الحمدلله وحده وبعد :
فقد كتب أحدهم مقالآ قال في آخره (
كفانا سذاجة ) وضمنه اعتراضآ على تدخل الغرب في الشأن
السوري وأنهم لم يفكروا
بالتدخل إلا عندما رأوا انتصارات المجاهدين إلي أخره ... وأنا أوافقه على أن الغرب
لا يريدون لنا الخير وأن عدوهم الأول المجاهدون لكني أتعجب من اعتراضه على
تدخل الغرب وهو يرى المسلمين يقتلون بمئات الألاف في سوريا ويشردون من
ديارهم بالملايين وتيتم أطفالهم وتنتهك أعراضهم ولا زلنا نقول النصر قريب
والمجاهدون فعلوا الأفاعيل أو غدآ ستسمعون أخبارآ طيبة وهكذا وأنا لا أعترض على
التفاؤل ورفع المعنويات فإن التفاؤل طيب ورفع المعنويات مطلوب؛ لكن ليس على حساب إخواننا
ودمائهم وأعراضهم وأبنائهم وديارهم، وكذلك لا أقلل من شأن المجاهدين وجهادهم؛ لكن
ينبغي علينا أن لا نغفل عن النواميس والسنن الألهية التي تقضي بإن الغلبة للأقوى
لا سيما مع الفوارق الشاسعة بين الفريقين ولذلك راعى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك
في بعض الوقائع كغزوة الأحزاب مثلآ ولذلك أيضا أمرنا الله سبحانه وتعالى بإعداد
العدة قبل المواجهة وبناء عليه فإنه لايسوغ الاعتراض على التدخل الغربي وقد تنادى
العقلاء منذ فترة مطالبين به ومنهم الشيخ المجاهد عدنان العرعور حفظه الله وهو من
أعرف الناس بحالهم وحاجتهم وخاصة أن البلاء قد بلغ بإخواننا مبلغآ عظيمآ وطال بهم الأمد
والشدة في ازدياد وما أمر الإبادة بالكيماوي عنا ببعيد فكفانا مثالية زائدة وكفانا
حماسآ على حساب الدماء ولنجعل أنفسنا مكانهم هل سنعترض على التدخل أم سنرضى ولو
بقشة تدخل وبأي مخرج كان ؟!! هذا وأنا أعلم أن دخولهم لا يخلو من شر على المسلمين
لكننا أيضا ينبغي أن نقبل بإي مخرج لإخواننا المنكوبين حقنآ لدمائهم وحتى يعودوا
إلي أوطانهم وتستقر أمورهم وتطمئن نفوسهم وهو من ارتكاب أخف الضررين وأما
المجاهدون فإن كانوا يرون أن الغرب تحركوا من أجلهم فليخرجوا من سوريا كما خرجوا
من غيرها وجزاهم الله خيرآ على ما قدموا أما أن يستمر العذاب والنكال بإخواننا من
أجل جهادهم الذي استمر ثلاث سنين تقريبا فهذا ليس بمعقول ولا بمقبول ثم هنا أسئلة
تطرح نفسها ردآ على بعض المغالطات في المقال ومنها أولآ / وهل انتصر المجاهدون الأفغان على الروس إلا بدعم الغرب
والدول العربية التي يُعَرِّضُ بها هذا المقال ؟!
ثانيآ / وهل انتصر المجاهدون في
الساحل السوري إلا بعد سماح الغرب للدعم السعودي بالوصول إليهم ؟
ثالثآ / ما دمتم تعرفون كل هذا عن
الغرب ومكره وقوته فلماذا تغامرون بالشعوب المرة تلو المرة ولا تتوبون وتتعلمون ؟
وأخيرا لنتق الله في دماء المسلمين
ولنتعلم من الدروس السابقة ولنعلم أن السذاجة كل السذاجة في من يدعو للثورات وهو
يعلم العواقب الوخيمة ومآلات السوء ويرى نتائجها السيئة على الشعوب والأمة
ثم يكابر ويبرر أخطاءه ويلقي باللائمة على غيره فحسبنا الله ونعم الوكيل وأسأل
الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يردهم الي دينه الحق ردآ جميلا إنه على كل شيء
قدير .
بقلم: عطية السهيمي
باحث ماجستير في العقيدة بجامعة أم القرى
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..