ترجمة : سيزار كبيبو – خارج السرب
من تسلح الولايات المتحدة في سوريا؟ الرئيس الأسد يترقب بحماس
عقب أخبار عن انشقاق بين المتمردين
الرئيس سيكون الحليف الأفضل للجيش الحر في حربه ضد الإسلاميين، حسب رأي روبرت فيسك
روبرت فيسك – الاندبندنت
الجمعة، 12 تموز 2013
بشار رجل سعيد اليوم. لطالما هللت أميركا ودول الاتحاد الأوروبي لكل وزير أو جنرال يترك الأسد ويتعاون مع أعداء النظام.
ولطالما
تباهى هؤلاء بكل انشقاق يحدث داخل حكومة الأسد معتبرينه “نقطة تحول”.
والآن، ومن دون أي مقدمات، تبين أن ما كان يردده على أسماعنا فتيان الأسد
طوال أشهر- بأن أعداءهم هم من تشرذموا وانقسموا- تبين أنه الحقيقة بعينها.
والدليل على ذلك جماعة كمال حمامي وأخوه. المتمردون متشرذمون. الإسلاميون والجيش السوري الحر في حالة حرب.
ينبغي
على أنصار أوباما وأنصار كاميرون حبس أنفاسهم. فهم في نهاية المطاف
يريدون- أو أرادوا- إرسال الأسلحة إلى الجيش السوري الحر، العلماني،
المقاوم “البطل” الذي يقاتل من أجل “الديمقراطية” ضد نظام ديكتاتور دمشق
الفاشي. لا يزال بإمكان قادتنا خوض جدل حول وجوب تسليح أفراد الجيش السوري
الحر، لا سيما الآن وبعد أن بدأ أعضاء القاعدة بقتل قادة الجيش السوري
الحر، فإن كان الطيبون من الجيش السوري الحر يقاتلون الآن الأشرار من
الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، فمن الواجب علينا مساعدتهم.
لكن
التاريخ يخبرنا بأن الأخيار يمكن أن يتحولوا إلى أشرار وأن الأشرار قد
ينتصرون. ماذا لو مسح الإسلاميون الجيش السوري الحر عن وجه الأرض؟
لا ريب أن أسلحتنا ستقع حينها في “الأيدي الخطأ” ونكون بذلك قد زودناهم
بالسلاح بأسهل الوسائل وأسرعها- إذ أن البنادق تعني المال في الحروب
الأهلية، وتمتلك جبهة النصرة والبقية المال الكافي لشراء أي شيء نقدمه
للجيش السوري الحر. كما قد يدور جدل آخر قد لا يخطر على بال أنصار هيغ أو
أنصار كيري: إن كان الجيش السوري الحر يريد حقاً القضاء على حلفائه
الأصوليين السابقين، فإن حليفهم الواضح هو ذاك الشاب في القصر الرئاسي في
دمشق.
سيكون
بشار أكثر من جاهز، حتماً، لمساعدة الجيش السوري الحر في مواجهة خصوم
النظام من الإسلاميين “الإرهابيين”- وقد يعرض على الجيش السوري الحر إعادة
لم شمل مشرف مع جيش الحكومة. فمسؤولوا الاستخبارات التابعين للنظام يعقدون
منذ أكثر من سنة اجتماعات منتطمة مع مسؤولي الجيش السوري الحر في مسعى
لاستعادة ولائهم لبشار. وإن نجحوا في ذلك، فإن تبرعاتنا السخية من الأسلحة
لن تنته في “الأيدي الخطأ” من الإسلاميين بل في “الأيدي الخطأ” من حزب
البعث.
لكن
لِم قد يفاجئنا كل ذلك؟ فالمتمردون في أغلب الأحيان يُهزمون. الشيعة
المعادون لروسيا وحركات المقاومة السنية في أفغانستان قاتلوا بعضهم البعض
عندما كان السوفييت يحتلون بلادهم- واستمروا في قتل بعضهم البعض مما سمح
لطالبان ببسط سيطرتها على أفغانستان. في الجزائر، هزمت جبهة التحرير الوطني
خصمها الحركة الوطنية الجزائرية- الحركة الوطنية التي تلقت الدعم المالي
من فرنسا قبل طرد فرنسا من مستعمرتها الشمال أفريقية في العام 1962. وثمة
الكثير من الأمثلة إبان الحرب العالمية الثانية عن أبطال من حركة المقاومة
السرية الفرنسية (ماكيوس) قاموا بقتل أبطال من الحركة نفسها.
وفي
يوغسلافيا، زود البريطانيون الميليشيات الملكيّة الموالية للجنرال درازا
ميهايلوفيتش بالسلاح أثناء صراعهم ضد الاحتلال النازي- إلى أن أخبر جهاز
العمليات الخاصة البريطاني (SOE)
رئيس وزراء بريطانيا تشرشل أن الشيوعيين الموالين لتيتو، رئيس جمهورية
يوغسلافيا الاشتراكية آنذاك، قتل من الألمان أكثر مما قتل من رجال
ميهايلوفيتش. قام تشرشل حينها بإمالة الدفة نحو تيتو. وقد طرح مسؤول في
جهاز العمليات الخاصة البريطاني سؤالاً على رئيس الوزراء إن كان يدرك أن
يوغسلافيا ستصبح شيوعية بعد الحرب. وقد رد عليه تشرشل بنبرة حادة قائلاً:
“وهل تنوي العيش في يوغسلافيا بعد الحرب؟”
لا
شك أن أوباما وكيري وكاميرون وهيغ لا ينوون العيش في سوريا بعد الحرب.
ولكن من الأجدى لهم التفكير بمن سيدعمون لينتصروا قبل إرسال الأسلحة إلى
أصدقائهم في الجيش السوري الحر.
( خارج السرب)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..