الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

حماسُ...أردوغان

 لو أردت عزيزى القارئ أن تحذف النقاط الفواصل فى عنوان هذه المقالة بين كلمتى «حماس» و«أردوغان» لتقرأها جملة واحدة فلك ذلك.. وساعتها ستصبح لفظة «حماس» واصفة للحالة المزاجية التى تعترى السيد أردوغان رئيس الوزراء التركى كلما تحدث عن الشأن المصرى فى الآونة الأخيرة.

وإن شئت فاترك الفواصل على حالها لتظفر بلفظتين تخلوان من الدلالة أولاهما علم على حركة المقاومة الإسلامية «حماس» والثانية تشير إلى رئيس الوزراء التركى مجددا.. تخلوان من الدلالة على إفرادهما لكن المشترك بينهما حيال قضيتنا المصرية كبير.
على القراءة الأولى.. أردت بعد تردد لم يدم طويلا أن أتناول بشىء من التهذيب الاندفاع غير المحسوب للسيد أردوغان فى تصريحاته المتتالية عن تطورات الوضع فى مصر، وكل تصريح منها يحاول جاهدا أن ينجح فى ما أخفق فيه سابقه من قطع علاقات تاريخية استراتيجية بين القاهرة وإسطنبول.
أكثر ما يميز الدول ثقيلة الوزن قوية التأثير عن غيرها من الدول الهامشية لاسيما فى عصر كالذى نحيا هو تحرر رجال دولتها من هيمنة الانفعالات الشخصية التى تنتابهم للوهلة الأولى أمام أى حدث محلى أو عالمى، بحيث يهيمن عليهم بالمقام الأول الروح المؤسسية التى تحسب لكل خطوة بمنتهى الدقة مكاسبها وخسائرها من منظور المصلحة الوطنية.
فثمة فارق كبير بين رد فعل الشخص العادى ورد فل الدولة، وعلى ذلك أجزم أن السيد أردوغان إنما يعبر فى تصريحاته عن غضب شخصى له كل الحق أن يبديه وهو نائب مستقل بالبرلمان، أو إعلامى بقناة تليفزيونية خاصة أو كاتب رأى أو غير ذلك.. إنما أن يكرر على مسامع العالم وهو على رأس السلطة التنفيذية فى بلاده ما يظهر عداء غير متحفظ للسلطة الحاكمة فى مصر.. فمعذرة هذا يتنافى مع سلوك الدول الكبرى الذى نجح فى وضع بلاده طيلة عشر سنين ضمن نطاقها.
وهنا أنتقل إلى القراءة الثانية، فعلى حين أظهرت حركة حماس فى أغلب تصريحاتها المعلنة نأيا بنفسها عن الشأن الداخلى المصرى، أتت تحركات بعض المنتسبين إليها لتناقض الموقف المعلن وتستفز قطاعا كبيرا من المصريين صعب عليه أن يفسر المواقف المركبة فى وقت حساس كهذا.. أتكلم هنا عن فيديو القسام بصورة محددة.
والعامل المشترك واضح ههنا بين الاثنين، أعنى بين حماس والسيد أردوغان ؛بل هو وثيق الصلة بالتركيبة الإخوانية نفسها التى تفتقد إلى تفهم الفارق الهائل بين روابط الجماعة عابرة الحدود التى لا يكترث لها إلا أبناء نفس الحركة، وبين قيادة دول تؤثر فى العالم بأسره وليس فقط نطاقها الإقليمى.

 نادر بكار
........
الشروق

..........................................................
تعليق على نادر بكار في مقال "حماسُ...أردوغان"
                                  بقلم: ناصر البدري                                        

لقاريء لمقال الأستاذ نادر بكار (حماس...أردوغان) يتبين بما لا يدع مجال للشك أن نادرا وطني قومي أكثر منه إسلامي، فهو لا يطرف له جفن على قتل إخوانه في شوارع مصر وميادينها ، وبالتالي فهو يستغرب موقف رئيس دولة بعيدة عن القطر العربي لكن قريب جدا بإسلامه من إخوانه مما جعل دماء الرجولة وحمية الإسلام ظاهرة في تصريحاته مما يجعلنا نؤكد أن أردوغان إسلامي أكثر منه قومي أو وطني على عكس نادر تماما.
والعجيب أنه يغضب من أردوغان رئيس الوزراء المسلم المنتخب لدولة كانت حاضرة الخلافة الإسلامية يوما ما ، ولا يطرف له جفن وهو يرى التصريحات هنا وهناك من جميع قيادات الدول الصليبية الأوربية التي تستنكر ما عليه الوضعي المصري فهو لم ير إلا أردوغان رئيس وزراء الدولة المسلمة، بل يذهب بعيدا في محاولة منه ومن حزبه لتسويق أنفسهم للغرب المتدخل أصلا في الشأن المصري لإقناعه بأنه قد يكونوا بديلا مناسبا عن الإخوان.
وفي نهاية المطاف وتحليلا لموقف نادر وحزب النور البرهامي سنجد أن منطلقات هذا الحزب الأساسية هي معاداة الإخوان فهم يرون أن الإخوان أخطر عليهم من أي أحد حتى من العسكر والبيادة ، ومن ثم فهو يأخذ بما ينكره على الإخوان من اتهامه إياهم بأن من منهجهم أن الغاية تبرر الوسيلة ومن ثم فلا إشكال من دعم الانقلابيين ما دام أن القضاء على الإخوان تنظيميا وسياسيا هو الهدف.
والسؤال لنادر هل تدرك ما معنى أن أتحاول أن تقضي على الإخوان ؟.
هذا يعني في أقل تقديراته انفراد الذئب بالبقية الأضعف من الغنم ليقم إما بترويضها لتصبح مسخا أو قتلها وتشريدها وأعتقد أن الاحتمال الأول هو الذي يسير فيه حزبكم ومن يلف لفكم.
هل تعلم ماذا يعني عدم القضاء على الإخوان وخروجها قوية ؟.
معناه أن تنعم بحرية كتلك التي عشتها أنت وحزبكم في ظل ولاية الدكتور مرسي لمدة عام قبل الانقلاب وتوجيه الانتقاد دون ارتباك أو خوف أو اصفرار وجه كما ظهر عليك حينما سئلت عن رأيك في قائد الانقلاب ، كذلك معناه أن تحيا كريما غير مرتبك تنتقد بكل أريحية دونما تهديد.
وصدقني لا تخش من الإخوان على الدعوة السلفية ، فأنا أعلم أن ثمة رعب عندك على الدعوة السلفية إذا فشل الانقلاب وهذا بدا واضحا في تصريحك لـ(فاينانشيال تايمز) ولكن أقول لك التاريخ يؤكد أن السلفية باقية ببقاء المنهج ونقائه فلا خشية عليها سوى من المشايخ التي تميع منهجه تحت شعارات سامية.
وفي الأخير أقول لك هلا صمت قليلا أو استشرت كبيرا قبل الكتابة عن إخوانك.

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..