الأربعاء، 14 أغسطس 2013

بيان علماء مصر موجه لعلماء ودعاة السعودية بعدم التدخل بالشؤون المصرية

 الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلقد تكاثرت وانتشرت خلال الأيام الماضية العديد من البيانات والخطابات الصادرة من إخواننا العلماء
والدعاة في المملكة العربية السعودية الشقيقة، والتي تتحدث حول أحداث مصر ومن يتابع تلك البيانات والخطابات يجدها منحصرة في تغليب مصالح حزب وتنظيم معين بعيداً عن مصالح ومستقبل كيان الدولة المصرية ككل, وهنا نقول بأنه لابد من إعمال العقل السليم الذي يزن الأمور بميزان الشرع المستقيم الذي يجلب المصالح ويدرأ المفاسد ويوضح مآلات الأمور، ويستنبط العبر والدروس من التاريخ.

فلقد وصل ببعض البيانات والخطابات دعوتها للعنف وسفك الدماء وحمل السلاح, والمحزن أن ذلك يصدر من علماء ودعاة كنا ننتظر منهم تبيان الموقف الشرعي الإسلامي الذي يحرم سفك الدماء بحق أي طرف، قال الله -تعالى-: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) (النساء:93)، ومن المؤسف والمحزن, إن بعض العلماء والدعاة في السعودية الشقيقة استخدموا التكفير طريقاً للتدخل في الشؤون الداخلية المصرية حتى لقد كانت الجرأة على إطلاق التكفير لتبرير ذلك أشد وأفظع؛ لأنه يجمع إلى الذنب بدعة, وليس كل مخالف في اتخاذ المواقف السياسية أن يكون ملحدًا أو مأجورًا أو زنديقًا، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا) (رواه البخاري).
إن تلك البيانات والخطابات والتي بسببها افتقدنا كإسلاميين جزءًا كبيرًا من شعبيتنا، ولن يقبل الناس على أنها دعوة للجهاد والحرب المقدسة دفاعًا عن دولة إسلامية لم تقم بعد، وإننا ندعو إخواننا العلماء والدعاة في السعودية الكف عن إصدار مثل تلك البيانات والخطب التحريضية والالتزام بالخطاب الإسلامي الذي يحقق مصلحة الوطن وتدعيم أركان الكيان ويدعو للاجتماع على كلمة سواء، ونبذ أسباب الفرقة والاختلاف، والبعد عن العنف بكل أشكاله ووسائله، والعمل على وحدة الصف المصري بعيداً عن تحديده بمصلحة تنظيم أو حزب ينتمون إليه وأن من استهان بالدماء لأجل مكسب سياسي، أو نصر حزبي، أو ربح دنيوي، فقد خسر دينه ودنياه، وأن على الجميع في هذا الوقت العصيب، تغليب المصلحة العليا للوطن، دون النظر إلى المصالح الحزبية والفردية الضيقة، وإننا نثق في قدرة المصريين على تجاوز أزماتهم وحل مشكلاتهم والخروج من هذه المحنة التي يمر بها الوطن ، وإغلاق الباب أمام كل صور التدخل الأجنبي في الشأن المصري الداخلي.
إن في مصر من العلماء والدعاة من يستشار برأيهم وعلمهم في جميع الدول الإسلامية, ومن باب أولى أن يقدموا الاستشارة والنصيحة لوطنهم لمنع تدخل الآخرين في شؤون مصر ببيانات وخطابات تدعو للفرقة وليس للتآلف والتكاتف، وأخيراً نقول للمصريين جميعاً بحق الله عليكم ثم بحق الوطن العزيز عليكم أن تدركوا جميعاً وفي كل الميادين وقبل فوات الأوان أنه لا يمكن لرفقاء سفينة تحدق بها المخاطر من كل جانب أن ينجو فيها فريق دون الآخر فلا يمكن لأي فريق أن ينعم بالأمن والأمان والاستقرار في مجتمع يسوده الانقسام وتهدده الفتن، فالأمن للجميع وكذلك الخسارة والندم سيصيب الجميع فهو نتاج مانصنعه بأيدينا فالأولى أن ننجو منه بالانتصاف من أنفسنا والبر بديننا وأوطاننا فقدموا المحبة والتسامح والتعاون وكونوا عباد الله إخواناً.
إننا ندعو الله ونسأله تعالى وبرحمةً من عنده أن يجمع شملنا ويبعد عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ويصلح ديننا ويعصم مصر من كل مكروهٍ وسوء.

الشيخ فوزى الزفزاف، عضو مجمع البحوث الإسلامية
الدكتور حسن الشافعي، مستشار شيخ الأزهر
الدكتور صابر عبد الدايم، عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر
الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء
الشيخ رسمي عجلان، عضو الرابطة العالمية لخريجي الأزهر
الشيخ إيهاب يونس، عضو الرابطة العالمية لخريجي الأزهر
الدكتورة عفاف النجار، عميدة كلية الدراسات العربية والإسلامية بجامعة الأزهر
الدكتور عبد الرحمن السبكي، من علماء الأزهر الشريف
المفكر الدكتور أحمد السايح، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بالأزهر الشريف
المستشار أحمد عبده ماهر، من كبار العلماء المتخصصين في الحركات الإسلامية في مصر
أ. عبد الفتاح عساكر، المفكر الإسلامي
الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية
الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية
عبد الغنى هندى، منسق حركة استقلال الأزهر
الدكتور أحمد عمر هاشم, عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر
الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر
الدكتور حامد أبو طالب, عضو مجمع البحوث الإسلامية
الدكتور مصطفى عبد الجواد عمران، أستاذ بقسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين
الدكتور عبد الرحمن عبد النبى العدوى، أستاذ الفقه المقارن بكلية الدعوة
والدكتور بركات عبد الفتاح دويدار، أستاذ بقسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين والدعوة
الدكتور محمد الأحمدى أبو النور، أستاذ الحديث ووزير الأوقاف الأسبق
الدكتور حسن محمود عبد اللطيف الشافعى، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية
الدكتور عبد الفتاح عبد الله بركة، أستاذ العقيدة والأمين العام الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية
الدكتور محمود حمدى محمد زقزوق، أستاذ العقيدة والفلسفة ووزير الأوقاف الأسبق
الدكتور عبد الفتاح حسين الشيخ، أستاذ أصول الفقه ورئيس جامعة الأزهر الأسبق
الدكتور محمد رأفت عثمان، أستاذ الفقه المقارن وعميد كلية الشريعة والقانون الأسبق
الدكتور إسماعيل عبد الخالق الدفتار، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية
الدكتور نصر فريد واصل، أستاذ الفقه ومفتى الديار المصرية الأسبق
الدكتور طه مصطفى أبو كريشة، أستاذ اللغة العربية وعضو مجمع البحوث الإسلامية
الدكتور محمد محمد أبو موسى، أستاذ بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر
الدكتور القصبى محمود زلط، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين
الدكتور أحمد طه ريان، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون
الدكتور محمد المختار محمد المهدى، أستاذ اللغة العربية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية
الدكتور أحمد عبد الكريم، أستاذ الحديث بكلية أصول الدين
الدكتور عبد المعطى محمد بيومى، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر
الدكتور أحمد عمر هاشم، أستاذ الحديث ورئيس جامعة الأزهر الأسبق
الدكتور محمد عبد العزيز محمد القوصى، أستاذ العقيدة والفلسفة ووزير الأوقاف
الدكتور محمود مهنى محمود إسماعيل، عضو مجمع البحوث الإسلامية
الدكتور عبد الله الحسينى أحمد هلال، أستاذ اللغة العربية ورئيس جامعة الأزهر
الشيخ محمد عبد الرحمن الراوى، أستاذ التفسير وعضو مجمع البحوث الإسلامية
الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية
Monday at 11:55am

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..