ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺑﻌﺾ ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﺍﻟﻤﺒﺘﻌﺜﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ ﻳﺮﺍﺳﻠﻮﻧﻨﻲ، ﻣﺪﺍﻓﻌﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﺭﺳﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻳﺒﺮﺭﻭﻥ ﻋﻤﺎ ﺳﻠﻄﺖ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺠﺎﻩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ
ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺮﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺰﻣﻼﺀ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﻴﻦ
ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻭﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ، ﻭﻗﺪ ﺗﻄﺮﻗﻮﺍ ﻟﻠﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺰﺍﻫﻴﺔ ﻓﻘﻂ، ﺑﺘﺪﻟﻴﺲ
ﻣﻌﻴﺐ ﻭﺗﻨﺎﻭﻝ ﻏﻴﺮ ﻋﻠﻤﻲ.
ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﻤﺒﺘﻌﺚ ﺑﺒﻼﺩ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻗﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ "ﻛﻴﻮ"
ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﺔ، ﺃﺣﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ، ﻭﺃﺭﺳﻞ ﻟﻲ ﻳﺼﺤﺢ ﻟﻲ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﺍﻷﺳﻼﻙ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻜﺔ
ﺑﺸﻜﻞ ﺷﺎﺋﻪ ﺑﻮﺳﻂ ﻃﻮﻛﻴﻮ، ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺮﻛﻮﻫﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ، ﻷﻥ
ﺍﻷﺳﻬﻞ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ، ﻭﺃﺟﺒﺘﻪ: "ﺃﻫﺬﻩ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ
ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﺻﻨﺎﻋﻴﺎ ﻭﺣﻀﺎﺭﻳﺎ، ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺠﺪ ﺣﻼ ﻷﺳﻼﻛﻬﺎ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻛﻬﺎ
ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺸﺎﺋﻪ ﻭﺍﻟﻤﻌﻴﺐ؟!".
ﺍﻟﺘﻘﻴﺖ ﺍﻻﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﺯﻣﻴﻠﻪ ﺃﻧﺲ ﺍﻟﻤﻮﺭﻋﻲ ﻓﻲ ﻃﻮﻛﻴﻮ، ﻭﻛﻨﺖ ﻣﺤﻈﻮﻇﺎ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺛﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﺍﻟﻤﺒﺘﻌﺜﻴﻦ ﻫﻨﺎﻙ، ﻓﻲ ﺣﻔﻞ ﺇﻓﻄﺎﺭ ﻳﻮﻡ "ﻋﺮﻓﺔ" ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺎﻣﻪ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍﻟﺨﻠﻮﻕ ﺩ. ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺗﺮﻛﺴﺘﺎﻧﻲ، ﻭﻫﻤﺴﺖ ﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺨﻼﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﻠﺤﻘﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺸﻜﻞ ﺭﺍﺋﻊ؛ ﻳﺼﺐّ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺑﺤﻖ، ﻭﻛﻢ ﻛﻨﺖ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﺍﻫﻢ ﻳﺘﻘﺎﻃﺮﻭﻥ ﻭﻳﻤﻠﺆﻭﻥ ﺍﻟﺼﺎﻟﺔ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻄﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻌﻬﻢ، ﻭﺃﻟﻘﻴﺖ ﻛﻠﻤﺔ ﺿﻤﻨﺘﻬﺎ، ﻣﺎ ﻳﺘﻮﺳﻢ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻭﻻﺓ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﻋﻮﺩﺗﻬﻢ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺍﻷﻣﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻧﻬﻀﺔ ﺣﻀﺎﺭﻳﺔ ﺗﻨﻘﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻤﺼﺎﻑ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ.
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﻣﻊ ﺍﻻﺑﻨﻴﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﺃﻧﺲ، ﺑﺎﺣﺎ ﻟﻲ ﺑﺄﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﻤﺒﺘﻌﺜﻴﻦ ﻟﻠﻴﺎﺑﺎﻥ ﻗﻠﺔ، ﻓﺄﺟﺒﺘﻬﻤﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺯﻡّ ﺷﻔﺘﻲ: "ﻫﺬﺍ ﻃﺒﻴﻌﻲ، ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﻜﺎﻥ ﺃﻱ ﻃﺎﻟﺐ، ﻻﺗﺠﻬﺖ ﻓﻮﺭﺍ ﻷﻣﻴﺮﻛﺎ، ﺃﻭ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺃﺿﻴﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ، ﻭﺣﺮﻭﻓﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﻴﻔﺔ، ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ، ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﻭﻃﻨﻲ ﺗﻄﻠﺐ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ، ﻓﻬﻠﻤﺎ ﻭﺃﻗﻨﻌﺎﻧﻲ ﺃﻭﻻ ﺑﺠﺪﻭﻯ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺑﺎﻟﻴﺎﺑﺎﻥ؟".
ﻇﻨﻨﺖ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻓﺤﻤﺖ ﺍﻻﺑﻨﻴﻦ، ﺑﻴﺪ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺑﻜﻞ ﺃﺩﺏ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻮﻗﺎﻥ ﻟﻲ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ، ﺭﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻘﻂ ﺧﻴﺎﺭﺍ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ، ﺑﻞ ﻣﻄﻠﺐ ﻭﻭﺍﺟﺐ ﻣﻠﹽﺢ، ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺷﺮﺍﻛﺘﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ، ﻓـ 70% ﻣﻦ ﺻﺎﺩﺭﺍﺗﻨﺎ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﻵﺳﻴﺎ ﻭﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ، ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻗﻞّ ﻛﺜﻴﺮﺍ.
ﻭﺍﻷﻣﺮ ﺍﻵﺧﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ ﻻ ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﺟﻨﺪﺓ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﻫﻢ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ، ﻓﺄﺩﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻴﻪ، ﻓﺎﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﻻ ﻳﺪﺭﺱ ﻧﻈﺮﻳﺎ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﺳﻴﺘﻘﻦ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﺑﻞ ﺇﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺠﺎﻧﺎ ﻟﻠﻄﻼﺏ، ﻋﻜﺲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺧﺮﻳﺠﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ، ﺳﻴﻜﻮﻧﻮﻥ ﻣﺆﻫﻠﻴﻦ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ، ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺗﺨﺼﺼﺎﺗﻬﻢ ﻭﺣﺴﺐ، ﺑﻞ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻭﺍﻟﺪﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﺍﻻﻧﺼﺮﺍﻑ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻺﻧﺠﺎﺯ، ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﻓﻲ ﺃﺭﺍﻣﻜﻮ، ﺻﺮﺡ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺍﻟﻤﺘﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ ﻣﺨﺘﻠﻒ، ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﺸﻴﺘﻪ.
ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻛﺸﺮﻛﺔ "ﺑﺘﺮﻭﺭﺍﺑﻎ"، ﻓﺎﻟﺨﺮﻳﺞ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﺳﻴﺠﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻮﺭ ﺗﺨﺮﺟﻪ.
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﻟﻲ ﺍﻻﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﺄﻥ "ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ"، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺣﺘﻜﺎﻛﻪ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺑﺎﻟﺸﺨﺺ، ﻭﺟﺪ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻌﻬﻢ، ﻭﻫﻲ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣﺘﻌﺒﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﻳﻐﻨﻢ ﺑﺎﻷﺧﻴﺮ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻓﻴﺘﻌﻠﻢ ﺍﻻﺑﻦ ﻣﺰﺍﻳﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﻃﺮﻳﻘﺘﻬﻢ ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺒﻊ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﻳﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻌﻬﻢ، ﻭﻟﻤﹽﺎ ﻳﺰﻝ ﺍﻻﺑﻦ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ، ﻣﻤﺎ ﺃﻋﻄﺎﻧﻲ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ﻭﺿﻴﺌﺎ ﻟﻠﺸﺎﺏ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺍﻟﻤﺒﺘﻌﺚ، ﻓﺮﻏﻢ ﻣﺎ ﻧﺴﻤﻌﻪ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﻔﺔ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﺒﺘﻌﺜﻴﻦ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﺧﻼﻗﺔ ﻧﻔﺨﺮ ﺑﻬﺎ ﻛﻮﻃﻦ.
ﺷﻜﺮﺕ ﺍﻻﺑﻨﻴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻮﻗﻴﻦ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ، ﺑﺮﻏﻢ ﻛﻞ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ، ﻓﻬﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﺻﻨﺎﻋﻴﺎ، ﻭﻟﻬﺎ ﺛﻘﻠﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﺑﻠﻐﺖ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻋﺪﺕ ﻣﻦ ﻓﻮﺭﻱ ﻷﺭﺍﺟﻊ ﻧﺴﺐ ﺍﻟﻤﺒﺘﻌﺜﻴﻦ ﻭﺗﻮﺯﻳﻌﻬﻢ، ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﺁﺧﺮ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻧﺸﺮﺗﻬﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ (ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ 3ﻣﺎﺭﺱ 2013ﻡ) ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﻃﻼﺑﻨﺎ ﻳﺼﻞ ﻟـ(149) ﺃﻟﻒ ﻣﺒﺘﻌﺚ، ﻓﻲ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ ﻓﻘﻂ (69235) ﻣﺒﺘﻌﺜﺎ، ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻐﻮﺍ (14459) ﻣﺒﺘﻌﺜﺎً، ﻭﻛﻨﺪﺍ(13801) ﻣﺒﺘﻌﺚ، ﺛﻢ ﺃﺳﺘﺮﺍﻟﻴﺎ (8789) ﻣﺒﺘﻌﺜﺎ.
ﻳﻘﺎﺑﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﺷﺮﻕ ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﻛﺒﺮﻯ ﻣﻌﻬﻢ، ﺍﻟﺼﻴﻦ (1143) ﻣﺒﺘﻌﺜﺎً، ﻭﻓﻲ ﻛﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ (200) ﻣﺒﺘﻌﺚ، ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ (499) ﻣﺒﺘﻌﺜﺎ.
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺧﺎﺩﻡ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﻴﻦ ﻟﻼﺑﺘﻌﺎﺙ، ﺗﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻳﺔ؛ ﺃﻧﻪ ﺃﺗﺎﺡ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺙ ﻟﺪﻭﻝ ﺷﺘﻰ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺘﺼﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﺛﻤﺔ ﻣﻠﺤﻘﻴﺎﺕ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺃﻧﺸﺌﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻵﺳﻴﻮﻳﺔ، ﻭﻫﺬﻩ ﻧﻘﻄﺔ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺑﺮﺃﻳﻲ.
ﻟﺴﺖ ﻣﺘﺨﺼﺼﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺇﻋﻼﻣﻲ ﻣﺘﻮﺍﺿﻊ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﻭﺃﺷﻌﺮ ﺃﻥّ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﻲ ﻭﺯﻳﺮ ﺗﻌﻠﻴﻤﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺩ. ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﻌﻨﻘﺮﻱ، ﻭﻓﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺙ؛ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻﺼﺔ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻟﺪﻭﻝ ﺷﺮﻕ ﺁﺳﻴﺎ، ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮ ﻋﻨﺪﻧﺎ، ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺑﺘﺮﻭﻟﻨﺎ، ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﺳﺘﺰﻳﺪ ﺷﺮﺍﻛﺎﺗﻨﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻌﻬﻢ، ﻭﻧﺴﺐ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ.
ﻭﻻ ﻧﻐﻔﻞ ﺃﻣﺮﺍ ﺁﺧﺮ، ﻓﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺎﺕ ﺷﺘﻰ ﺗﻌﻮﺩ ﺑﺎﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻛﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﻮﺩﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻘﻂ، ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﻨﺎ، ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﺗﻨﻮﻉ ﺛﻘﺎﻓﺎﺕ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﻨﻘﻠﻮﻥ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﺗﻠﻜﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻮﻫﺎ ﻭﺍﻗﻌﺎ ﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺑﻤﺎ ﻧﺘﻮﺳﻢ ﻣﻨﻬﻢ.
ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﺃﻋﻄﺘﻨﺎ ﺩﺭﺳﺎ ﺑﺄﻻ ﻧﻀﻊ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻛﻠﻪ ﻓﻲ ﺳﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺘﻨﺎ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻓﻼ ﺻﺪﻳﻖ ﺩﺍﺋﻢ ﻓﻲ ﺩﻧﻴﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ.
ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﺷﺮﻕ ﺁﺳﻴﺎ، ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻨﺎ ﻳﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ.
بقلم:عبدالعزيز قاسم
صحيفة الوطن
ﺍﻟﺘﻘﻴﺖ ﺍﻻﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﺯﻣﻴﻠﻪ ﺃﻧﺲ ﺍﻟﻤﻮﺭﻋﻲ ﻓﻲ ﻃﻮﻛﻴﻮ، ﻭﻛﻨﺖ ﻣﺤﻈﻮﻇﺎ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺛﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﺍﻟﻤﺒﺘﻌﺜﻴﻦ ﻫﻨﺎﻙ، ﻓﻲ ﺣﻔﻞ ﺇﻓﻄﺎﺭ ﻳﻮﻡ "ﻋﺮﻓﺔ" ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺎﻣﻪ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍﻟﺨﻠﻮﻕ ﺩ. ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺗﺮﻛﺴﺘﺎﻧﻲ، ﻭﻫﻤﺴﺖ ﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺨﻼﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﻠﺤﻘﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺸﻜﻞ ﺭﺍﺋﻊ؛ ﻳﺼﺐّ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺑﺤﻖ، ﻭﻛﻢ ﻛﻨﺖ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﺍﻫﻢ ﻳﺘﻘﺎﻃﺮﻭﻥ ﻭﻳﻤﻠﺆﻭﻥ ﺍﻟﺼﺎﻟﺔ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻄﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻌﻬﻢ، ﻭﺃﻟﻘﻴﺖ ﻛﻠﻤﺔ ﺿﻤﻨﺘﻬﺎ، ﻣﺎ ﻳﺘﻮﺳﻢ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻭﻻﺓ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﻋﻮﺩﺗﻬﻢ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺍﻷﻣﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻧﻬﻀﺔ ﺣﻀﺎﺭﻳﺔ ﺗﻨﻘﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻤﺼﺎﻑ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ.
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﻣﻊ ﺍﻻﺑﻨﻴﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﺃﻧﺲ، ﺑﺎﺣﺎ ﻟﻲ ﺑﺄﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﻤﺒﺘﻌﺜﻴﻦ ﻟﻠﻴﺎﺑﺎﻥ ﻗﻠﺔ، ﻓﺄﺟﺒﺘﻬﻤﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺯﻡّ ﺷﻔﺘﻲ: "ﻫﺬﺍ ﻃﺒﻴﻌﻲ، ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﻜﺎﻥ ﺃﻱ ﻃﺎﻟﺐ، ﻻﺗﺠﻬﺖ ﻓﻮﺭﺍ ﻷﻣﻴﺮﻛﺎ، ﺃﻭ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺃﺿﻴﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ، ﻭﺣﺮﻭﻓﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﻴﻔﺔ، ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ، ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﻭﻃﻨﻲ ﺗﻄﻠﺐ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ، ﻓﻬﻠﻤﺎ ﻭﺃﻗﻨﻌﺎﻧﻲ ﺃﻭﻻ ﺑﺠﺪﻭﻯ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺑﺎﻟﻴﺎﺑﺎﻥ؟".
ﻇﻨﻨﺖ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻓﺤﻤﺖ ﺍﻻﺑﻨﻴﻦ، ﺑﻴﺪ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺑﻜﻞ ﺃﺩﺏ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻮﻗﺎﻥ ﻟﻲ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ، ﺭﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻘﻂ ﺧﻴﺎﺭﺍ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ، ﺑﻞ ﻣﻄﻠﺐ ﻭﻭﺍﺟﺐ ﻣﻠﹽﺢ، ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺷﺮﺍﻛﺘﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ، ﻓـ 70% ﻣﻦ ﺻﺎﺩﺭﺍﺗﻨﺎ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﻵﺳﻴﺎ ﻭﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ، ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻗﻞّ ﻛﺜﻴﺮﺍ.
ﻭﺍﻷﻣﺮ ﺍﻵﺧﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ ﻻ ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﺟﻨﺪﺓ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﻫﻢ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ، ﻓﺄﺩﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻴﻪ، ﻓﺎﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﻻ ﻳﺪﺭﺱ ﻧﻈﺮﻳﺎ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﺳﻴﺘﻘﻦ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﺑﻞ ﺇﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺠﺎﻧﺎ ﻟﻠﻄﻼﺏ، ﻋﻜﺲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺧﺮﻳﺠﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ، ﺳﻴﻜﻮﻧﻮﻥ ﻣﺆﻫﻠﻴﻦ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ، ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺗﺨﺼﺼﺎﺗﻬﻢ ﻭﺣﺴﺐ، ﺑﻞ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻭﺍﻟﺪﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﺍﻻﻧﺼﺮﺍﻑ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻺﻧﺠﺎﺯ، ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﻓﻲ ﺃﺭﺍﻣﻜﻮ، ﺻﺮﺡ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺍﻟﻤﺘﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ ﻣﺨﺘﻠﻒ، ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﺸﻴﺘﻪ.
ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻛﺸﺮﻛﺔ "ﺑﺘﺮﻭﺭﺍﺑﻎ"، ﻓﺎﻟﺨﺮﻳﺞ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﺳﻴﺠﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻮﺭ ﺗﺨﺮﺟﻪ.
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﻟﻲ ﺍﻻﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﺄﻥ "ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ"، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺣﺘﻜﺎﻛﻪ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺑﺎﻟﺸﺨﺺ، ﻭﺟﺪ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻌﻬﻢ، ﻭﻫﻲ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣﺘﻌﺒﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﻳﻐﻨﻢ ﺑﺎﻷﺧﻴﺮ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻓﻴﺘﻌﻠﻢ ﺍﻻﺑﻦ ﻣﺰﺍﻳﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﻃﺮﻳﻘﺘﻬﻢ ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺒﻊ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﻳﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻌﻬﻢ، ﻭﻟﻤﹽﺎ ﻳﺰﻝ ﺍﻻﺑﻦ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ، ﻣﻤﺎ ﺃﻋﻄﺎﻧﻲ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ﻭﺿﻴﺌﺎ ﻟﻠﺸﺎﺏ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺍﻟﻤﺒﺘﻌﺚ، ﻓﺮﻏﻢ ﻣﺎ ﻧﺴﻤﻌﻪ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﻔﺔ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﺒﺘﻌﺜﻴﻦ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﺧﻼﻗﺔ ﻧﻔﺨﺮ ﺑﻬﺎ ﻛﻮﻃﻦ.
ﺷﻜﺮﺕ ﺍﻻﺑﻨﻴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻮﻗﻴﻦ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ، ﺑﺮﻏﻢ ﻛﻞ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ، ﻓﻬﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﺻﻨﺎﻋﻴﺎ، ﻭﻟﻬﺎ ﺛﻘﻠﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﺑﻠﻐﺖ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻋﺪﺕ ﻣﻦ ﻓﻮﺭﻱ ﻷﺭﺍﺟﻊ ﻧﺴﺐ ﺍﻟﻤﺒﺘﻌﺜﻴﻦ ﻭﺗﻮﺯﻳﻌﻬﻢ، ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﺁﺧﺮ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻧﺸﺮﺗﻬﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ (ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ 3ﻣﺎﺭﺱ 2013ﻡ) ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﻃﻼﺑﻨﺎ ﻳﺼﻞ ﻟـ(149) ﺃﻟﻒ ﻣﺒﺘﻌﺚ، ﻓﻲ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ ﻓﻘﻂ (69235) ﻣﺒﺘﻌﺜﺎ، ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻐﻮﺍ (14459) ﻣﺒﺘﻌﺜﺎً، ﻭﻛﻨﺪﺍ(13801) ﻣﺒﺘﻌﺚ، ﺛﻢ ﺃﺳﺘﺮﺍﻟﻴﺎ (8789) ﻣﺒﺘﻌﺜﺎ.
ﻳﻘﺎﺑﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﺷﺮﻕ ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﻛﺒﺮﻯ ﻣﻌﻬﻢ، ﺍﻟﺼﻴﻦ (1143) ﻣﺒﺘﻌﺜﺎً، ﻭﻓﻲ ﻛﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ (200) ﻣﺒﺘﻌﺚ، ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ (499) ﻣﺒﺘﻌﺜﺎ.
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺧﺎﺩﻡ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﻴﻦ ﻟﻼﺑﺘﻌﺎﺙ، ﺗﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻳﺔ؛ ﺃﻧﻪ ﺃﺗﺎﺡ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺙ ﻟﺪﻭﻝ ﺷﺘﻰ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺘﺼﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﺛﻤﺔ ﻣﻠﺤﻘﻴﺎﺕ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺃﻧﺸﺌﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻵﺳﻴﻮﻳﺔ، ﻭﻫﺬﻩ ﻧﻘﻄﺔ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺑﺮﺃﻳﻲ.
ﻟﺴﺖ ﻣﺘﺨﺼﺼﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺇﻋﻼﻣﻲ ﻣﺘﻮﺍﺿﻊ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﻭﺃﺷﻌﺮ ﺃﻥّ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﻲ ﻭﺯﻳﺮ ﺗﻌﻠﻴﻤﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺩ. ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﻌﻨﻘﺮﻱ، ﻭﻓﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺙ؛ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻﺼﺔ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻟﺪﻭﻝ ﺷﺮﻕ ﺁﺳﻴﺎ، ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮ ﻋﻨﺪﻧﺎ، ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺑﺘﺮﻭﻟﻨﺎ، ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﺳﺘﺰﻳﺪ ﺷﺮﺍﻛﺎﺗﻨﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻌﻬﻢ، ﻭﻧﺴﺐ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ.
ﻭﻻ ﻧﻐﻔﻞ ﺃﻣﺮﺍ ﺁﺧﺮ، ﻓﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺎﺕ ﺷﺘﻰ ﺗﻌﻮﺩ ﺑﺎﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻛﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﻮﺩﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻘﻂ، ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﻨﺎ، ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﺗﻨﻮﻉ ﺛﻘﺎﻓﺎﺕ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﻨﻘﻠﻮﻥ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﺗﻠﻜﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻮﻫﺎ ﻭﺍﻗﻌﺎ ﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺑﻤﺎ ﻧﺘﻮﺳﻢ ﻣﻨﻬﻢ.
ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﺃﻋﻄﺘﻨﺎ ﺩﺭﺳﺎ ﺑﺄﻻ ﻧﻀﻊ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻛﻠﻪ ﻓﻲ ﺳﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺘﻨﺎ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻓﻼ ﺻﺪﻳﻖ ﺩﺍﺋﻢ ﻓﻲ ﺩﻧﻴﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ.
ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﺷﺮﻕ ﺁﺳﻴﺎ، ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻨﺎ ﻳﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ.
بقلم:عبدالعزيز قاسم
صحيفة الوطن
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..