تعمد محال لبيع وشراء أجهزة الجوالات شراء الأجهزة المستخدمة والقديمة،
دون إرجاع كرت التخزين لأصحابها، والذي يعد مخالفة
صريحة للأنظمة، ضاربين
بذلك القرارات الرسمية في هذا الخصوص، هذه العملية وغيرها كبدت المجتمع
خسائر كثيرة، ومنها انتشار صور شخصية، ومقاطع فيديو تم التقاطها بصورة
أسرية، وخضع البعض ممن ظهروا فيها إلى الابتزاز والفضيحة، نتيجة الجهل
بخطورة هذا الكرت الصغير.ويقول محمود عبدالله (صاحب محل جوالات)، «كثير من الزبائن وخصوصاً السيدات، لا يعلمون بخطورة أن يتم بيع أو إصلاح الجوال، وفي داخله كرت الذاكرة، ورغم صغر حجمه، إلا أنه يمكن أن يهدم منازل، فبعض ضعاف النفوس يمكن أن يستغل الأمر ويرجع كل الملفات المحذوفة من طريق برنامج يعيد جميع الملفات دون استثناء».
وأشار إلى أن «هناك من يبيع الجهاز بكرت التخزين، وبعض البائعين لا يخافون الله ولا يرجعون هذا الكرت لصاحبه، فأنا مثلاً وأعرف أكثر من محل يرفض شراء الجهاز بالكرت، بل وأنصح الزبائن بإحراقه وإتلافه، لأن أسراً كثيرة تضررت من هذا الأمر، نتيجة الجهل بالتقنية». مضيفاً «ظهرت مشاهد صورة بكاميرا الجوال لأزواج، وأخرى لعلاقات حميمية مشبوهة، تتناقلها مواقع الفضائح، حتى إن بعضهم أدرجها ضمن فضائح السعوديين، وآخرين وضعوها ضمن خانة فضائح المسلمين، والتقطت بعلم أو دون علم الضحية فيها، على أساس أنه مسحها من الجهاز».
ويؤكد المهندس عبدالمنعم السويلم، وهو متخصص في شبكات الحاسب الآلي، أن «الكثيرين يظنون أن الملف ينتهي بمجرد حذفه من الجهاز، أو بإعادة إعداد المصنع وبذلك لا يمكن إعادة ما هو مخزن على كارت الجهاز، هذا أمر مغلوط، بل وفيه جهل كبير، فهناك برامج متخصصة ترجع أي ملف محذوف، بل وتطور الأمر لإعادة أول صورة تم التقاطها بالجهاز أو أول مشهد صور».
ويوضح «المسألة تتعدى ذلك، فهناك هكر يستطيع أن يسرق أي ملف من جهازك بسهولة، بمجرد اتصالك بالإنترنت»، مضيفاً «دائماً ما أنصح بأن يتم إتلاف كرت التخزين، وألا يصور في الجوال أو حتى الكاميرا مشاهد خاصة، لأن كثيراً من الناس فضحوا بسبب جهلهم بالتقنية، وسمعت عن زوج وجد مشهداً لزوجته في أحد المواقع المشبوهة ما أدى إلى الطلاق مع أنه هو من صوره وبرضاها، ظناً منه أنه مشهد سيزول بمجرد حذفه».
ويضيف «بزيارة واحدة لموقع اليوتيوب كتجربة فقط، سترى كماً هائلاً من مشاهد الرقص وغيره وحتى الفضائح المسربة، والسؤال كيف سربت؟، وأنا أشك أن معظمها كان بسبب كرت التخزين الذي لم يتلف»، مضيفاً «إن خطورة الوضع الحالي ونحن نعيش هذه الثورة الإلكترونية يستوجب علينا تثقيف أنفسنا بالطرق التي تساعدنا على التعامل معها».
تقول مرفت محمد: «أصيبت صديقتي بصدمة كبيرة حين سرق جهازها الجوال في أحد المجمعات التجارية، وكانت مكتئبة عليه كثيراً، وحين سألتها هل فيه صور أو مشاهد خاصة، أكدت لي أنها حذفت جميع صورها، وحين أخبرتها بإمكانية إرجاع جميع الملفات انهارت ودخلت في نوبة بكاء حاد، وحين علمت بأنها التقطت الكثير من الصور لها ولعائلتها أصبت بخوف شديد وأتلفت كرت التخزين واشتريت جديداً بدلاً عنه ولم ألتقط أي صورة خاصة به».
وتؤكد «أن كثيراً من الفتيات لا يعلمن بخطورة الأمر، بل إن بعضهن يتبادلن الصور من طريق مواقع التواصل وهي الأسهل في عملية الاختراق والسرقة»، مضيفة «هناك محلات لبيع الأجهزة المستعملة لا أستبعد أن يخير بعض البائعين المشترين المراهقين بأن يعطيه الجهاز بما يحويه من صور ومشاهد ليزيد السعر وستكون بلا شك بضاعة مربحة ودنيئة في الوقت نفسه».
من جهته أكد خالد الشويهين (صاحب محل لبيع الجوالات وإصلاحها)، أنه «لا وجود للأمان حتى مع الأجهزة التي لا تحوي كارت للذاكرة مثل الآيفون، فكثيرون يظنون أنه أكثر أماناً، هناك طرق لاسترجاع المحذوف ومنها أن البعض يشتري الجهاز الجديد ويغريه صاحب المحل بأنه سيبيعه الجهاز جاهزاً ببرامجه، وأنه سينشئ له حساباً يستطيع أن ينزل من خلاله البرامج التي يريدها، والغريب أن من يستسلمون لهذه الإغراءات لا يعلمون أنهم وقعوا في مكيدة».
وأوضح بأن من «يروج لمثل هذا ربما يضع أمر تزامن مع الأجهزة بحيث تكون عنده أي صورة تلتقطها أو تستقبلها وحتى الفيديو، وإذا رجع له الزبون ليعدل في الجهاز أو ينزل أي برنامج سيسحب الصور والأفلام بسهولة، إنها عملية خطيرة وعلى الزبائن ألا يأمنوا لها»، مضيفاً «الطريقة الوحيدة والمضمونة لعدم إرجاع الملفات هي فقط حرق كرت التخزين بالنار».
المصدر: صحيفة الحياة
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..