الأربعاء، 28 أغسطس 2013

أيها الشاب أنت عريان

هل من العقل أن تمشي عريانا تماما  بين الناس ؟ إذا استمع لهذه المعلومة .
1- كل حرف تكتبه إن انتقل عبر النت فسيبقي للأبد في تاريخك ليؤثر في مستقبلك المهني وقد
يستغل ضدك بعد ربع قرن ،كل حرف هو إبرة وشم على جلدك لا يمحى ، فمع التطور الكبير في سعات التخزين الاليكتروني فان كل المعلومات محفوظة .
2- مع التطور الهائل لتصيف وأرشفة المعلومات آليا أصبح تجميع مجموعات المعارف عن اي شخص أمر في غاية السهولة و السرعة والدقة . تجمع ما كتبت في فيسبوك وتويتر وأماكن سفرك مع نوع البيتزا التي طلبتها مع أرقام الغرف التي فضلتها في سفرك ونوع معجون الحلاقة الذي اشتريته بالكارت بل حتى خريطة تنقلاتك. كل هذا يمكن من تحديد ميولك وتفصيلاتك ، فمثلا هذا مكن شركة طيران من أن تعرض عليك خلال إجراءات حجزك بالنت أن تقترح عليك شخصية لتجلس بالكرسي القريب منها من بين من صادف نفس الرحلة من أصدقاء الفيسبوك فان لم فمن شخصيات لها نفس ميولك .
3- شركة برمجيات إسرائيلية الان تعمل على تطوير تميز الوجوه آليا ، فلو صورت رجلا في مطعم فتذهب بالصورة لتعرف اسمه و أصدقاءه و ميوله الشخصية .
4- لا تصدق أبدا اي من المواقع ذات الخدمات المجانية انها مجانية ، فهي لا تقدم مجانا  السلعة بل أنت في الواقع هو سلعتها التي تبيعها لشركات تستخدمها ليس لابتزازك بل لإسعادك وتسهيل حياتك فتزداد أرباحها ، فمثلا تبحث عن فندق في اسطنبول فيظهر لك إعلان عن تأجير سيارات في اسطنبول لانها قد بيعت معلومة انك تستأجر سيارات في سفرك وتفضل نوع كذا من شركة كذا ، أو تقدم لك أسماء أصدقائك الذين نزلوا في هذا الفندق أو ذاك . باختصار لا شئ مجانا في هذه الحياة إلا لبن الأم .
5- لا تعتقد أن الأمر يتعلق فقط بالتسويق والقطاع الخاص فقط بل سيتم بيعك إلى مصلحة الضرائب(وجهات أخرى اقل حنانا ) ومصلحة الهجرة و الجمارك ، فتشتري معطف فراء من السوق الحرة في مطار باريس كرشوة لزوجتك لتغفر لك برمان ديلك فتسبقك المعلومة لموظف الجمارك في تورونتو الذي يسألك باستعباط هل معك ما تصرح عنه ؟
6- في اليوم الواحد تخلق اثنان ونصف ألف مليون مليار بت من المعلومات (أمامها 18 صفرا ) لتساهم في بناء معلومات لا تمحى بل تتضاعف بشكل مرعب . فتسعون بالمئة من جبل المعلومات هذا تكون خلال العقدين الماضيين و العشرة في المئة الباقية تكونت منذ خلق الله ادم إلى ما قبل السنتين ، فتخيل كيف ستكون المعلومات بعد عقد من الزمان .
7- معظم أجهزة الاستخبارات في العالم لها القدرة على الوصول للمعلومات رغم القوانين ، إما في ظل القانون أو بخلاف القانون ، فلا تكن ساذجا لتصدق أن معرف مجهول أو اسم وهمي في تويتر سيغطيك ، لا تصدق . الشين بيت والام فايف والسي اي اية و الموساد  والاف بي اي وأجهزة الأمن الصيني و الأجهزة المتعاونة مع هذه أو تلك يعرفون نبضات قلبك أمام الكمبيوتر. حتى عندما  تعتقد انك مدكن وحويط أمام أم العيال تجدها تعرف أسرع من الاف بي اي ان كان ولدكما حريقة كمبيوتر ويقبل رشوة الأم المباركة ، نعم أم العيال تعرف . لكن اما مطنشه لانها فاقدة فيك  الأمل أو مدكنة تنتظر عليك ذلة إضافية .
الان أقول جادا للشباب فكر مليا في ما قلته لك ، فقد تخسر بعد عشرين عاما ترشيحك لوظيفة مرموقة في شركة عالمية أو إدارية في الأمم المتحدة أو منصب وزير أو حتى منصب رئيس الدولة (ليس في كل الدول طبعا ) بسبب كلمه كتبتها . مستقبل وظيفتك قد يحدده حاضر كتاباتك . فان كنت ستدفع من مستقبلك ثمنا لقولك فلا تستسفل ثمنك ، لا يكن ثمنك قول عنصري أو تحريض طائفي أو دعوة لقتل أو تحريض على فتنة أو شغب أو ازدراء لقبيلة . فليكن ثمنك غاليا . ان كنت دافعا فاجعل ثمنك  كلمة حق أو نصرة مظلوم أو دعوة لحرية عامة أو عدالة اجتماعية أو حقوق إنسانيه .واعلم أن الإرهاب هو أعظم الجرائم فهو قتل وهو ترويع وهو إفساد فإياك أن تكتب مؤيدا له وإياك ثم إياك أن توصف به أحدا أو جماعة حتى لا تكون شاهد زور على جور.
أخيرا أقول : عشت أؤيد بشدة أن يبدي كلا رأيه بكل شجاعة ، فلا تتصور أبدا أني الان ادعوك لان تجبن عن إبداء رأيك ، لا بل ادعوك لان تفكر في رأيك وترتقي به لتجد أن ما كتبت في شبابك يشرفك في كبرك  وان كل ما كتبت في السر تفخر به في العلن . ولكن أهم من كل هذا وذاك أن تتذكر دوما قول الله تعالى " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "  بقلم: جميل فارسي
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..