غوردن كوريرا
الظواهري دعا أيضا إلى مقاطعة أمريكا اقتصاديا
تخليدا للذكرى الثانية عشرة من أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، إلى تنفيذ هجمات على الولايات المتحدة .
وقال زعيم تنظيم القاعدة ينبغي شن هجمات على نطاق محدود على الولايات المتحدة، ومقاطعتها اقتصاديا لإلحاق الضرر بها.
ويمكن النظر إلى تلك الرسالة على أنها إشارة إلى نطاق ضئيل من الطموحات، وتقدير أكثر واقعية لما يمكن للقيادة المركزية لتنظيم القاعدة النجاح في إحرازه.
وأشاد الظواهري في رسالته تلك أيضا بالتفجيرات التي وقعت في بوسطن في إبريل/نيسان الماضي.
وقال الظواهري في رسالته إن الولايات المتحدة قد "انهزمت" لتفر هاربة من العراق وأفغانستان.
وأكد في رسالته تلك على أهمية ما يعرف بهجمات "الذئب الوحيد"، وهي الهجمات محدودة النطاق، التي تتخذها القاعدة كجزء من استراتيجيتها، حيث يرى أن مثل تلك الهجمات سيكون لها تأثير على الجميع.
وأضاف الظواهري: "يجب أن نجعل أمريكا تستنزف اقتصاديا من خلال مصاريفها الباهظة على أمنها."
وأضاف الظواهري أن الاقتصاد هو نقطة ضعف أميركا، وأنها تترنح الآن بسبب كل إنفاقاتها العسكرية التي تنفقها من أجل أمنها.
"هجمات متفرقة"
وأوضح قائلا: "من أجل إبقاء أمريكا تحت الضغط وفي حالة استنفار، يجب أن تحصل هجمات متفرقة هنا وهناك. لقد ربحنا الحرب في الصومال واليمن والعراق وأفغانستان، ويجب أن نواصل هذه الحرب على أرضها".ودعا إلى التحرك بشكل فردي أو في مجموعات لـ "شن هذه الهجمات".
وقد ينظر إلى تأكيد الظواهري في رسالته تلك على شن هجمات محدودة على أنه اعتراف منه بتضاؤل قدرة القيادة المركزية لتنظيم القاعدة على التخطيط والقيام بهجمات كبرى على شاكلة تلك التي قامت بها في الماضي.
وقد تكون دعوة الظواهري لأنصاره ببدء مقاطعة اقتصادية لأمريكا علامة على ذلك.
حيث قال: "يجب أن نبين لهم أن كل دولار نشتري به سلعة من أمريكا وحلفائها يتحول لرصاصة أو شظية قذيفة تقتل مسلما في فلسطين أو أفغانستان، أو يتحول لوقودٍ لدباباتها وطائراتها وسفنها التي تحتل أراضينا."
ويعتقد أغلب المحللين أن مركز تنظيم القاعدة في باكستان قد تضرر بشكل بالغ، وأن هذه الرسالة تبدو كاعتراف بتلك الحقيقة.
إلا أن التنظيمات التي تربطها علاقة بالقاعدة في أجزاء أخرى من العالم، خاصة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والذي يتمركز في اليمن، المسؤولون الحكوميون ينظرون إليها على أنها لا تزال تشكل مصدرا للتهديد.
واستغرق الظواهري في جزء كبير من الرسالة في الحديث عن تطورات الأحداث في مصر، مع أنه يعرف عنه دائما في تلك الرسائل تركيزه على الأمور الفكرية والاستراتيجية.
وقال إن الولايات المتحدة تقف خلف ما وصفه "بالانقلاب" ضد جماعة الإخوان المسلمين.
إلا أنه وجه الانتقاد أيضا للرئيس المصري المعزول محمد مرسي، المنتمي للجماعة، قائلا إنه لم يكن يحكم طبقا للشريعة الإسلامية، وأنه كان ملتزما بالاتفاقيات الأمنية مع أمريكا وإسرائيل.
وأكد الظواهري، الذي خرج من رحم الجماعات الإسلامية في مصر قبل انضمامه لتنظيم القاعدة، على معارضته لاستعداد جماعة الإخوان للعمل عن طريق الديمقراطية السياسية.
كما وجه انتقاده أيضا إلى الحركات الإسلامية في بعض الدول كتونس، التي توصلت إلى "تفاهمات مع أمريكا".
وكانت الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط قد ساهمت في ظهور تحديات أيديولوجية للقاعدة، حيث إن التوجه الجديد نحو الأخذ بآليات الديمقراطية للانتخابات وحكم الشعب بدا أداة أكثر فاعلية للتغيير بدلا من العنف الذي ينتهجه التنظيم.
إلا أنه ومع انحسار التفاؤل الذي ظهر خلال الأعوام القليلة الماضية بشكل سريع، يبدو أن الظواهري يأمل في أن تحظى أيديولوجية القاعدة برفض الديمقراطية ودعم العنف على أرضية أكبر.
ولا تزال سوريا تقع في بؤرة اهتمام العالم كله، بما في ذلك تنظيم القاعدة. حيث حذر الظواهري الحركات الإسلامية المعارضة هناك من الدخول في أي اتفاق مع من وصفهم بـ "العلمانيين" الذين يقفون أيضا في وجه نظام الأسد.
وتابع قائلا: "لتكن لهم مصر عبرة،" مشددا على ضرورة توحد الجماعات الجهادية في المنطقة.
وقد يأتي ذلك كإشارة إلى التقارير الحديثة عن وجود انقسامات ليس في صفوف الجماعات الجهادية في سوريا فحسب، بل في العراق أيضا.
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..