السبت، 13 يوليو 2013

دعاة يصرخون في الميادين وآخرون رفعوا شعار "الصمت حكمة"

                               هكذا تعامل الشيوخ والعلماء مع انقلاب الجيش المصري على الشرعية
عادت المليونيات نهار أمس الجمعة، لتصنع الحدث الأمني والسياسي وحتى الفقهي في مصر، حيث شدّت
الرحال إلى ميدان رابعة العدوية، وأيضا إلى المساجد في أول جمعة من رمضان، تزامنا مع الانقلاب العسكري على حكم الإخوان المسلمين، وبينما واصل الشيخ يوسف القرضاوي على نهجه المدافع عن الشرعية والمستنكر للانقلاب، رفع الشيخ صفوت حجازي من حدّة ثورته، عندما قال أنه هو وأتباعه من الرافضين للانقلاب لن يغادروا مكان الاعتصام إلا بالشهادة أو عودة الحق لأصحابه، ويبقى ميزان رأي العلماء موقف المملكة العربية السعودية التي عاش فيها ومازال الكثير من سلفيي مصر، إضافة إلى موقف أمريكا شبه الداعم لمرسي الذي أحرج في البداية الكثير من العلماء والدعاة.
صفوت حجازي ثورة داخل ثورة
يكاد يكون خوف الجيش المصري من صفوت حجازي، أكثر من خوفه من مرسي وأتباعه، فالرجل الذي يمتلك أتباعا ينافسون الإخوان وغيرهم من الجماعات عدّة وعددا يقود الآن ثورة كبرى من أجل استرجاع الشرعية، وهو ما جعل الانقلابيين يطالبون برأسه خوفا منه، وليس من الإخوان، صفوت حجازي الذي كان أول داعية يدخل ميدان التحرير في عهد مبارك، تساءل متهكما: إن كان الذي حدث ليس انقلابا على خيار الشعب فتفضلوا علينا بمفردة أخرى غير الثورة والتصحيح الثوري وما شابه ذلك، ولعب طوال أمس دورا هاما في إلهاب المعتصمين بساحة رابعة العدوية، وأكد أن الشهادة هي مطلبه إن لم تستجب السلطة الانقلابية لمطالب الشعب المصري الذي قبل بمقترح الانتخاب وقبل بالنتيجة التي أفرزت محمد مرسي رئيسا ليحرمه الجيش من خياره، الشيخ صفوت حجازي أشار إلى أنه لو تم الانقلاب على رئيس آخر غير إخواني لدافع عنه، ووجد أعداء صفوت حجازي الفرصة لأجل الاتحاد ضده واتهامه بالتعطش للسلطة والقول بأنه مشروع رئيس إخواني، فزادوا في الفجوة الفاصلة بين صفوت حجازي ودعاة الانقلاب، إلى درجة أن الإعلامي وائل الأبراشي تساءل عن سبب عدم حبس صفوت حجازي، وقدم صورا لأيمن الظواهري وقال أنها نفس مدرسة صفوت حجازي.
وجدي غنيم ذبحوه بالإشاعات
في الوقت الذي كان الشيخ وجدي غنيم يطالب العلماء بالاتجاه إلى ميدان رابعة العدوية، كانت مواقع وقنوات إعلامية تسترجع انتقادات سابقة للشيخ طالت الإخوان، حتى قيل أن تغريدة مثيرة للجدل على موقعه في تويتر هاجم عبرها الإخوان بشدة في محنتهم، وجدي غنيم البالغ من العمر 62 عاما قال حسب هذه التغريدة المزعومة، أن الإسلام بريء من الإخوان المسلمين، لأنهم طوال تاريخهم يستخدمونه كلما شعروا بالخطر.
عمرو خالد: الحريق في بلده وهو يتباكى على الأندلس
لم يتضح لحد الآن الرأي الحقيقي للداعية الدكتور عمرو خالد، بسبب المرض الذي ألمّ به منتصف الشهر الماضي، قبل أيام من اعتصام الثلاثين من شهر جوان، حيث قيل أن فيروسا غريبا أرقده الفراش، عمرو خالد الذي ترك مصر وهاجر إلى بريطانيا، في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك بسبب محاولة إجباره على مهاجمة الإخوان، بدا أكثر اهتماما بالحزب الذي أسّسه وهو حزب مصر المستقل، يطل هاته الأيام الرمضانية على الفضائيات في برامج عن تاريخ المسلمين في الأندلس فيها الكثير من البكائيات، دون أن يعلن عن رأي واضح في أحداث مصر، وقال أحد أعضاء حزب مصر المستقل، أن عمرو خالد يفضل في كل الفتن التي تتعرض لها مصر والعالم الإسلامي، أن يسلك طريق الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص في حرب الفتنة بين معاوية وعلي بن أبي طالب باعتزال الأحداث والابتعاد عن إبداء الرأي، وهو لا يختلف عن صديقه اليمني حبيب الجفري الذي يستقبل في برنامجه عبر قناة سي.بي.سي خيري رمضان في شبه رضا عن الإنقلاب، كما أن صمت خالد الجندي أيضا حيّر الكثيرين، واعتبره البعض من طبيعة الجندي الذي في أحسن الأحوال يضم صوته لمشايخ الأزهر الذين ينبذون العنف ولا يقولون كلمة حق في السلطان الجائر.
حسّان ويعقوب والحويني تحت الإقامة الجبرية
مع منع القنوات الدينية المصرية عن بث برامجها في مصر، وجد الكثير من الدعاة والعلماء صعوبة في تبيلغ آرائهم، وقالت قناة الأمة أن مصير الشيوخ محمد حسّان الداعية المصري السلفي البالغ من العمر 51 عاما والسلفيين المعروفين أبو إسحاق الحويني ومحمد حسين يعقوب البالغين من العمر 57 سنة يوجدون تحت الإقامة الجبرية وممنوعون من قول كلمة الحق، وكان الجيش المصري منذ الانقلاب على حكم الإخوان قد استعان بعلماء أزهريين وقف غالبيتهم مع نظام حسني مبارك لأجل تقديم تبريرات الانقلاب من الناحية الشرعية، وأرسل صنارته لأجل استمالة شيوخ السلفية وعندما عجز فرض عليهم الصمت، وفاجأ الشيخ حسان الجميع في حوار مع الجزيرة مباشر بتأييده للإخوان والإشادة بحكمهم، رغم أنه كان ينصح عامة المسلمين بعدم الانتخاب، وعاد ليقول صراحة أنه كان على خطأ، وأن كل قول أو فعل يشق خط الأمة فهو باطل، رغم أن هؤلاء السلفيين وخاصة أبو إسحاق الحويني الذي أشاد بعلمه المرحوم ناصر الدين الألباني وجدوا أنفسهم في حرج بسبب ارتباطاتهم القوية مع المملكة العربية السعودية التي يبدو أنها وقفت مع الانقلاب بدليل ملايير الدولارات التي أغدقت بها على مصر منذ الانقلاب على محمد مرسي.

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..