وفق خارطة الإلحاد في السعودية التي نشرها موقع
"سبق"، نقلا عن صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، والذي يوضح
تفاصيل التقرير الذي أعدته الصحيفة عن الإلحاد في العالم، يتبين أن نسبة
الملحدين في المملكة تتراوح ما بين (٥ - ٩٪) وهو رقم لا يمكن تصديقه مهما كنا مؤمنين بوجود انحرافات فكرية لدى نسبة ضئيلة من المواطنين السعوديين.
ياسرالغسلان
المصدر
الملحدين في المملكة تتراوح ما بين (٥ - ٩٪) وهو رقم لا يمكن تصديقه مهما كنا مؤمنين بوجود انحرافات فكرية لدى نسبة ضئيلة من المواطنين السعوديين.
ولكن
على رغم ذلك فالأخذ بما ذكر في الملف الذي نشره الموقع الإلكتروني السعودي بهذا
الخصوص فيه كثير من الهروب من الواقع كما هو، حيث تضمن رسائل توجيهية في تقديري
غير صحيحة هدفت كما يبدو لتجريم نهج فكري معين أو مسلك عقلي إنساني يعمل على كشف
الحقائق وذلك في تصرف يشابه القول بأن فرداً مات لأنه شرب ماء بارداً، فالماء
البارد إذاً قاتل.
فاعتبار
نقد الموروثات الاجتماعية بأنه جزء من تعريف الإلحاد يدلل على المحاولة للقول بأن
نقد المجتمع وفق الفهم السائد هو إلحاد، بينما هو من أساسيات تطوير المجتمعات
والرقي بمخرجاتها الإنسانية والعلمية والإبداعية، فلو بقي غاليليو سلبيا تجاه
مقولة أن الأرض مسطحة لما اكتشف أن الأرض كروية، ولو اكتفى الخوارزمي برأي العامة
بأن اللا شيء لا قيمة له لما اكتشف الصفر، ذلك الرقم الذي لا قيمة له بحد ذاته
ولكنه غيّر علم الحساب إلى الأبد، وبالتالي العلوم جميعها.
تجريم
الفضاء الإلكتروني باعتباره المصدر الأوحد للفكر الإلحادي هو الهروب بعينه، لأن
الحوار الافتراضي اليوم هو المكان الذي يشتغل فيه الدعاة والعلماء والمديرون
ويتعلم منه الأطفال والرجال والنساء، فالترويج بأن خراب عقول أبنائنا يأتي من خطر
الاحتكاك مع الغير عبر ذلك الفضاء هو كالقول "لا تعلّم الإنسان لكي لا يقرأ و
يعرف حقوقه"!
الإلحاد
هو أحد أوجه المجتمعات الحديثة تماما كالإجرام والطرق السريعة و(الهوم ديليفري)،
واقع أنتجته حقيقة أن البشر يفكرون بشكل متشابه في كل مكان، إلا أن المجتمع ذاته
بقوانينه وتشريعاته، والأفراد بتطلعاتهم ومخاوفهم وإحباطاتهم هو ما ينتج الفكر
الإيجابي منه والسلبي.
لدينا
نمط واضح في تحليل الأمور في السعودية، وهي أن نجد الشماعات الجاهزة لتعليق
إخفاقاتنا وكأننا شعب منزه بفعل ما أنعم الله علينا من مال ومن موقع جغرافي ونظام
قانوني ديني، وما دمنا لا نحاول إيجاد مواطن الخلل في الموطن العليل سنبقى نداوي
في الفراغ.
ياسرالغسلان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..