حول ما كتبه خالد السيف في صحيفة الشرق عن بدعية دعاء ختم القرآن الكريم و رد
المحمدي عليه دعاء ختم القرآن.. بدعةٌ بنكهةٍ سلفيّة
خالد
السيف
سيلتقي
الجمع -في ليلة 27 أو 29 من رمضان- على أمرٍ قد قدر، حيثُ بدعة ذات نكهةٍ سلفيّة،
وما من شيءٍ يُميّزها باستثناءِ عدم المشروعيةِ. ولا أحسبُ أنّ ثمة شيئاً من
النَّفعِ حينذاك سيمكثُ في الأرض، ذلك أنّ زبد: «الابتداع» كثيراً ما يذهب جفاء!
إذن..
فإننا لموعودون بليلةٍ، ما كان فيها محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم ولا أحدٌ من
أصحابه رضوان الله تعالى عليهم يعرفون شيئاً من التعبّدِ خاصّاً يُطلب في تلك
الليلةِ ينعتُ بـ: دعاء ختم القرآن، إذ يُصار إليه في آخر ركعةٍ من: «صلاة
التراويح» بحيث يأتون من بعد ختمِ القرآنِ في صلاتهم تلك بـ: «دعاءٍ» يستأنفونه
غالباً بلازمةِ: «صدق الله العظيم…»، ويجعلونه إثر سورة الناس، ويظاهرون بدعتهم
تلك بأن يلقوا سجعَ أدعيتهم بلسانٍ ملحونٍ مرتل!!
ولا
ريب أنّ الصلاة فرضاً كانت أو نفلاً لا يُشرع فيها إحداثُ دعاءٍ في محلٍّ لم ترد
السّنةُ به، وكذلك يفعلُ أهلُ: «دعاء ختم القرآن» بصلاةِ تراويحهم، وبصنيعهم هذا تتأكّد
البدعيّة وينتقضُ الدال الشرعي لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «صلّوا كما
رأيتموني أُصلي».
وعلى
أي حالٍ.. فإنّ ثمّةَ مَن لم يَزل بعدُ يُكابرُ إذ لا يفتأ يُفتي بـ: «استحباب»
دعاء الختمة هذا، على الرّغم من أنّ الاستحباب حكمٌ شرعيٌّ يتلقّى من الشارعِ بما تثبت
صحتهُ خبراً واستدلالاً، فكيف إذن يكون مستحباً ما لم يُشرع.
يَقُولُ
ابْنُ تَيْمِيَّةَ: «ولَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنَ الأَئِمَّةِ إنَّهُ يَجُوزُ أَنْ
يُجْعَلَ الشَّيْءُ وَاجِباً أَوْ مُسْتَحَبّاً بحَدِيثٍ ضَعِيفٍ، وَمَنْ قَالَ
هَذَا فَقَدْ خَالَفَ الإِجْمَاعَ»، فما الشأن إذن فيما لم يثبت فيه شيءٌ البتة
وبكلٍّ.. فليسَ بخافٍ على أنّه ما مِن شيءٍ يُمكنُ أن يُعوّل عليه ذي إسنادٍ حَسنٍ
في هذه المسألةِ -دعاء ختم القرآن- غير ما أخرجه الدّارميُّ وسعيد بن منصور
والبيهقي وغيرهم مِن أنّ أنساً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «كَانَ إِذَا خَتَمَ
القُرْآنَ جَمَعَ وَلَـدَهُ وَأَهْلَ بَيْتِهِ فَدَعَا لَهُم». والاعتبارُ هاهنا
بحجيّةِ فعل أنس قائمٌ عند القائلين بحجيّة قول الصحابي ورأيهِ ليس إلا، وبخاصةٍ
إذا لم يُخالفه غيره، وتلك مسألةُ أصوليّةٌ خلافيّة ليس هذا مقام عرضها.
والفعل
هاهنا يعدُّ من فرائدِ: «أنس» إذ لم يعرف لأحد من الصحابة أنه قد وافقه في مثل هذا
الفعل أو آتى بما يشبهه.
ومما
يوهن صحة الاستدلال أيضاً أنّ ما كان من أنسٍ لا يعدو أن يكون عملاً قام به خارج
الصلاة لعلمه بأن الصلاةَ عبادةٌ ليس لآحادِ النّاس أن يُحدثوا فيها ما لم يُشرع.
ولقد
ظنّ آخرون أنّ استدلالهم يعتضدُ قوةً بما كان يُحفظ عن بعضٍ من التابعين -مثل
مجاهد وعبدة بن أبي لبابة- حيثُ تأسوا بفعل أنس، إلا أنّ هذا لا يستقيم لهم
بالمطلق، ذلك أنّ ما كان من أنسٍ هو ذاتهُ عمل يُبحث له عن الاستدلالِ من حيثُ
قبوله أو ردّهُ، لا أن يكونَ عملُه موطناً يُستدلُّ به على مشروعيةِ الفعل، فكيف
بحال مَن هم دونه.
ويحسن
التذكير ثانيةً بأنّ جميع ما نُقل عن الأئمة في هذا -أعني دعاء ختم القرآن- هو
الآخر لا يعدو أن يكون المقصود به عملاً خارج الصلاة لا أثناءها. وأعني بغالبِ
المنقولات عن أحمد، مِن مثل رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى وَقَـدْ سُئِلَ أحمدُ
عَنِ الرَّجُلِ يَخْتِمُ القُرْآنَ فَيَجْتَمِعُ إِلَيْـهِ قَوْمٌ فَيَدْعُونَ؛
قَالَ: «نَعَمْ، رَأَيْتُ مَعْمَراً يفْعَلُهُ إِذَا خَتَـمَ»، وَقَالَ فِي
رِوَايَةِ حَرْبٍ: «أسْتَحِبُّ إِذَا خَتَمَ الرَّجُلُ القُرْآنَ أَنْ يَجْمَعَ
أَهْلَهُ».
ولقد
اشتغل المحققون -من أهل العلم- على الإبانة عن بدعيّة هذا بما لا مزيد عليه، ولست
هاهنا في موضع البسط لذلك.
ومقالة
هذا الأسبوع إنما تتغيّا التفطين إلى جملةٍ من مخالفاتٍ أخرى أسوقها وفق هذه
المجملات:
*
لِم نتمحّل في التخريج لـ: «بدعنا» بتكلّف بائن إذ نتشبّث بالواهيات في سبيل أن
نوهم الآخرين بأن لبدعنا أصلاً عند التحقيق، في حين نلحق كل مخالفة يجترحها سوانا
بـ: «البدع» ولا نحفل مطلقاً بما يؤسّسون عليه أفعالهم من تأصيل!
*
ولئن نأينا بما نقترفه من مخالفاتٍ عن توصيفها بـ: «الابتداع» وذلك بحجة أن بعضاً
من السلف كان قد فعل ذلك أو حتى استحبه -مع أن هذا ليس بدليل معتبر وسالمٍ من
النقض- فإن ما نجاهد من أجل وصفه بـ: «البدعة النكراء» كالاحتفال بـ: «المولد
النبوي» مثلاً هو عملُ لا يبتعدُ كثيراً عن دعاء ختم القرآن -في صلاة التراويح- وذلك
بما له -أي المولد- من شبهة أصلٍ حيث مشروعية الحب، فضلاً عن أنّ السادة من كبار
المشتغلين بالأثر تحقيقاً وشرحاً فعلوه ديانة..!
وعليه..
فما الذي يجعل ما فعلوه بدعةً بينما فعلنا نبقيهِ في خانة: «المستحبات»؟! ولا تسأل
عن عظيم إنكارنا لمن يتساءل عن أصلِ مشروعية ما نفعله بحسباننا نعلمُ ما يضمره
بباطن سؤاله مِن وصمنا بالابتداع!
*
لا يمكن لأي منصف -ومتجرد- أن يدرج الغالب من دعائنا في ختم القرآن في باب:
«السنة»، وذلك بما تحويه من اعتداءٍ في الدعاء فضلاً عن أصل المخالفة الذي يكتنف
العمل كله جملة وتفصيلاً. ولمّا أن سئل مَالِكُ بنُ أَنَسٍ عَنِ الَّذِي يَقْرَأُ
القُرْآنَ فَيَخْتِمُهُ، ثُمَّ يَدْعُو؟ فَقَالَ: «مَا سَمِعْتُ أَنَّهُ يَدْعُو
عِنْدَ خَتْمِ القُرْآنِ، وَمَا هُوَ مِنْ عَمَلِ النَّاسِ».
وَأمَّـا
مَا وَرَدَ مِنْ أَحَادِيثَ مَرْفُوعَةٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي الدُّعَاءِ عَقِبَ الخَتْمِ؛ فَلاَ يَصِحُّ مِنْهَا شَيْءٌ، فَهِيَ:
(إِمَّا ضَعِيفَةٌ، أَوْ مُنْكَرَةٌ، أَوْ مَوْضُوعَةٌ)، ولا تنسوا أن ذلك كلّه
فيما يُفعل خارج الصلاة لا داخلها كالذي نعمله!
*
ومن وضر المخالفة التي تقع في تلك الليلة ذلك البكاء تأثراً بكلام: البشر الملحون
المسجوع المتكلف، في حين لا أحد يقدِّر القرآن حق قدره لا تدبراً ولا خشوعاً إبان
تلاوته!
*
ولمن أنصت منكم لبعض من تلك الدعوات -في ختماتهم- لا بد وأن يكون قد اشتم من بعض
صيغها رائحة أيديولوجيا من شأنها أن تطاول حكومات بعينها، في حين يمضي شق الدعوات
الأخرى انحيازاً إلى فصيلٍ آخر. وليس بخافٍ أيضاً على مَن يُحسن الإنصات ثانية أن
يلحظ عبر الدعوات رسائل سياسية مبطنة وتحزباً مقيتاً ما أنزل الله تعالى به من
سلطان.
.. ضيق المساحة يضطرني للتوقف.
---------------------------------------------------------
في
ردٍّ على مقال «دعاء ختم القرآن .. بدعة بنكهة سلفية»
المحمدي: نفخر أننا في دولة
سلفية..
وأدعو السيف للإتيان ببرهان على احتفال الصحابة بالمولد النبوي
يوسف
بن مطر المحمدي
عضو
هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية
قرأت
ما كتبه الأستاذ خالد السيف عبر صحيفة الشرق بتاريخ 23/ 9/ 1434هـ، الموافق1 أغسطس
2013م تحت عنوان: «دعاء ختم القرآن في التراويح .. بدعة بنكهة سلفية».
وقبل
مناقشة بعض عباراته أحب أن أورد ما قاله الإمام النووي -رحمه الله – في كتابه
«الأذكار»(ص: 88) حيث يقول: (روى ابن أبي داود بإسنادين صحيحين، عن قتادة التابعي
الجليل الإمام صاحب أنس -رضي الله عنه- قال: كان أنس بن مالك -رضي الله عنه- إذا
ختم القرآن جمع أهله ودعا. وروى بأسانيد صحيحة، عن الحكم بن عتيبة – بالتاء المثناة
فوق ثم المثناة تحت ثم الباء الموحدة – التابعي الجليل الإمام قال: أرسل إلي مجاهد
وعبدة بن أبي لبابة فقالا: إنا أرسلنا إليك لأنا أردنا أن نختم القرآن، والدعاء
مستجاب عند ختم القرآن. وروى بإسناده الصحيح عن مجاهد قال: كانوا يجتمعون عند ختم
القرآن ويقولون: إن الرحمة تنزل عند ختم القرآن).
وأثر
أنس – رضي الله- عنه – رواه الفريابي في فضائل القرآن (ص: 189)، والطبراني في
المعجم الكبير (1/242) ورقمه (674)، وابن الضريس في فضائل القرآن (ص: 51) وذكره
ابن كثير في فضائل القرآن. انظره بتحقيق الحويني (ص: 275). وصحح ابن حجر هذا الأثر
كما في نتائج الأفكار (3/173).
قلت
لعل فيما أوردته كفاية، وإلا ردي على ما ذكره السيف يحتمل أكثر من ذلك، وبعد هذا
الوارد لفعل بعض الصحابة -رضي الله عنهم- وكذلك ما ورد عن بعض كبار التابعين من
الدعاء عند ختم القرآن الكريم وحضورهم لذلك والاجتماع له، أقول:
-1
لكل من ختم القرآن سلف في هذا الفعل، ويكفي فعل أنس -رضي الله عنه-. وقد صححه
الأئمة الأجلاء الذين ذكرتهم .
-2
فعل أنس كان معروفاً وكان يجمع أهله وأولاده، ومثل هذا الأمر يشاع ويعرف، ولم ينقل
عن أحد من الصحابة مخالفته، والإنكار عليه، وهذا ما يدخله في الإجماع السكوتي.
-3
هذا التوارد من كبار التابعين والتابعين عموما، على إقرار هذا الفعل وهو الدعاء
عند ختم القرآن- دليل على جوازه عندهم، ولو كان غير مشروع لحذروا منه.
-4
قول الكاتب بعد أن نسب هذا الفعل لأنس -رضي الله عنه-: (والاعتبار ههنا بحجية فعل
أنس قائم عند القائلين بحجية قول الصحابي ورأيه ليس إلا، وبخاصة إذا لم يخالفه
غيره، وتلك مسألة أصولية خلافية).
أقول:
قول الصحابي ورأيه له اعتباره، لا كما قال الكاتب غفر الله له: (ورأيه ليس إلا)
وهذا تقليل من رأي الصحابي، ومعلوم من هم الصحابة في الفهم والعلم والاستنباط.
قال
الشيرازي في التبصرة (ص:243). في بيان حجة من قدّم قول الصحابي مطلقا: (الصحابي إن
كان قد أفتى عن توقيف كان حجة، وإن كان عن اجتهاد، فاجتهاده أولى؛ لأنه شاهد رسول
الله – صلى عليه وسلم- وسمع كلامه، فكان أعرف بمعانيه، وما قصده، فكان بمنزلة
العالم مع العامي).
يقول
شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (20/582). (وقد تأملت من هذا الباب ما شاء
الله فرأيت الصحابة أفقه الأمة وأعلمها، واعتبر هذا بمسائل الأيمان والنذور والعتق
والطلاق، وغير ذلك ومسائل تعليق الطلاق بالشروط ونحو ذلك وقد بينت فيما كتبته أن
المنقول فيها عن الصحابة هو أصح الأقوال قضاء وقياسا وعليه يدل الكتاب والسُنَّة
وعليه يدل القياس الجلي وكل قول سوى ذلك تناقض في القياس مخالف للنصوص)
أظن
أنّ الصورة واضحة فيما هو الراجح في قول الصحابي إذا لم يظهر له مخالف.
-5
اعتبر الكاتب هذا الفعل من فرائد أنس -رضي الله عنه- وأنه لم يوافقه أحد من
الصحابة.
قلت:
هذا حجة على الكاتب، حيث فعل أنس – رضي الله عنه – لم يخالفه أحد، مع دواعي علمهم
بذلك، وهذا ما يسمى الإجماع السكوتي. وهذا دليل موافقتهم عليه، إذ لو كان محظوراً
لخالفوه، ولنقل ذلك، ولكنه لا يوجد خلاف فيها. وإن خالفوه فنرجو من الكاتب تزويدنا
بالمخالفين!!.
-6
قياسه دعاء ختم القرآن ببدعة المولد قياس مع الفارق، ففي مسألة الاحتفال في المولد
يطالب الكاتب بذكر من فعل ذلك من الصحابة، وجوابي: أنه لا يوجد قطعاً، وأما دعاء
ختم القرآن ففيه فعل للسلف من الصحابة والتابعين، سواء من كان فعله له خارج الصلاة
أو داخلها، فالفعل له أصل.
-7
قال الكاتب: «ومما يوهن صحة الاستدلال أيضاً أن ما كان من أنس لا يعدو أن يكون
عملاً قام به خارج الصلاة، لعلمه بأن الصلاة عبادة ليس لآحاد الناس أن يحدثوا فيها
ما لم يشرع».
قلت:
لا فرق بين كون الفعل خارج الصلاة أم داخلها. فالفعل إن كان عبادة إن لم يكن
مشروعاً فلا يجوز في الحالتين سواء داخل الصلاة أم خارجها.
-8
ليس هناك دعاء مأثور في ختم القرآن، والأولى اختيار جوامع الكلم كالدعوات التي دعا
بها النبي – صلى الله عليه وسلم-.
-9
أما الجواب عن فعل ذلك في الصلاة فقد أجاب عنه سماحة الشيخ ابن باز – رحمه الله –
حينما سُئل: ما حكم دعاء ختم القرآن؟ فقال:
(الجواب:
لم يزل السلف يختمون القرآن، ويقرأون دعاء الختمة في صلاة شهر رمضان، ولا نعلم في
هذا نزاعاً بينهم، فالأقرب في مثل هذا أنه يقرأ، لكن لا يطول على الناس، ويتحرى
الدعوات المفيدة والجامعة …) ثم قال: (ويختم فيما يتيسر من صلاة الليل أو في الوتر
ولا يطول على الناس تطويلاً يضرهم ويشق عليهم، وهذا معروف عن السلف تلقاه الخلف عن
السلف، وهكذا كان مشايخنا مع تحريهم للسُنَّة وعنايتهم بها يفعلون ذلك، تلقاه
آخرهم عن أولهم، ولا يخفى على أئمة الدعوة ممن يتحرى السُنَّة ويحرص عليها،
فالحاصل أن هذا لا بأس به – إن شاء الله – ولا حرج فيه، بل هو مستحب لما فيه من
تحري إجابة الدعاء بعد تلاوة كتاب الله – عز وجل -، وكان أنس – رضي الله عنه- إذا
أكمل القرآن جمع أهله ودعا في خارج الصلاة انظر مصنف ابن أبي شيبة (30029) فهكذا
في الصلاة، فالباب واحد؛ لأن الدعاء مشروع في الصلاة وخارجها وجنس الدعاء مما يشرع
في الصلاة فليس بمستنكر . ومعلوم أن الدعاء في الصلاة مطلوب عند قراءة آية العذاب
وعند آية الرحمة يدعو الإنسان عندها كما فعل النبي – عليه الصلاة والسلام – في
صلاة الليل، فهذا مثل ذلك مشروع بعد ختم القرآن، وإنما الكلام إذا كان في داخل
الصلاة، أما في خارج الصلاة فلا أعلم نزاعاً في أنه مستحب الدعاء بعد ختم القرآن،
لكن في الصلاة هو الذي حصل فيه الإثارة الآن والبحث، فلا أعلم عن السلف أن أحداً
أنكر هذا في داخل الصلاة كما أني لا أعلم أحداً أنكره خارج الصلاة هذا هو الذي
يعتمد عليه في أنه أمر معلوم عند السلف قد درج عليه أولهم وآخرهم، فمن قال: إنه
منكر فعليه الدليل، وليس على من فعل ما فعله السلف، وإنما إقامة الدليل على من
أنكره، وقال: إنه منكر، أو إنه بدعة، هذا ما درج عليه سلف الأمة وساروا عليه
وتلقاه خلفهم عن سلفهم، وفيهم العلماء والأخيار والمحدثون، وجنس الدعاء في الصلاة
معروف من النبي – عليه الصلاة والسلام- في صلاة الليل، فينبغي أن يكون هذا من جنس
ذاك .
-10
قوله عن هذا الفعل: «دعاء ختم القرآن .. بدعة بنكهة سلفية» عبارة لا تليق ونحن
نفخر بكوننا في دولة سلفية، فالسلفية وسام على صدورنا نعتز به، وهذا هو الملك
عبدالعزيز – رحمه الله- مؤسس هذا الكيان يفخر بكونه سلفياً يتبع منهج السلف الصالح
رضوان الله عليهم، إذ يقول: (فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب
الله وسُنَّة رسوله وما كان عليه السلف الصالح) ويقول: (ومن اتخذ الدين نبراساً له
أعانه الله، ومن تركه خلف ظهره خذله الله. أسأل الله أن يرحمنا، ويرزقنا اتباع
سلفنا الصالحين الذين أقاموا قسطاس العدل، فهم أسوتنا وهم قدوتنا -إن شاء الله-.
إنني رجل سلفي، وعقيدتي هي السلفية التي أمشي بمقتضاها على الكتاب والسُنَّة).
فهذه البلاد قادة وعلماء يسيرون بحمد الله على منهج السلف الصالح
قلباً وقالباً.
المصدر
خالد
السيف
---------------------------------------------------------
البدعة التي أحدثها السلفيون
في الدين
لا حديث للناس في أواخر شهر رمضان المبارك في مكة والمدينة - وربما في
خيرهما - إلا حديث
( التختيم ) وأهمية حضور ذلك ( التختيم ) وما يجري فيه من البكاء والعويل.. وقد علمتُ أنه قد جرى تحديد وتعيين من يتولى دعاء ذلك التختيم في كل من حرم مكة وحرم المدينة ، بل وتحديد الوقت المخصص لدعاء ختم القران ، وهو ( أربعون دقيقة ) ... ولئن صدق ذلك فهو لعمر الحق، البدعة الصلعاء والإضافة المكشوفة التي أضافها السلفيون من أهل السنة والجماعة إلى دين محمد صلى الله عليه وسلم، بإحداثهم في دينه ، مالم يفعله، ولم يأمر به، ولم يقره، ولم يفعله خلفاؤه الراشدون، ولم يأمروا به، ولم يقروه ......!!
( التختيم ) وأهمية حضور ذلك ( التختيم ) وما يجري فيه من البكاء والعويل.. وقد علمتُ أنه قد جرى تحديد وتعيين من يتولى دعاء ذلك التختيم في كل من حرم مكة وحرم المدينة ، بل وتحديد الوقت المخصص لدعاء ختم القران ، وهو ( أربعون دقيقة ) ... ولئن صدق ذلك فهو لعمر الحق، البدعة الصلعاء والإضافة المكشوفة التي أضافها السلفيون من أهل السنة والجماعة إلى دين محمد صلى الله عليه وسلم، بإحداثهم في دينه ، مالم يفعله، ولم يأمر به، ولم يقره، ولم يفعله خلفاؤه الراشدون، ولم يأمروا به، ولم يقروه ......!!
لقد أصبح عامة الناس اليوم ودهماؤهم، على يقين من أن ( التختيم ) وما يجري
فيها من الدعاء المنغّم والمسجوع، وما يجري فيه من التباكي والبكاء، هو من صلب دين
الله وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، في حين أن ذلك جلّه من المحدث، الذي يُخشى على
من أحدثه ونافح عنه ورضيه، أن يكون قد استدرك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما
لم يأت به، مما يرى أنه هو الأصوبُ والأتم والأكمل.... !!
أما الطامة الكبرى، والداهية الدهياء،فهي في كون تلك البدعة تُمارس في
مهبطي الوحي ( مكة والمدينة ) وتنقلها الفضائيات إلى مشارق الأرض ومغاربها، فإن ذلك،
مما لا يترك مجالا للشك لدى عامة المسلمين، أنها من صلب الدين وتمامه، وإلاّ لما كانوا
حُماةُ دين الله في حرم الله وحرم رسوله صلى الله عليه وسلم، هم من يتولون ذلك ( التختيم
) وشعائر وطقوس تباكيه واستدرار دموعه من المآقي..
فلا حول ولا قوة إلاّ بالله...!!!
عبد الرحمن الأنصاري
الرياض
--------------------------------------------
حول ختمة القرآن الكريم وبدعيتها
كثر الكلام هذه الأيام عن حكم دعاء ختمة القرآن في الصلاة. والذي ظهر لي والعلم عند الله أن لها ثلاثة أحوال:
1-أن تكون بعد ختم القرآن مباشرة وقبل الركوع فهذه غير مشروعة وهي التي
أنكرها من أنكرها من المتأخرين كابن عثيمين وغيره، واستحسنها الشيخ ابن باز لورودها
عن الإمام أحمد...
2-أن يكون الدعاء بعد الركوع بنية ختم القرآن فهذا أيضاً غير مشروع وأخف
من الحال الأولى.
3-أن يكون الدعاء بعد الركوع بنية القنوت المشروع المعتاد وجاءت الختمة
تبعا لا أصالة فهذا لا بأس به وهو الذي أجازه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
ولاينبغي التشديد في الإنكار فيها وفرق بينها وبين الاحتفال بالمولد النبوي
من جهة وروده عن جمع من السلف كما نقله الإمام أحمد عن أهل مكة وعن سفيان بن عيينة
بخلاف الاحتفال بالمولد فلم يقل أحد من السلف ولا أئمة الفقه الأعلام بمشروعيته حسب
علمي.
قال حنبل سمعت أحمد يقول: في ختم القرآن إذا فرغت من قراءة الناس فارفع
يديك في الدعاء قبل الركوع وادع بنا (وقال مرة وأطل القيام) قلت: قلت إلى أي شيء تذهب
في هذا قال رأيت أهل مكة يفعلونه. وكان سفيان
بن عيينة يفعله معهم بمكة) ينظر: المغني 1/ 838
وعليه فلا يقال بأنه بدعة ولكن الأدق أن يقال (غير مشروع) .
وفي ثمرات التدوين من مسائل ابن عثيمين: ما الذي يخرج ذلك(الختمة)عن حدّ
"البدعة" ؟
فأجاب : هم يروون في ذلك حديثاً ضعيفاً : "مع كل ختمة دعوة
مستجابة"ولو حكمنا على كل مسألة جرى فيها الخلاف بالبدعة لصار كثير من
مسائل الفقه من البدع).
قلت وهذا من دقيق فقه ابن عثيمين .
والله تعالى أعلم
د: عبد المجيد بن صالح المنصور
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..