(الديمقراطية لم تعد
هي الحل .. بل العنف والقوة والرصاص بات هو الحل .. بعدما ثبت أن الديمقراطية ليست
سوي أفيون للشعوب العربية والإسلامية يخدرها به الغرب والعلمانيون .. أما من يريد
أن يغير فعليه أن يلجأ الي السلاح )... هذا هو باختصار ملخص العديد من التقارير
التي انتشرت في الصحافة العالمية لتشرح مخاطر الانقلاب العسكري في مصر الذي لم
يعزل فقط الرئيس المنتخب ولكنه أجهز علي كل التجربة الديمقراطية في مصر وجعل قطاع
كبير من المصريين والعرب يكفرون بها ، وجعل المتشددين من الاسلاميين في العالم
يقولون : "أنظروا .. ألم نقل لكم أن الحل الوحيد لمشاكل المنطقة والسعي
لتطبيق التجربة الاسلامية في الحكم هو العنف والقوة فقط ؟!!.
هذا ما قالته صحيفة واشنطون بوست – 9 يوليو مثلا ،
فأكدت أن انقلاب الجيش والحملة الامنية والإعلامية المتصاعدة علي مؤيدي الاخوان
وكافة الاحزاب الاسلامية الاخري بالاعتقالات وتكميم الأفواه والحريات وارتكاب
المذابح ضد أنصارهم - كما حدث مؤخرا في مجزرة الساجدين بالحرس الجمهوري –
"بات يُستخدم من قبل إسلاميين متطرفين كدليل على أن العنف، وليس الديمقراطية،
هي الحل الوحيد لمشاكل المنطقة" !.
"فعقب
إطاحة قيادة الجيش بالرئيس والحكومة المنتخبة ديمقراطيا هرعت الجماعات الجهادية في
المنطقة العربية وخارجها إلى تأكيد "عدم جدوى الانتخابات والديمقراطية على النمط
الغربي، في العالم العربي عبر تصريحات او في منتديات الدردشة على المواقع الجهادية
على الإنترنت" بحسب واشنطون بوست
.
.
فحركة طالبان في أفغانستان مثلا أصدرت بيانا قال فيه
المتحدث باسمها محمد يوسف: "لقد أصبح واضحا أن ما يسمى بانتخابات ومطالب الشعب
والعدالة والحرية والأمن والسلام هي مجرد هتافات وشعارات جوفاء تستخدم من قبل الغرب
والعلمانيون لخداع الناس" !؟.
أيضا تساءلت (حركة الشباب) الصومالية إحدى الجماعات
التابعة لتنظيم القاعدة، في تعليق نشر على تويتر بعد الإطاحة بمرسي : "متى ستستيقظ
جماعة الإخوان المسلمين من سباتها العميق وتدرك عدم جدوى جهودهم في إرساء التغيير
بالديمقراطية ؟" وقالت الحركة في تغريدة أخرى: "التغيير يأتي عن طريق الرصاصة
وحدها وليس بالاقتراع" !.
وبحسب واشنطن بوست ، فقد تم تشكيل اثنين على الاقل
من الجماعات الجهادية الجديدة بعد الانقلاب علي الديمقراطية في مصر وإطلاق الرصاص
علي المعتصمين يوم الاثنين الماضي وقتل العشرات منهم ، حيث أعلنت مجموعة تطلق على نفسها
اسم (كتائب عبد الله عزام) من مصر أنها تشكلت لمواجهة (الإجرام) الذي يجري حاليا في
البلاد ، كما أصدرت مجموعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم (أنصار الشريعة في مصر) بيانا
مماثلا الاسبوع الماضي وقالت عن الانقلاب علي الرئيس مرسي: " من الواضح لكل شخص
عاقل أنها حرب معلنة ضد الإسلام في مصر " .
ولكن الحقيقة أن بعض هذه الجماعات – خصوصا في
سيناء – كانت موجودة من قبل أن يتولي الرئيس محمد مرسي الرئاسة ، بل وجرت بين
بعضها وبين الجيش والشرطة هناك مناوشات خفيفة ، ولم تظهر بالتالي كرد فعل علي
الانقلاب ضد مرسي ، بعكس ما حاول المتحدث باسم الجيش إثباته زورا وتصوير ما يجري
في سيناء هو جزء من عنف الاخوان ضد الانقلاب .
وهذا ما أكدته أيضا (ريتا كاتز) المدير التنفيذي لـ
(مجموعة موقع الاستخبارات) SITE Intelligence Group
، والتي ترصد ردود افعال الجماعات الجهادية على الأحداث في مصر، حيث
أكدت "أنه ليس هناك تأكيد على وجود هذه الجماعات أو أي زيادة للنشاط الجهادي يرتبط
بالاضطرابات التي تحدث في مصر حاليا "
.
.
ولكنها قالت أن "ما حدث (الانقلاب العسكري) هو
أداة تجنيد كبيرة بالنسبة لهم .. وخلاصة القول هو أن الكثير من التحريض بات يجري
بعد الانقلاب بسبب عدم قناعة هذه الجماعات بالديمقراطية التي حاول الاخوان إقناعهم
بها " .
الأمر نفسه حذر منه "ستيفن كوك" من مجلس
العلاقات الخارجية الأمريكي حين حذر من عودة الجماعات الاسلامية التي خاضت صراعا
مسلحا مع النظام في مصر في 2003 ، الي العنف بعدما مالوا الي السلمية وأصبحوا أكثر
ديمقراطية من غيرهم وشكلوا احزابا وانخرطوا في التغيير السلمي الديمقراطي ثم وجدوا
التجربة كلها سرقت منهم ، وما يزيد الأمر خطرا هذه المرة هو أن مصر تعج بالأسلحة التي
تم تهريبها من ليبيا عبر الحدود .
كلمة أخيرة للعسكر ومن ساندوهم من "عرة
" المعارضة الليبرالية واليسارية : هل تتوقعون أن يخرج المواطن المصري الذي
سبق أن وقف في طوابير امتدت كيلومترات في انتخابات الرئاسة والبرلمان التي تحدث
عنها كل العالم .. هل تتوقعون أن يثق بكم أو بأي انتخابات اخري تديرونها ويخرج مرة
أخري من بيته للتصويت بعدما رأي بعينيه صوته في الصندوق يلقي في سلة القمامة في
خمسة انتخابات واستفتاءات بانقلاب عسكري ؟!
محمد جمال عرفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..