الاثنين، 1 يوليو 2013

الجسر المؤقت للطواف... تساؤلات مشروعة:

إن الحرص على سلامة الطائفين، وعلى حق ضيوف الرحمن في إدراك عبادة الطواف الأمن
والسهل، والحرص على سمعة الدولة قيادة وشعبا يجعل إثارة الأسئلة الإيجابية التي تلفت الانتباه للقضية قبل حدوث مشكلة فيها أمرا مشروعا ومقدرا، خاصة عندما تكون هذه القضية كقضية المطاف قضية حساسة سياسيا ودينيا، لا يحتمل الأمر المجاملة ولا المخاطرة بالسماح بوجود خلل فيها، لأنه سيكون حينئذاك خللا قاتلا، لا سمح الله
هذه الأسئلة نبعت من هذا المقصد وأثارتها المتابعة اليومية لأعمال الانشاءات في المطاف عبر قناة القرآن الكريم  المشفوعة بالتواصل مع المعنيين بقدر ما يسمح الأمر، كما أثارتها مراجعة فلمين وثائقيين للمطاف أعدا من قبل جهات مسئولة معنية بالأمر، وتم نشرهما للناس كافة.
الفلم الأول اسميته هنا: الفلم التسويقي لجسر المطاف، والآخر: الفلم التوضيحي لمشروع المطاف، (ويمكن إعادة الاطلاع عليهما في الروابط ذيل هذه الأسئلة).
وسأتجاوز هنا عددا من الأسئلة الحرجة وسأكتفي بسؤالين فقط، كما يلي:
1.  لماذا الاختلاف، غير الايجابي، في آلية إنشاء الجسر، ووقت إنهائه، بين الفلم التسويقي للجسر وبين واقع العمل في الموقع؟
بحسب الفلم الوثائقي (التسويقي) المعد من قبل المقاول فإن الجسر المؤقت للطواف يمتاز بثلاث خصائص أساسية: سيتم تركيبه بصورة كاملة في أقل من 3 أيام ، وبصورة لا تعيق الطائفين أو تربك حركة الطواف، ويتم العمل بطريقة إنشائية شبة آلية.
ولكن الواقع كشف أن المقاول بدأ الإنشاء لهذا الجسر  بصورة تقليدية، وبتأثير شديد على سعة المطاف، ومضى ما  يقارب الثلاثة أسابيع، ولم يتم انجاز سوى أقل من ثلث أعمال الجسر بل وتوقف لعده أيام عن إنجاز أي جزء، رغم أن الفلم التوضيحي الجديد أفاد بجاهزية الجسر للطواف في رمضان.
وحيث أن الدولة قد منحت هذا المشروع أقصي التسهيلات الإدارية والمعنوية والمالية، وأن المشروع تم وفق عقد التصميم والتنفيذ معا Design-Build Contract، فالتصميم وطريقة التنفيذ ووقته من المفترض مهنيا وقانونيا أن لا تكون من مسئولية الجهات الرسمية (رئاسة الحرمين مثلا لكونها جهة تشغيلية في الأساس).
ولعل هذا التأخر والتباطئ -غير المتوقع- في أعمال التنفيذ هو ما يدعم تفسير البعض لتوقيت الإعلان الرسمي بخفض عدد الحجاج، وكثافة الحملة الإعلامية في ذلك، استدراكا للأمر وتقليلا لمخاطره، رغم أن هذا المشروع من المشاريع الاستراتيجية المفترض فيها البرمجة الدقيقة لها، وعمل المقاول لكامل الضمانات لتحقيقها، وذلك لتأثيراتها الخطرة والكبيرة السياسية والاقتصادية والحقوقية والإدارية ولإرتباطها بأمور السلامة في أهم بقعة في الأرض.
2.  هل الطاقة الاستيعابية المستهدفة للجسر ستصل مستوى الخطر؟ أم ستنخفض الكفاءه المعلنة للطواف؟
عرض فلم المقاول التسويقي ثلاث سيناريوهات للطواف، الاول: آمن ولكنه غير كفء في رفع الطاقة الاستيعابية لقلة عدد الطائفين على الجسر، والثاني: خطر جدا لزيادة عدد الطائفين على الجسر عن حد السلامة والأمان، والثالث: الذي اسماه الأمثلOptimal  وهو ما يوصل طاقة الجسر الى فقط 9000 طائف في الساعة، مع أهمية كفاءة إدارة دخول الحشود للجسر.
وفي المقابل فإن الفلم التوضيحي الأخير يشير إلى أن الجسر المؤقت (وبنفس مساحته الموجوده في الفلم التسويقي) سيرفع طاقة المطاف من 22000 إلى 35000 طائف، بمعنى أن طاقة الجسر المستهدفة إبتداء ستكون  13000 طائف في الساعة، مما يدخله نظريا عل الأقل في دائرة الخطر(بحسب السيناريو الثاني في الفلم التسويقي للجسر)، فأين الحقيقة؟ وهل هناك أي محاكاة مهنية فعلية لهذا العدد تم عملها وتمت مراجعتها من قبل خبير عالمي مستقل؟ وما هي نتائجها؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرفقات:


 ....................................


عبدالله صالح الحصين


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..