قال تعالى (ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا )
وقال تعالى (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون )
وقال تعالى (ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير)
وقال تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )
وقال تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون )
وقال تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون)
وقال تعالى (ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننجِ المؤمنين )
الحمدالله رب العالمين وبه نستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين اما بعد :
عندما
دخل نابيلون في مصر , عمد إلى خطة للسيطرة على شعب مصر , فكان شعب مصر في
ذلك الوقت تحت حكام ظلمة وكان الشعب يريد أي طرف خارجي يتدخل لينقذه من هذا
الظلم , فأتى نابليون ودخل مصر وادعى الإسلام وبدأ بتعزيز الإسلام الصوفي
الذي يتمثل في السلوكيات والموالد النبوية وزيارة القبور , وكتب خطابات
نقلها المؤرخ الجبرتي رحمه الله في كتابه مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس , مفادها أنه مسلم وأنه اتى منقذاً وليس مستعمراً !! وخدع الشعب بكلامه هذا حتى سيطر عليه .
وكتاب المؤرج الجبرتي رحمه الله نقل
لنا اعمال نابيلون الخبيثة ومحاولته في السيطرة على الدين من خلال
الإستعانة بمشائخ الصوفية والقضاء على أي مظهر من مظاهر الثورة عليه
كالجهاد وتأليب الرأي العام عليه , ونجح في ذلك حتى اضطر إلى ترك مصر بعد
سمع بثورة في اوربا ستفقده العرش , وعادت مصر إلى حياتها
الطبيعية ولكن بعد أن تأثر الشعب بحياة نابليون وحاشيته فطغت مظاهر التغريب
في الشعب المصري التي ما زال يعاني من آثارها المتمثلة في الراقصات
والفساد الأخلاقي ونحوها .
امريكا
ربما اعجبتها طريقة نابليون , فسعت إلى تعزيز الدين الصوفي الوثني الذي
يدعي الإسلام , فهذا الإسلام هو الذي يمدحه اوباما , الذي لا ينادي بحكم
الله ولا بالجهاد ولا يطالب بالجزية من اوباما والدول الأوربية , لأنه لا
يشكل خطراً على سياستها ولا ينادي بالجهاد بل ينادي بالعزلة والإبتعاد عن
الواقع نهائياً في العبادة والسلوك .
فمن
يقرأ سيرة ابن تيمية رحمه الله والتي من خلالها ظهرت الحركات الجهادية في
ليبيا بقيادة عمر المختار وخطاب ونحوها التي تطالب بطرد المستعمر الظالم
وتنادي بتطبيق الشريعة الإسلامية وتنادي بعزة الإسلام الذي لن يرضخ للكافر
وشعاره قوله تعالى (أذلةعلى المؤمنين، أعزة على الكافرين
ومن
يقرأ سيرة الغزالي رحمه الله والتي من خلالها ظهرت الحركات الصوفية التي
جعلت كتاب احياء الدين للغزالي كالقرآن وأن من عبث به فسيصاب بمصيبة ! .
يجد
أنهما يمتلكان نفس مستوى الذكاء وقوة المناظرة وحب العلم ولكن الأول طبق
الإسلام بشكل صحيح والآخر ذهب ليعتزل في منارة وترك التدخل في السياسية
فظفر الأول بالإمامة ومات الثاني وعلى صدره كتاب البخاري ومسلم رحمهما الله
تعالى فلم يظفر بالإمامة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ..
امريكا تحارب الدين الإسلامي الذي يطبق الكتاب والسنة على فهم أهل السنة والجماعة
لا على فهم الجامية ولا على فهم الخوارج ولا على فهم المرجئة ولا على فهم المعتزلة
بل فهم السلف الصالح الذي ينادي بالجهاد وينادي بتطبيق حكم الله تعالى كما أنزله
امريكا
تحارب الجهاد والإسلام السياسي ونجحت في ذلك, فقامت القنوات العربية
الموالية لإمريكا , وقلبت الحقائق وسمت الجهاد ارهاباً , ورسخت العقائد
التي تخلص منها الغرب منذ زمن بعيد كالليبرالية والعلمانية والديمواقراطية ,
وشاركت الدول العربية على علم وعلى غير علم بهذه المؤامرة , في الحرب على
الإرهاب الذي هو الجهاد بنفسه من خلال المؤتمرات التي تعقدها امريكا والأمم
المتحدة .
ولكن
أن تتعجب اخي الكريم أن الأمم المتحدة تقيم مؤتمراً عن التكفير !! كيف لها
أن تتكلم عن التكفير وهي لا تفقه فيه شيء , كيف تتكلم عنه وهي الكفر بعينه
وأمه !!
هذه الدول بقيت زمناً في حالة الطوارئ تحارب مظاهر الجهاد من خلال الإعلام والإستخبارات
وتحارب
مظاهر أي دعوة للعودة إلى الدين وتحارب أي دعوة لتحكيم شرع الله أو وصف
الدولة بأنها تحكم بغير ما انزل الله , حتى أذن الله بقيام الثورات التي
قلبت الأمور رأساً على عقب
فحاول
الغرب أن يعيد حساباته وفي تلك اللحظة كانت الدول تتهاوى , فخرجت الأمور
عن السيطرة وما زالت تحاول السيطرة من جديد فالعملاء موجودون وهم سيعملون
ما دام
أن الأموال تتدفق عليهم من الخارج وسيعملون ما دام المميزات تأتيهم من امريكا واعوانها
امريكا
لما رأت أن مصر أعلنت الجهاد في سوريا في حكم مرسي , دبرت مكيدة بتحريك
عملائها لكي يحاربوا الشعيرة التي دفعوا فيها المليارات لعزلها عن الدين
ولإثبات انها خارج الدين , فحصل الإنقلاب على مرسي لعزله عن الحكم
ولإستبداله بشخصية لا تنادي بالجهاد بل تحاربه كما كان حسني مبارك يحاربه ,
شخصية لا تهدد وجود اسرائيل
امريكا تقبل بإي قانون ودستور وثني أو بوذي او نصراني او يهودي إلا الإسلام لأنه الوحيد الذي يهدد وجودها .
ومع
محاولات التغريب في الدول العربية لعزل المسلمين عن دينهم وترسيخ معلومة
مهمة وهي أن الإسلام في الدين فقط ولا دخل له في السياسية , إلا ان مكر
الله بهم اعظم من مكرهم
فسلة خضروات يدفعها فقير أشعلت ثورات لم تكن في الحسبان وافسدت كل الخطط
وإن
لم يستغل المسلمون هذه الفرصة التي انزلها الله لهم لكي يعودوا إلى دينهم
فإن السيطرة عليهم بعد أن تعود السيطرة للغرب من جديد أشد واقوى وستعاني
منها الأجيال القادمة أشد من معاناتنا في ظل وجود التغريب والقتل والتشريد
للمسلمين في العالم
فأسأل الله تعالى أن ينصر الإسلام والمسلمين وأن يجعل الدائرة على أعداء الدين
هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
سامي بن خالد المبرك
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..