أخذتنا الدهشة من التصريح الذي نقلته صحيفة الاقتصادية بتاريخ يوم الاثنين
10 ذي القعدة 1434هـ، الموافق 16 سبتمبر 2013، العدد 7280, على لسان وزير
الزراعة الدكتور فهد عبد الرحمن بالغنيم، الذي قال فيه إن السعودية لم تحقق
أي اكتفاء ذاتي، لا في الدواجن ولا في الخضراوات، وأشار إلى أن الاكتفاء
الوحيد للسعودية في منتجات بيض المائدة، حيث تنتج 42% من استهلاكها من
الدواجن، ونحو 85% من استهلاكها من الخضراوات.
دعونا نتحدث عن مبعث الدهشة, حيث نعود بالذاكرة إلى تصريح للدكتور بالغنيم نفسه, على الصحيفة نفسها "الاقتصادية", بتاريخ الثلاثاء 19 صفر 1434هـ، الموافق 1 يناير 2013، العدد 7022, حيث أدلى بتصريحات في حوار للصحيفة عن الموضوع نفسه, وهو الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية الرئيسية في السعودية.
في تصريحه هذا، الأول، أكد وزير الزراعة فهد بالغنيم وصول السعودية إلى الاكتفاء الذاتي في معظم السلع الغذائية الرئيسية, ليس ذلك فقط, بل كشف عن اعتزام السعودية إقامة مخزون إستراتيجي من المنتجات الغذائية التموينية ضمن إستراتيجية شاملة تضمن في نهاية الأمر توفير السلع الغذائية بأسعار مناسبة، وبالتالي تحقيق الأمن الغذائي.
وفي تصريحه الأول أيضاً أشاد بأداء الحكومة, وقال إنه "انطلاقاً من مسؤوليتها وإدراكاً منها لأبعاد أهمية الغذاء بدأت منذ عقود في وضع إستراتيجية وطنية لتحقيق الأمن الغذائي لمواطنيها والمقيمين على أراضيها، فحظي القطاع الزراعي بنصيب وافر من الاهتمام والدعم، حيث أخذ هذا القطاع مكانة مهمة في السياسة الإنمائية للمملكة، محققاً نهضة شاملة وتطوراً سريعاً على الرغم من محدودية الموارد الطبيعية، كما أسهم في البناء العام للاقتصاد الوطني، وفي تحقيق التوازن الاجتماعي ورفع مستوى المعيشة للمواطن والوصول إلى الاكتفاء الذاتي في معظم السلع الغذائية الرئيسية".
ما بين التصريحين ليس سوى أشهر معدودات, وهو ما يحتاج إلى بيان وتوضيح من سعادة الدكتور وزير الزراعة, فكيف تكون المملكة في شهر صفر من عام 1434هـ, قد وصلت إلى الاكتفاء الذاتي في معظم السلع الغذائية الرئيسية, ثم بعد ذلك نفاجأ بأنها بعد عدة أشهر, وتحديداً في شهر ذي القعدة من عام 1434هـ, أي في العام نفسه, ترتد على أعقابها ولا تحقق الاكتفاء الذاتي في أي سلعة غذائية سوى البيض!!
في تلك القضية, شديدة الأهمية للمواطنين جميعهم, نحتاج أن نقف على الحقيقة بكل شفافية ونزاهة, والحقيقة كاملة تملكها وزارة الزراعة, ووزيرها المسؤول, الذي من منطلق مسؤوليته العظيمة, والتي هي محل تقدير واحترام, يجب أن يكشف الحقائق ويزيل ما قد يحدث من اضطراب في فهم تلك التصريحات المتضاربة, حسب رؤيتنا.
نحتاج أن نعرف ما صنعته وما تصنعه وزارة الزراعة على وجه التحديد, وبالأرقام, وما هي وظيفتها, إذا كانت تلك التصريحات الأخيرة دقيقة, وأن السعودية بميزانيتها المليارية لا تحقق الاكتفاء الذاتي إلا في طبق البيض فقط.
يحتاج المواطن السعودي أن يعرف أين موقف بلاده من قضية الأمن الغذائي باعتبارها قضية ذات أولوية للمواطن, وقضية ذات بعد شديد الصلة بالأمن القومي للسعودية, إذ الاكتفاء من الغذاء يضمن استقلال القرار السياسي, واستقرار أحوال البلاد.
إن الوضع المضطرب اقتصادياً وسياسياً على المستوى العالمي وعلى المستوى الإقليمي يفرض علينا في المملكة أن نولي قضية الاكتفاء الذاتي أهمية قصوى, ونضعها في صدارة الاهتمامات, حتى لا تتأثر أحوال المواطنين البسطاء بالاضطرابات العالمية, وحتى نحافظ على مستوى من العلاقات الدولية مع الدول الكبرى وغيرها على قاعدة استقلال القرار الوطني.
إن بحوثاً معمقة خرجت من الجامعات السعودية تعالج تلك القضية من زواياها المختلفة, لاسيما ما يرتبط منها بالعلاقة بين الاكتفاء الذاتي من المواد والسلع الغذائية الرئيسية وبين ندرة الموارد المائية في المملكة, وكيف يمكن إدارة هذا الملف بأفضل السبل, وهو ما يجب أن يكون محل تقدير وعناية من وزارة الزراعة, وهي بصدد التفكير في إستراتيجية الاكتفاء الذاتي من السلع الغذائية الرئيسية.
نحن في انتظار توضيح سعادة الدكتور فهد بالغنيم حتى نعلم أيهما نصدق "بالغنيم" أم "بالغنيم".
......................
أبو لجين إبراهيم_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
دعونا نتحدث عن مبعث الدهشة, حيث نعود بالذاكرة إلى تصريح للدكتور بالغنيم نفسه, على الصحيفة نفسها "الاقتصادية", بتاريخ الثلاثاء 19 صفر 1434هـ، الموافق 1 يناير 2013، العدد 7022, حيث أدلى بتصريحات في حوار للصحيفة عن الموضوع نفسه, وهو الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية الرئيسية في السعودية.
في تصريحه هذا، الأول، أكد وزير الزراعة فهد بالغنيم وصول السعودية إلى الاكتفاء الذاتي في معظم السلع الغذائية الرئيسية, ليس ذلك فقط, بل كشف عن اعتزام السعودية إقامة مخزون إستراتيجي من المنتجات الغذائية التموينية ضمن إستراتيجية شاملة تضمن في نهاية الأمر توفير السلع الغذائية بأسعار مناسبة، وبالتالي تحقيق الأمن الغذائي.
وفي تصريحه الأول أيضاً أشاد بأداء الحكومة, وقال إنه "انطلاقاً من مسؤوليتها وإدراكاً منها لأبعاد أهمية الغذاء بدأت منذ عقود في وضع إستراتيجية وطنية لتحقيق الأمن الغذائي لمواطنيها والمقيمين على أراضيها، فحظي القطاع الزراعي بنصيب وافر من الاهتمام والدعم، حيث أخذ هذا القطاع مكانة مهمة في السياسة الإنمائية للمملكة، محققاً نهضة شاملة وتطوراً سريعاً على الرغم من محدودية الموارد الطبيعية، كما أسهم في البناء العام للاقتصاد الوطني، وفي تحقيق التوازن الاجتماعي ورفع مستوى المعيشة للمواطن والوصول إلى الاكتفاء الذاتي في معظم السلع الغذائية الرئيسية".
ما بين التصريحين ليس سوى أشهر معدودات, وهو ما يحتاج إلى بيان وتوضيح من سعادة الدكتور وزير الزراعة, فكيف تكون المملكة في شهر صفر من عام 1434هـ, قد وصلت إلى الاكتفاء الذاتي في معظم السلع الغذائية الرئيسية, ثم بعد ذلك نفاجأ بأنها بعد عدة أشهر, وتحديداً في شهر ذي القعدة من عام 1434هـ, أي في العام نفسه, ترتد على أعقابها ولا تحقق الاكتفاء الذاتي في أي سلعة غذائية سوى البيض!!
في تلك القضية, شديدة الأهمية للمواطنين جميعهم, نحتاج أن نقف على الحقيقة بكل شفافية ونزاهة, والحقيقة كاملة تملكها وزارة الزراعة, ووزيرها المسؤول, الذي من منطلق مسؤوليته العظيمة, والتي هي محل تقدير واحترام, يجب أن يكشف الحقائق ويزيل ما قد يحدث من اضطراب في فهم تلك التصريحات المتضاربة, حسب رؤيتنا.
نحتاج أن نعرف ما صنعته وما تصنعه وزارة الزراعة على وجه التحديد, وبالأرقام, وما هي وظيفتها, إذا كانت تلك التصريحات الأخيرة دقيقة, وأن السعودية بميزانيتها المليارية لا تحقق الاكتفاء الذاتي إلا في طبق البيض فقط.
يحتاج المواطن السعودي أن يعرف أين موقف بلاده من قضية الأمن الغذائي باعتبارها قضية ذات أولوية للمواطن, وقضية ذات بعد شديد الصلة بالأمن القومي للسعودية, إذ الاكتفاء من الغذاء يضمن استقلال القرار السياسي, واستقرار أحوال البلاد.
إن الوضع المضطرب اقتصادياً وسياسياً على المستوى العالمي وعلى المستوى الإقليمي يفرض علينا في المملكة أن نولي قضية الاكتفاء الذاتي أهمية قصوى, ونضعها في صدارة الاهتمامات, حتى لا تتأثر أحوال المواطنين البسطاء بالاضطرابات العالمية, وحتى نحافظ على مستوى من العلاقات الدولية مع الدول الكبرى وغيرها على قاعدة استقلال القرار الوطني.
إن بحوثاً معمقة خرجت من الجامعات السعودية تعالج تلك القضية من زواياها المختلفة, لاسيما ما يرتبط منها بالعلاقة بين الاكتفاء الذاتي من المواد والسلع الغذائية الرئيسية وبين ندرة الموارد المائية في المملكة, وكيف يمكن إدارة هذا الملف بأفضل السبل, وهو ما يجب أن يكون محل تقدير وعناية من وزارة الزراعة, وهي بصدد التفكير في إستراتيجية الاكتفاء الذاتي من السلع الغذائية الرئيسية.
نحن في انتظار توضيح سعادة الدكتور فهد بالغنيم حتى نعلم أيهما نصدق "بالغنيم" أم "بالغنيم".
أبو لجين إبراهيم_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..