لنكن صريحين مع أنفسنا، نسبة مهمة من مشكلاتنا سببها عدم احترام حقوق الآخرين.
مع غياب وجود من يفرض النظام تنتشر الفوضى، الأمر يتعدى قيادة
السيارات والمخالفات، وإن كانت أبرز
وأوضح من غيرها، لكنها مما أشبع نقداً
ومحاولات طرح حلول. المسألة في التعامل، الأمثلة كثيرة في غمط حقوق الآخرين
من الشارع إلى المكتب. يبدأ المراجع في شرح طلبه أو حاجته للموظف ثم يرن
جوال الأخير فيبادر للرد، تاركاً المراجع في منتصف الكلام، وكأنه يعتبره
عصفوراً في اليد والمكالمة على الشجرة! أو يحضر صديق للموظف أو معقب لتتم
المقاطعة بالصورة نفسها، والسلام لدينا بالعناق حاضر «الله لا يعوق بشر» في
كل موقف، حتى ولو كان الشخص الموظف مشغولاً أو مندساً وسط خلق كثير
ينتظرون لفتة منه. يبدو أن العناق هنا تأكيد لحرارة الحاجة أكثر منه حرارة
اشتياق.ولا أعتقد أننا سنتطور ونرتقي ونساعد على تيسير أمورنا إذا لم يحترم الواحد منا حق الآخر. الأولوية لمن وصل أولاً، على أن يضع حق الآخر في اعتباره. وهناك نظام واضح في المرور مثلاً حتى ولو علاه الغبار، أيضاً في التعامل قبل هذا وبعده هناك حسن الخلق، وهو ما نفتقد الكثير منه في تعاملاتنا مع بعضنا البعض، كل فرد لا يهتم سوى بإنجاز شأنه ولو على حساب آخرين، يعتبره البعض إنجازاً وشطارة، الأجهزة الحكومية عليها دور في هـــــذا ما دامت الممارسات تقع داخل مبانيها، لكن في الشارع – سواء كنت تركب سيارة أم ماشياً – الكوابح تتلخص في حسن الخلق، والعجيب أن في مجـــــتمعنا مـــــباريات تنافسية على أشدها، في كل شـــأن تقريباً، لكنها تتركز على الشكل وتــــــبتعد عن المضـــــمون، حسن التعامــــــل وحسن الخلق ليس لهما حــــظ في المنافسة.
عبدالعزيز احمد السويد
Posted: 10 Sep 2013 08:39 PM PDT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..