الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

حركة علمانيون المصرية والدستور

بعد إبعاد الدكتور محمد مرسي عن الحكم تم الإعلان عن تغيير للصالح الديمقراطي تلبية للإرادة
الشعبية وحينما أعلنت المؤسسات الدينية الإسلامية الرسمية بعلمائها بمساندة حزب النور السلفي, وأعلنت أيضا المؤسسة الرسمية النصرانية بقساوستها أن هذا التغيير لصالح الوطن والمواطن إذا بحركة علمانية تنطق بما اعتبرته نصرا كبيرا للعلمانية في مصر على التيارات الإسلامية المشتغلة بالسياسة " .  
فبرغم أن كل الاستحقاقات الانتخابية الماضية التي تمت بنزاهة وشفافية أظهرت أن الشعب المصري بأغلبيته يختار الإسلاميين إلا أن هناك حركة أسست وسميت "حركة علمانيون" وأصبحت تتحرك الآن في الشارع المصري علانية دون استتار
لم يعد هناك أدنى نوع من المواربة أو التورية كما كان من قبل, فأصبح الحديث صريحا جداعن العلمانية , فعلى لسان خالد فتيح القيادي بحركة "علمانيون" قال: "إن مصر تشهد منذ اندلاع ثورة 25 يناير انتفاضه علمانية، فضلا عن أن وتيرة الدعوة للعلمانية زادت عقب الإطاحة بمرسي وجماعة الإخوان المسلمين، حيث بدأت تتعالي الأصوات للدعوة لإلغاء المادة الثانية من الدستور",
وأصبح من الحقوق الممنوحة لهذه الحركة أن تقدم مطالبها إلى لجنة الخمسين بالتعديلات التي تراها للدستور المصري في الوقت الذي حرم منه ممثلو الأغلبية في الاستحقاقات الانتخابية من الإسلاميين من التواجد إلا بعضو واحد من الأعضاء الخمسين.
فتحركت هذه الحركةوعقدت مؤتمراتها العلنية وقدمت مطالبها للجنة الخمسين على شكل مسودة بإلغاء وتعديل 13 مادة من مواد دستور 2012 المستفتى عليه من الشعب بالموافقة.
وبالنظر إلى المواد التي يريدون إلغاءها أو تعديلها في مسودتهم التي قدموها للجنة الخمسين نرى : o:p>
-      المادة الثانية التي تتضمن أن الإسلام دين الدولة لتكون الهوية المصرية كما يلي "مصر جمهورية علمانية نظامها ديمقراطي ذات سيادة غير قابلة للتجزئة تقوم على مبدأ المواطنة".
-      المادة الثالثة التي تتضمن أن مبادئ ديانات المسلمين والمسيحيين واليهود مصدرهم للتشريعفارادوا تعديلها لتفتح الباب لكل الأديان الأخرى وكل النحل .
-      المادة الرابعة التي تتضمن أن الأزهر الشريف هيئة إسلامية مستقلة وأن شيخ الأزهر غير قابل للعزل.
-      المادة 10 التي تتضمن أن الأسرة قوامها الدين والأخلاق.
-      المادة 11 التي تتضمن أن الدولة ترعى المستوى الرفيع للتربية الدينية والأخلاقية.
-      المادة 12 التي تتضمن أن الدولة تحمي المقومات الثقافية والحضارية.
-      المادة 43 التي تتضمن كفالة الدولة لحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة للأديان السماوية.
-      المادة 44 التي تتضمن حظر الإساءة للرسل والأنبياء.
-      المادة 60 التي تتضمن أن التربية الدينية مادة أساسية في التعليم قبل الجامعي.
-      المادة 219 التي تتضمن أن مبادئ الشريعة الإسلامية تشمل الأدلة في مذهب أهل السنة.
 وقال منسق الحركة تعقيبا على هذه المسودة في خلال عرضه لانتقاداته على تشريع الزواج "أنه لابد ألا يكون التشريع من خلال الدين وأن يكون من خلال قانون مدني، مدللا على ذلك بأن الدين الإسلامي يسمح بزواج المسلم من مسيحية ولا يسمح للمسلمة بالزواج من مسيحي, إن مثل هذه التشريعات لا تتقدم بالدولة للأمام".
وفي معرض رأيه في الأحداث الحالية خلال فترة ما بعد 3/7 قال منسق حملتهم في تسجيل مرئي له: "مصر حاليا في حالة تحول وحراك علماني واضح حتى لو اغفل تسميته البعض بذلك ولكن حقيقة الأمر هو تحول علماني ومصر ماضية في إنتاج دستور علماني كامل ونتمنى أن ينعم المجتمع بهذا التحول".
وبشأن حزب النور المشارك الأساسي في التغييرات بإسقاط مرسي قال منسق حركة علمانيون: "حزب النور في لجنة الخمسين لتعديل الدستور مثل مسمار جحا, وفي وقت قريب جدا سيتم خلع هذا المسمار, وليس في وجوده مشكلة الآن لأنه تم سحب البساط من تحت التيارات الإسلامية السياسية كاملة وأصبحت الأرضية تحتهم هشة وضعيفة, ولو انسحب حزب النور من لجنة الخمسين لن يكون هناك أي ضغط شعبي بسبب ذلك".
وأما عن الشريك الرسمي في لحظة إعلان عزل مرسي وهو الأزهر قال عنه منسق الحركة: "للأسف يقول الناس عن الأزهر انه ممثل للتيار الوسطي, لكنه غير وسطي بالمرة, فالأزهر لا يسمح بحرية الاعتقاد ولا يرسخ للمساواة التامة والمواطنة, ولا يمكن التعامل معه على انه مؤسسة وسطية, ولكن لعدم قدرة الناس على مواجهة الأزهر مواجهه صريحة وواضحة فيتم التعامل معه باحترام حالي, ولكنه في يوم ما سيتم تجريد الأزهر من سلطاته التشريعية والتنفيذية والقانونية ليكون مؤسسة روحية فقط ولا يتدخل مطلقا في شئون الدولة التي لابد لها أن تكون بعيدة كل البعد ومستقلة في قراراتها وفي سياستها وفي الدستور وفي التشريعات عن رأي الأزهر تماما".
هذه الكلمات التي ربما يقلل ويهون منها البعض ينبغي أن تؤخذ مأخذ الجد, فإسلامية مصر حقيقة في خطر, والعلمانية تنخر في عظامها, وفي كل يوم تتسع خطواتهم أكثر فأكثر .


 مركز التأصيل للدراسات والبحوث

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..