الأربعاء، 11 سبتمبر 2013

المرأة في المدرجات..الطنطاوي يحدثنا

إلى أين ستذهبين يا سارة ؟
تجيب سارة، و قد توشحت عَلماً كبيرا يحمل شعار ناديها المفضل، سأّذهب للملعب لحضور مباراة كرة قدم
بين الهلال و الهلال، أنا أعشق الهلال  !!!
ولكن كيف سيكون ذهاب سارة للملعب، ومن سيكون برفقتها، أزميلاتها أم إخوتها؟ وكيف ستدخل للملعب، و أين ستجلس و كيف ستشجع ؟
هل سنسمع هديرا نسائيا ناعما يشجع في طرف من أطراف الملعب؟ وكيف هي الأهازيج التي سيرددنها؟
صحيح أنني من متابعي كرة القدم و الألعاب المختلفة، لكن لو قيل لي اذهبي للملعب لحضور هذه المباراة أو تلك، فسوف ارفض , ليس لشيء سوى أنني أعلم مدى عدم ملائمة هذا الأمر للمرأة السعودية وخصوصيتها..
إذا كان الشباب يتضررون أحيانا من حضور المباريات، لما يحدث أحيانا من شغب أو مشاكل داخل المدرجات أو حتى خارجها, فكيف بالمرأة فيما لو حضرت، حتى مع إخوتها أو أبيها، فمع التلويح بتخصيص الأقسام العائلية، إلا أن من المستحيل بالنظر لضخامة العدد، إلا أن يحتككن بالرجال، وهو ما يقودنا للسؤال:
هل سيستطعن حماية أنفسهن من التحرش و المضايقات من الشباب ؟، إن كان الشباب الصغار أنفسهم، يصرخون من بعض الأفعال المشينة، ومعظم نوعية من يذهب لتلك الملاعب معروفة!!
وسؤال آخر: هل هناك ملاعب  مهيأة لاستقبال النساء ؟!!
أغلب الملاعب صغيرة و ضيقة، و بالكاد تتسع لبضعة آلاف من الجماهير التي تغص بها المدرجات , فكيف سيكون حضور فتاة لمباراة بين الأهلي و الإتحاد مثلا ؟!! .
موضوع حضور المرأة للملاعب ، هو موضوع المترفين ، وأتمنى أن ينشغل المجتمع بالمشكلات الحقيقية التي تواجه المرأة بدلا من أن يشغلوها بأمور لن تضرها إن لم تحصل .
و دخولها الملاعب ليس مهما بقدر أهمية حصولها على حقوقها الأساسية و الحقيقية التي هي بحاجتها فعلا ،و ليس دخولها للملعب بالأمر الذي سيعجل تطور مجتمعنا أو سيؤخره .
حضور المرأة للملاعب، مدعاة  ومدخل لاقامة مباريات رياضية لهن، ولا ينكرن أحد هذا، دعوني أنقل لكم كلاما للشيخ علي الطنطاوي، عن موضوع قريب من هذا، و قد ضمنه نصيحة غالية لنا نحن بالذات فهل سيجد كلامه آذان صاغية ؟!!
يقول الشيخ رحمه الله تعالى و أسكنه فسيح جناته :
 "لقد جاءتنا على عهد الشيشكلي من أكثر من ثلاثين سنة ، فرقة من البنات تلعبُ بكرة السلة ، وكان فيها بنات جميلات مكشوفات السيقان والأفخاذ، فازدحم عليها الناس حتى امتلأت المقاعد كلها، ووقفوا بين الكراسي، وتسوروا الجدران ، وصعدوا على فروع الأشجار ، وكنا معشر المشايخ نجتمعُ يومئذ في دار السيد مكي الكتاني رحمة الله عليه ، فأنكرنا هذا المنكر ، وبعثنا وفدًا منا ، فلقي الشيشكلي ، فأمر غفر الله له بمنعه، وبترحيل هذه الفرقة وردها فورًا من حيث جاءت، فثار بي وبهم جماعة يقولون أننا أعداء الرياضة، وأننا رجعيون، وأننا متخلفون، فكتبتُ أرد عليهم، أقول لهم : هل جئتم حقا لتروا كيف تسقط الكرة في السلة ؟ قالوا نعم . قلتُ : لقد كذبتم والله، إنه حين يلعب الشباب تنزلُ كرة السلة سبعين مرة فلا تقبلون عليها مثل هذا الإقبال، وتبقى المقاعد نصفها فارغاً، وحين لعبت البنات نزلت الكرة في السلة ثلاثين مرة فقط، فلماذا ازدحمت عليها وتسابقتم إليها؟ كونوا صادقين ولو مرة واحدة ، واعترفوا بأنكم ما جئتم إلا لرؤية أفخاذ البنات"
وهذا الذي سردته ليس منه والحمد لله شيء في مدارس المملكة ، ولا تزال على الطريق السوي, ولكن من رأى العبرة بغيره فليعتبر وما اتخذ أحد عند الله عهدًا أن لا يحل به ما حل بغيره إن سلك مسلكه، لكن التاريخ يحدثنا، أن السيرورة الاجتماعية تتكرر في كل المجتمعات، وخصوصا القريبة من بعضها..

ما زلنا في بداية مرحلة جديدة مرحلة بناء مجتمع يعتمد على الجنسين في البناء و التطور , لكن لا يعني ذلك أن نفتح الأبواب على مصارعها لكل شيء بدعوى أن هذا هو العصر الذهبي للمرأة !!
المسؤولون نفوا الأمر، ولكن الاعلام ينفخ فيه، فسمو الأمير نواف بن فيصل، صرح عبر حسابه في تويتر بتاريخ 5 سبتمبر ما يلي :
-"بسم الله الرحمن الرحيم اخواني الاعزاء وصلني كثير من الاسئله عن دخول النساء للملاعب والخبر غير صحيح جملة وتفصيلا وليس هناك اي امر بذلك.
- وان حصل في اي مناسبه سواء رياضيه او غير رياضيه من دخول دوبلماسيين او اعلاميين او جاليه على مسؤولية سفاره اي بلد فممكن يكون فيهم غير الرجال.
-آمل من الجميع تحري الدقه في مثل هذه الامور والتاكد قبل نشر اي شي وطلبت من الجهات المعنيه باتحاد القدم وحسب مايسمح به النظام اتخاذ اللازم."

لسنا بحاجة لحضور المرأة المباريات الرياضية، بل أن تدخل الرياضة لجامعتها ومدرستها، في إطارها المحافظ المراعي لخصوصية مجتمعنا.




بقلم: وسمية القحطاني
كاتبة سعودية


_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..