السبت، 19 أكتوبر 2013

الخلايا الطائشة

 لا يُفهم سبب قيادة سائقين لسياراتهم ليلاً بسرعة جنونية والأنوار مطفأة! ويبدو لي أن السعادة تغمرهم حينما يُحدثون ترويعاً للآخرين، وكأنهم أطفال في أفلام الرعب، وتزداد سعادتهم كلما كان الطريق طويلاً. لم أفهم سبباً للسعادة، أما الدالّ عليها فهو إصرار مشوب بنشوة تختلط إما بموسيقى أو حركات خرقاء.
تبرز خطورة هذه الظاهرة في طرق طويلة يغمرها الظلام، صحيح أنها موجودة في المدن – هذا واقع -، لكن طرق المدن في الغالب مضاءة، ما يسمح برؤية هؤلاء «الأشاوس» قبل مفاجأتهم للسالكين الآمنين، أما الطرق الطويلة فلا إضاءة فيها، ويفاجأ من يقود سيارته في أمان الله بمروق سهم ناري سريع بجواره.
إنه لا يستطيع التأكد مما رأى إلا بعد ابتعاده، أما إذا كان سائق المركبة في المسار الأيسر وتصادف ذلك مع قدوم شبح «مطفي النور» فالويل له!
لا يعني هذه الخلايا الطائشة وضع الطريق أو سالكيه. ستغمرهم في لحظة أضواء غازية كاشفة ربما تودي بهم ومن معهم، أما الظاهرة الأكثر جِدة في الطرق الطويلة، فهي إشعال نور لمبة أمامية واحدة فقط، تكون في العادة غازية، وهذا يعني إضاءة أقوى وأكثر تركيزاً وضرراً على السائقين الآخرين، وهذا النوع من «إرهابيي» الطرقات الطويلة يحرص على طمس لوحاته لعلمه بأن ما يفعله جريمة. إنها في تقديري أكبر وأشنع من مخالفة.
في ليل أول أيام العيد كان أحد الأصدقاء عائداً إلى الرياض من المجمعة، وفجأة مرق بجواره سهم «إرهابي» سريع «ماسح الطبلون»، فاتصل لأكثر من ربع ساعة بأمن الطرق من دون فائدة. أراد التبليغ عنه فـ«المواطن رجل الأمن الأول»، فلربما ينقذ حياة آخرين أو يوقف مستهتراً عند حده، وربما يعيد برمجة خلية طائشة، لكن لم يرد عليه أحد
Posted: 18 Oct 2013 02:26 PM PDT
عبد العزيز احمد السويد
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..