تستوقفني كثيراً آية
{وَمَا خَلَقْتُ
الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} ...{إِلاَّ
لِيَعْبُدُونِ} عندما
أجد الغاية من خلقنا هي العبادة أتساءل كم من
الوقت قضيناه في هذه العبادة؟! إذا كان
الوقت أربعة وعشرون ساعة، فلو حسبنا الوقت الذي نقضيه في الصلاة على اعتبار أنا
أعطيناها وقت أطول وهو خمس عشر دقيقة "ربع ساعة" لكل صلاة لأصبح مجموع وقت
الصلوات ساعة وربع تقريباً، سيكون الباقي اثنان وعشرون ساعة وخمس وأربعون
دقيقة، أي أننا نقضي اثنان وعشرون ساعة بين اللهو واللعب والجري
وراء هذه الدنيا الفانية، ونبتعد عن الغاية الحقيقية التي خُلقنا من أجلها، وكان
من المفترض أن يكون العكس أن نقضي جُلّ حياتنا في العبادة! حتى الوقت المباح
نحتسبه عند الله عبادة ! والنزر اليسر ترويح عن أنفسنا ! عندما يفهم الإنسان ويدرك
حقيقة وجوده يجد نفسه تدفعه للعبادة والحرص على الوقت لإدراك الخير وعندما يمتلئ
قلبه بالإيمان ويشعر بلذة ذلك الإيمان تدفعه نفسه إلى إيصال الناس لتلك اللذة
الإيمانية التي وجدها ويكون شغله وهمه هو الدعوة إلى الله ! البعض يظن أن الدعوة
إلى الله مختصة بأهل الشهادات وبأهل الصلاح وهذا من الخطأ، نحن مسلمون والواجب
علينا أن يكون همنا الدعوة لديننا بما نستطيع، تساءلت ذات مرة أعطانا الإسلام
الكثير فماذا أعطينا الإسلام ؟! هل حملنا همه ؟! هل استشعرنا قيمة هذا الدين الذي
ننتمي إليه ؟!هل بذلنا الغالي والنفيس لأجله ؟! هل اجتهدنا لندعو إليه ؟! نحن
اليوم في فترة إجازة مع اعتراضي على المسمى؛ لأن المسلم لايعرف الإجازة فهو في
حالة عمل ودعوة ! والإجازة الحقيقية في الجنة ! أتساءل ونحن اليوم في فترة الإجازة
الصيفية كم من شخص نوى في نفسه إلا تمضي هذه الإجازة إلا وأدخل شخصاً في الإسلام؟!
أو دفع شخصاً للهداية ولزوم طريق الاستقامة ؟!
أو انطلق من بيته ومن خلال الإنترنت يدعو إلى الله ؟! أو وضع كتب وأشرطة في سيارته أو في حقيبة سفره ليوزعها
على من يحتاجها هناك ؟! أبواب الدعوة واسعة والأفكار كثيرة، وأقلها أن يفتخر
الإنسان بدينه ويتمسك بهويته وقد يدعو بها وهو لايشعر و يكون له بالغ الأثر .
يحكى أن طبيباً سعودياً دُعي إلى مؤتمر في أميركا وحضر
المؤتمر بلباسه السعودي في الافتتاح وبعد ما تم تحديد جدول وأعمال المؤتمر، استأذن
الدكتور من مدير المؤتمر أنه سيضطر لأداء صلاة الظهر والعصر في مكان جانبي، لأنها
فرض ولا يمكنه تأخيره سمح له مدير المؤتمر بذلك، في أول أيام المؤتمر، عندما حضرت
صلاة الظهر، تنحى جانباً وأذن بصوت خافت حتى لا يزعج الحاضرين، ثم أقام لنفسه وصلى
صلاة الظهر، والحضور يرقبون شخصًا يؤدي حركات فسرها بعضهم بأنها رياضة، والبعض
فسرها أنها طقوس دينية كان هناك رجل ملامحه شرق أوسطية ينظر إليه نظرات غريبة،
يحملق فيه طوال الوقت، لم يكترث له الدكتور وعندما حضرت صلاة العصر فعل كما فعل في
صلاة الظهر، حيث أذن للصلاة، وبعد الأذان أتى له ذلك الشخص الذي كان يرمقه، فتوجس
الدكتور خيفة منه، ربما يريد إيذاءه، فقال له ذلك الشخص أريد أن أصلي معك اندهش
الدكتور وأقام للصلاة وصلى ذلك الرجل معه بعد الصلاة قال ذلك الشخص، أنا طبيب عربي
أعمل في أميركا منذ 40 سنة لم أركع خلالها لله قط منذ هاجرت من بلدي، عندما أذنت
أنت للصلاة، تذكرت عندما كنت في الصغر وكيف صوت الأذان في بلدي فما تمالكت نفسي،
وسيطر علي شعور الشوق والحنين للدين والوطن، فأقسمت بالله إن أنت صليت الصلاة
التالية أن أصلي معك، وأنا أعلنها أنني بحول الله لن أترك الصلاة أبدًا (قالها وهو يبكي وعيونه تفيض بالدموع) استمرت أعمال المؤتمر في يوم الختام وبعد انتهاء مقررات
المؤتمر، طلب مدير المؤتمر من الدكتور أن يتكلم في دقائق عن بلده السعودية ربما
تقدير للباسه السعودي وصلاته, تكلم الدكتور بكلمات مقتضبة عن بلده، وماذا عساه أن
يقول فما يوجد في بلده يوجد أمثاله وأضعافه وأفضل منه في الغرب، لكنه قال: (يوجد عندنا شيء لا يوجد في أغلب بلدان العالم ،
تكلم الدكتور عن الإسلام دين السلام
والوحدانية والاتصال بالله، ودين خاتم الأنبياء الذين لم يفرق بين أحد منهم،
والدين الذي كرم الإنسان وهداه للطريق الصواب، وكيف بساطة الإسلام وسهولة الدخول
فيه، وموازنته بين الروح والجسد) ,قاطعته إحدى الطبيبات تريد إفساد كلمته واتهمت الرسول صلى الله عليه
وسلم بأنه يضطهد النساء وأنه تزوج تسع نسوة فرد عليها قائلاً: (لم يكن هدف النبي صلى الله عليه وسلم النساء ولو كان
هدفه جمع النساء واستمتاع بهن لما تزوج امرأة أكبر منه بعشرين سنة وهي خديجة بنت
خويلد، ولما تزوج مطلقة وهي سودة بنت زمعه) ,ثم شرع في بيان أهداف النبي صلى الله عليه وسلم من هذه
الزيجات وهي أهداف غالبها اجتماعية وبعد انتهاء كلمته، أشهر 3 من الأطباء، واثنتان
من الطبيبات إسلامهم مباشرة أمام الجميع , فكم هو جميل أن يتمسك المسلم بهويته
ويدعو بها ولها.
قال جل جلاله {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ
وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} قال الحسن البصري في تفسيره لهذه الآية: (هذا حبيب الله هذا ولي الله، هذا صفوة الله هذا خيرة الله هذا أحب أهل الأرض إلى الله، أجاب الله في
دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، وعمل صالحاً، وقال إنني من المسلمين
هذا خليفة الله)
,فكم
من شخص في هذه الإجازة سيلتحق بركب الدعاة ويحمل هم دينه ؟!
أتمنى من كل قلبي أن
يكون الكثير الكثير .
أختكم / أسماء الفهد
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..