الأحد، 3 نوفمبر 2013

أبناؤنا في خطر .. رسالة إلى الوالدين

الأسبوع الماضي سألني أحد طلاب الصف الأول المتوسط إن كان لي حساب في تويتر، أو الفيس بوك ، أو الانستغرام..!! لم أتفاجأ من سؤاله خاصة أنني أعرف أن أغلب الأطفال في هذا السن لديهم أجهزة لوحية مليئة بهذه البرامج، وغيرها من برامج التواصل الاجتماعي، سألته إن كان هو لديه حساب فيها؟ أجاب متفاخرا عندي يا أستاذ، وأخذ بزهو أمام زملائه يعدد لي برامج أخرى له فيها معرفات ..!! ثم سألته عن والديه هل يعرفون عن هذه البرامج، ويتعاملون معها، ويعلمون أن لديه حساباً فيها؟!! رد الطالب مبتسماً ... يسمعون فيها يااااستاااذ..!! .. بعد الحصة أخذته إلى غرفة المرشد وهناك سألته عن ماذا يستفيد أو استفاد من هذه البرامج، وكانت الإجابة كما توقعت ... لا شي، ثم استدرك أتعرف على ناس جدد،وأسولف معهم..!! ثم سألته السؤال التالي حتى أعرف إلى أي مدى توسع في استخدام هذه البرامج .. قلت له لو كان لك أخت ... هل ستسمح بأن يكون لها حساب في تويتر أو الفيس بوك مثلاً ؟!! جاءني الرد سريعا وحازما لاااا يا استاذ...!!! .. أما لماذا لاااا..فأترك ذلك لكم، ولخيالكم .
إن انفراد الأطفال والمراهقين في التعامل مع هذه البرامج وما شابهها قد يقودهم إلى معرفات وحسابات إباحية، وإلحادية، والتعرف على أشخاص ذوي سلوك منحرف، أو آراء متطرفة، أو متحررة، مما يشكل خطورة بالغة على تربيتهم، وتشكيل شخصيتهم، وهويتهم، وليس شرطاً أن يكون هو من يبحث عنها فقد تصل إليه بالمصادفة ثم يقوده الفضول إلى التعمق فيها، وتكمن خطورتها في صعوبة منع أصحاب هذه الحسابات من الوصول إليهم ، وكذلك صعوبة مراقبتهم، فقد يكون المراهق مع والديه وجهازه في يده وهو يبحر في هذه العوالم القذرة .
أتمنى أن لا يقول قائل إني ( مكبر الموضوع ) لأن الموضوع في الأصل كبير، وخطير !! ولاشك أن العاقل يعرف المفيد من الضار والغث من السمين ، إنما الخطر وكل الخطر- وأنا أعي هذه الكلمة - إذا تعامل الأطفال، والمراهقون مع هذه البرامج ، فهنا قد يقع المحظور، خاصة إذا كان الوالدان أميين في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، وتقنية الاتصالات ، أو كانا مع الأسف ( ساهين لاهين ) بحجة الانشغال، أو كانا ممن يرفع شعار ( الهادي الله ) وهو يشرب فنجال قهوته.
لم يعد التهديد والرفض غير المبرر مجديا مع جيل هذا الوقت، جيل التقنية وثورة الاتصالات، لأنه وبكل بساطة سيجد ما يبحث عنه عند الغير، ولا للثقة المطلقة، وحتى إن وثقنا بهم فليس في الشيطان ثقة.
يجب عليك أيها الأب، أيتها الأم، أيها المربي وقبل كل شي أن تنمي في أبنائك الوازع الديني، ومخافة الله، والمراقبة الذاتية، ثم المسارعة إلى التواصل مع المرشدين الأسريين، والأخصائيين الاجتماعيين، والنفسيين لتعرف كيف تحمي أبناءك من هذه البرامج، وكيف يمكن لهم الاستفادة منها مع أني لا أجد فيها تلك الفائدة لمن هم في مثل عُمر هذا الطالب أو قريب منه .
أبناؤنا في خطر .. رسالة  إلى الوالدين

خربشات فاضي

احمد بن جزاء العوفي
الأحد 03/11/2013


_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..