السبت، 27 يوليو 2013

نفق الربيع العربي!

محاولة رصد النتائج السلبية التي وصلت إليها موجة الثورات العربية أو الربيع العربي الذي أصبح حريقاً، ليس فيها – من قريب أو بعيد – تبرير لأوضاع عاشتها وتعيشها الدول العربية أيضاً ولا ترويج لها على أنها الأفضل مقارنة بما هو حاصل الآن، إنما الرصد غرضه التدقيق في مقدار الخسائر لكل الأطراف من النخب الحاكمة إلى الشعوب، نتائج جاءت بسبب الفساد وتعثر أو عدم الرغبة الجادة، وربما الإرادة الفاعلة للإصلاح في العالم العربي، وهو ما جعلها مجتمعات هشة يمكن لأية جهة منظمة فاعلة التأثير فيها وبها.
هذه الأسطر لا بد من التأكيد عليها، والطرق المسدودة التي وصلت إليها الثورات في بعض البلاد العربية وأحداث وصراعات قائمة الآن ومرشحة للاستمرار ربما لسنوات ليست مبرراً لتجاوز الحاجة للإصلاح أو التأخير في خطاه، خصوصاً من الدول العربية التي سلمت حتى الآن من أحداث مماثلة، خصوصاً دول الخليج العربي، لأن الأسباب التي دفعت بتلك الثورات قائمة ومعدية، وهي في ازدياد ونمو، لنطرح سؤالاً يقول ما الذي تغيّر منذ انطلاق شرارة بو عزيزي؟
المتغيّرات كثيرة، لكن المتغيّر الثابت الوحيد هو أن تلك الشرارة وما تبعها أحدثت موجة من التثقيف السياسي، الشعوب العربية لم تعد كما كانت، التطلعات اختلفت، بل وتصاعدت حتى الأدوات والوسائل تنوعت كماً وكيفاً. هذه التطلعات هي برسم الاستقطاب، سواء من الداخل أم من الخارج، ولاحظنا سهولة تنظيم موجات التمرد، تلك الموجات التي تستطيع الإزاحة، لكنها ما تلبث إلا أن تضعف وتتلاشى، لتصبح في حال سيولة يمكن إعادة استخدامها للأكثر تنظيماً وقدرة، والحال هنا أصعب وأخطر على الأنظمة والشعوب والدول في الاستقرار والأمن والتنمية، الحال هنا أحوج ما تكون إلى الحكمة للإسراع في خطوات إصلاح حقيقي يحقق تطلعات الشعوب، هذا ما يحصن ويزيد من قوة المناعة.

الكاتب عبدالعزيز السويد


Posted: 26 Jul 2013 02:31 PM PDT


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..