حديث مدهش قدمه وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم لفضائية سي بي سي أمس ،
تحدث فيه عن أمور
عديدة باسترخاء مثير وبأداء من لا يعبأ بأي عواقب للكلام والمعلومات ، وطوف في حديثه عن علاقاته بالرئيس المعزول محمد مرسي وتأملاته في المؤامرة الدولية على مصر ووضع نفسه وأجهزة وزارته في القلب من "ثورة" 30 يونيو والتحضير لها والتمهيد لانتصارها حسب ما فهمت من كلامه ،
وقد لفت انتباهي حديثه عن رسالة وصلته من زعيم البلطجة الأول في مصر صبري نخنوخ ، المسجون الآن في سجن برج العرب بعد أن أدانه القضاء المصري في وقائع حيازة سلاح ومخدرات وخلافه ، يقول المسؤول الأول عن الأمن أن نخنوخ طلب منه ـ أي من الوزير ـ أن يرسل له الدكتور محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان والمحبوس احتياطيا الآن في سجن طره من أجل أن يقوم تأديبه ، وكان نخنوخ قد هدد البلتاجي من قبل بسبب تأييده لمحاكمة نخنوخ وشهادته ضده واتهامه بأنه متورط في موقعة الجمل وأنه أشهر بلطجي كان وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي يستعين به وبرجاله في الأعمال القذرة ،
اللواء إبراهيم لم يوضح في الحوار كيف وصلته رسالة نخنوح ولا كيف كان رده على رسالة نخنوخ ، ولكن الأهم هو حديث وزير الداخلية عن تلك الواقعة العجيبة وهي أن رسائل متبادلة بينه وبين زعيم البلطجية المسجون ، وهو ما يعني أن "حبال الود" ممدودة بين الوزير وبين زعيم البلطجية ، أو ربما بين بعض القيادات وبينه ، وأن هناك "عشم" بين الطرفين ، وهو عشم لا يوجد إلا بناء على تاريخ من العلاقات الوثيقة بين الطرفين ، لأنه لا يمكن تصور أن أي مواطن تبلغ به الجرأة أن يتصل من سجنه بوزير الداخلية لكي "ينكت" معه أو يمزح أو يطلب منه مثل هذا الطلب الغريب ، كما يستحيل أن تصل "الوقاحة" بمسجون وبلطجي شهير أن يبعث برسالة إلى وزير الداخلية يطلب منه أن يرسل له خصمه في السجن من أجل تأديبه وربما قتله ،
لا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا كان "العشم" له أسسه ومقدماته الراسخة بين الطرفين ، كما أن تحدث الوزير عن هذه الواقعة بكل سهولة وأريحية في حوار تليفزيوني رآه الملايين ، يحتمل وجوها كثيرة ، لا أظن أن من بينها تأكيد الوزير على التحالف المتين بين الوزارة وبين منظومة البلطجة إلى الحد الذي يتبادل فيه الطرفان الرسائل حتى من داخل السجون ، خاصة في ظل الاتهامات الصريحة والمتواترة عن توظيف بعض الأجهزة الأمنية للبلطجية ، أو حسب الكود الإعلامي الخاص بهم "الأهالي" في مواجهة مظاهرات القوى المعارضة وقمعها .
بطبيعة الحال كان في حديث الوزير الكثير من الحكايات المروعة عن طبيعة علاقته كوزير بقيادته السياسية ، وهي وقائع ربما تخدم جماعة الإخوان والرئيس المعزول كثيرا في أي محاكمات مقبلة ، لكن الشاهد أن هذا الحديث يكشف عن مشاعر الوزير ورؤيته للواقع والمجتمع والدولة والشعب ، وقد تحدث عن المؤامرة الدولية التي تحاك ضد مصر وتقودها أمريكا وبريطانيا وألمانيا ، ربما في محاولة منه لاسترجاع قصص "العدوان الثلاثي على مصر" في أيام عبد الناصر!! ، ولقد كنا نعتب عليه كثيرا ضحكه وتنكيته في حواراته مع الإعلاميين عقب قتل الشرطة حوالي ثمانين مواطنا عند المنصة في الواقعة الشهيرة قبل فض الاعتصامات ، وكأنه كان يعلق على حادثة نفوق بعض الدجاج أو القطط ،
غير أن حديثه أمس عن صبري نخنوخ ورسائله الخاصة إليه تجعلنا نكتشف المزيد من جوانب شخصيته التي ستساعد الباحثين ـ بالتأكيد ـ على فهم سياسة الوزارة في عهده الميمون .
...........
المصريون
جمال سلطان
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
عديدة باسترخاء مثير وبأداء من لا يعبأ بأي عواقب للكلام والمعلومات ، وطوف في حديثه عن علاقاته بالرئيس المعزول محمد مرسي وتأملاته في المؤامرة الدولية على مصر ووضع نفسه وأجهزة وزارته في القلب من "ثورة" 30 يونيو والتحضير لها والتمهيد لانتصارها حسب ما فهمت من كلامه ،
وقد لفت انتباهي حديثه عن رسالة وصلته من زعيم البلطجة الأول في مصر صبري نخنوخ ، المسجون الآن في سجن برج العرب بعد أن أدانه القضاء المصري في وقائع حيازة سلاح ومخدرات وخلافه ، يقول المسؤول الأول عن الأمن أن نخنوخ طلب منه ـ أي من الوزير ـ أن يرسل له الدكتور محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان والمحبوس احتياطيا الآن في سجن طره من أجل أن يقوم تأديبه ، وكان نخنوخ قد هدد البلتاجي من قبل بسبب تأييده لمحاكمة نخنوخ وشهادته ضده واتهامه بأنه متورط في موقعة الجمل وأنه أشهر بلطجي كان وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي يستعين به وبرجاله في الأعمال القذرة ،
اللواء إبراهيم لم يوضح في الحوار كيف وصلته رسالة نخنوح ولا كيف كان رده على رسالة نخنوخ ، ولكن الأهم هو حديث وزير الداخلية عن تلك الواقعة العجيبة وهي أن رسائل متبادلة بينه وبين زعيم البلطجية المسجون ، وهو ما يعني أن "حبال الود" ممدودة بين الوزير وبين زعيم البلطجية ، أو ربما بين بعض القيادات وبينه ، وأن هناك "عشم" بين الطرفين ، وهو عشم لا يوجد إلا بناء على تاريخ من العلاقات الوثيقة بين الطرفين ، لأنه لا يمكن تصور أن أي مواطن تبلغ به الجرأة أن يتصل من سجنه بوزير الداخلية لكي "ينكت" معه أو يمزح أو يطلب منه مثل هذا الطلب الغريب ، كما يستحيل أن تصل "الوقاحة" بمسجون وبلطجي شهير أن يبعث برسالة إلى وزير الداخلية يطلب منه أن يرسل له خصمه في السجن من أجل تأديبه وربما قتله ،
لا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا كان "العشم" له أسسه ومقدماته الراسخة بين الطرفين ، كما أن تحدث الوزير عن هذه الواقعة بكل سهولة وأريحية في حوار تليفزيوني رآه الملايين ، يحتمل وجوها كثيرة ، لا أظن أن من بينها تأكيد الوزير على التحالف المتين بين الوزارة وبين منظومة البلطجة إلى الحد الذي يتبادل فيه الطرفان الرسائل حتى من داخل السجون ، خاصة في ظل الاتهامات الصريحة والمتواترة عن توظيف بعض الأجهزة الأمنية للبلطجية ، أو حسب الكود الإعلامي الخاص بهم "الأهالي" في مواجهة مظاهرات القوى المعارضة وقمعها .
بطبيعة الحال كان في حديث الوزير الكثير من الحكايات المروعة عن طبيعة علاقته كوزير بقيادته السياسية ، وهي وقائع ربما تخدم جماعة الإخوان والرئيس المعزول كثيرا في أي محاكمات مقبلة ، لكن الشاهد أن هذا الحديث يكشف عن مشاعر الوزير ورؤيته للواقع والمجتمع والدولة والشعب ، وقد تحدث عن المؤامرة الدولية التي تحاك ضد مصر وتقودها أمريكا وبريطانيا وألمانيا ، ربما في محاولة منه لاسترجاع قصص "العدوان الثلاثي على مصر" في أيام عبد الناصر!! ، ولقد كنا نعتب عليه كثيرا ضحكه وتنكيته في حواراته مع الإعلاميين عقب قتل الشرطة حوالي ثمانين مواطنا عند المنصة في الواقعة الشهيرة قبل فض الاعتصامات ، وكأنه كان يعلق على حادثة نفوق بعض الدجاج أو القطط ،
غير أن حديثه أمس عن صبري نخنوخ ورسائله الخاصة إليه تجعلنا نكتشف المزيد من جوانب شخصيته التي ستساعد الباحثين ـ بالتأكيد ـ على فهم سياسة الوزارة في عهده الميمون .
...........
المصريون
جمال سلطان
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..