الاثنين، 8 يوليو 2013

داخلية مبارك المجيدة !

بماذا تفسر تعمد ضباط من أمن الدولة والداخلية تصوير المهندس خيرت الشاطر وهم يقبضون عليه داخل حجرة نومه وهو بملابسه الداخلية (الشورت والفانلة) قبل أن يرتدي ملابسه كاملة ليذهب معهم
ثم توزيعها علي الفضائيات ويوتيوب للسخرية منه ؟ أكيد سفالة وقلة أدب وسوء سلوك يحتاج من وزير الداخلية - لو كان لديه شعور بالمسئولية - أن يعاقب من فعل هذا من ضباطه ويحيله لمحاكمة تأديبية إلا إذا كان هو من أمرهم بذلك !.


وبماذا تفسر أيضا حرص نفس المجموعة من الضباط علي تصوير مذيعي قناة مصر 25 وهم يعتقلونهم من قلب الاستوديو ويضعونهم في سيارات الشرطة ويرسلون الفيديو الي لميس الحديدي والفضائيات لتعرض صورهم وهم معتقلون بلا ذنب ، بعد الانقلاب العسكري ؟ لا أجد أيضا من وصف سوي أن هذه سفالة وسوء أدب تنم عن كراهية وغل شديدين وفجور في الخصومة تجاه إعلاميين وصحفيين وعمال خدمات أبرياء  .
طيب هل لدي أحدكم تفسيرا للمسارعة باعتقال والقبض علي قيادات حزب الحرية والعدالة وجماعة الاخوان من قبل زوار الفجر بإشارة من أصبع نيابة "عبد المجيد محمود" بتهمة التحريض علي العنف والقتل أمام مقر مكتب الارشاد  بينما لم تنظر النيابة حتي في واقعة اقتحام المقر نفسه وحرقه ونهبه أو تأمر باعتقال أحد من المعتدين عليه .. وبالمقابل صدور قرارات من النيابة منذ أسبوعين بالقبض علي توفيق عكاشه بتهمة نشر أخبار كاذبة عن الجيش وبتهمة الاستيلاء علي 5500 فدان وتلميح النيابة بأن ضباط الداخلية هربوه من داخل القناة عندما ذهبوا للقبض عليهم ومع هذا لا يزال طليقا بل وأعلن عبد المجيد محمود أنه سيرفع عنه حظر السفر ؟!.
هل لديكم تفسير لتبرئة النيابة لكل المعتدين علي مقر الاخوان ومنهم من ضبط مصورا بالفيديو وهو يمسك الحجارة ويعتدي علي المقر ؟!
في كل حواراتي التلفزيونية مع رموز ما يسمي جبهة الانقاذ كنت أحذرهم من أن دعوتهم الجيش للانقلاب علي الشرعية لو حدثت ستعيد النظام القديم بالكامل لأننا بنينا ثورتنا علي أركان النظام القديم ولم نقم بالتطهير الكافي كما يحدث في الثورات الكبري لكافة مؤسسات الدولة ، وأنهم سيكونوا مجرد واجهة للانقلاب .
وأمس بدأ أول الغيث بالاعتراف بخطأهم عبر عشرات التويتات والتعليقات علي فيس بوك يستعوض فيها كثيرون منهم ما أسموه الموجة الثانية من الثورة (30 يونيه) ويتحدثون عن (الموجة الثالثة) بعدما وجدوا أن الرئيس اللاشرعي الجديد يعين أنصار النظام السابق .. بداية من أحمد المسلماني المتحدث باسم الرئاسة كاتب خطاب مبارك العاطفي الاخير الشهير ، ومدير المخابرات الجديد الذي أقصاه مرسي لشبه تستره علي أوضاع فاسدة في عهد مبارك ، والحديث عن عودة تهاني الجبالي ومحمد سلماوي بتاع اتحاد كتاب مبارك ، وليس انتهاء بعودة عبد المجيد محمود لينتقم من الثوار الاسلاميين ولا عودة زوار الفجر وبطش الشرطة .
كنت حذرهم أيضا من أن ثورة 25 يناير وما أعقبها من خمسة انتخابات واستفتاءات شعبية نتج عنها فوز الاسلاميين لأن هوي الشعب المصري إسلامي ، وأن اعتراضات الليبراليين واليساريين علي ما جاءت به الصناديق جعلهم مثل الرئيس الأمريكي السابق بوش الذي دعا للديمقراطية في العالم الاسلامي فلما جاءت بالإسلاميين تراجع ولحس دعوته !.
كنت أقول لهم أن هذه الثورة جعلت الاسلاميين "المتشددين" – كما يصفونهم - من الجماعات الاسلامية والجهاديين (من غير الاخوان) الذين كانوا يرفعون السلاح في السابق ضد بطش نظام مبارك ، أصبحوا اكثر ديمقراطية من الليبراليين الان ويقبلون بالشرعية الدستورية واللعبة الديمقراطية .. وعلي العكس تحول الليبراليون واليساريون الي معادين للديمقراطية ، وهذا الانقلاب العسكري الذي انحاز للمعادين للديمقراطية سوف يعيد هؤلاء الاسلاميين الي سابق عهدهم .. الي العنف مجبرين ، لأنه يجري دفعهم دفعا عبر الاعتقالات والتعذيب وكبت الحريات إليه ، ما سيدخل مصر النفق المظلم .
تذكروا أن ما يجري من انقلاب علي الشرعية واضطهاد وإقصاء بالقوة للإسلاميين يمكن أن يخلق أجيال جديدة من الجهاديين الأكثر عنفا خاصة مع حالة الفوضي التي نتج عنها انتشار السلاح في مصر عبر ليبيا بعد انهيار حكم القذافي .
الكرة في ملعب السيسي الان ولن تظل هكذا كثيرا لو أنفجر العنف علي نطاق أوسع بعدما بدأ في سيناء وعدة محافظات ، ومطلوب منه مبادرة عاجلة أقترح تسميتها باسم (مبادرة مانديلا) تتلخص في المصالحة الشاملة ووقف العدائيات والانتقام المتبادل وإطلاق كافة المعتقلين وعودة وسائل الاعلام الموقوفة وتحييد وسائل الاعلام كافة حكومية أو خاصة ووقف هجماتها علي الاسلاميين ، وإطلاق سراح الرئيس المنتخب وعودته الي منصبه مع تشكيل حكومة انقاذ وطني مشكلة من كافة التيارات السياسية أو من غير السياسيين لتدير البلاد لفترة 3 أشهر فقط تركز فيها علي المصالحة وتدير انتخابات برلمانية يعقبها استفتاء علي الرئيس .. فلو خسر تجري انتخابات رئاسية ولو فاز يكمل مدته .
هذا هو الحل الوحيد لمنع انقسام وتفتت الدولة وانقسام الجيش المصري وشغله في أوضاع داخلية كما يرغب الصهاينة ، وكلما كان التحرك سريعا لإصلاح خطأ الانقلاب كلما كان العلاج ممكنا .
محمد جمال عرفة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..