الاثنين، 9 سبتمبر 2013

إني ومذ قاسيتُ بعدكِ سائني ..... أني ذهبتُ إلى الأسى منقادا

وهجرتُ قلبكِ  حين ضل عن الهوى
وتركتهُ خوفاً بأن يتمادى

وفجعتُ من رؤياكِ حين أتيتني
فأحلتُ درب العائدين رمادا

وعجبتُ قلبك  عاد كيف بلهفةٍ
عجباً وإذ بالأمس كان جمادا

وقضيتُ ليلي  في بعادكِ ساهراً
وقضيتِ ليلكِ غفوةً ورقادا

أنبتِ في دنياي  لوعة فاقدٍ
وكسوتِ أكوان الفؤاد سوادا

مازال بعضُ الشوق   يسكن مهجتي
فعلام شرطا للجفا نتعادى

أدري بأن البعد   صار فريضةً
والحزن أوشكَ أن يكون مُرادا

هيهات  يجمعنا الندى ويضمنا
ولقد (شرحنا) للقلوب بعادا

فلقد مللتُ  بكِ انقسامكِ داخلي
ومللتِ مني غيرةً وعنادا

وكرهتِ بي صمتي الذي أشتاقهُ
وكرهتُ منكِ حبيبتي استبدادا

وقضيتُ أيام البعاد   سعيدةً ..
وقضيتها ألما ، أسى وحدادا

وعجبتُ أن يؤذيكِ   فرط تباعدي
يا للخطيئة كيف لم أتفادى

قلبي استمر   على الخطيئة باغيا
رفض الرجوع وأشعل الإلحادا

كان التساؤل  والبكاء يظلني
هل كان قلبكِ للغياب أرادا ؟

يا للخطيئة  لست أعلم ما جرى
فكسوتني فوق الحداد حدادا

لا تخبريني كيف   عدتِ حزينة
فالقلب من فرط التوجع نادى

ماذا أكان الحب   غفوة متعب ؟
سفك الغياب له الطريق فزادا

ماذا أكان البعد   يوم توجع ؟
نسجتْ له ( أنثى الغيابْ ) معادا

سارت به   نحو الرحيل مريضة
روحي ، فكان لها العذاب مدادا

وبذلتُ فيكِ الشوق   آية مؤمنٍ
حتى قضى قلبي لكِ استشهادا

الآن ..  أعوزني انتظاركِ باكياً
وجعلتُ قلبي للغياب مرادا

مالي أسأتُ الظن   حين هجرتني !؟
وظننتُ أني من بدا وتمادى !

لم أدر ما حجم الشجون بخافقي
لكن بعدكِ للحنين أبادا

أحسستُ أني   لم أعد لك أنتمي
فمشاعري قد أصبحت أضدادا

والموتُ   لم يقرب لجسمي إنما
للروح قارب مرغما أو كادا

بالأمس كنا   في سبات هاهنا
ضد التباعد في الهوى أطوادا

والآن ميزنا الأسى   ببعادنا ..
فعلام شئنا أن نكون بعادا

ما أنتِ إلا غيمة    رحلت إلى
وطن لغيري حين جئتُ حصادا

أتراكِ جففكِ الحصادُ ؟   وربما !
من فرط عطفكِ قد أتيتِ نفادا

أم قد نفيتكِ   عن صحار كوامني ؟
من بعد أن صاب الفؤاد كسادا

من بعد أن عانيتُ هجركِ   كيف لا ..
والحب كان إلى الفؤاد عمادا

عجبا على زنديَّ   جئتِ وليدة
والصدرُ كان من العناق مهادا

قد كنتُ ..  أول من أخاط لك المنى
إذ كنتُ أول من بنبضهِ جادا

إني أنا الزمن الأليم   ممثلا ..
في البعد ، لكن في اللقاء بلادا

وطن من الدمع استفقت   وربما ..
من كان مثليَ ذا البكاء أفادا

فالعاشقون المغرمون توحدوا
في الحزن  أحسبهم لذاك فؤادا

من يدر ..  قد يحيا الحنين وربما
ينمو وجودكِ صحوة ورقادا

لا تقربي حزني  رجوتك ربما
أحتاجه ضد الحنين عتادا

لا تعتبي  إني ولدتُ بدمعةٍ
وخلاف ذلك لم أكن معتادا

إني ومذ قاسيتُ بعدكِ  سائني
أني ذهبتُ إلى الأسى منقادا

إنا عبيدٌ  في بلاط خضوعنا
والحزن كان مع الأسى أسيادا

وكأن ما بيني وبينك لعنة
تأبى لها الأقدار  أن تنحادا

وكأن جفوة ما نعيش بحسرةٍ ..
ملأت زوايا مهجتي أعيادا

عيد لحزني  أم لهجرك خافقي
أم عيد قلبكِ حين ضل فعادا

ولقد نأينا وانتهت سكراتنا
فلأي شيء نجعل الميلادا

كوني كما تبغ الجراح غـ / قريبة ..
ولك الجراح النازفات ضمادا

كوني شعوراً أو أنامل طفلةٍ
خلقت لتمحو بيننا الأحقادا

ما ضم شوق خافقي وأحالني
للدمع .. إلا صغت منه وسادة

لم يبق في روحي التي نذرت إلى
هذا الغياب   سوى البكا إنشادا

لرجل ما
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..