوط للقرآن الكريم كُتب بالخط الكوفي القديم يرجع إلى القرن السابع الميلادي، ومخطوط صحيح الإمام مسلم، والهداية في الفقه الحنفي للإمام برهان الدين المرغيناني، والكشاف ومقدمة الأدب للزمخشري، والمبين لظهر الدين محمد بايور، وغيرها من المخطوطات الهامة. وحري أن نبين أن هذه المخطوطات قد كتبت على أيدي نُساخ متقنين، وبخطوط جميلة، ومعظمها مشكول.



ومن المخطوطات العلمية التي ضمها معرض طشقند: الأسرار للرازي، وبدائع الوقائع لزين الدين واصفي، وتاريخ بخاري للزشخي، وتجارب الأمم لمسكويه، وعيون المسائل لأبي الليث السمرقندي، ومعجم البلدان لياقوت الحموي، وغيرها من الكتب العلمية التي تدل على سبق المسلمين للعالم أجمع، وتدل على ازدهار الحضارة الإسلامية في هذه البقعة من الأرض المعمورة.









هذا طائر اللقلق في حديقة المسجد، وأحببت تصويره، وأترككم هنا مع فهمي هويدي وهو يصف تلك البلاد وعادات أهلها..هويدي كتب عن تلك البلاد بما يشبه الشعر من افتتانه، قال هويدي:



حتى على مائدة الطعام، تستحضر أوصاف الرحالة والمؤرخين، وتكتشف صحة رواياتهم عن خيرات سمرقند، ووفرة فاكهتها "حتى يرعاها لكثرتها الدواب "، كما قال اَلْإِصْطَخْرِي.


مجلس الطعام على الأرض أو فوق أريكة خشبية مربعة على أحسن الفروض. وهم يبدءون أي وجبة بالفواكه التي هي في الأغلب خليط من البرقوق والتفاح والخوخ والعنب، وقد يضاف البطيخ والشمام في موسم الصيف، وَإِلَى جانب سلال الفواكه ترى صحونا مليئة بالزيت واللوز المقشور، وتتناثر في الأركان ارغفة الخبز السمرقندي الشهير "نون ".


بعد هذه المشهيات "البسيطة"، توضع أمامك شطائر محشوة باللحم الضاني، كملحق اضافي لفتح الشهية ويحين أوان تقديم "الوجبة"، فيقدم الحساء وقد دست فيه قطع اللحم والبطاطس، يعقبه الكباب. وفي الختام يقبل، ا لأرز البخاري "يسمونه جزرية" ا لذي تضرب به ا لأمثال، والمكون من أرز وجزر مخروط وزبيب وسمن.. وفي هذا كله تظل تتعاطى الشاي اَلْأَخْضَر الخاب من السكر في أكواب صغيرة لا تفرغ أبدا!


وحتى تقدم هذه القائمة الطويلة من الأطعمة، وترفع صحون وتوضح صحون، لابد ان تستغرق العملية وقتا طويلا، وتكاد تصل المدة التي تستغرقها الوججة مما بين ساعة وساعة ونصف، حتى يقولون هناك ان وجباتهم تكاد تكون متصلة طوال اليوم.


والنكتة التي يتداولونها أمام الضيوف تقول أن أوزبكيا سأل عربيا: كم وجبة تتناولون كل يوم، فرد العربي: ثلاثا. عندئذ قال الأوزبكي بدهشة: ثلاث وجبات على مدار اليوم؟ إننا نأكل وجبة واحدة في النهار، تبدأ في الصباح وتنتهي في المساء!!


وصدق فهمي هويدي والله، لا بد من المائدة الدائمة في أي منزل ، وبها الفواكه والمكسرات، والفواكه سبحان الله ، لها طعم وأي طعم ، بسبب عذوبة الماء وخصوبة الأرض، ومن يكتب له الذهاب لتلك الديار، لا يفوّت الشمام الأوزبكي، لن يضاهي هذه الفاكهة وحلاوتها أي نوع من الفاكهة...تتقطر عسلا مصفى فعلا..ليس بها مواد كيماوية أو تحسينات.. اطلبوها وادعوا لي..






والله يا جماعة الخير، انتحيت جانبا ، وطلبت الشاي ، ورحت في تأمل عميق في الماء والحضرة والجمال الطبيعي حولك ..عند هذه النوافير بوسط طشقند..كم هي ممتعة وجميلة..





لحظة تأمل أما شرشرة الماء. . تشبه صورة النجاشي، فرصة يجعلونني أولئك الطغمة من عبدة الماء الآن..



  1. طشقند
  2. طشقند عاصمة أوزبكستان. كانت محطة على طريق الحرير. مع سقوط الإمبراطورية الروسية القيصرية في أبريل 1918، أصبحت طشقند عاصمة جمهورية تركستان المستقلة ذاتيا السوفيتية الاشتراكية. ويكيبيديا
    المساحة: ٣٣٤٫٨ كم²
    الطقس: 25°م، اتجاه الرياح شمال-شرق بسرعة تبلغ 6 كم/ساعة، ورطوبة تبلغ 34%






أبو أسامة محدثكم، استمرأ الزي الرياضي، لأن المشي هناك متعة ، لا تضاهيها متعة.. سبحان الله أمشي طيلة ساعتين بلا تعب، ولا أدري السبب..




كانت أوزبكستان، وعاصمتها طشقند، أو بلاد ما وراء النهر منذ الفتح الإسلامي لها مهدًا للعلم والعلماء، فعلى أرضها نشأ وترعرع الكثير من العلماء في شتى مجالات الحياة، وأثروا المكتبة العربية الإسلامية بالكثير من المؤلفات التي نشرت الثقافة الإسلامية، وحافظت على الهوية الإسلامية، ومن أشهرهم: الإمام البخاري، والترمذي، والإمام الماتريدي، ومحمود الزمخشري، والميرغيناني، ومحمد الخوارزمي، وأحمد العزغاني، وأبو ريحان البيروني، وابن سينا، وميرزا أولوغ بك، وعلي شير نوائي، وغيرهم من العلماء الأجلاء.



إن هؤلاء الأفذاذ تركوا لنا إبداعات ترتبط بالثقافة الإسلامية والحضارة الإسلامية، لدرجة أننا لا نستطيع أن نتخيل الإسلام دونهم، كما أنهم لا وجود لهم بغير الإسلام.



قبسات من المخزون الثقافي:



لقد ترك العلماء الذين أنجبتهم بلاد ما وراء النهر تراثًا ثقافيًا كبيرًا ينهل من فيضه العالم الإسلامي في شتى بقاع الأرض، ولعل من أبرز المؤلفات التي خلفوها لنا كتاب تاريخ الطبري، لأبي جعفر الطبري، الذي صنفه في القرن التاسع، وكتاب دلائل الخيرات الذي يجمع بين آيات القرآن وشرحها، فالآيات كتبت باللون الذهبي، وشرحها باللون الأسود، وبريشة أشهر الخطاطين، وكتاب مشكاة المصابيح الذي يضم أحاديث شريفة في العلم والإيمان والطهارة والزكاة والصلاة، وهو لأبي محمد البغوي، ومنها أيضًا كتاب فتاوى قاضي خان، للإمام فخر الدين أوزغاندي، وجمع فيه أحكام الشريعة من عبادات ومعاملات.



والكتب الأدبية واللغوية لها حظ وافر، لعل من أبرزها كتاب مقدمة الأدب للعلامة محمود الزمخشري، ويضم الكتاب كثيرًا من قواعد النحو واللغة، والذي ينظر في المكتبة التي خلفها علماء أوزبكستان على مر العصور، يجد أنها ما أغفلت جانبًا أو فرعًا من فروع العلم والمعرفة إلا وسطرت فيه صحائف من ضياء العلم ونوره، الذي يبدد ظلمات الجهل، ويدفع البشرية إلى خيرها.





بعض من الساحات الجميلة والبحيرات الصناعية هناك .. في طشقند








المدينة تزخر بحدائق رائعة جدا









الصحون الأوزبكية المميزة، ومن يعرف قدامى البخارية من جماعتنا في السعودية، بالتأكيد ، وجد هذه الأواني التي يقدمون الشاي بها والطعام لأضيافهم، فكرت بشراء طقم لي، ولكني تذكرت تجاربي السابقة مع الطائرات ، وعنائي في حملها، فأقلعت عن الفكرة ، وقلت : طقم من بادريق أو بادحمان إبان التخفيضات ، يجعل وجه أم أسامة يتهلل، اكثر من هذه التي سأتعب في حملها..



عاد زوجاتنا : الذهب والمواعين، قمة الهدايا لديهن.. عليكم بها لترضية الزوجات..





أعشق المتاحف وأماكن اللوحات الفنية ، في المدينة متحف كبير، لم يتسن لي الوقت لزيارته، لكنني زرته قبل عشرين عاما، وكان يتحدث عن تاريخ المدينة ، وعن الحرب العالمية الثانية ، كثيرون من شبان أوزبكستان قضوا في تلك الحرب الكونية ، ويحكون لي ، بأن معظم الولايات السوفييتية كانت تعاني المجاعة إلا أوزبكستان التي كانت تصدر لهم الخبز ، بسبب مواردها الطبيعية التي حباها الله بها ..


طمعت بشراء لوحات، ولكن الغلاء يضرب تلك البلاد ، مقارنة مع غيرها ..






الحقيقة تزخر طشقند بساحات جميلة غناء، ربما أنسب وقت لزيارتها وقت الربيع، حيث تبهر الناظر بخضرة لا نهاية لها ..

والحق أن الحكومة الأوزبكية خطت خطوات كبيرة في نقلة استثنائية للمدينة ، وجعلتها من أجمل مدن آسيا..








وأنا أجوب في تلك البلاد، كانت الوحيدة التي تفتقدني وتسأل عني، ابنتي جمانة، من فرط حبها لي ، تجلس على مكتبي تنتظرني..

ربي يحفظها لي ، هذه الملاك ببراءتها وطفولتها ..فعلا البنات هن الحنونات لا الأولاد الذين سألوني عن هداياهم فقط..ولم يهمهم غيابي ، بل استغلوها في الفلة والخرجات مع أصحابهم.. لن يبقى لك سوى البنات.. وهذه جمانة ذات العامين والنصف ، كانت تلهج باسمي وتفتقدني كل الوقت..


بقيت لنا حلقة أخيرة عن مدينة قوقند.. أسأل الله الهمة والوقت أن أكتب لكم عنها..
كتبها وأعدها : عبدالعزيز قاسم
كاتب واعلامي سعودي

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

بين الامام البخاري وأولغ بيك بسمرقند التاريخ

مشاهدات في مدينة العلم والتاريخ "سمرقند" بالصور


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..