الثلاثاء، 2 يوليو 2013

في المنازل "قنابل موقوتة"

في هذه السن .. وهذا العمر الذي قضيته في القراءة .. لم أكن أتصور أن أحدا يستطيع أن (يفاجئني)!!
ولكن الأستاذ محمد عبد الله الهويمل فعل ذلك!!
حين طرح سؤالا على معالى وزير الإعلام – عبر حسابه في"تويتر" – والسؤال البسيط هو :
(هل المسلسلات المعروضة في القنوات السعودية حلال؟ حيث الإجابة على"هل"لا تتطلب أكثر من "لا"أو "نعم"،إلا أن معاليه لم يتجاوب). انتهى كلام الأستاذ محمد.
فاجأني السؤال لأنني لم أكن أتوقع أن أحدا في القرن الحادي والعشرين يستطيع أن يطرح سؤالا هكذا؟!!!
بل بدا لي أن توفير المسلسلات ،خصوصا في رمضان .. يدور بين الوجوب والندب!!
أما حرام أم حلال؟
أعتقد أن أهل العلم تجاوزا هذه النقطة .. وأصبح السؤال المطروح : هل يجوز تمثيل الصحابة الكرام أم لا؟
والخلاف في هذه المسألة على قدم وساق ..
أشار أخونا الكريم – في مقالته – إلى التناقض بين الفتوى الرسمية .. أو التوجه المحافظ للبلاد،وبين ما يبثه تلفازنا الرسمي ... وأعتقد أن نقطة أخرى جديرة بلفت النظر ... وهي ربط المشاهد .. ولو عبر (اللاوعي) بين التلفاز كجهاز رسمي من جهة،وبين ظهور المشائخ – وخصوصا المفتي وكبار العلماء – على نفس الشاشة .. وقد يستقر في وعي المشاهد أو لا وعيه .. أن ظهور أولئك الأفاضل .. يعني بشكل آلي موافقتهم على ما يعرض على الشاشة التي يظهرون عليها .. وهذا بطبيعة الحال ليس صحيحا .. ولكن الفكرة تتسرب دون تكليف النفس عناء طرح الأسئلة .. إنها الثقة في التلفاز وفي توجه الدولة الرسمي ..
سؤال الأستاذ الكريم أعادني إلى كُليمة كتبتها من قبل تحت عنوان ( القنابل الموقوتة) .. فأحببت أن أعيدها هنا بمناسبة اقتراب شهر رمضان المبارك .. والذي تحول إلى شهر المسلسلات .. والذي ترقى من عرض العاريات بعد الإفطار إلى عرضهن حتى في أوقات الصيام .. وهذا تطور لافت .. ماذا بعده؟! الله أعلم.
فإلى الكُليمة القديمة :
لم أكن أعلم أنني أحبكم إلى هذه الدرجة؟ أي إلى درجة ( إقامة الحجة)!! أم أنه الوجه الآخر للمحبة؟!!
لا أعتقد أن هذه مقدمة جيدة ..
لنقل أن هذه الأسطر كانت نتيجة (طعنة) من خنجر الإحساس بالغربة .. لا الإحساس بالغربة لا يشبه (الطعنة) .. إنه أقرب إلى ما عبر عنه الشاعر بدر شاكر السياب بقوله :
وتغرقان في ضباب من أسى شفيف ... دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ... إلخ.
الإحساس بالغربة يشبه ما يقوم به بعض المخرجين بتصوير (الظلام) حين يسيطر على (النور) فيولد شعورا يشبه ذلك الشعور الذي تولده لحظات الغروب،وما يرمز إليه من التلاشي والفناء.
أعتقد أنني مضطر لإفشاء (سر) يعبر تماما عن قصدي من العبارة الأخيرة .. قبل فترة نقل إليّ ولدي الأصغر – في الصف الثالث الابتدائي – سؤالا استنكاريا طرحه عليه ابن خالته – في الصف السادس الابتدائي – والسؤال يقول بعد إعادته إلى الفصحى :
أتضعون رقما(سريا) – تشفير – لقناة الجزيرة الرياضية؟!!!
والإجابة "نعم" .. بل وكل قناة يحتمل أن تعرض العداءات والسباحات ... إلى آخر العاريات .. على أقل تقدير أرفض أن تكون تلك المشاهد ضمن الأمور (العادية) التي تمر عبر نشرات الأخبار الرياضية،حتى في القنوات الإخبارية .. وهذا الأمر رغم (رجعيته) إلا أنه يظل ضمن الحرية الشخصية .. كما أحسب.
يبدو أن هذا الشهر هو شهر (الغربة) بالنسبة لي .. ولعل الغربة استغلت (مرضي) لتغرس أنيابها ... أو تلقي عليّ بغلالتها الشفيفة!!
كنت أركب مع ولدي .. وفجأة (عكس السير) ليختصر الطريق !! لا تعليق .. رغم أنني علقت حينها.
ثم كنت مضرجا بما أعانيه – والحمد لله على كل حال،ونعوذ بالله من حال أهل النار – وكانت أصوات صغار الأسرة تصلني في غرفة نومي .. حين نمى إليّ صوت (صغيرة ) – لم تتجاوز السادسة – وهي تقص شيئا رأته – فيما يبدو – على التلفاز .. (وباسو بعض .. عادي)!!! التعجب من عندي.
وقبلها استمعت إلى (غلام) – في الصف الأول المتوسط – يحكي قصة فيلم أو مسلسل .. ويقص كيف أن (المرأة) تظاهرت بالإغماء إلى جوار المسبح .. ليحملها البطل!!
من السهل الحديث عن (الشغالات) وسماحهن للأطفال بمشاهدة التلفاز معهن .. ولكن الواقع أن المجتمع يبدو قليل الاهتمام بما يشاهده الأطفال .. في الغرب معلوم أن هناك أوقات مخصصة لأفلام (الكبار) أما نحن .. وفي مجتمع أطفاله لا ينامون مبكرا كما ينبغي .. فالوضع شديد الاختلاف .. ومع ذلك فإننا نستطيع أن نذكر أنه تم اكتشاف مجموعة من (الأطفال) – في بريطانيا – اتفقوا فيما بينهم على أن يسهر أحدهم ليسجل أفلام( الكبار) ثم يشاهدونها فيما بعد!! كما نُذكرّ بدراسة أجراها أحد الباحثين – أمريكي على ما أحسب – ذكر فيها أن (الأطفال) أصبحوا (يبلغون) مبكرا!!
وأخيرا نأخذ (لقطة) من دراسة الدكتور مصباح كامل،
وهي جزء من ورقة ألقاها في مؤتمر عن
(الإعجاز العلمي في القرآن والسنة) – أقيم في الكويت –
ومما جاء في تلك الورقة :

(إذا كنا ننقل الآن قول الغرب فليس على سبيل الاستشهاد بهم ولكن لنرى ماذا فعل بهم وماذا هم يفعلون بالعالم {ذكر بعض الإحصاءات الغربية عن الاغتصاب،وحمل الفتيات الصغيرات،والأمراض الجنسية } نتيجة – هم يقولون ذلك – نتيجة الاندفاع في مشاهدة المشاهد الجنسية المثيرة،كما يقولون أن موضوع الشذوذ الجنسي ليس وراثيا فقط،وليس تغيرا في الجينات،ولكنه موضوع يخضع إلى تعرض النشئ في مرحلة مبكرة لمثيرات جنسية))
وقبل أن يقول قائل أن صغاره لا يشاهدون إلا قناة ( سبيس تون) للأطفال ... فإننا نردد المثل الشعبي :
"ما أخس من قديد .. إلا عسفان".
فلو أن باحثا رصد عدد القتلى والمنتحرين في مسلسل واحد هو (المحقق كونان) لرأي عجبا .. أما عبارات (الضرب) و (القتل) و(التحطيم) .. و(التدمير) ... فحدث عنها ولا حرج .. ولا ننسى سوء الأدب مع الوالدين .. بل ضربهم إذا لزم الأمر!!!
تلويحة الوداع :
من رسالة وصلت بريدي :
"العائلة السعودية لما يتابعون فيلم والكل مركزين مع الفلم وفجأة تطلع"بوسة"كل واحد يصير يدبر شغلة ويصرف :
الأخت : تلعب أخوها الصغير .. كنها ما شافت شي ..
الأب : صب شاي ..صب
الأم : نحط العشا ولا بدري؟
الأخ : ياكل أظافره مسوي ما شاف شي :
الشعب السعودي شعب مؤدب))

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..