الخميس، 22 أغسطس 2013

براءة علماء الأمة من تزكية أهل البدعة والمذمة

      إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا
مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً  صلى الله عليه وسلمعبده ورسوله.   أما بعد:
   فهذه رسالة كتبتها لأحد الإخوة الخطباء ممن يحضر عنده جمع من الشباب الذين ينقصهم العلم - ثم زدت عليها بعض الفوائد -، نصيحة له .. حين أقحم الثناء على أحد الكتاب ممن امتلأت كتبه بالمخالفات لمنهج السلف الصالحفي معرض كلامه عن مناقب ابن باز - رحمه الله - وعد هذا الكاتب من علماء المسلمين،
وهذا عند
أهل السنة والجماعة يعتبر من إشاعة أخطاءه وضلالاته، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وذكر قول الحسن:
(أترغبون عن ذكر الفاجر ؟ اذكروه بما فيه كي يحذره الناس)،
قال
"الفتاوى"(15/268): (ولهذا لم يكن للمعلن بالبدع والفجور غيبة، كما روي ذلك عن الحسن البصري وغيره، لأنه لما أعلن ذلك، استحق عقوبة المسلمين له، وأدنى ذلك أن يذم عليه، لينزجر ويكف الناس عنه وعن مخالطته، ولو لم يذم ويذكر لما فيه من الفجور والمعصية أو البدعة، لاغتر به الناس، وربما حمل بعضهم على أن يرتكب ما هو عليه).
   فهذا الكرابيسي رجل كان يظهر السنة في زمن الإمام أحمد ، وضع كتاباً وكان فيه"إن قلتم  إن الحسن بن صالح كان يرى رأي الخوارج ؛ فهذا فلان قد خرج."
فلما قرىء على الإمام أحمد - وهو لا يدري من وضعه -،
قال :
(هذا قد جمع للمخالفين
ما لم يحسنوا أن يحتجوا به، حذروا عن هذا).    
"شرح علل الترمذي" (2/807)
   ثم قال رحمه الله عن الكرابيسي لما ضل بعد وأظهر مسألة لفظي بالقرآن مخلوق:
(إنما جاء بلاؤهم من هذه الكتب
التي وضعوها، تركوا آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم  وأصحابه، وأقبلوا على هذه الكتب).  
"تاريخ بغداد" (8/66)
   ثم جاء الإمامَ بعدُ رجلٌ، فقال: أنا رجل من أهل الموصل، والغالب على أهل بلدنا الجهمية، وفيهم أهل سنة نفر يسير يحبونك، وقد وقعت مسألة الكرابيسي.
قال الإمام
أحمد "تاريخ بغداد" (8/65): (إياك إياك وهذا الكرابيسي، لا تكلمه، ولا تكلم من يكلمه) أربع مرات، أو خمس مرات.
   -  أما الحسن ابن صالح بن حي الذي احتج به الكرابيسي ونصر مذهبه، وقال عنه الذهبي "السير" (7/361-371):   (هو من أئمة الإسلام، لولا تلبسه ببدعة).
   وقال: (كان الحسن  هذا
يرى الخروج على أمراء زمانه لظلمهم وجورهم، لكن ما قاتل أبدا، وكان لا يرى الجمعة خلف الفاسق)،
فهذه نماذج من معاملة السلف له
وأقوالهم فيه ، حتى نحتذيها نصرة لدين الله وإن كان فيه من الدين والعبادة ما فيه، حماية للناس من اتباعه على ما هو عليه من خطأ:
   - ذكر الحسن بن صالح بن حي عند سفيان الثوري، فقال: (ذاك رجل يرى السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ).
   وقال: (الحسن بن صالح مع ما سمع من العلم وفقه يترك الجمعة).
  
ودخل الثوري المسجد .. وابن حي يصلي، فقال:   (نعوذ بالله من خشوع النفاق)، وأخذ نعليه فتحول إلى سارية أخرى.
   - قال الإمام أحمد: (لا نرضى مذهبه، وسفيان أحب إلينا منه، وقد كان ابن حي قعد عن الجمعة، وكان يرى السيف، وقد فتن الناس بسكوته وورعه، لقد ذكر رجلا فلطم فم نفسه، وقال: ما أردت أن أذكره).

   - قال عبد الله بن إدريس الحافظ لما ذكر له صعق الحسن عند قراءة القرآن:
(تبسم سفيان أحب إلينا من صعق الحسن
بن صالح).
   - وقال أحمد بن يونس - الذي سماه الإمام أحمد شيخ الإسلام -: (لو لم يولد الحسن بن صالح كان خيراً له ؛ يترك الجمعة، ويرى السيف، جالسته عشرين سنة وما رأيته رفع رأسه إلى السماء، ولا ذكر الدنيا).
   - قال زائدة بن قدامة المحدث المشهور بالسنة: (ابن حي هذا قد استَصْلَب منذ زمان، وما نجد أحداً يصلبه).
   وكان زائدة يجلس في المسجد يحذر الناس منه ومن أصحابه.
   وكان يستتيب من أتى حسن بن صالح.
   - وقال محمد بن المثنى: ما سمعت يحيى القطان ولا عبد الرحمن بن مهدي حَدَّثـا عن الحسن بن صالح بشيء قط).
   وقال الفلاس الحافظ: سألت عبد الرحمن عن حديث من حديث الحسن بن صالح فأبى أن يحدثني به، وقد كان يحدث عنه ثلاثة أحاديث ثم تركه، وذكره يحيى بن سعيد، فقال:  (لم يكن بالسكَّة).

   - قال عبد الله ابن الإمام أحمد: سمعت أبا معمر يقول: كنا عند وكيع فكان إذا حدث عن حسن بن صالح أمسكنا أيدينا فلم نكتب، فقال: ما لكم لا تكتبون حديث حسن ؟   
   فقال له أخي بيده هكذا - يعني أنه كان يرى السيف - فسكت وكيع.
   - قال أبو صالح الفراء حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئاً من أمر الفتن، فقال: ذاك يشبه أستاذه - يعني الحسن بن حي ـ، قلت: أما تخاف أن تكون هذه غيبة ؟ فقال:
لم يا أحمق ؟ أنا خير لهؤلاء من آبائهم وأماتهم، أنا أنهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم، ومن أطراهم كان أضر عليهم ( 1 ).
   هذا هو موقف السلف غيره على السنة والدين من عالمين لهما سابق فضل، خالف كل منهما في مسألة واحدة، فماذا يقولون إذاً عمن جمع هذه المسائل والعشرات غيرها مما يفوقها في الشناعة والباطل ؟ وليس له سابق فضل في العلم والعبادة. ؟!
إن
اتباع طريقة السلف الصالح فيه الخير كله، كما قال عنه الإمام الأوزاعي "ذم الكلام" للهروي (2/259): (عليك بآثار من سلف، وإياك وآراء الرجال ؛ وإن زخرفوها لك بالقول، فإن الأمر ينجلي حين ينجلي، وأنت منه على طريق مستقيم)،
وكما قال الإمام مالك في حكمته المشهورة:  (لا يصلح
آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها).
   قال رجل للإمام أحمد : أحياك الله يا أبا عبد الله على الإسلام، قال الإمام: (والسنة).
"تاريخ بغداد" (7/287)
   قال أبو بكر بن أبي عياش "الشريعة" للآجري (3/581): (السني الذي إذا ذكرت الأهواء لم يغضب لشيء منها) قلت: هو الله التجرد الخالص من جميع الأهواء طاعة لله واتباعاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يغضب إلا لها، ولا يوالي ويعادي إلا عليها. جعلنا الله من أهلها وسلك بنا سبيل القوم الذين لم تصل إلينا هذه الشريعة إلا بجهادهم لأهل الأخطاء والأهواء والضلالات.
   ثم إني قصدت بهذه الكتابة النصيحة لهذا الأخ وغيره - ممن هم من أهل السنة ودرسوا على طريقة أهل السنة وشيوخهم شيوخ السنة، لكن تغلبهم العاطفة - ، محبة لهم وإشفاقاً عليهم من أن يكونوا دعاة وأنصاراً لأهل الضلالات.
   قال شيخ الإسلام ابن تيمية "الفتاوى" (28/53): (المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى، وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة، لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة،
ما نحمد معه ذلك التخشين)، ولذلك كتبت أصل هذه النصيحة لهذا الأخ وأرسلتها له في حينها.
   وبعد أن كتبت مقدمتها وزدت عليها زيادات قرأتُ على فضيلة شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين حفظه الله أكثرها واطلعته على تعليقات فضيلة شيخنا العلامة صالح الفوزان حفظه الله، فما كنت أسمع منه حفظه الله إلا التكبير أو التعوذ أو الترحم، فمن ذلك تكبيره عند قول الإمام أحمد: (إياك إياك وهذا الكرابيسي..)، وتعوذه عند بعض الكلام على الحسن بن صالح بن حي، ولما قرأت عليه كلمة الألباني رحمه الله: (لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه - أي قطب - )، قال متعجباً من قوة عبارته: (رحمه الله !
رحمه الله !)، وقال أشياء أخرى هي من أمانات المجالس، ثم طلب مني نسخة منها فأعطيته التي قرأت عليه بتاريخ (28/8/1420 هـ).
   فلما اكتملت هذه البراءة بصورتها الحالية وأردت تقديمها للنشر طلبت من فضيلته توثيق فتاواه فيها فأخذها مني، وبعد يومين هاتفني - حفظه الله - قائلا: (انتهيت منها، كلامك طيب،وكلام الشيخ صالح طيب طيب)، ثم استلمتها من يد فضيلته بتاريخ 25/2/1421)، وقد وقع على كل ورقة فيها فتاواه مع تعديلات يسيره في بعض عباراتها، واراني ما علقه في الخاتمة من تقديم المنهج السلفي على المنهج القطبي في السياق، فأبنت له سبب تقديمي للمنهج القطبي فسكت، ثم عملت بما أشار به حفظه الله وجزاه الله عني وعن المسلمين افضل الأجر والمثوبة ( 1 )، على أني كنت قد أرسلت لفضيلته حفظه الله أصل هذه النصيحة في
حينها، لأنني كنت أخبرته قبل بعزمي على مناصحة هذا الأخ - الذي لا اخفي تقديري لنشاطه وحماسه في مجالات الخير التي أسال الله لي وله أن تكون خالصة النية والاتباع -، فأمرني حفظه الله مشكورا بالترفق به فكان ما أراد،لأن مرادي له ولغيره الاستقامة على الطريقة كما احب لنفسي، ولهذا لم اذكر اسمه هنا لان الغرض هنا عموم الفائدة لجميع من خفي عليه منهج السلف الصالح، ولأن بعض الإخوة - هداهم الله - تكلموا بمثل هذا في خطبهم ومواعظهم بعد وفات سماحة الشيخ - رحمه الله - عن جهل بحقيقة الخطأ الذي وقعوا فيه، ولأني أردت هذا الرجل الذي اثني عليه مثالا واحدا يدل على ما سواه من الكتاب الذين جعلت كتبهم مصدرا لتلقي العلم و المنهج عند كثيرا من شبابنا فزهدتهم في كتب أهل السنة قديما وحديثا، فانحرفت تصوراتهم وجهلوا بسببها السنن، بل عادوا أهلها، كما قال شيخ الإسلام بن تيمية "الفتاوى" (4/170): (تجد أحدهم يتكلم في أصول الدين وفروعه بكلام من كأنه لم ينشأ في دار الإسلام ولا سمع ما عليه أهل العلم والإيمان، ولا عرف حال سلف هذه الأمة، وما أوتوه من كمال العلوم النافعة والأعمال الصالحة، ولا عرف
مما بعث الله به نبيه ما يدله على الفرق بين الهدى و الضلال، والغي والرشاد. وتجد وقيعة هؤلاء في أئمة السنة وهداة الأمة من جنس وقيعة الرافضة ومن معهم من المنافقين في أبي بكر وعمر.. وتجد عامة أهل الكلام ومن أعرض عن جادة السلف - إلا من عصم الله - يعظمون أئمة الاتحاد، بعد تصريحهم في كتبهم بعبارات الاتحاد، ويتكلفون لها محامل غير ما قصدوه.
ولهم في قلوبهم من الإجلال والتعظيم، والشهادة بالإمامة والولاية لهم، وأنهم أهل الحقائق ما الله به عليم).
   قلت: ما أشبه الليلة بالبارحة فرحم الله شيخ الإسلام، ورحم الله الإمام أحمد حينما حدد مواطن الداء، ومن أين جاء البلاء لما قال - كما قدمت -: (إنما جاء بلاؤهم من هذه الكتب التي وضعوها، تركوا آثار رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأقبلوا على هذه الكتب). فكتب البدع تورث الأمراض التي لا يرجى بعدها عافية.
   ثم إني أشكر فضيلة الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله على تفضله بقراءة هذه البراءة مرتين، وعلى تعليقاته النفيسة عليها، أسأل الله أن يجزيه عن السنة وأهلها خير الجزاء، وجمع مشايخنا الذين هم بقية السلف في عصر أظلمت فيه أنوار السنة، وجهلت فيه طريقة السلف في أكثر بقاع الأرض، فهم الآن كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية "الفتاوى"
(11/434): (ولذا يتغير الدين بالتبديل تارة، وبالنسخ أخرى. وهذا الدين لا ينسخ أبداً لكن يكون فيه من يدخل من التحريف والتبديل والكذب والكتمان ما يلبس به الحق بالباطل، ولا بد أن يقيم الله فيه من تقوم به الحجة خلفاً عن الرسل، فينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين ؛ فيحق الله الحق ويبطل الباطل ولو كره المشركون).























   الحمد لله وحده، والصلاة على من لا نبي بعده.
   الأخ الكريم وفقه الله
   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
   فقد سمعت خطبتكم التي تعددون فيها مناقب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، فأسأل الله أن يثيبكم على حسن مقصدكم. لكن من منطلق النصيحة الشرعية لأئمة المسلمين وعامتهم، أحب أن أنبه على أمر أرى أنكم ذهلتم عنه وهو ذكركم موقف الشيخ ابن باز رحمه الله (في نصرة علماء المسلمين، ومن أكبر الأدلة على ذلك موقفه من الشيخ سيد قطب...) إلى آخر ما ذكرتم.
   وفي ما قلتم نظر كبير، لأن تركيزكم على هذا الموقف وحده من الشيخ والذي مضى عليه أزمان كثيرة يشابه تركيز إحدى الجرائد لشيء في النفس على فتوى الشيخ رحمه الله الموجهة لرجال الحسبة بخصوص عدم التشديد على الأجنبيات اللاتي اعتدن السفور في بلادهن، وأنت تعرف أن ما كتبه الشيخ رفعاً للظلم عن سيد قطب يعمله الشيخ كل ما وجد ظلماً واقعاً على أحد، فلماذا لم يتسع المجال لذكر غيرها كما ذكرت في خطبتك، ] ثم إن الشيخ فعل ذلك قبل أن يتبين من سيد قطب ما تبين في كتبه [ ( 1 ).
   وإني أرى في هذا تعظيماً للرجل من خلال موقف الشيخ ابن باز، وهذا لا ينبغي، لأمور:
   1 - سيد قطب عنده أخطأ كبيرة ] كما ظهر في كتبه [ ( 1 )، وقولك هذا يخشى أن يكون غشاً لشباب المسلمين، وتفريطاً في أمانة الخطابة.
   وأنت تعلم كلام العلماء في كتبه، فأنت لم تذكر أن هذا لا يعني موافقته على ما أخطأ فيه على ما قرره العلماء.
   وأذكر لك أن رجلاً دخل في مذهب الأشاعرة الضال، فسئل عن سبب تحوله إليه، فقال: مررت مع الدارقطني على أبي ذر الهروي - وهو أشعري - فعظمه، وقال: هذا إمام المسلمين، فلزمته وأخذت عنه. أو نحواً من هذا الكلام ؛ فانظر زلة العالم بالثناء على عالم آخر ] عنده أخطاء [ ( 1 ) دون بيان خطئه كيف أضلت هذا الرجل.
   2 - العلماء المعتبرون قالوا كلمتهم في كتب الرجل وأنها ينبغي أن تجتنب لما فيها من الأخطاء العظيمة التي تلبس على الشباب، بل قال ابن باز نفسه في بعضها: (ينبغي أن تمزق) - كما يأتي -( 2 ).
   وفعلك يعتبر - إن كنت تعلم - مشاقة لولاة الأمر ] ومنهم [ ( 3 ) علماء المسلمين. وإني أعيذك أخي وأنت ممن ينشد الحق من اتباع الهوى على علم.
   3 - الشيخ ابن باز رحمه الله لم يكن يعلم بكثير من أخطاء سيد - عفا الله عنه - وسأسوق لك شيئاً مما يدل على ذلك لاحقاً، ومنها قوله رحمه الله لما قرىء عليه تأويله للاستواء، قال: (وهذا باطل يدل على أنه مسكين ضايع في التفسير).
  
   وآخر ما أعلم من أمر الشيخ عبد العزيز رحمه الله ما أجاب على سؤال طرحه مقدم إحدى المحاضرات حينما سأله فقال - أنقله من الشريط بنصه -:
   (سؤال): لقد تهجم أحدهم يوم الجمعة الماضي على الشيخ حسن البنا والشيخ سيد قطب، وقال: بأنهم دعوا بأن يكون القرآن وحده مصدر التلقي وليس القرآن والسنة. فهل هذا صحيح ؟
   وِإذا لم كان هذا صحيحاً ألا يعد هذا قذفاً لهم ؟ علماً بأن الرجل يدرك تماماً ما يقول.
   فأجاب الشيخ ( 1 ): (هذا محل عناية، محل مراجعة في كتب الشيخين: سيد قطب وحسن البنا، محل مراجعة لأن عليهم بعض الملاحظات في كتبهم.
   نسأل الله أن يعفو عنا وعنهم، فلا بد من المراجعة في الكتب حتى يحكم عليها على بصيرة، ويحكم على قولهم على بصيرة. من كتبهم.
   نسأل الله أن يعفو عنا وعنهم وعن كل مسلم).
   فلا يجوز لك بعد وفاة الشيخ أن تتخذ موقفاً اتخذه لدفع الظلم عن الرجل كما يفعله مع غيره، وسيلة لإفهام السامعين أن الشيخ يثني عليه ويزكيه ] مطلقاً [ ( 2 ) وإشارة بمفهوم الخطاب لرد كلام من نبه على أخطائه، وهذه وسيلة من وسائل ترويج فكره الذي أنكره العلماء.
   4 - قولك إنه من (علماء المسلمين) خطأ واضح فليس هو من العلماء، بل من الأدباء، وسيأتي لك من النصوص ما تعلم أن العلماء الربانيين دفعوا عن سيد الكفر بسبب أنه من الجهال والكتاب الأدباء، فهم أعلم منك به وأرحم.
   - وأسوق لك الآن كلاماً للشيخ ابن باز رحمه الله أرجو أن أتخذ منه أنا وأنت طريقة في الولاء والبراء على الحق إذا تبين لا على الأشخاص كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "منهاج السنة" (5/261): (والواجب على كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله: أن يكون أصل قصده توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له وطاعة رسوله، يدور على ذلك ويتبعه أين وجد، ويعلم أن أفضل الخلق بعد الأنبياء هم الصحابة، فلا ينتصر لشخص انتصاراً عاماً مطلقاً ؛ إلا لرسول الله
صلى الله عليه وسلم  ولا لطائفة انتصاراً عاماً مطلقاً ؛
إلا للصحابة رضي الله عنهم أجمعين، فإن الهدى يدور مع الرسول حيث دار، ويدور مع أصحابه).
   - قال الشيخ ابن باز رحمه الله في تقديمه لكتاب فضيلة الشيخ بكر أبو زيد "براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة" بعد السلام:
   (أما بعد فقد اطلعت على الرسالة التي كتبتم بعنوان "براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة" وفضحتم فيها المجرم الآثم محمد زاهد الكوثري بنقل ما كتبه من السب، والشتم، والقذف لأهل العلم والإيمان، واستطالته في أعراضهم وانتقاده لكتبهم إلى آخر ما فاه به ذلك الأفاك الأثيم، عليه من الله ما يستحق، كما أوضحتم أثابكم الله تعالى تعلق تلميذه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة به، وولاءه له، وتبجحه باستطالة شيخه المذكور في أعراض أهل العلم والتقى، ومشاركته له في الهمز واللمز، وقد سبق أن نصحناه بالتبرؤ منه، وإعلان عدم موافقته له على ما صدر منه، وألححنا عليه في ذلك، ولكنه أصر على موالاته له هداه الله للرجوع إلى الحق، وكفى المسلمين شره وأمثاله. وإنا لنشكركم على ما كتبتم في هذا الموضوع ونسأل الله أن يجزيكم عن ذلك خير الجزاء، وأفضل المثوبة لتنبيه إخوانكم إلى المواضع التي زلت فيها قدم هذا المفتون - أعني: زاهد الكوثري -) اهـ.
   وإذا كان الكوثري قد سب شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من علماء السنة ؛ فإن سيد قطب قد أساء الأدب مع كليم موسى عليه السلام بأن جعله نموذجاً للزعيم العصبي المزاج، وسب معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص - رضي الله عنهما - واتهمهما بالنفاق، فعليك أن تفهم أن أثر سيد شر من أثر الكوثري لافتتان الشباب بكتبه بسبب عواطفه الجياشة المخالفة لطريق السلف، إلا أننا نعلم أن الكوثري - مع الأسف - عالم ضلالة بخلاف سيد قطب فإنه إنما أتي من قبل جهله وعدم تمييزه للصحيح من الباطل عند نقله للآراء. لكونه ما استقى العلم من كتب أهل السنة، ولا طلب العلم على علماء أهل السنة.
   وإليك أيها الأخ الكريم أقوال علماء الأمة في كتب سيد قطب - عفا الله عنا وعنه بمنه وكرمه آمين -.
---------------------------
   (1) فتوى العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - :
   قال سيد قطب - عفا الله عنه - في "ظلال القرآن" في قوله تعالى: }الرحمن على العرش استوى { : (أما الاستواء على العرش فنملك أن نقول: إنه كناية عن الهيمنة على هذا الخلق) "الظلال" (4/2328)، (6/3408) ط 12، 1406، دار العلم.
   * قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -: (هذا كله كلام فاسدٌ، هذا معناه الهيمنة، ما أثبت الاستواء: معناه إنكار الاستواء المعروف، وهو العلو على العرش، وهذا باطلٌ يدل على أنه مسكين ضايع في التفسير).
   - ولما قال لسماحته أحد الحاضرين بأن البعض يوصي بقراءة هذا الكتاب دائماً،
قال سماحة الشيخ ابن باز: (الذي يقوله غلط - لا.. غلط - الذي يقوله غلط سوف نكتب عليه إن شاء الله).
   * المرجع: (درس لسماحته في منزله بالرياض سنة 1413 - تسجيلات منهاج السنة بالرياض).
   * فتوى (2) للعلامة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - :
   وقال سيد قطب في كتابه "التصوير الفني في القرآن" عن موسى عليه السلام:
  (لنأخذ موسى إنه نموذج للزعيم المندفع العصبي المزاج…}ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه{ وهنا يبدوا التعصب القومي كما يبدو الانفعال العصبي وسرعان ما تذهب هذه الدفعة العصبية فيثوب إلى نفسه شأن العصبيين).
   ثم يقول عند قوله تعالى: }فأصبح في المدينة خائفاً يترقب{، قال: (وهو تعبير مصور لهيئة معروفة، هيئة المتفزع المتلفت المتوقع للشر في كل حركة وتلك سمة العصبيين) "التصوير الفني" (200، 201، 203) ط 13، دار الشروق.
   قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - لما قرىء عليه مثل هذا الكلام: (الاستهزاء بالأنبياء ردة مستقلة).
   المرجع: (درس لسماحته في منزله بالرياض سنة 1413 - تسجيلات منهاج السنة بالرياض). 
   * فتوى (3) للعلامة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -.
   وقال سيد قطب في كتابه "كتب وشخصيات" (ص242) عن معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص رضي الله عنهما: (إن معاوية وزميله عمراً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب، ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع.
   وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم
لا يملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل، فلا عجب ينجحان ويفشل.
   وإنه لفشل أشرف من كل نجاح).
   قال الشيخ عبد العزيز بن باز- رحمه الله - لما سئل عن هذا الكلام وقرىء عليه:
   (كلام قبيح !! هذا كلام قبيح سب لمعاوية وسب لعمرو بن العاص ؛ كل هذا كلام قبيح، وكلام منكر.
   معاوية وعمرو ومن معهما مجتهدون أخطأوا ( 1 ). والمجتهدون إذا أخطأوا فالله يعفوا عنا وعنهم).
   قال السائل: قوله: (إن فيهما نفاقاً) أليس تكفيراً ؟
   قال الشيخ عبد العزيز - رحمه الله -: (هذا خطأ وغلط لا يكون كفرا ؛ فإن سبه لبعض الصحابة، أو واحد من الصحابة منكرٌ وفسق يستحق أن يؤدب عليه - نسأل الله العافية - ولكن إذا سب الأكثر أو فسقهم يرتد لأنهم حملة الشرع. إذا سبهم معناه قدح في الشرع.
   - قال السائل: ألا ينهى عن هذه الكتب التي فيها هذا الكلام ؟
   قال سماحة الشيخ عبد العزيز - رحمه الله -: ينبغي أن تمزق.
   ثم قال الشيخ: هذا في جريدة ؟.
   - قال السائل: في كتاب أحسن الله إليك.
   قال الشيخ عبد العزيز: لمن ؟.
   - قال السائل: لسيد قطب.
   - قال الشيخ عبد العزيز: هذا كلام قبيح.
   - قال السائل: في "كتب وشخصيات".
   المرجع: (شرح رياض الصالحين لسماحته بتاريخ يوم الأحد 18/7/1416).
---------------------------
   (2) فتوى العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني:
   قال العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - معلقاً على خاتمة كتاب
"العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم":
   (كل ما رددته على سيد قطب حقٌ صوابٌ، ومنه يتبين لكل قارئ على شيء من الثقافة الإسلامية أن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه.
   فجزاك الله خير الجزاء أيها الأخ (الربيع) على قيامك بواجب البيان والكشف عن جهله وانحرافه عن الإسلام).
  المرجع: (من ورقة بخط الشيخ الألباني رحمه الله كتبها في آخر حياته).
   * فتوى (2) للعلامة المحدث ناصر الدين الألباني:
   قال العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - في سياق مناقشة لشخص: أنا قلت يوماً ما بالنسبة لسيد قطب. تسمع بالشيخ عبد الله عزام ؟
   قال السائل: نعم.
   قال الشيخ: جزاك الله خيراً، عبد الله عزام كان هنا من الإخوان المسلمين، ومنذ
قريب سبع سنين أو ثمان سنين الإخوان المسلمون اتخذوا قراراً بمقاطعة الألباني ؛ مقاطعة دروسه ومقاطعة كل من ينتمي إلى دعوته علماً أن عبد الله عزام كان هو الرجل الوحيد من بين الإخوان المسلمين الذي لا يكاد يسمع أن الشيخ الألباني عنده جلسة في دار كذا إلا يكون هو من أول الحضور ومعه دفتر (هيك) ( 1 ) صغير وقلم (هيك) صغير جداً يكتب فيه خلاصات.
   هذا الرجل الودود حقاً لما صدر قرار مقاطعة الألباني ما عاد حضر عند الألباني إطلاقاً.
   لقيته في "مسجد صهيب" ونحن خارجون من الصلاة، سلمت عليه بطبيعة الحال وسلَّم هو على استحياء لأنه لا يريد أن يخالف القرار !
   قلت له: أيش هذا يا شيخ، هكذا الإسلام يأمركم ؟
   قال - أي عبد الله عزام -: سحابة صيف عما قريب تنقشع.
   عاود الشيخ فقال: راحت أيام وجاءت أيام كان جاء زارني على البيت ما وجدني، الخلاصة قام بتتبع الأخبار عرف أني أنا عند نظام ( 2 ) لما كان بيته تحت في البلد، طرق الباب دخل، أهلاً وسهلاً، قال: أنا جئت البيت ما وجدتك وأنا كما تعلم حريص على الاستفادة من علمك من هذا الكلام، قلت له: أنا هكذا أعرف، لكن أيش معنا المقاطعة هذه ؟   
   قال: أنت كفَرتَ سيد قطب - وهذا الشاهد -.
   قلت له: أيش كفَّرت ؟
   قال: أنت بتقول إنه هو يقرر عقيدة وحدة الوجود في تفسير أولاً:"سورة الحديد"- أظن -
وثانياً: بـ "قل هو الله أحد".
   قلت: نعم، نقل كلام الصوفية ولا يمكن أن يفهم منه إلا أنه يقول بوحدة الوجود، لكن نحن من قاعدتنا - وأنت من أعرف الناس بذلك لأنك تتابع جلساتي - لا نكفر أنساناً ولو وقع في الكفر إلا بعد إقامة الحجة، فكيف أنتم تعلنون المقاطعة هذه وأنا موجود بين ظهرانيكم... ( 1 ) أنت إذا ما جئت تبعثوا شخص يتحقق من أنه صحيح أنا أكفر سيد قطب.
   كان معه يومئذٍ لما جاء لنظام أخونا علي السطري، قلت له: سيد قطب هكذا يقول في سورة كذا.
   قام فتح في مكان آخر فيه بأن الرجل يؤمن بالله ورسوله والتوحيد …إلخ، قلنا له:
يا أخي نحن ما أنكرنا هذا الحق الذي يقوله، لكننا أنكرنا هذا الباطل الذي قاله.
   ورغم هذه الجلسة فيما بعد راح نشر مقالتين أو ثلاثة بصورة متتابعة في"مجلة المجتمع"( 2 )
في الكويت بعنوان ضخم: (الشيخ الألباني يكفر سيد قطب)، والقصة طويلة جداً لكن 
الشاهد فيها أين ؟
   أننا نحن نقول (هيك) ونقول (هيك) فالذي يأخذ إن سيد قطب كفره الألباني مثل الذي يأخذ إنه والله الشيخ الألباني أثنى على سيد قطب في مكان معين، هؤلاء أهل أهواء،
يا أخي !
   هؤلاء لا سبيل لنا أن نقف في طريقهم إلا أن ندعـو الله لهـم فقط، أفأنتَ تُكْرهُ الناس
حتى يكونوا مؤمنين) اهـ.
المرجع (شريط للشيخ بعنوان "مفاهيم يجب أن تصحح" ).

 ---------------------------
   (3) فتوى العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
   سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين: (- أثابكم الله - أرجو إجابتي على هذا السؤال: إننا نعلم الكثير من تجاوزات سيد قطب لكن الشيء الوحيد الذي لم أسمعه عنه، وقد سمعته من أحد طلبة العلم مؤخراً ولم أقتنع بذلك ؛ فقد قال: إن سيد قطب ممن يقولون بوحدة الوجود. وطبعاً هذا كفر صريح، فهل كان سيد قطب ممن يقولون بوحدة الوجود ؟ أرجو الإجابة جزاكم الله خيراً.
   قال الشيخ محمد: (مطالعتي لكتب سيد قطب قليلة ولا أعلم عن حال الرجل، لكن قد كتب العلماء فيما يتعلق بمؤلفه في التفسير "ظلال القرآن"، كتبوا ملاحظات عليه، مثـل ما كتبـه الشيـخ عبد الله الدويش - رحمه الله - وكتب أخونا الشيخ ربيع المدخلي ملاحظات عليه ؛ على سيد قطب في التفسير وفي غيره. فمن أحب أن يراجعها فليراجعها).
   المرجع (من شريط "اللقاء المفتوح الثاني بين الشيخين العثيمين والمدخلي بجده"، ثم وَقَّعَ عليها الشيخ محمد بتاريخ 24/2/1421) ( 1 ).
   * فتوى (2) للعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
   - قال سيد قطب في تفسير سورة الإخلاص في "ظلال القرآن": (إنها أحدية الوجود، فليس هناك حقيقة إلا حقيقته، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده، وكل موجود آخر؛ فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي، ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية، وهي من ثم أحدية الفاعلية، فليس سواه فاعلا لشيء أو فاعلا في شيء في هذا الوجود أصلاً، وهذه عقيدة في الضمير، وتفسير للوجود). ("الظلال" (6/4002،4003)).
   - وقال في قوله تعالى: }الرحمن على العرش استوى{ : (أما الاستواء على العرش فنملك أن نقول: إنه كناية عن الهيمنة على هذا الخلق).("الظلال" (4/2328)،(6/3408)، ط12، 1406، دار العلم).
   - سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين - حفظه الله - عن صاحب كتاب "في ظلال القرآن" ومنهجه في التفسير؟
   فقال: (أنه كثر الحديث حول هذا الرجل وكتابه، وفي كتب التفسير الأخرى كتفسير ابن كثير، وتفسيـر ابن سعـدي، وتفسيـر القرطبي - علـى ما فيـه من التساهـل في الحديـث -، وتفسيـر ] أبي بكر] ( 1 ) الجزائري الغنى والكفاية ألف مرة عن هذا الكتاب.
   وقد ذكر بعض ] أهل العلم ] ( 2 ) كالدويش والألباني الملاحظات على هذا الكتاب، وهي مدونة وموجودة.
   ولم أطلع على هذا الكتاب بكامله وإنما قرأتُ تفسيره لسورة الإخلاص وقد قال قولاً عظيماً فيها مخالفاً لما عليه أهل السنة والجماعة؛ حيث أن تفسيره لها يدل على أنه يقول بوحدة الوجود.    
   وكذلك تفسيره للاستواء بأنه الهيمنة والسيطرة.
   علماً بأن هذا الكتاب ليس كتاب تفسير وقد ذكر ذلك صاحبه، فقال: "ظلال القرآن".
   ويجب على طلاب العلم ألا يجعلوا هذا الرجل أو غيره سببا للخلاف والشقاق بينهم،
وأن يكون الولاء والبراء له أو عليه.
   المرجع: (مجلة الدعوة - عدد1591- 9 محرم 1418، ثم وَقَّعَ عليها الشيخ محمد بتاريخ 24/2/1421).
   * فتوى (3) للعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
   - قال السائل: ما هو قول سماحتكم في رجل ينصحُ الشباب السُّنِّيّ بقراءة كتب سيد قطب، ويخص منها: "في ظلال القرآن" و "معالم على الطريق" و "لماذا أعدموني" دون أن ينبه على الأخطاء والضلالات الموجودة في هذه الكتب ؟
   فقال الشيخ ابن عثيمين - حفظه الله -: ( أنا]  قولي ] ( 1 ) - بارك الله فيك - أن من كان ناصحاً لله ورسوله ولإخوانه المسلمين أن يحث الناس على قراءة كتب الأقدمين في التفسير وغير التفسير فهي أبرك وأنفع وأحسن من كتب المتأخرين، أما تفسير سيد قطب - رحمه الله - ففيه طوام - لكن نرجو الله أن يعفو عنه - فيه طوام: كتفسيره للاستواء،
وتفسيره سورة "قل هو الله أحد"، وكذلك وصفه لبعض الرسل بما لا ينبغي أن يصفه به).
   المرجع (من شريط أقوال العلماء في إبطال قواعد ومقالات عدنان عرعور، ثم وَقَّعَ عليها
الشيخ محمد بتاريخ 24/2/1421) .

 
---------------------------
   (4) فتوى العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان:
   - قال سيد قطب في تفسير قوله تعالى: }وفي الرقاب{  في "ظلال القرآن":
   (وذلك حين كان الرق نظاما عالمياً تجري المعاملة فيه على المثل في استرقاق الأسرى بين المسلمين وأعدائهم، ولم يكن للإسلام بد من المعاملة بالمثل، حتى يتعارف العالم على نظام آخر غير الاسترقاق).
   ( "الظلال" (3/1669)، وكرر ذلك في تفسير سورة البقرة (1/230)، وفي تفسير سورة المؤمنون (4/2455)، وفي تفسير سورة محمد (6/3285)).
   - قال سائل: فضيلة الشيخ، يرى بعض الكتاب العصريين أن هذا الدين قد أُجبر على
قبول نظام الرق الجاهلي في بادئ الأمر.
   قال فضيلة الشيخ صالح: أعوذ بالله.
   - أكمل السائل سؤاله بقوله: بيد أنه جاء ] بتخفيفه ] عن طريق فتح أبواب الكفارات
وغيرها من الإعتاق الواجب في الموالى بالتدريج حتى ينتهي، وبالتالي يكون مقصود الشارع هو إزالة هذا النظام بالتدريج. فما توجيهكم ؟
   قال الشيخ صالح الفوزان: (هذا كلام باطل - والعياذ بالله - رغم أنه يردده كثير من الكتاب والمفكرين ولا نقول العلماء، بل نقول المفكرين كما يسمونهم.
   ومع الأسف يقولون عنهم الدعاة أيضاً، وهو موجود في تفسير سيد قطب في "ظلال
القرآن"، يقول هذا القول: إن الإسلام لا يقر الرق، وإنما أبقاه خوفاً من صولة الناس واستنكار الناس لأنهم ألفوا الرق، فهو أبقاه من باب المجاملة يعني كأن الله يجامل الناس، وأشار إلى رفعه بالتدريج حتى ينتهي. هذا كلام باطل وإلحاد - والعياذ بالله - هذا إلحاد واتهام للإسلام.
   ولولا العذر بالجهل،]  لأن ] هؤلاء نعذرهم بالجهل لا نقول إنهم كفارٌ ؛ لأنهم جهال
أو مقلدون نقلوا هذا القول من غير تفكير فنعذرهم بالجهل، وإلا الكلام هذا خطير لو قاله إنسان متعمد ارتد عن دين الإسلام، ولكن نقول هؤلاء جهال لأنهم مجرد أدباء أو كتاب
ما تعلموا، ووجدوا هذه المقالة ففرحوا بها يردون بها على الكفار بزعمهم.
   لأن الكفار يقولون: إن الإسلام يُمَلِّكَ الناس، وأنه يسترق الناس، وأنه وأنه، فأرادوا أن يردوا عليهم بالجهل، والجاهل إذا رد على العدو ] فإنه ] يزيد العدو شراً، ويزيد العدو تمسكا بباطله. الرد يكون بالعلم ما يكون بالعاطفة، أو يكون بالجهل، ] بل ] يكون الـرد بالعلم والبرهان، وإلا فالواجب أن الإنسان يسكت ولا يتكلم في أمور خطيرة وهو لا يعرفها.
   فهذا الكلام باطل ومن قاله متعمدا فإنه يكفر، أما من قاله جاهلاً أو مقلداً فهذا يعذر
بالجهل، والجهل آفةٌ قاتلة - والعياذ بالله - فالإسلام أقر الرق والرق قديم قبل الإسلام
موجود في الديانات السماوية ] ومستمر ] ما وجد الجهاد في سبيل الله، فإن الرق يكون موجوداً لأنه تابع للجهاد في سبيل الله - عز وجل - وذلك حكم الله - جل وعلا –
ما فيه محاباة لأحد ولا فيه مجاملة لأحد، والإسلام ليس عاجزاً أن يصرح ويقول: هذا باطل؛ كما قال في عبادة الأصنام وكما قال في الربا وكما قال في الزنا وكما قال في جرائم الجاهلية، الإسلام شجاع ما يتوقف ويجامل الناس ؛ ] بل ] يصرح ] برد ] الباطل، ] و ] يبطل الباطل.
   هذا حكم الله - سبحانه وتعالى - فلو كان الرق باطلاً ما جامل الناس فيه ؛ بل قال
هذا باطل، ولا يجوز فالرق حكم شرعي باق ما بقي الجهاد في سبيل الله شاؤا أم أبوا.
   نعم، ] وسبب الرق هو الكفر بالله فهو عقوبة لمن أصر على الكفر واستكبر عن عبادة الله عز وجل ولا يرتفع إلا بالعتق.
   قال العلماء في تعريف الرق: (هو عجز حكمي يقوم بالإنسان سببه الكفر)، وليس سببه كما يقولون استرقاق الكفار لأسرى المسلمين فهو في مقابلة ذلك، راجع كتب الفرائض في باب موانع الإرث. وسمى الله الرق ملك اليمين، وأباح التسري به، وقد تسرى النبي
صلى الله عليه وسلم مما يدل على أنه حق ] ).
   (من شريط بتاريخ الثلاثاء 4/8/1416 ثم صححه الشيخ).
   * فتوى (2) للعلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان:
   سئل الشيخ العلامة صالح الفوزان عن قراءة كتاب "ظلال القرآن" ؟
   فقال: (وقراءة الظلال فيها نظر لأن الظلال يشتمل على أشياء فيها نظر كثير، وكوننا نربط الشباب بالظلال ويأخذون ما فيه من أفكار هي محل نظر. هذا قد يكون له مردود سيئ على فكار الشباب. فيه تفسير ابن كثير، وفيه تفاسير علماء السلف الكثيرة وفيها غنى عن مثل هذا التفسير.
   وهو في الحقيقة ليس تفسيراً، وإنما كتاب يبحث بالمعنى الإجمالي للسور، أو في القرآن بوجه عام. فهو ليس تفسيراً بالمعنى الذي يعرفه العلماء من قديم الزمان ؛ أنه شرح معاني القرآن بالآثار، وبيان ما فيها من أسرار لغوية وبلاغية، وما فيها من أحكام شرعية. وقبل ذلك كله بيان مراد الله - سبحانه وتعالى - من الآيات والسور.
   أما "ظلال القرآن" فهو تفسير مجمل نستطيع أن نسميه تفسيراً موضوعياً فهو من التفسير الموضوعي المعروف في هذا العصر، لكنه لا يُعتَمد عليه لما فيه من الصوفيات، وما فيه من التعابير التي لا تليق بالقرآن مثل وصف القرآن بالموسيقى والإيقاعات، وأيضاً هو لا يعنى بتوحيد الألوهية، وإنما يعنى في الغالب بتوحيد الربوبية وإن ذكر شيئاً من الألوهية فإنما يركز على توحيد الحاكمية، والحاكمية لاشك أنها نوع من الألوهية لكن ليست ] وحدها ] هي الألوهية المطلوبة، ] وهو يوؤل الصفات على طريقة أهل الضلال ].
   والكتاب لا يجعل في صف ابن كثير وغيره من كتب التفسير.
   هذا الذي أراه ولو اختير من كتب السلف، ومن الكتب المعنية بالعقيدة والمعنية بتفسير القرآن والمعنية بالأحكام الشرعية لكان هذا أنسب للشباب.
   المرجع (في شريط مجموع ما قاله ابن باز حول نصيحته العامة - لقاء مع فضيلته - مكة المكرمة - 9/8/1412 ثم صححه الشيخ) .
   * فتوى (3) للعلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان:
   - قال السائل نقلاً عن الأخ عدنان عرعور - هداه الله - أنه قال:  ( لماذا لا يلام الإمام أحمد في تكفيره لتارك الصلاة ويلام سيد قطب إذا صدر منه بعض العبارات، ونقول: هذا يكفر المجتمعات، ولا يلام الإمام أحمد - رحمه الله - وقد حكم على هذه الشعوب كلها بالكفر )- ] أي لأن أغلبهم لا يصلون ] ( 1 ) - فما هو تعليق سماحتكم ؟.
   قال فضيلة الشيخ صالح الفوزان: ( الإمام أحمد عالم وحبر يعرف الأدلة وطرق الاستدلال،
وسيد قطب جاهل ما عنده علم ولا عنده معرفة ولا عنده أدلة على ما يقول، فالتسوية بين
الإمام أحمد وسيد قطب ظلم، ] لأن الإمام عنده أدلة كثيرة من الكتاب والسنة على كفر تارك الصلاة متعمداً، وسيد ليس عنده دليل واحد على ما يقول من تكفيره لعموم المسلمين بل الأدلة على خلاف ما يقول] ( 1 )).
   - كذلك قال أيضاً (يعني عرعور): ( لا أعلم أحداً تكلم في قضايا المنهج بمثل ما تكلم به سيد قطب، ومعظم ما كتبه كان مصيباً فيه). فسئل عن قوله هذا فأجاب: كلمة المنهاج هاهنا أقصد بها قضايا: التغيير، الانتخابات، الاغتيالات. وأقصد في زمانه:
أي وقت الخمسينات.
   فأجاب الشيخ صالح: (هو لا يعرف لأنه جاهل، أما نحن نعرف - ولله الحمد - أن العلماء من قبل سيد قطب ومن بعده أنهم يخالفون سيد قطب. نعم ).
   المرجع (من شريط "أقوال العلماء في إبطال قواعد ومقالات عدنان عرعور").

   * هل يقال: إن سيد قطب إن كان مجتهداً فهو مأجور على ذلك ؟
   قال فضيلة الشيخ صالح - حفظه الله - جواباً على هذا: (ليس هو من أهل الاجتهاد حتى يقال فيه ذلك، لكن يقال: إنه جاهل يعذر بجهله. ثم إن مسائل العقيدة ليست مجالاً للاجتهاد لأنها توقيفية).
** (من تعليق الشيخ صالح حفظه الله بخطه على حاشية هذه البراءة) **
   (5) فتوى للعلامة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان:
   - سئل فضيلة الشيخ العلامة صالح بن محمد اللحيدان:
   هل يوجد في مجلد "ظلال القرآن" لسيد قطب شكٌ أو ريب بالنسبة للعقيدة، وهل تنصح باقتنائه أم لا ؟
   فأجاب الشيخ: ( بل هو مليء بما يخالف العقيدة، فالرجـل - رحمه الله نسأل الله أن يرحم جميع أموات المسلمين - ليس من أهل العلم. هو من أهل الدراسات المدنية وأهل الأدب. وله كتبه السابقة قبل أن ينخرط في سلك الإخوان المسلمين، وكان من الأدباء، له كتاب: "حصاد أدبي"، و"الأطياف الأربعة"، وغيره.. و"طفل من القرية"، وأشياء كثيرة من هذا النوع. ثم شاء الله - جل وعلا - أن يتحول عما كان عليه.
   وكان في وقت نشط الناس في الكلام وإن قل العمل، وكان للكلام أثره فكان ما كان
وكتب هذا الكتاب الذي اسمه "في ظلال القرآن". وإن شاء الله له حسنات، ولكن له أخطأ في العقيدة، وفي حق الصحابة ؛ أخطاء خطيرة كبيرة. وقد أفضى إلى ما قدم فنسأل الله أن يعفو عنا وعنه.
   وأما كتبه فإنها لا تُعِّلمُ العقيدة ولا تقرر الأحكام، ولا يعتمد عليها في مثل ذلك، ولا ينبغي للشادي والناشئ في طريق العلم أن يتخذها من كتب العلم التي يعتمد عليها، فللعلم كتبه، وللعلم رجاله. أنصح أن يعتني طالب العلم بالقراءة للمتقدمين: الأئمة الأربعة، وللتابعين، وأهل الحق، وعلماء الإسلام المعروفين بسلامة المعتقد وغزارة العلم والتحقيق وبيان مقاصد الشريعة. وهم - ولله الحمد - كثيرون، وكتبهم محفوظة - بحمد الله - والمرجع في ذلك كله - عرض أقوال الناس - إنما يكون على كتاب الله وعلى سنة نبيه -
صلى الله عليه وسلم ـ وعلى أقوال السلف (الصحابة) فهم أدرى وأعرف بمفاهيم كلام الله وكلام نبيه، وذلك كله - ولله الحمد - مدون في كتب العلماء من الصحاح والسنن، وكتب الآثار ؛ كالمصنفات ونحوها.
   فلا عذر لطالب العلم بالتقصير، ولا يصح أن يجعل كتب المتأخرين حاكمة على كتب المتقدمين. نعم.
   قال السائل: طالب علم يجالس أهل السنة وأهل البدع، ويقول: كفى الأمة تفريقاً وأنا أجالس الجميع.
   قال الشيخ: ( هذا مبتدع، من لم يفرق بين الحق والباطل ويدعي أن هذا لجمع الكلمة فهذا هو الابتداع، نسأل الله أن يهديه. نعم ).
المرجع (من شريط درس بعد صلاة الفجر في المسجد النبوي يتاريخ23/10/1418)
---------------------------
   (6) فتوى للعلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان:
   - قال السائل: يقول عدنان عرعور: ( لا أعلم أحداً تكلم في قضايا المنهج مثل ما تكلم سيد قطب، ومعظم ما كتبه سيد كان مصيباً فيه، ومن أعظم كتبه "في ظلال القرآن" و"معالم على الطريق" و"ولماذا أعدموني" )، مع أنه صرح في مواضع أخرى أنه لم يقرأ هذه الكتب وينصح الشباب بقراءتها، فما قول سماحتكم ؟
   قال فضيلة الشيخ عبد الله الغديان: ( الجواب أن الشباب ينصحون بعدم قراءتها وأنهم يقتصرون على دلالة القرآن ودلالة السنة وعلى ما كان عليه الخلفاء الأربعة والصحابة والتابعين ).
   المرجع (من شريط أقوال العلماء في إبطال قواعد ومقالات عدنان عرعور).

 ---------------------------
   (7) فتوى للعلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد:
   - سئل عالم المدينة الشيخ عبد المحسن العباد عن كتاب "ظلال القرآن" ؟
   فقال: ( كتاب "ظلال القرآن" أو "في ظلال القرآن" للشيخ سيد قطب - رحمه الله - هو من التفاسير الحديثة التي هي مبنية على الرأي، وليست على النقل، وليست على الأثر.
   ومن المعلوم أن أصحاب الرأي والذين يتكلمون بآرائهم ويتحدثون بأساليبهم يحصل فيهم الخطأ والصواب، ويصيبون ويخطئون، والإنسان الذي غير فاهم وغير متمكن من الأصلح له أن لا يرجع إليه وإنما يرجع إلى كتب العلماء المعتبرين مثل: تفسير ابن كثير وتفسير ابن جرير، ومثل تفسير الشيخ عبدالرحمن السعدي في المتأخرين فإن هذه تفسيرات العلماء.
   وأما الشيخ سيد قطب - رحمه الله - فهو من الكتاب من الأدباء يعني يكتب بأسلوبه وبألفاظه ويتحدث.
ليس كلامه مبنياً على
] الأثر ] ولهذا إذا قرأه الإنسان ] لم يجده ] يقول: قال فلان وقال فلان وقال رسول الله كذا وكذا…الخ يعني من جمع الآثار والعناية بالآثار ؛ لأنه ما كان مبنيا على الأثر وإنما كان مبنياً على العقل والكلام بالرأي، ولهذا يأتي منه كلام ليس بصحيح وكلام غير صواب.
   ولهذا الاشتغال… العمر قصير وليس متسع لكون الإنسان يقرأ كل شيء ومادام أن الأمر كذلك فالقراءة فيما ينفع والفائدة فيه محققه وكلام أهل العلم.. أهل العلم الذين هم علماء
ما هم كتّاب: الكتاب غير العلماء، الكاتب غير العالم. الكاتب هو الأديب الذي عنده يعني قدرة على الكتابة والإنشاء فيتحدث فيأتي بالكلمات منها ما يصيب ومنها
ما يخطيء وأحيانا يعبر ويخطيء في التعبير ويأتي بعبارة هي ليست جيدة وليست مناسبة جاءت لكونه استرسل بكلامه وعبر بعباراته ولهذا يأتي في كلام سيد قطب
- رحمه الله - كلمات غير لائقة يأتي في كلام سيد قطب في مؤلفاته في التفسير وفي غيره كلمات غير لائقة وغير مناسبة ولا يليق بالمسلم أن يتفوه بها، وأن يتكلم بها.
   وأما القول بأنه ما شرح التوحيد مثل سيد قطب فهذا كلام غير صواب أبداً ؛ التوحيد
لا يؤخذ من كلام سيد قطب وإنما يؤخذ من كلام العلماء المحققين مثل: البخاري وغير البخاري من الذين أتوا بالأسانيد والأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  وبينوا التوحيد وعرفوا التوحيد وعرفوا حقيقة التوحيد، وكذلك العلماء الذين علمهم في التوحيد ليس على الإنشاء وعلى الأساليب الإنشائية وعلى الكتابات الأدبية، وإنما بنوه على كلام العلماء وعلى الآثار وعلى كلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. هذا هو الحقيقة الذين هم كتبوا في التوحيد واشتغلوا في التوحيد ).
   المرجع (سؤال له بعد درس سنن النسائي في المسجد النبوي بتاريخ 7/11/1414).

 ---------------------------
   (8) فتوى المحدث العلامة حماد بن محمد الأنصاري:
   سئل الشيخ العلامة المحدث حماد الأنصاري عن قول سيد قطب: ( ولا بد للإسلام أن يحكم، لأنه العقيدة الوحيدة الإيجابية الإنشائية التي تصوغ من المسيحية والشيوعية معاً مزيجاً كاملاً يتضمن أهدافهما جميعاً ويزيد عليهما التوازن والتناسق والاعتدال )( 1 ) .
   - فأجاب الشيخ العلامة رحمه الله: ( إن كان قائل هذا الكلام حياً فيجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتداً،وإن كان قد مـات فيجب أن يُبَيَّنَ أن هذا الكلام باطل ولا نكفره لإننا لم نقم عليه الحجة ).
   المرجع ( كتاب "العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم" للشيخ المحدث ربيع المدخلي (ص24) وقرأها على الشيخ حماد تَثَّـبُتاً في ليلة الأحد 3/1/1415 ) .

 ---------------------------
   (9) فتوى معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ:
   سئل فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ: هل مما ينهى عنه قراءته من التفاسير تفسير سيد قطب - رحمه الله - "في ظلال القرآن" ؟
   فأجاب فضيلته: ( أما تفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب فهو من التفاسير التي اشتملت على مواضع كثيرة فيها بيان لبعض الآيات ؛ بيان حسنٌ.
   يعني فيها أسلوب أدبي فيه شيء من التنميق مما يفهم المرء دلالة الآيات عموماً وصلتها بالواقع، هذا مما يدركه القارئ له من أول ما يقرأ.
   ولهذا اعتنى به كثيرون في هذا العصر من هذه الجهة، حيث إنه في بعض الآيات يعبر عن التفسير بتعبيرات صحيحة وبعبارات أدبية مناسبة.
   وأيضاً اشتمل كتابه على كثير من البدع والضلالات، فكتاب سيد قطب "في ظلال القرآن" ما فيه من التحريفات أكثر مما في كتاب الصابوني.
   ومن أمثلة ذلك: أنه يؤول الاستواء.
   ومن أمثلته أنه يشعر في سورة الإخلاص بأن عنده ميل إلى بعض مذاهب المتصوفة من القائلين بوحدة الوجود أو نحو ذلك. يفهم منه ما نقول إنها ظاهرٌ بَيّن، لكن يفهم منه.
   ومن ضمن ذلك أنه يقول: إن بحث زيادة الإيمان ونقصانه أنه من البحوث الكلامية التي
لا ندخل فيها،قالها في سورة الأنفال عند قوله تعالى:}وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً{  في الحاشية.
   ومن أمثلة ذلك أنه يفسر الرب بالإله، والإله بالرب، يعني: توحيد الربوبية عنده هو توحيد
الألوهية، وتوحيد الألوهية هو توحيد الربوبية، عنده عكس في فهمها، فالرب عنده هو المستحق للعبادة، والإله عنده هو الخالق الرازق ، وهذا لا شك أنه يتبعه أشياء من مسائل الاعتقاد ينحرف بها من يلتزمها عن جادة أقوال السلف.
   من ضمن ذلك أنه في مسائل طاعة المشركين لا يَفْهم تفصيل أهل العلم فيها، فيُفهم من ظاهر كلامه ما يكون موافقاً فيه لبعض الغلاة في مسائل الطاعة: طاعة المشركين، أو طاعة الأحبار والرهبان. ومن أمثلة ذلك ما ذكره في سورة الأنعام عند قوله تعالى: }وإن أطعتموهم إنكم لمشركون{ فذكر فيها أشياء منها مما أدخله فيها - كما أذكر - مسألة لبس المرأة الأزياء والموديلات التي يصدرها أو تصدرها شركات الأزياء في باريس- على حد تعبيره -، فيقول: أولئك الذين يُشرِّعون للنساء عامة ألبسة تلبس في الصباح كذا، وفي المساء كذا، وفي السهرة كذا، وفي العمل كذا … إلى آخره. يقول سيد قطب: إن هذه الفئة  - يعني: مصمم الأزياء - إنهم آلهة لأنهم أحلوا الحرام فأُطيعوا، وحرموا الحلال فأُطيعوا. فيقول: المرأة المسلمة التي تطيعهم في ذلك قد اتخذتهم آلهة لأنها أطاعتهم في تحليل الحرام وتحريم الحلال.
   وهذا لا شك أنه كلام باطل ؛ لأن المرأة إذا لبست الملابس المحرمة التي جاءت من عند أولئك المصممين لا يعني أنها اعتقدت أنها حلال.
   فمسألة التكفير في اعتقاد أن هذا الذي حرمه الله - جل وعلا - حلال.
   أما إذا أطاعوهم مع عدم اعتقاد أن هذا حلال… ؛ فمثلاً امرأة لبست ملابس أبرزت
صدرها ورجليها عند الرجال الأجانب متابعة للمصممين، هذا إن كانت تعتقد أن هذا
الفعل حرام ونحو ذلك، وغُلبت عليه ؛ ضعف إيمانها ليس هذا بكفر ولم تؤله أولئك.
   فهو في هذه المسألة جعل الطاعة مكفرة، وقد أخذ بقوله بعض الجماعات التي غلت في
مسألة الحكم بما أنزل الله؛في مسألة الطاعة؛ طاعة المشرعين، المصممين، المنظمين ...إلى آخره.
   أيضاً من المسائل التي اشتمل عليها كتاب "في ظلال القرآن" أنه لا يظهر فيه اعتناء بما أثبته أهل السنة، يعني: يشبه أن يكون فكرياً غير مركز على مسألة معينة، يعني: على توجه معين هو أراد منه أن يكون كتاباً دعوياً كما يزعم يناسب الوقت، لكنه اشتمل على أشياء
مما ذكرت وغيرها.
   وأيضاً من الأشياء التي تفرد بها أنه ذكر في سورة يوسف ذكر أن أولئك الذين يسألون عن أحكام الإسلام وهم في مجتمع جاهلي هؤلاء يقدحون في الإسلام، والذين يجيبونهم من العلماء هؤلاء يشاركونهم في القدح.
   هذا معنى كلامه، لِمَ ؟ قـال: لأن أحكام الإسلام والفقه الإسلامي ما أتى إلا لينزل على واقع مسلم. أما هذه المجتمعات الجاهلية - على حدِّ تعبيره - فإنها لا تقبل أحكام الله حتى يجتهد لها العالم في بيان الأحكام!
   وهذا لا شك أنه صورة من صور المخالفة لمنهج الحق في هذا، لأن أحكام الإسلام تُبَيّن في الدار التي فيها مسلمون ولو لم يكن فيها إلا مسلم واحد.
   إذا سأل عن دينه بُيِّنَ له وتُكلم في بيان الإسلام وبيان أحكامه ولو كان في دار جاهلية.  
   وتعميمه أن بلاد المسلمين دور جاهلية هذا لا شك أن فيه تعدٍ.يعني: جميعاً- على حد تعبيره - .
   وأيضاً من المسائل التي تفرد بها، أنه قسم الفقه إلى قسمين في سورة يوسف: (القسم الأول): فقه الأوراق. و (القسم الثاني): فقه الواقع، وفقه الحركة أيضاً.
   يقصد بفقه الأوراق: الفقه الموجود بين أيدينا من فقه علماء الإسلام، ويقصد بفقه الواقع: يعني الواقع الذي تعيشه الحركة وما حول الحركة ونحو ذلك ؛ يعني: ما حول الجماعة العاملة والتنظيم العامل، يقول: إن مهمتنا الآن العناية بفقه الحركة فقه الواقع.
   أما فقه الأوراق فهذا لم ينشأ إلا في مجتمع المدينة، لأنه لا بد فيه من مجتمع يطبقه، فإذا
لم نوجد هذا المجتمع الذي يطبقه فإننا لا نحتاج إلى العناية به، كما تتوجه - يعني الدراسات ونحو ذلك - يعني العناية الكبيرة به.
   فالعناية الكبرى تنصب على فقه الواقع لأنه هو الذي تحتاج إليه الأمة ونحو ذلك.
   له آراء كثيرة مخالفة إذا تأملت هذا الذي ذُكر، فطالب العلم الذي يحرص على العلم النافع إنما يطالع كتب السلف الصالح، يطالع الكتب التي تفيده العلم المنقى الصافي، أما الكتب المشتملة على الباطل، المشتملة على التحريفات، المشتملة على آراء شخصية ليس عليها أدلة ظاهرة من القرآن والسنة لا يوافق علماء أهل السنة والجماعة عليها، فإن قراءة طالب العلم - خاصة المبتدئ - فيها إنها قد تسبب وتوقع في قلبه شبهة، والحريص على دينه
لا يوقع ولا يسعى في أن يوقع نفسه وقلبه في شبهة ).
المرجع ( "شرح كتاب مسائل الجاهلية لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب"، الشريط
السابع، الوجه الثاني ).

   (10) كلمة المحدث العلامة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي:
   قال الشيخ المحدث ربيع بن هادي المدخلي في خاتمة كتابه "الحد الفاصل بين الحق والباطل":
   ( لقد تبين مما كتبته في "أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره" ومما عرضته في كتاب "مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم "، ومما عرضته في هذا البحث "الحد الفاصل بين الحق والباطل"، ومما كتبه الشيخ عبدالله الدويش ومما كتبه وقاله غيره أن كتب سيد قطب:
   "في ظلال القرآن".
   "العدالة الاجتماعية".
   بدعة "التصوير الفني".
   "الخصائص".
   "المقومات".
   "معركة الإسلام والرأسمالية".
   "معالم على الطريق".
   "الإسلام ومشكلات الحضارة".
   قد اشتملت على بدع كبرى كثيرة مردية وأنـها أخطر على شباب الأمة من السموم الفتاكة والأسلحة المدمرة لأنـها تدمر العقل والعقيدة فهل ينتظر فساد أكبر:
   من تعطيل صفات الله.
   ومن إفساد معنى لا إله إلا الله.
   ومن تحريف آيات التوحيد ودعوات الرسل إلى السياسة.
   وهل ينتظر جرأة وسوء أدب أكبر من ذم نبي كريم من أنبياء الله أولي العزم.
   ومن الطعن في الخليفة عثمان وفي أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
   ومن الدندنة حول وحدة الوجود في "الظلال" و"الخصائص" و"المقومات".
   ومن تكفير الأمة من قرون وغرس الأحقاد في نفوس من تأثروا بمنهجه على الأمة وعلمائها.
   ومن تحريف نصوص الإسلام وقواعده إلى الاشتراكية الغالية.
   ومن اعتبار سنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم واعتبار كلام الأنبياء من أفكار البشر التي لا يعول عليها ولا يوثق بـها إلى غير ذلك من الطوام والدواهي التي ضمنها سيد قطب كتبه.
   فيا علماء الإسلام أنتم ورب السماء والأرض مسؤلون أمام الله عن شباب الأمة، فما الذي يمنعكم أن تقولوا كلمة الحق الواضحة الصريحة في كتب هذا الرجل وعقائده وفكره؟؟
   ولقد ظهرت آثارها المدمرة لا في عقول وعقائد الخرافيين فحسب ؛ بل في عقول أبناء من أكرمهم الله بالمنهج السلفي الحق وفي كل ناشئ سليم الفطرة يطلب الإسلام الحق عقيدة وشريعة.
   أنتم معشر العلماء ووراث الأنبياء يدرك العاقل اللبيب أن على عواتقكم مسؤليات وأعباء جسيمة تشغلكم عن دراسة فكر سيد قطب وأمثاله، ولو تعلمون ما تحتويه كتب هذا الرجل من الطوام والبلايا والفتن وعلمتم تأثير تياره المدمر الواسع الانتشار في شباب الأمة ولا سيما التجمعات السلفية لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ولرأيتم أن من أوجب الواجبات دراسة فكره لإزالة خطره عن شباب الأمة وشره.
   ويجب أن يعلم علماؤنا الأفاضل أن لأهل الأهواء والتحزب أساليب رهيبة لاحتواء الشباب والتسلط والسيطرة على عقولهم ولإحباط جهود المناضلين في الساحة عن المنهج السلفي وأهله.
   من تلكم الأساليب الماكرة استغلال سكوت بعض العلماء عن فلان و فلان، ولو كان من أضل الناس فلو قدم الناقدون أقوى الحجج على بدعه وضلاله فيكفي عند هؤلاء المغالطين لهدم جهود المناضلين الناصحين التساؤل أمام الجهلة فما بال فلان وفلان من العلماء سكتوا عن فلان وفلان ؟! ولو كان فلان على ضلال لما سكتوا عن ضلاله؟! وهكذا يلبسون على الدهماء ؛ بل وكثير من المثقفين.
   وغالب الناس لا يعرفون قواعد الشريعة ولا أصولها التي منها: أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفايات، فإذا قام به البعض سقط الحرج عن الباقين.
   ومن أساليبهم انتزاع التزكيات من بعض العلماء لأناس تدينهم مؤلفاتـهم ومواقفهم ونشاطهم بالبعد عن المنهج السلفي ومنابذة أهله وموالات خصومه وأمور أخرى.
   ومعظم الناس لا يعرفون قواعد الجرح والتعديل، وأن الجرح المفصل مقدم على التعديل لأن المعدل يبني على الظاهر وعلى حسن الظن والجارح يبني على العلم والواقع كما هو معلوم عند أئمة الجرح والتعديل.
   وبـهذين الأسلوبين وغيرهما يحبطون جهود الناصحين ونضال المناضلين بكل سهولة ويحتوون دهماء الناس بل كثير من المثقفين، ويجعلون منهم جنودا لمحاربة المنهج السلفي وأهله والذب عن أئمة البدع والضلال.
   وما أشد ما يعاني السلفيون من هاتين الثغرتين التي يجب على العلماء سدهما بقوة وحسم لما ترتب عليها من المضار والأخطار.
   ولقد عرضت لكم كثيرا من عقائد سيد قطب عرضا أمينا ووضعته بين أيديكم فقوموا لله مثنى وفرادى لدراسة هذه المشاكل الخطيرة، وقدموا الحل السليم الذي ينقذ شباب الأمة من هذا الكابوس الجاثم على صدورهم.
   أما أنا الفقير الضعيف فالذي أدين الله به أنه يجب حماية شباب الأمة وعقيدتـها من كتب هذا الرجل وفكره المدمر بحظر هذه الكتب.
   ووالله إن هذه لمسألة المسائل وإنه يجب الاهتمام بـها ووضع الحل الحاسم الذي يرضي رب الأرض و السماء.
   اللهم وفق علماءنا لإنقاذ أبنائنا وشبابنا وجنب علماءنا واحمهم من مغالطات المخذلين الماكرين، ووفق علماءنا الصادعين بالحق في كل مجال لأن يصدعوا به في هذا المجال الخطير بل الأخطر إنك سميع الدعاء ).
   ( من خاتمة كتاب "الحد الفاصل بين الحق والباطل" للشيخ ربيع، طبع 1413 ).



   (11) كلمة فضيلة المحدث الشيخ عبد الله بن محمد الدويش:
   قال الشيخ المحدث عبد الله بن محمد الدويش - رحمه الله - في مقدمة كتابه "المورد العذب الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال": ( فقد كثر السؤال عن كتاب "ظلال القرآن" لمؤلفه سيد قطب ولم أكن قد قرأته فعزمت على قراءته فقرأته من أوله إلى آخره فوجدت أخطاءً في مواضع خصوصاً ما يتعلق بعقيدة أهل السنة والجماعة وعلم السلوك فأحببت التنبيه على ذلك لئلا يغتر به من لا يعرفه. وقبل الشروع في ذلك أنبه على أمور:
   (الأول): أن بعض المواضع قد يتكرر في كثير من السور فأنبه عليه في موضع أو موضعين
أو أكثر من ذلك ولا استقصى ما في كل سورة اكتفاءً بما ذكرته وطلباً للاختصار.
   (الثاني): أن بعض الناس يستعظم أن ينبه على أخطاء من أخطأ وهذا جهل منه فما زال العلماء يرد بعضهم على بعض من زمن الصحابة إلى وقتنا هذا وقد قال مالك بن أنس رحمه الله: كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر
صلى الله عليه وسلم .
   (الثالث): اشتهر عن بعض الناس أن المؤلف ألف هذا الكتاب في أول عمره بخلاف ما ألفه في آخره ولعله اعتمد على ما قرره في سورة الجن في الجزء السادس ص3730 وص3731 الطبعة السابعة في الحاشية ولكنه ليس صريحاً في ذلك لكونه نقض كلامه في آخره وسيأتي التنبيه عليه في موضعه إن شاء الله وعلى كل تقدير فليس المقصود الشخص وإنما المقصود بيان ما في كتابه من الأخطاء وسميته "المورد العذب الزلال على أخطاء الظلال" وأسأل الله تعالى أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم مقرباً لديه في جنات النعيم إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين ).
   أخي الكريم قد تسأل لماذا كل هذا، فالجواب ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله عليه حينما
قال عن الاتحادية والكلام في عموم أهل البدع - والذين وافقهم سيد بجهل في القول بوحدة الوجود كما ذكر شيخنا محمد - "الفتاوى" (2/132): (ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أو ذب عنهم، أو أثنى عليهم، أو عظم كتبهم، أو عرف بمساعدتهم ومعاونتهم، أو كره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدري ما هو ؟ أو من قال إنه صنف هذا الكتاب.. (؟) وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق، بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم، ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات، لأنهم أفسدوا العقول والأديان، على خلق من المشايخ والعلماء، والملوك والأمراء، وهم يسعون في الأرض فساداً ويصدون عن سبيل الله..).
   وسئل رحمه الله "الفتاوى" (28/231) عن ذكر أناس معينين أو يعين شخصاً بعينه بغيبة، فذكر حديث: p الدين النصيحة... لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم i،
ثم قال: (وإذا كان النصح واجباً في المصالح الدينية الخاصة والعامة، مثل نقلة الحديث الذين يغلطون أو يكذبون،كما قال يحيى بن سعيد:سألت مالكا والثوري والليث بن سعد- أظنه -  والأوزاعي عن الرجل يتهم في الحديث أو لا يحفظ ؟ فقالوا: بين أمره. قال بعضهم لأحمد بن حنبل: إنه يثقل على أن أقول: فلان كذا وفلان كذا، فقال: إذا سكت أنت وسكت أنا ؛ فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم؟!
   ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة، فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين، حتى قيل لأحمد بن
حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟ فقال: إذا قام
وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل، فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم، من جنس الجهاد في سبيل الله، إذ تطهير سبيل الله ودينه ومناهجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء)، حتى قال رحمه الله: (وإذا كان أقوام ليسوا منافقين، لكنهم سماعون للمنافقين، قد التبس عليهم أمرهم حتى ظنوا قولهم حقا، وهو مخالف للكتاب، وصاروا دعاة إلى بدع المنافقين، كما قال تعالى: } لو خرجوا فيكم مازادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خللكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم{ ، فلا بد من بيان حال هؤلاء، بل الفتنة بحال هؤلاء أعظم، فإن فيهم إيمانا يوجب موالاتهم، وقد دخلوا في بدع من بدع المنافقين التي تفسد الدين، فلا بد من التحذير من تلك البدع، وإن اقتضى ذلك ذِكْرُهم وتعيينُهم، بل ولو لم يكن قد تلقوا تلك البدعة عن منافق، لكن قالوها ظانين أنها هدى وأنها خير وأنها دين، ولو لم تكن كذلك لوجب بيان حالها).
   ونقل ابن القيم رحمه الله في "الطرق الحكمية" (282) عن المروذي، قال:
   قلت لأحمد: استعرت كتاباً فيه أشياء رديئة، ترى أن أحرقه ؟
   قال: نعم، فأحرقه. ثم قال ابن القيم: (والمقصود أن هذه الكتب المشتملة على الكذب والبدعة يجب إتلافها واعدامها، وهي أولى بذلك من إتلاف آلات اللهو، وإتلاف آنية الخمر فإن ضررها أعظم من هذه، ولا ضمان فيها كما لا ضمان في كسر أواني الخمر وشق الزقاق).
   وقال شيخنا العلامة محمد العثيمين في "شرح بلوغ المرام" عند حديث p إن الله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام i :
   (ومن فوائد الحديث بالقياس أنه يحرم بيع الكتب المضلة الداعية إلى البدع إلا إذا اشتراها ليعرف ما فيها من بدع ثم يرد عليه،فهذا لا بأس به إذا كان لا يتوصل إلى ذلك إلا بالشراء).    والذين يقيمهم الله - كما قال شيخ الإسلام - يا أخي لدفع ضرر هؤلاء هم من قدمت لك كلامهم من سلسلة العلماء الربانيين قديماً وحديثاً، نصحاً للأمة لا حقداً على المخالفين، فأحذر أخي أن تكون من يعاندهم من بعد ما تبين له الهدى فتثني على من يفسدون العقائد والقلوب بجهل أو بعلم لمجرد العواطف التي تكون سراباً يوم القيامة لأنها لم تبن على أثارة من علم، وأذكرك الله وأذكر نفسي وكل من قرأ هذه الرسالة بمنهج سماحة الشيخ ابن باز
- رحمه الله - الذي لا لبس فيه لأنه منهج أهل الحق قاطبة قبله وبعده حينما ناصح
عبد الفتاح أبو غدة لموالاته شيخه الكوثري وقال عنه كما قدمت لك:(وقد سبق أن نصحناه بالتبرؤ منه، وإعلان عدم موافقته له على ما صدر منه، وألححنا عليه في ذلك، ولكنه أصر
على مولاته له هداه الله للرجوع إلى الحق، وكفى المسلمين شره وأمثاله)، وأنا أسلك سبيل هذا الحبر الكريم وأنصحك وغيرك بالتبرؤ من سيد قطب وأمثاله، وإعلان عدم موافقتك له على ما صدر منه، وألح عليك في ذلك، وأرجو أن لا تصر على موالاتك له هدنا الله وإياك وسائر المسلمين للرجوع إلى الحق والهدى وجنبنا اتباع الهوى.
   وختاماً إليك هذه الدرة اليتيمة وخاتمة العقد والنفحة السلفية من كلام شيخ إسلام عصره سماحة الشيخ ابن باز - رحمه الله - أسبغ الله عليه شآبيب الرحمة والرضوان - حينما سئل، فقيل له ( 1 ):
   (س) فضيلة الشيخ أحسن الله إليك: الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يلحق بهم؟
   قال الشيخ: نعم ما فيه شك من أثنى عليهم ومدحهم هو داع لهم يدعوا لهم، هذا من دعاتهم نسأل الله العافية، نعم)( 2 ) .
   والله أسأل أن يجعلنا وإياكم من المتعاونين على البر والتقوى، المتناصحين على الخير والهدى، وصلى الله على محمد وآله وسلم.
   وكتبه أخوك: عصام بن عبد الله السناني
عضو اللجنة الاستشارية الفرعية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد
عنيزة في شهر صفر سنة 1420

الخاتمة

طريقان لا يلتقيان شتان بين مشرق ومغرب
   الأول: المنهج السلفي ( 1 ) :
   - قال سماحة الشيخ ابن باز - رحمه الله -:(إن كان أحد من الدعاة في الجزائر قال عني: قلت لهم: يغتالون الشرطة أو يستعملون السلاح في الدعوة إلى الله هذا غلط ليس بصحيح بل هو كذب، إنما تكون الدعوة بالأسلوب الحسن، قال الله، قال رسوله، بالتذكير والوعظ والترغيب والترهيب، هكذا الدعوة إلى الله كما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مكة المكرمة قبل أن يكون لهم سلطان، ما كانوا يدعون الناس بالسلاح، يدعون الناس بالآيات القرآنية والكلام الطيب والأسلوب الحسن لأن هذا أقرب إلى الصلاح وأقرب إلى قبول الحق، أما الدعوة بالاغتيالات أو بالقتل أو بالضرب فليس هذا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولا من سنة أصحابه، لكن لما ولاه الله المدينة وانتقل إليها مهاجراً كان السلطان له في المدينة وشرع الله الجهاد وإقامة الحدود، جاهد عليه الصلاة والسلام المشركين وأقام الحدود بعد ما أمر الله بذلك).
   - وقال العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - عندما نسب إليه أحدهم تأييده لتطبيق المنهج القطبي في الجزائر، قال: (إذا كان هذا الداعية تعرفه فأقرأ عليه
قوله تعالى: }يا أيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنباٍ فتبينوا{ إلى آخر الآية، وقال عليه
الصلاة والسلام: p بحسب امرئ من الكذب أن يحدث بكل ما سمعه i).
   وقال في رسالة للقادة في الجزائر: (.. أن النبي صلى الله عليه وسلم  إنما بدأ بإقامة الدولة المسلمة بالدعوة إلى التوحيد والتحذير من عبادة الطواغيت وتربية من يستجيب لدعوته على الأحكام الشرعية حتى صاروا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى كما جاء في الحديث الصحيح، ولم يكن فيهم من يُصِرّ على ارتكاب الموبقات والربا والسرقات إلا ما ندر. فمن كان يريد أن يقيم الدولة المسلمة حقاً لا يكتل الناس ولا يجمعهم على ما بينهم من خلاف فكري وتربوي كما هو شأن الأحزاب الإسلامية المعروفة اليوم،
بل لابد من توحيد أفكارهم ومفاهيمهم على الأصول الإسلامية الصحيحة: الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح).
   - وسئل الشيخ العلامة محمد العثيمين - حفظه الله - في سياق نفس هذه الأحداث:
   هل كذلك أنكم قلتم باستمرار المواجهة ضد النظام بالجزائر ؟
   فأجاب الشيخ: (ما قلنا بشيء من ذلك).
   قال السائل: في اشتداد هذه المضايقات هل يشرع الهجرة إلى بلاد الكفر ؟
   قال الشيخ: الواجب الصبر، لأن البلاد بلد إسلام، ينادى بها للصلوات الخمس وتقام فيها الجمعة والجماعات، فالواجب الصبر حتى يأتي الله بأمره).
   (مرجع: "مدارك النظر في السياسة" (ص 302، 307، 314، 370)) .
  
الثاني: المنهج القطبي:
   - قال سيد قطب "الظلال" (2/1057): (لقد استدار الزمان كهيئة يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بـ (لا إله إلا الله)، فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد، وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن: لا إله إلا الله، دون أن يدرك مدلولها، ودون أن يعني هذا المدلول وهو يرددها، ودون أن يرفض شرعية الحاكمية التي يدعيها العباد لأنفسهم).
   ويقول سيد "الظلال" (4/2122): (إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة
ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي).
   ويقول أيضاً "الظلال" (3/1451): (لعلك تبينت مما أسلفنا آنفا أن غاية الجهاد في الإسلام هي هدم بنيان النظم المناقضة لمبادئه وإقامة حكومة مؤسسة على قواعد الإسلام في مكانها واستبدالها بها وهذه المهمة مهمة إحداث انقلاب إسلامي عام غير منحصر في قطر دون قطر بل مما يريده الإسلام ويضعه نصب عينيه أن يحدث هذا الانقلاب الشامل في جميع أنحاء المعمورة، هذه غايته العليا ومقصده الأسمى الذي يطمح إليه ببصره، إلا أنه لا مندوحة للمسلمين أو أعضاء الحزب الإسلامي عن الشروع في مهمتهم بإحداث الانقلاب المنشود والسعي وراء تغيير نظم الحكم في بلادهم التي يسكنونها) اهـ.
   سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.






(1) : مراجع هذه النقول: "السنة للخلال" (136)، "طبقات الحنابلة" (1/58) ، "الضعفاء" للعقيلي (1/230)، "الكامل" لابن عدي (2/772)، "السير" (7/361)، "تهذيب الكمال" (6/181)
 (1) : واستشرته في بعض التعديلات فأقرني عليها حفظه الله بطاعته.
(1) : ما بين المعقوفتين من زيادات فضيلة الشيخ صالح حفظه الله.

(1) : ما بين المعقوفتين من زيادات فضيلة الشيخ صالح حفظه الله.
(2) : علق فضيلته عليه فقال: (يُذكر المصدر)، فأضفت ما بين الشرطتين.
(3) : في الأصل: (لولاة الأمر من علماء المسلمين)، فجعلها فضيلته: (ومنهم علماء).
(1) : ملحق بآخر شريط محاضرة في التحذير من البدع لفضيلة الشيخ صالح الفوزان .
ألقيت في سوق الخضار في عتيقة بالرياض.
(2) : ما بين المعقوفتين من زيادات فضيلة الشيخ صالح حفظه الله.
(1) : قال فضيلة الشيخ صالح الفوزان: (الجزم بخطئهما غير واضح فلو قيل: مجتهدون إن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطأوا فلهم أجر واحد، وخطؤهم مغفور ؛ لكان أحسن وأعدل).
(1) : هذه كلمة تعني: هكذا. عند الإخوة السوريين والشيخ رحمه الله نشأ فيهم.
(2) : نظام هو صهر الشيخ رحمه الله.
(1) : كلمة غير واضحة.
(2) : هذه المجلة هي الناطقة بلسان جماعة (الإخوان المسلمون) في الكويت.
(1) : أنظر الملحق بآخر البراءة.
(1) : في المجلة: (وتفسير أبو بكر) فأبقيتها لإحتمال أن تكون على الحكاية، فصححها الشيخ محمد - حفظه الله - بقلمه وخط على الحاشية، أنظر المحلق.
(2) : في التسجيل: (بعض الكتاب)، فعرضتها على الشيخ، فقال حفظه الله: (ما تصلح).
(1) : في التسجيل: (أنا رأيي) فصححها الشيخ محمد - حفظه الله - بقلمه، أنظر المحلق بآخر البراءة.
(1) : زيادة توضيحيه بقلم الشيخ صالح - حفظه الله -.
(1) : زيادة على التسجيل بقلم الشيخ صالح - حفظه الله -.
(1) : أنظر "معركة الرأسمالية والإسلام" لسيد قطب (61).
(1) : ملاحظة: فتاوى العلماء جمعها أحد الإخوة في شريط سماه "أقوال العلماء في سيد قطب" يباع الآن في تسجيلات منهاج السنة. وكان قبل ذلك قد أمدني بعدد منها فجزاه الله خيراً.
(2) : من شريط مسجل يتضمن تعليقه رحمه الله على كتاب "فضل الإسلام" للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - تسجيلات البردين بمدينة الرياض -.
(1) : كنت قد قدمت المنهج القطبي على المنهج السلفي لأن السياق لبيان أخطاء سيد قطب وخطورة أثر فكره على شباب الأمة الإسلامية في الواقع، ثم أتبعه ببيان حقيقة المنهج السلفي وفقهه للأحداث التي جنتها الأمة في الواقع من فكره وكتبه، ثم قدمت الفكر السلفي أولاً لأن فضيلة شيخنا العلامة محمد العثيمين - حفظه الله - كتب بجانب المنهج السلفي: (يقدم المنهج السلفي إلا أن يكون هناك سبب لم يتبين لي).


 
الكتاب :جمعه عصام بن عبدالله السناني
راجعه فضيلة العلامة الشيخ

صالح بن فوزان الفوزان

قراءه وأثنى عليه فضيلة العلامة
محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى

----

كتاب براءة علماء الأمة من تزكية أهل البدعة والمذمة
جمعه: عصام السناني
راجعه: صالح الفوزان حفظه الله
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..