الأحد، 14 يوليو 2013

الإمام في القرآن


الإمام أصله القصد ، وسمي الإمام إماما؛ لأنك تقصد قصده في أفعاله.
وقيل للخليفة: إمام ؛ لأنك تقصد قصد أوامره، أو لأنه يتقدم، فتتبع أثره.
قال الزجاج : الإمام : الذي يؤتم به ، ويفعل كفعله ، ويقصد ما قصده ، ومنه قوله تعالى : "فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43) "، أي : فاقصدوا .
يقال تيممت كذا وتأممته اذا قصدته.
وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ.
ويقول الراغب لأصفهاني: الإمام المؤتم به، إنسانا كأن يقتدى بقوله أو فعله، أو كتابا، أو غير ذلك محقا كان أو مبطلا، وجمعه: أئمة.
والإمام في القرآن على خمسة أوجه:
الأول : إمام يعني القائد في الخير، فذلك قوله تعالى في سورة البقرة لإبراهيم " وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) " يعني قائدا في الخير يقتدي بمثالك وبسنتك . كقوله تعالى في سورة الفرقان " وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا " يعني قادة في الخير يقتدي بنا.
قوله تعالى : وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73)
" وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً " أي : يقتدي بهم ، " يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا " أي : يدعون إلى الله بإذنه.
قوله تعالى : وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41)
أي جعلنا فرعون وملأه من الأئمة الذين يقتدي بهم ويمشي خلفهم إلى دار الخزي والشقاء.

الثاني : إمام يعني كتاب بني آدم ، قوله تعالى: " يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلا (71) " أي : بكتاب أعمالهم ، بكتابهم الذي عملوا في الدنيا، وهذا القول هو الأرجح ؛ لقوله تعالى : " وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ " ، وقال تعالى : " وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا " .

الثالث : إمام يعني اللوح المحفوظ . قوله تعالى في سورة يس " وكل شيء أحصيناه في إمام مبين " يعني في كتاب وهو اللوح المحفوظ.

الرابع : إمام يعني التوراة . قوله تعالى في سورة هود " ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة " يعني التوراة إماما يقتدي به ورحمة لمن آمن به . نظيرها في سورة الأحقاف " ومن قبله كتاب موسى إماما " يعني التوراة.

الخامس : إمام يعني الطريق الواضح . فذلك قوله تعالى في سورة الحجر لقرية لوط وشعيب " وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ" يعني بالطريق الواضح.
قال ابن قتيبة : وإنما سمي الطريق إماما لأن المسافر يأتم به ويستدل . وأصل الإمام ما ائتممت به.
تقول الخنساء :
وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ ** كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ
منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..