الأحد، 7 يوليو 2013

كلمة في الرد على تفضيل حكم حزب الإخوان الديمقراطي على غيره من الأحزاب

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..... أما بعد :
يدندن البعض على أن حكم ما يسمى بالإسلاميين مهما بلغ في السوء فهو خير من حكم غيرهم وهذا الزعم بأن حكم الإخوان حكم بالإسلام وحكم غيرهم حكم بالكفر مجرد دعوى لا تقوم على ساق .
بل حتى المسمى بالإسلاميين باطل ومردود فالناس إما مسلمون أو غير مسلمين .
وطالما كان الحكم ديمقراطيا فالجميع يحكمون بالطاغوت وزاد الإخوان أن جعلوه من الإسلام تلبيسا على بسطاء المتقين أهل اللحى الصادقة من عوام المسلمين.

ولذا فقد أفتى كبار علماء السنة بعدم انتخاب الإخوان وخص كل من الشيخ اللحيدان والشيخ الراجحي حفظهما الله فتواهما بإخوان مصر في الانتخابات الأخيرة ولم يفرقوا بين ترك انتخاب بني علمان وبين ترك انتخاب الإخوان .

علما بأن للإخوان حكومات قائمة في تونس وفي تركيا صرحوا اعتقادا ﻻ تقية بأن العلمانية من الإسلام ولهم كتابات تقرر هذا الاعتقاد وتدعو إليه من قبل وصول بعضهم للسلطة فحال إخوان مصر لن يبتعد عن ذلك طوعا أو كرها .

ودعوى التدرج في تطبيق الشريعة على نهج الإخوان هي دعوى تمسخ دين البسطاء من المسلمين.
ففي ماليزيا قد حكم الإخوان مقاطعة كلانتان ومع ذلك شرعوا عبادة بوذا وجعلوا الديسكو إسلاميا

وبعد قراءة المقال التالي بتجرد مظنون منك أخي الكريم سيتبين لك حقيقة دعوى الإخوان بالتدرج في تطبيق الشريعة كما هو واقع الآن في ماليزيا ومنذ 20 عاما !!



**الوثنية في ماليزيا والإسلام السياسي**



 د. خالد صقر

باحث أكاديمي ومحاضر بجامعة ماليزيا التكنولوجية



من منا يعلم أن بماليزيا أكبر تمثال في العالم للصنم الهندوسي “لورد موروجا” ارتفاعه 43 متر ويحج إليه الهندوس من شتي الأصقاع ، وهذا التمثال يقع في واحدة من أهم المناطق السياحية القريبة من كوالالمبور العاصمة وهي منطقة “باتو كيفز” أو كهوف باتو…ويقصد هذه المنطقة الهندوس من كل بلاد أسيا للاحتفالات السنوي وممارسة شعائرهم…كما أنها منطقة سياحية تدعهما وتنميها الحكومة الماليزية…



من منا يعلم أن بماليزيا أكثر من 40% من السكان (وثنيين) يعيشون ويمارسون شعائرهم الوثنية بحرية في بلد ذو دستور يفترض به أنه إسلامي (بحسب المعايير القياسية العربية) وبه أغلبية مسلمة ! فالدستور الماليزي ينص علي أن الإسلام هو الدين الرسمي للبلاد ومبادئه هي المصدر الرئيسي للتشريع كما هو الحال في العديد من الدول العربية علي رأسها مصر

 من منا يعلم أن ماليزيا بها محاكم شرعية تطبق الفقه الشافعي في الفصل في القضايا (البسيطة) بين المسلمين ، بحسب اختيارهم…تماماً مثل فكرة المحاكم المختلطة التي كانت موجودة في مصر في بداية القرن العشرين…

من منا يعلم أن الحزب الإسلامي الماليزي (إخوان مسلمين) يحكم إحدي الولايات (كيلانتان) حكماً ذاتياً منذ أكثر من 20 سنة ، ولكنه لم يطبق الشريعة حتي الآن بحجة أن (الوقت غير ملائم) و أنه (يطبقها بالتدريج)…

المشايخ والعلماء في ماليزيا يحتجون في سماحهم للوثنية بالبقاء والنمو في أرض الإسلام بهذا الشكل بحجة فقهية أصبحت الآن مألوفة جداً في مصر

إن الأطروحة الفقهية لهؤلاء تنص علي أن الرسول صلي الله عليه وسلم قد عاهد قريش بدون جزية ولم يحطم لهم أصنامهم آنذاك ، بل وقبل ذلك صلي وطاف بالكعبة وعندها الأصنام ، وأنه كذلك عاهد اليهود في المدينة وقد امتلأ القرآن الكريم بذمهم والتحذير منهم ، وكان هذا بدون جزية كذلك

لهذا فيرون أن معاهدة البوذيين والهندوس علي أساس (حقوق المواطنة) و (المساواة في الحقوق الواجبات) ليست مخالفة للإسلام علي هذا الأساس…فهم لهم نفس الحقوق والواجبات ويدخلون الجيش…إذن لا جزية لأنها (اختيارية)…ويحتج أحد أكبر فقهاء ماليزيا داتو محمد تحرير بن داتو شمس الدين وهو المفتي السابق للولاية التي أعيش بها الآن ، يحتج علي ذلك أيضاً بالمصلحة والمفسدة…فيقول أن محاولة فرض الجزية علي الوثنيين الذين تبلغ نسبتهم أكثر من 40% سوف تؤدي لمفسدة كبيرة وهي استثارة المجتمع الدولي علي المسلمين هناك وربما الدخول في حرب أهلية ، بينما المصلحة ضئيلة وهي قيمة الجزية ، والتي يمكن تعويضها ببعض المشاريع الوقفية….طبعاً هذا أصبح كلام مألوف جداً الآن…

وعلي هذا فيسمحون للوثنيين بإقامة شعائرهم ومعابدهم وكل شئ ، ويستدلون بالعديد من الحوادث التي حدثت للصحابة رضوان الله عليهم مع عدد من المشركين في العهدين المكي والمدني علي جواز ما يفعلون…

ولكن كيف يعاهدون الوثنيين وقد نصت المذاهب علي أن العهد لا يكون إلا لأهل الكتاب ؟؟ هم يستدلون بفعل النبي علي ذلك…فيستدلون علي جواز مصالحة الوثنيين (أي وثنيين) بمعاهدة النبي لمجوس هجر !

أين مربط الفرس ؟

مربط الفرس هنا أنه إذا حصر المسلمين استدلالهم الفقهي بعصر النبوة فقط (أثناء حياة النبي صلي الله عليه وسلم) و تحللوا تماماً من التراث الفقهي الإسلامي الذي يبلغ عمره أربعة عشر قرناً فسيؤول الحال إلي هدم الدين وتضييعه.

بقي أن نسأل…

ماذا فعلت “المادة الثانية” في الدستور الماليزي منذ 1957؟؟ بل ماذا فعلت المحاكم المختلطة منذ 1957..؟؟

ماذا فعل (الحزب الإسلامي) في كيلانتان ؟ من أكبر إنجازاته إنشاء مراقص غير مختلطة…ديسكوهات للنساء وأخري للرجال ! ولا أمزح !

هل نجحت (بدعة مرحلية الأحكام) في الوصول بماليزيا إلي تطبيق الشريعة أم أنها زادت انسلاخ المسلمين ن دينهم ورسخت الليبرالية ومبدائ المساواة الغربية في نفوسهم أكثر وأكثر…؟؟

إذا كانت (السلطة) هي السبيل للإصلاح ، لماذا لم يقبلها النبي صلي الله عليه وسلم عندما عرضتها قريشٌ عليه وحقن دماء أصحابه ؟ وعندها كان يستطيع أن يبدأ في تطبيق الشريعة بالتدريج بمجرد تسلمه ملك العرب كما اقترحت عليه قريش !!؟


أبو طارق النهدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..