قال: الموسيقى ليست قضية نشغل بها الساحة ويؤخذ فيها ويعطى
سلطان المالكي- سبق- الرياض: استضاف
الإعلامي سعود الدوسري في الحلقة الثالثة عشرة من برنامج "أهم 10" على قناة
روتانا خليجية، الشيخ عادل الكلباني، وهو الخطيب المثير للجدل المنتمي إلى
جيل الصحوة، ثم دخل في مرحلة مراجعة مع النفس، الأمر الذي جعله أكثر
تشدداً وجعله عرضة لتهجم وتهكم خصومه المتشددين. بدأ الخطابة بعمر 26 سنة،
عمل في الخطوط السعودية ثم تفرغ للدعوة والعمل الديني. أثناء حرب الخليج تم
إيقافه عن الخطابة لمدة 13 عاماً، وعاد بعدها إلى الخطابة بوساطة الأمير
سلمان بن عبد العزيز، وكلّف بمرسوم ملكي بالإمامة في المسجد الحرام خلال
شهر رمضان.
اختار الشيخ عادل الكلباني عشرة أيام بدأها بيوم عمله في الخطوط الجوية
السعودية، وذكره بما يلي: "دخلت العمل بوساطة، كان هناك نوع من التهاون في
الأشياء التي نقوم بها وكأنها نوع من الغفلة، مثلي مثل أي شخص في ذاك
المجتمع، وأثرت الخطوط في النهج وساعدتني في العودة، وسنح لي أثناء عملي
السفر إلى أماكن عدة لأن التذاكر كانت مجانية".
ويتابع شرح يوم تركه العمل: "لم أستقل من الخطوط بل تركت العمل طوعاً، أي
تغيّبت عنه، وكنت في ذاك الوقت إماماً وخطيباً في جامع مطار الملك خالد،
ووجدت أن الأمر يتعارض مع الشكل في الوظيفة بين ملابس الإمامة وملابس العمل
الرسمي، فكان لا بد أن أختار أحدهما، فاخترت الإمامة. ولم يكن لدي مصدر
رزق آخر فعانيت مادياً بعد الترك ".
يوم التوبة في حياته يشرحه كالتالي: "أعتقد أن التوبة تكون عن ذنوب ظاهرة
من الكبائر من فواحش ومنكرات، ولكن التوبة التي نتحدث عنها هي نوع من ترك
ما اعتاد عليه إلى ما اعتاد عليه في الجانب الآخر، بمعنى لم أكن أربي
لحيتي، لم نكن نحرص على الصلاة مع الجماعة، مع أنني كنت أصلي والحمد لله،
وكنا نسمع الأغاني بكثرة، وهذا ما تركناه في التوبة، وكان الثوب مسبلاً إلى
الكعبين، وموضوع التوبة كان من المبالغة التي كنا نستحقها في ذاك الوقت،
وفي الصحوة كنا نحتاج إلى مثل هذه الأمور".
وعن فترة الصحوة قال: "بداية دخولي للخطوط جاءت الثورة الإيرانية، وبدأت
الحديث عن الإسلام والخميني، ولم نكن نعرف أن هناك فرقاً بين سنة وشيعة، ثم
بدأنا نسمع بعض المشايخ ومنهم الشيخ عبد الرحمن الدوسري يتكلم عن هذا
الحدث. ثم جاءت قضية الإيمان في العام 1400 وبدأت بعدها إفراز تيارات دينية
مختلفة، وبدأت الحركات تكبر وتنمو، وبدأت الدعوة تأخذ مجالها الأفقي، وكنت
من ضمن الذين تأثروا بها، ولست نادماً والحمد لله، ولكن لكل مجال فيه
إيجابياته وسلبياته".
وعن تبنيه الأفكار وإن كان مقتنعاً بها أو أن الحماسة كانت سيدة الموقف،
قال: "في جزء كبير منها كان الحماس له دور كبير، والمؤثرات الخارجية كان
لها دور مثل الخطب الرنانة من المشايخ منها أحمد القطان وعبد الحميد كشك
رحمه الله، وبدأنا نسمع بمن يسمون قادة الصحوة الكلمات والمحاضرات، حتى
اختلطت ببعض المعارضين وأثروا علي، والحمد لله كنت صعب الانقياد".
وقال عن يوم وقف أول مرة خطيباً في الجامع: "اعتليت المنبر رغماً عني، كنت
أسكن في جنوب الرياض وأعمل في الخطوط، وعندما أرادوا الانتقال إلى مطار
الملك خالد أصبحت المسافة بعيدة جداً، وكان الشيخ محمد بن سمه مدير الأوقاف
في ذاك الوقت، وكنت مؤذناً في مسجد حي اليمامة فاقترح علي بعض المصلين لأن
شخصيتي تصلح لأكون إماماً فانتقل إلى الإمامة في مسجد في شمال الرياض حتى
أستطيع أكون أقرب إلى المطار، فاقترح علي الشيخ محمد أن أمسك مسجد صلاح
الدين، وأنا افتتحته كإمام في آخر ذي الحجة، ثم صدر الأمر بالخطابة فيه،
ولكني جاوزت هذا بأن أخذت الخطبة من كتاب الشيخ عبدالله خياط، وهذا ما
ساعدني لأتجاوز رهبة الموقف".
وتابع: "كنت أطلب العلم بعد 24 سنة، مما وهبني الله سبحانه وتعالى أن أقرأ
وأستوعب، لما اعتليت المنبر أحسست بالمسؤولية. لم أعش السلطوية لأنني كنت
صديقاً مع جماعتي أكثر من مؤذن أو خطيب، فعشنا في بوتقة عائلية أكثر من
إمام وخطيب وموجه".
وعن أول خطبة يقول: "لا أذكر أول خطبة، ولكن عندما كنت في مسجد صلاح الدين
مع بدء الأحداث في أفغانستان والدعوة للجهاد والتبرع لها، وكانت معظم الخطب
تمس هذا الواقع وتتحدث أيضاً عن الدعوة في إفريقيا، وكانت الدولة مشجعة
وداعمة للجهاد، وكان هناك مساعدات لنيل تأشيرات للسفر إلى أفغانستان".
وعن بدء المواجهة بالخطب مع مؤسسات الدولة قال: "بعد انتقالي إلى جامع
الملك خالد بدأت المواجهة، وأيضاً لسخونة الأحداث، وكانت بداية الحرب على
البث المباشر، فكان هذا فيه بعض المصادمات قبل إنشاء الفضائيات وكان
المجتمع الملتزم كان خائفاً منها ومحارباً لها، وألقيت محاضرات وندوات
للتحذير منها. وبدأت المصادمة بحرب تحرير الكويت التي أوقفت فيها عن
الخطابة، وأذكر أن الخطبة التي أشعلت الفتيل هي التي كانت عن قيادة النساء
للسيارات، ربما كانت طريقة الكلام وقالها لي الشيخ عبدالله بن قعود رحمه
الله، قال إنه كان يصلي وكان يصلي خلفه الملك فيصل (ومس الحبل قليلاً)
وبعدها يهدأ ستة أشهر دون أن يتحدث بشيء قوي، ثم يتكلم بقوة مرة ثانية،
وقال لي مشكلتكم أنكم كل جمعة تتكلمون ومهما كان المسؤولون لم يعد بإمكانهم
التحمل والصبر وأنتم تسمون قليلاً وتواجه وتسكت لما حصلت مصادمة، وهذه
ملاحظة كانت لنا جميعاً".
وعن المظاهرة التي قامت بها السيدات للسماح لهن بقيادة السيارة وحملت
المشايخ ضدهن قال: "التنسيق جاء بعد المظاهرة النساء هو نوع لمحاولة
الالتفاف وكنا نشعر بأن هناك حرب على الدعوة والإسلام ويراد إجهاض الدعوة،
وكان هناك أكثر من قائد لهذه الحملة، وتبين أنه كان هناك مبالغة كبيرة جداً
في مواجهة الحدث".
ويذكر الشيخ الكلباني يومين في حياته، يوم إيقافه عن الخطابة ويوم العودة:
"السبب المباشر قد لا يصح البوح به ولكن السبب الذي أظهر هي خطبة ألقيتها
في حضوة السدير كان عنوانها "قف وتأمل" ثم جعلوها سبباً لأن قالوا فيها
كلام، مع أنني أخذت شريط المحاضرة وأعطيتها للشيخ بن باز والشيخ العقود
والشيخ بن جبرين والشيخ بن عثيمين والشيخ محمود التويجري رحم الله الجميع،
وكلهم لم يجدوا فيه شيئاً، إلا الشيخ بن جبرين قال لي صريح لكنه صريح. هذا
هو السبب الظاهر، والسبب لم يعلن كان خلافاً مع أحد المسؤولين على مواقف،
جمعنا في بيت أحد المشايخ وطلب منا الشفافية والوضوح، فيبدو أنني كنت
واضحاً أكثر مما ينبغي مثل قيادة المرأة للسيارة، وما طرحته كان فيه مقابلة
مع أحد المسؤولين في إذاعة صوت أمريكا، وكان هناك تناقض بحوارنا واشتد
وغضب وخرج واتصلوا بأحد المسؤولين فأمر بإيقافي، وجمعونا في مجلس أحد
الإخوان لم أكن أدري بالمكيدة، فلم أتكلم فصدر قرار ضدي واستدعيت بحيلة كان
فيها نوع من الافتراء وبعدها ابلغوني بالإيقاف وأوهموني بأنه أمر من الشيخ
بن باز، وعندما سألت الشيخ قال هذا كذب، والسبب كان خلافي مع المسؤول".
ويتابع يوم عودته: "كنت بعد الإيقاف التزمت الذهاب إلى الشيخ بن قعود
والشيخ بن جبريل كل فترة، واستفدت منهما في التوجيه، حتى أنني قلت لهما إنه
طلب مني أن اكتب تعهداً فقالا لي "كل شيء يفيد الدعوة ويضر بشخصك لا بأس
به". واستفدت من الشيخ بن قعود، ومرة سألته عن لبس المرأة للعباءة على
الكتف وكان هناك فتاوى بالحرمة فقال لي "أين الدليل أولاً للبس المرأة
للعباءة، بعدها لنرى مسألة لبسها على الرأس". وكان دائماً يفتح لي حوارات،
وبقيت على تواصل مع القيادة وكنت التقي الأمير سلمان، ومرة ناقشني في مسألة
الخطابة وتناقشنا بالموضوع فقال لي "اذهب وحدث"، وعندما وصلت إلى المسجد
وجد المراقب ينتظرني وقال صدر الأمر بعودتك إلى الخطابة".
وعن جواز الاستماع إلى الموسيقى قال: "هي ليست قضية يجب أن تشغل بها الساحة
وأن يؤخذ فيها ويعطى، لأنها لا تعدو أن تكون قضية ثانوية وليست من أمور
الدين وليست خروجاً على وال.. المشكلة أن بعض الإخوان الكرام الذين توجهوا
بالرد، فكلهم يرددوا نفس الكلام، وبنظري يجب أن يناقش الرأي بالرأي، وكان
أفضل من سمعت له هو سماحة المفتي وكان أكثر عقلانية من غيره".
عن أبنائه وسماحه لهم بسماع الموسيقى قال: "أنا من أكثر الآباء ديمقراطية،
واعتبر أنني بقدر ما كنت متشدداً في الخارج كنت متساهلاً معهم مع أنهم لا
يسمعون الموسيقى أمامي، وكنت أوقعهم، وأحياناً أجد رقم المذياع على قناة إف
أم".
وأهم يوم في حياته كان يوم وفاة والدته، تحدث عنه بأسى وحزن وقال: "عانت
والدتي في آخر أيامها من مرض القلب، وبعد إجراء عملية قلب مفتوح بدأت
حالتها تتدهور، وفي آخر أيامها عاد المرض لها، وأصيبت بالحمى المالطية وبعد
أسبوع شك الدكتور الراجحي واكتشف السبب ولكنها توفيت بعد عشرة أيام".
وأوضح سبب كتابته على صفحته على تويتر بأنه سيرتدي المايوه: "كانت تغريدة
للرد على شخص قال سأشتري مايوه ليشارك بالإنقاذ يوم أمطار الرياض".
أهم يوم في حياة الشيخ عادل الكلباني كان يوم تم اختياره إماماً للحرم
المكي في شهر رمضان، وقال: "إذا كانت الدولة تكافئ كل من التزم بسياستها
بتعيينه في الحرم فلن تجد مكاناً فيه، ولكني فوجئت بالقرار، وكان قد مضى من
رمضان اليوم الرابع وتلقيت اتصالاً لأتوجه في اليوم نفسه، ولا أدري من سعى
لهذا الأمر، وقال لي الكثيرون إنهم رشحوني، ومن قال لي بصراحة هو الأمير
سلمان، وما يجب أن يعرف أنني ذهبت إلى الحرم في رمضان فقط، فأنا لم أعين
حتى أعزل، وقيمته بأنه عندما يصلي الإنسان في الحرم كرامة، فكيف بأن تعين
إماماً في رمضان، هذه منة لا أنساها للملك عبدالله بن عبد العزيز خادم
الحرمين الشريفين".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..