الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

شد النكير في الرد على يحيى الأمير أ.د محمد النجيمي

أ.د محمد النجيميقرأت مقالا بعنوان(ديمقراطية الإخوان...) لراقمه يحيى الأمير قد أبان فيه عن طامات
كثيرة وكشف نفسه للعيان بضلوعه في التلفيق والتلبيس والاتهامات الباطلة وأنه من مؤيدي الانقلابات على الحكام الشرعيين وقلب موازين الحق وجعل الباطل حقا والحق باطلا في محاولة منه لتبرير الدموية وأنه إن قام انقلاب على ولاة الأمور في بلد ما سيكون أول المسارعين بمباركة الانقلاب فهو جحد بديمقراطية الصندوق وبثوابت قامت كافة الدول وقد يكون الأمر أهون من ذلك وينطبق عليه المثل "مع الخيل يا شقرا" فاختفت معالم الكتابة الحرة الصادقة والإعلام الهادف من كتاباتهم.

فيحاول هذا الرجل أن يتعامى عن الحقيقة المشهورة التي توارد عليها سلف الانقلابيين من انقلاب 52 انقلاب عبد الناصر اليساري حتى ما حدث مؤخرا سياسة واحدة شبعت منها الشعوب وفهموها أكثر من الكاتب المثقف النخبوي يحيى الأمير فمن حادث المنشية لحادث رابعة ما زال يحيى الأمير في عقلية الطفل الساذج الذي يصدق كل ما يقال وهو جزء من الإعلام الكاذب الذي يصنع العقول كما قال وزير إعلام هتلر:" ائتني بإعلاميين لا ضمير لهم ؛ آتك بشعب لا وعي له" فيحيى الأمير ما زال يظن نفسه في زمن هتلر وموسيليني وستالين وعبد الناصر والقذافي وحافظ أسد وصدام رحمه الله وعبد الفتاح إسماعيل وهواري بو مدين وهليام مريام ومحمد داوود بأفغانستان ولولا الإطالة لذكرته بما فعل الشيوعيون واليساريون والناصريون والبعثيون والقوميون العرب من قتل ودموية وتشريد للكفاءات والكوادر النافعة البانية لمجتمعاتها بشهادة الأيام التي ليست كالإعلام الذي يكذب، وتناسى هو والانقلابيون أن الناس تغيرت وعصر الحمير والبغال لا يصلح لعصر الإنترنت والفيس بوك والتويتر والأقمار الصناعية وغيره.

فمتى تقلعون عن استخفاف عقول الناس يا هذا ؟!

والعجيب أن ثقافة يحيى الأمير قامت على قواعد ميكافيلي الإيطالي ويتعامى عن الناس وضاعت منه معاني شرف المهنية في الحوار والكتابة , فكل الفقهاء والعلماء يجمعون على أن من حكم بطريق شرعي وتمكن من السلطة وبايعه الناس وأهل الحل والعقد –ولو لحظة واحدة كما قال ابن حزم - ثم بغي عليه وخرج عليه باغ وخارجي ذو شوكة أنه مظلوم وأنه يجب على الأمة نصرته لحق الإمامة ،وأن من بايعه الناس ثم جاء آخر فخرج عليه فالآخر ظالم متعد باتفاق العلماء ،ولقوله:"من جاءكم وأنتم جميع على رجل واحد فاضربوا عنقه كائنا من كان" وما وقعت بلية الإسلام إلا بخروج الغوغاء- بتحريك أعداء الإسلام لهم -على عثمان رضي الله عنه ومحاكمته ثم بقتله ثم بمنع دفنه ،

وقال ابن حزم"فإن كان-الإمام-عدلا وقام عليه فاسق وجب عندهم-أي بعض الصحابة سعد بن أبي وقاص وأسامة بن زيد وعبد الله ابن عمر ومحمد بن مسلمة وغيرهم ومن الأئمة كالإمام أحمد-بلا خلاف سل السيوف مع الإمام العدل" وقال ابن حزم:"لو وثب رجل يصلح للإمامة فبايعه واحد فأكثر ثم قام آخر ينازعه ولو بطرفة عين بعده فالحق حق الأول وسواء كان الثاني أفضل منه أو مثله"

وقال ابن محرزفي تبصرته"من شارك في عزل إنسان وتوليةغيره ولم يأمن سفك دم مسلم فقد شارك في سفك دمه" فما بالك بمن تيقن سفك الدماء وحرق الجثث قال ابن قدامة:"ولو خرج جماعة بغاة على الإمام لا يجوز ضربهم بالمنجنيق ولا بما فيه إهلاكهم عامة ولا حرقهم بالنار وأسرهم إلا لمن يجمع الناس للقتال ولا يسلط عليهم من يرى قتلهم" وقال القرطبي"لو خرج خارجي على إمام معروف العدالة وجب على الناس جهاده فإن كان الإمام فاسقا والخارجي مظهرا للعدل لم ينبغ للناس أن يسرعوا لنصرة الخارجي" وقال صلى الله عليه وسلم :"..ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها لا يتحاشى عن مؤمنها ولا يفي بذي عهدها فليس مني" أخرجه مسلم،

وقال أحمد"ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين وكانوا اجتمعوا عليه وأقروا بالخلافة بأي وجه كان بالرضا أو الغلبة فقد شق عصا المسلمين وخالف الآثار " وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب لأهل القصيم:"ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته وحرم الخروج عليه" وقال الماوردي:"يجب على الإمام أن يقاتل البغاة بخمسة أمور:1- أن يتعرضوا لحريم.2- أو بيت مال.3- ويتعطل جهاد .4-ويتظاهروا بخلع إمام مبايع.5- ويمتنعوا من أداء ما وجب" .وقال علي للخوارج:إن لكم علينا أن لا نمنعكم فيئا ما دامت أيديكم معنا وأن لا نمنعكم مساجد الله وأن لا نبدأكم بالقتال حتى تبدءونا.وقال ابن قدامة في الكافي:"ولا يجوز قتالهم-أي البغاة-بالنار ولا رميهم بالمنجنيق وما يعم إتلافه ولا يستعين على قتالهم بكافر ولا بمن يستبيح قتلهم.."

ولكن يحيى الأمير و الجامية والعلمانيين وفلول اليسار الاستئصاليين أعماهم بغض أي مشروع يرفع شعار الإسلام ولو ظاهريا عن كل القواعد السابقة ونقولات العلماء السالفة ، فعموا عن قواعد الشريعة وعن الواقع وتغير أحوال الناس حولهم وعن قواعد الديمقراطية فأنتم كالنعامة ترى الخطر حولها وتصر على دفن رأسها في التراب وكالبدوي الذي قال قديما مؤصلا لكم منهجكم:عنز ولو طارت ،ومال عمك ما همك ، فإلى متى تروجون على الناس ومن يثقون فيكم فتكتبون لهم توصيات إلى الضياع كنصائح جيل صدام لما نصحوه بحرب إيران ثم بضرب الأكراد بالكيماوي وبدخول الكويت ثم لما ورطوه ذهبوا ليأخذوا أجرهم بالسكن في أفخم الفنادق مع الحسناوات والعمولات نظير الأعمال الجليلة ولقي صدام مصيره،فخالفتم الحق الشرعي والحق الديمقراطي والحق العرفي والحق الدولي والحق العام والحق الخاص بهدمكم الشرعية واتهام المدافعين عن الحاكم المنتخب بالإرهاب الأسود وأنهم إما القنبلة وإما الحكم ،رمتني بدائها وانسلت ، وكل يرى الناس بعين طبعه ، ولكن الشكوى لله!

وهذا مما عمت به البلوى وخطابي هذا وكتابتي لبيان الحق ونصوص علمائنا وقواعد شرعنا وسياستنا القديمة وأخاطب العقلاء وأحذرهم كالنذير العريان يرى الحية ناعمة الملمس قاتلة المخبر وأول الضحايا هم خيار الأمة والمصلحون ومن تأمل التاريخ – واسألوا يا قومنا التاريخ -أن من أيد الانقلاب على الحكام في قرية أيده في مدينته لأن السبب بسيط جدا وهو أن من أيد الانقلاب لا يؤمن بحرمة الخروج على ولي الأمر ولو كانت على بني جلدته وأقرب الناس إليه واسألوا التاريخ أين الضباط الذين أطاحوا بملوك الدول العربية ومحمد داوود الذي أطاح بابن عمه لمصلحة اليهود والروافض ثم قتلوه وشنقوه .

ثم بعد كل هذا تعال لدستور2012 الذي وافق عليه 64% تقريبا من الشعب المصري الذي ليس همجا رعاعا ولا رجعيين لا يفهمون في شيء لم يشترهم أحد وضعوه نخبة من النخب فما الفرق بين الدستورين الأول الذي يحوى 236 مادة ترفع شأن الشعب والمواطن المطحون بشهادة العالم والتي هي أبسط قواعد الديمقراطية وأما الثاني حذف منه 32 مادة استأصلت الكرامة والفساد واللغة العربية فضلا عن الشريعة وحقوق العمال والمظلومين الذي لا يعرفهم يحيى الأمير بل يدوسهم بقدمه كما داس الفساد بقدمه في بلادنا فلا يكتب عنه شيئا بل يكتب في الفكر الذي تبدل كافه جيما وراءه لاما ، والقراء بكرامة ، كما أنها ألغت مادة حرمة سب الأنبياء والتتبع الأمني وغيرها من سياسات التعليم وضرورة اللغة العربية فيا مرحا للحرية،

ويبدو أن الحنين أخذك لليساريين فقمت مدافعا عنهم ولا تعي ما تقول كما قال القائل قديما: لا يسالون أخاهم حين يندبهم في النائبات على ما قال برهانا.وإليك بعض تفاصيل إلغاء المواد عبرة وتذكرة المخلصين فقد ألغيت المادة11 التي تنص في بعضها على رعاية الدولة والأخلاق والمستوى الرفيع للتربية والتعليم والقيم الدينية والوطنية.فوداعا للقيم الدينية والوطنية والأخلاق إلا الميكافيلية وهذا يدخل السرور على قلبك.لا أخلاق ولا قيم ولا دين حياة كحياة الشيوعية.وألغيت المادة12تحمي الدولة المقومات الثقافية والحضارية واللغوية للمجتمع وتعريب العلوم والمعارف.

وهذا من حق اليسارين يحبون لغة الكفار أكثر من لغة إن أخواتها والضاد المتعبة لكن لغة جون ووليم ما أحلاها ودع عنك ثقافات الأمم والشعوب حتى لم نحصل الديكتاتوريين فالألمان لم يلغوا حياة هتلر من حياتهم لأنه صار من تراثهم فحتى هذا لم يعد في الدستور الجديد مسخ للهوية والثقافة والمجتمع فلا كعبا بلغت ولا كلابا.وألغيت المادة25 وهي التزام الدولة بالوقف الخيري.يعني عداء للعلم والتكاتف الاجتماعي حتى لم نقتدي بإسرائل ولا بأمريكا سيدة الديمقراطية وطبعا القضاء على المدارس الشرعية ووقف المساجد يعن دولة بلا شعب ومسخ بلا دين.وألغيت مادة27 تعطي للعاملين نصيبا في إدراة المشروعات وأرباحها وتمثيلهم في مجاس الإدراة خمسون في المائة والفلاحون لا تقل نسبتهم 80% عضوية الجمعيات الزراعية.وطبعا هذا استعباد اليسارين وهذا استالين الجديد وشويوعة ويسارية عبد الناصر.وألغيت المادة 44 والتي تنص على حرمة سب والتعريض للأنبياء والرسل كافة.

وطبعا لا رسل عند اليسارين والدين أفيون الشعوب فلا حرمة لعظيم ولا حرمة لنبي ولا صالح.وألغيت المادة 60 التي تجعل اللغة العربية أساسية في جميع مراحل التعليم والتربية الدينية والتاريخ الوطني مادتان أساسيتان في جميع المراحل وتلتزم الجامعات بتدريس القيم والأخلاق اللازمة لجميع التخصصات.يعني مدرس بلا خلق وطبيب بلا خلق وهكذا مع إهدار لغة القرآن حتى يهدر القرآن ثم الأخلاق.وألغيت مادة 219 التي تفسر مبادئ الشريعة بأنها أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة عند أهل السنة والجماعة.وهذا طبعا ليدخل كل الروافض للقضاء على مذهب السنة في مصر ويريدون حذف الفقه الإسلامي كله والشريعة لن تطبق في مصر.والغيت المفوضية الوطنية لمكافحة الفساد معناها شرعنة الفساد وهذا وراءه ما وراءه من دكتاتورية اليساريين.

وأخيرا وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى يا يحيى الأمير اعدل ولو كان مع عدوك يكتب لك شرف المهنة وفخامة الصدق والإنصاف ولن تخسر شيئا.كما أني أقول لم تتهم الحكومة نفسها شخصا بعينه حتى أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس مسئوليتها عن الحادث ولكنك صرت ملكا أكثر من الملوك.

ثم أنت نوهت بسقوط مشروع الإسلام السياسي.وهذا من تعبيرات المغرضين من العلمانيين التي يراد بها باطل لأن الإسلام والسياسة شيء واحد فالسياسة من الدين والدين جزؤه السياسة.وعلى فرض صحة كلامك فالسعودية تطبق مبدأ الإسلام السياسي وهو أنهم يجعلون السياسة جزءا من الدين وتحكم الشريعة السياسة، ومعناه أنك تحكم على تجربة دولتك بأنها عنصرية وتستخدم الإسلام شماعة للوصول للمآرب.وهل قامت سياسة المملكة على الإسلام السياسي أو تقول إن السعودية لا تطبق الإسلام.

وأخيرا نداء ولك ولجريدتك التي في عمود رأي الجريدة كتبت( مصر...انتحار الإسلام السياسي) وطبعا تحتها صورة كاتبة متكشفة تتكلم عن إصلاح التعليم فيا روعة الكتابة والكتاب من أمثالك وأمثالها ، فأقول لصحيفتك هذه إذا كانت السعودية تطبق الشرع في سياستها بأنظمتها كلها لأن النظام هو ما سنه ولي الأمر بما يوافق الكتاب والسنة فإذن نظام المملكة إسلام سياسي لكنه بحمد الله لم ينتحر بعد ، فهل هذا تبشير بانتحاره قريبا وأنكم تسعون لنحره وانتحاره ، علمونا أراحنا الله منكم. ونداء لحفيد الإمام رئيس التحرير ، هل هذه أبجديات التعليم والثقافة السعودية نشر التبرج والسفور في جريدتك وتحرض على الطعن في سياسة دولتك وهذا مخالف لمنهج أبيك وجدك.

كتبه أ.د محمد بن يحيى النجيمي عضو مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :


ديموقراطية الجماعة.. ورقة الاقتراع أو القنبلة

يحيى الأمير 
جماعة الإخوان تمثل الآن هزيمة للإسلام السياسي وللحكومات التي راهنت على أنها يمكن أن تدير المنطقة وتكتب تحولاتها، وهزيمة للذين رأوا فيها أنموذجا للإسلام المعتدل المصري الذي تحمس كثيرا للمظلومية التي أبدتها الجماعة بعد ثورة الـ30 من يونيو لم يعد الآن كذلك، ففي الأسبوع الماضي حين دعت الجماعة لما سمته "مليونية استعادة الشرعية" لم تثمر تلك الدعوى سوى عن استجابة يسيرة للعشرات وفي أماكن متفرقة - دعك مما ترصده قناة الجزيرة والجزيرة مباشر، فهي ترى ربما ما لا يراه المصريون أنفسهم - مما يعكس أن حالة جديدة تتشكل الآن في الشارع المصري، تدعمها المؤشرات الإيجابية الجديدة التي تبشر بواقع أكثر ازدهارا وطمأنينة، ذلك أن إعادة بناء ميدان رابعة العدوية من جديد هو رسالة نفسية ومعنوية لا تقل تأثيرا في الشارع المصري عن اعتقال القيادي الإخواني محمد البلتاجي، إنها تحمل فكرة مؤداها: مصر تتخلص من الخطأ ومن آثاره.

يوم أمس الخميس، نجا وزير الداخلية المصري اللواء محمد ابراهيم من محاولة اغتيال استهدفته أمام منزله بمدينة نصر، الخائفون على ما تبقى من صيت وتعاطف مع الجماعة سيسارعون للقول بأن هذه ليست سوى لعبة تقوم بها أجهزة الأمن المصرية لاتهام الإخوان، هذا المستوى من الفهم والتذاكي هو آخر ما تحتاج إليه مصر والمصريون، ولأن الأمن والجيش ليسا في حاجة لمبررات جديدة لتعقب المحرضين من الإخوان، فما اقترفته أيديهم طوال عام كامل يكفي لملاحقتهم عدة أعوام.

أسوأ ما يقوم به الإخوان وأنصارهم في هذه المرحلة أنهم يوجدون المبررات الفعلية والحقيقية في الشارع المصري للإيمان بأهمية مواجهة الجماعة مستقبلا، والاقتناع بأنهم يمثلون خطرا حقيقيا على مصر وعلى وحدتها ومستقبلها وديموقراطيتها، يحدث هذا في الداخل وفي الخارج أيضا، لا مفر من أن الجماعة ستتجه الآن للعنف، هذه هي آخر الأسلحة عند من لا يملكون خيارات أخرى للمواجهة، لا يملكون خطابا جديدا ولا رؤية جديدة ولا وعيا يمكن أن يخلق للجماعة مرحلة جديدة، لذلك فكل المؤشرات تؤكد إمكانية اتهام الجماعة بمحاولة اغتيال وزير الداخلية، إنها فرصة لتقول الجماعة لأنصارها ولخصومها بأنها لا تزال قادرة ليس على المواجهة فقط، بل على استهداف شخصيات نوعية ومواقع نوعية، وتاريخ الجماعة يشهد بأن الاغتيالات هي الورقة التي لعبت بها الجماعة كثيرا. لكن هذه الورقة الآن لا تقدم سوى مزيد من إقناع الشارع المصري بحقيقة الخصوم الذين تجب مواجهتهم.
التصريحات النارية التي ظلت تطلقها الرئاسة التركية قد أحدثت في الواقع شرخا عميقا في أي تعاطف يمكن أن تحظى به الجماعة في الشارع المصري، لم تتنبه الرئاسة التركية إلى مستوى الحساسية العالية لدى المصريين من فكرة التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية، حتى وإن كان على حق. لقد استقبل المصريون التصريحات والمواقف القُطرية وفق الذهنية المصرية العاطفية العامة التي ترى في المواقف الحادة والمتحيزة القادمة من الخارج ضد إجماع الشارع المصري تدخلا غير بريء، وما يتم ترويجه من نداءات لمقاطعة البضائع التركية في مصر ليس سوى ردة فعل لما يراه المصريون تدخلا في شؤونهم.

انتهت الجماعة غالبا، وتعلم المصريون الدرس بشكل جيد، وستتحول الحالة المصرية إلى مرحلة التعافي ومواجهة الأخطار المحتملة والمستقبلية، لكن الإدارة الخاطئة لهذه المرحلة من قبل الجماعة ومراكزها داخل مصر وخارجها، أوجدت حالة غريبة للنهايات السياسية، حالة لم تعرفها مختلف الأحزاب والتكتلات السياسية، لم تكن الجماعة وطنية في يوم من الأيام، إنها هزيمة للإسلام السياسي وللحكومات التي راهنت على أن جماعة يمكن أن تدير المنطقة وأن تكتب تحولاتها، وهزيمة للذين رأوا في الجماعة أنموذجا للإسلام المعتدل، هذه النقطة فقط ستنسفها الجماعة في مرحلتها الحالية بعد أن تتورط في مواقف وأحداث؛ أولها ما حدث بالأمس في محاولة اغتيال وزير الداخلية، إنها ليست سوى عودة كئيبة لمرحلة التسعينات.
........
الوطن السعودية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..