الحب شعور تستريح إليه النفوس السوية وكلما اتسع نطاقه في القلب زادت
النفس اطمئناناً وسروراً
وتفاؤلاً ورجاء وصبراً وبذلاً وحمِيَّة وصفحا
عدد من المشاعر تمتزج في القلب فيتكون منها الحب ويكون هشاً دون اكتمالها منها الإيثار والتواضع والقدرة على الحلم والصفح والصبر والرحمة والقناعة.
إذا اضمحل الحب فاعلم أنها لم تمتزج في القلب كل أدواته ولم يستكمل المعاني المحققة له ،إذا انقلب حبك كرها وصداقتك عداوة تيقن أن مرضاً بين جنبيك
حين يصح الحب في الفؤاد يختفي الحسد والحقد والشراهة والهم والضيق والجشع واليأس لا تخدع نفسك وتظن أنك محب وبعض هذه الأدواء يعتلج بين جوانحك
حين يصح الحب في القلوب يعظم الأمل والرجاء والثقة ويزداد الجد ويستقيم العمل ويقل الفساد ويُحفظ المال ويضعف الخلاف وتتوحد الكلمة
الحب يعين على البلاء وتهون معه المصائب وتتولد منه الحكمة ويدفع إلى كريم الفِعَال وتُعَالجُ به أمراض النفوس وأسقام الأبدان وخلل الأقوال والأعمال
حين يصح الحب تتساقط الأهواء وتعلو الحقائق وتُفتحُ الأقاليم وتسود الأمة وتشيع الدعوة وتزدهر المكارم وتُحْتَمل المغارم وتصبح الآلام تاريخاً والبهجة مستقبلا.
ومن عظمة الحب أن جعله الله تعالى شعاراً للعلاقة بينه وبين أصفيائه من المؤمنين (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه)
مدح اللهُ بالحب أنصارَ نبيه صلى الله عليه وسلم (يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)
يمثل الحب خصلتين من ثلاث تتحقق بها حلاوة الإيمان(من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبداً لا يحبه إلا لله...)الحديث
أقسم النبي صلى الله عليه وسلم أن الإيمان لا يكون إلا بالمحبة ( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا)
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرشد إلى ما يُثمر المحبة من العبادات والعادات (ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم! أفشوا السلام بينكم)
ومن إرشادات النبي صلى الله عليه وسلم التي تثمر الحب في القلوب كما في روى البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة (تهادوا تحابوا)
كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإخبار عن الحب حتى تشيع المحبة وينتشر ذكرها فقال:(إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه)
حبُ النبي علامةُ وجود الإيمان في القلب ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين )
ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله(رجلان تحابا في الله اجتمعا وتفرقا عليه)فكيف إذا امتلأت صحائفك بمن تحبهم في الله ويحبونك.
جاء في خطبة نبوية(واعلموا أن لله عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله)
إنهم المتحابون فيه
وفي مسند أحمد من حديثٍ قدسي(قد حقت محبتي للذين يتحابون من أجلي) ما أعظم العمل وما أعظم الجزاء
إن شأن الحب عند الله عظيم وإن أثره في النفس لكبير وسيادتُه في أي أمة مؤذنة بعزها فلا صاقل للأخلاق مثل الحب ولا فاتح للقلوب مثل الأخلاق
حين تُشتِّتُ الأمةَ أمراضُ القلوب ففتش عن الحب فالأمة المتحابة لا تنخرها الأمراض، وحين يضمحل الحبُ في الأمة ففتش عن العدل فالحب لا يعيش إلا معه
حين يبدو لك الحبُ وحده وليس معه العدل فتيقن أنك واهم وأنك ترى شيئاً آخر غير الحب قد يكون التملق والنفاق أو الهوى
أي دعوة للإصلاح لا تجعل الحب عنواناً لها فلن تجني الأمة منها إلا شوكا فعناوين الكره والنقمة والوقيعة إنما تورث الأرضَ الفسادَ
أقدر الناس على نشر الحب في الأمة قادتها حين يعدلون وعلماؤها حين يُبَيِّنون وكُتَّابها حين ينصفون وحسبك بالعدل والبيان والإنصاف إذا اجتمعوا
لماذا لا يكون نشر المحبة غاية يتعاون لأجلها العالم والمسؤول والكاتب والإعلامي ويتجه إليها سائر الناس
لو جعلنا إشاعة المحبة بيننا إحدى غاياتنا لأصبحنا مثالاً للأمم وحطمنا السياسات المتربصة بنا وانتشرت دعوتنا من تلقائها ومضينا إلى تحقيق الآمال وقد مهد الحب طريقنا
من فاض فؤاده بالمحبة لم يأخذ بالريبة ولم يؤاخذ بالسريرة وفرح بالمحامد وتغافل عن الزلات ووقف في وجه المسيء وتحرى قبل الإساءة وتبصر قبل التعجل وعدل حين الشنئان
الحب يقي اللسان العثرات والجوارح الزلات ويعصم من إساءة الظن في غير موضعه وأن يُلْدَغ المؤمن من جحر مرتين
حين تعمر المحبة قلباً سيعذر المخالف ويشفق على المبتدع ويجتهد في دعوة الكافر ويعمل في حفظ الخير وإزالة المنكر
الحب طويلة أحاديثه متشعبة شجونه فأقف عند هذا الحد في إطرائه ولا أتوقف عن الدعوة إليه والحمد لله رب العالمين
محمد بن إبراهيم السعيدي
مكة
وتفاؤلاً ورجاء وصبراً وبذلاً وحمِيَّة وصفحا
عدد من المشاعر تمتزج في القلب فيتكون منها الحب ويكون هشاً دون اكتمالها منها الإيثار والتواضع والقدرة على الحلم والصفح والصبر والرحمة والقناعة.
إذا اضمحل الحب فاعلم أنها لم تمتزج في القلب كل أدواته ولم يستكمل المعاني المحققة له ،إذا انقلب حبك كرها وصداقتك عداوة تيقن أن مرضاً بين جنبيك
حين يصح الحب في الفؤاد يختفي الحسد والحقد والشراهة والهم والضيق والجشع واليأس لا تخدع نفسك وتظن أنك محب وبعض هذه الأدواء يعتلج بين جوانحك
حين يصح الحب في القلوب يعظم الأمل والرجاء والثقة ويزداد الجد ويستقيم العمل ويقل الفساد ويُحفظ المال ويضعف الخلاف وتتوحد الكلمة
الحب يعين على البلاء وتهون معه المصائب وتتولد منه الحكمة ويدفع إلى كريم الفِعَال وتُعَالجُ به أمراض النفوس وأسقام الأبدان وخلل الأقوال والأعمال
حين يصح الحب تتساقط الأهواء وتعلو الحقائق وتُفتحُ الأقاليم وتسود الأمة وتشيع الدعوة وتزدهر المكارم وتُحْتَمل المغارم وتصبح الآلام تاريخاً والبهجة مستقبلا.
ومن عظمة الحب أن جعله الله تعالى شعاراً للعلاقة بينه وبين أصفيائه من المؤمنين (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه)
مدح اللهُ بالحب أنصارَ نبيه صلى الله عليه وسلم (يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)
يمثل الحب خصلتين من ثلاث تتحقق بها حلاوة الإيمان(من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبداً لا يحبه إلا لله...)الحديث
أقسم النبي صلى الله عليه وسلم أن الإيمان لا يكون إلا بالمحبة ( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا)
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرشد إلى ما يُثمر المحبة من العبادات والعادات (ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم! أفشوا السلام بينكم)
ومن إرشادات النبي صلى الله عليه وسلم التي تثمر الحب في القلوب كما في روى البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة (تهادوا تحابوا)
كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإخبار عن الحب حتى تشيع المحبة وينتشر ذكرها فقال:(إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه)
حبُ النبي علامةُ وجود الإيمان في القلب ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين )
ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله(رجلان تحابا في الله اجتمعا وتفرقا عليه)فكيف إذا امتلأت صحائفك بمن تحبهم في الله ويحبونك.
جاء في خطبة نبوية(واعلموا أن لله عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله)
إنهم المتحابون فيه
وفي مسند أحمد من حديثٍ قدسي(قد حقت محبتي للذين يتحابون من أجلي) ما أعظم العمل وما أعظم الجزاء
إن شأن الحب عند الله عظيم وإن أثره في النفس لكبير وسيادتُه في أي أمة مؤذنة بعزها فلا صاقل للأخلاق مثل الحب ولا فاتح للقلوب مثل الأخلاق
حين تُشتِّتُ الأمةَ أمراضُ القلوب ففتش عن الحب فالأمة المتحابة لا تنخرها الأمراض، وحين يضمحل الحبُ في الأمة ففتش عن العدل فالحب لا يعيش إلا معه
حين يبدو لك الحبُ وحده وليس معه العدل فتيقن أنك واهم وأنك ترى شيئاً آخر غير الحب قد يكون التملق والنفاق أو الهوى
أي دعوة للإصلاح لا تجعل الحب عنواناً لها فلن تجني الأمة منها إلا شوكا فعناوين الكره والنقمة والوقيعة إنما تورث الأرضَ الفسادَ
أقدر الناس على نشر الحب في الأمة قادتها حين يعدلون وعلماؤها حين يُبَيِّنون وكُتَّابها حين ينصفون وحسبك بالعدل والبيان والإنصاف إذا اجتمعوا
لماذا لا يكون نشر المحبة غاية يتعاون لأجلها العالم والمسؤول والكاتب والإعلامي ويتجه إليها سائر الناس
لو جعلنا إشاعة المحبة بيننا إحدى غاياتنا لأصبحنا مثالاً للأمم وحطمنا السياسات المتربصة بنا وانتشرت دعوتنا من تلقائها ومضينا إلى تحقيق الآمال وقد مهد الحب طريقنا
من فاض فؤاده بالمحبة لم يأخذ بالريبة ولم يؤاخذ بالسريرة وفرح بالمحامد وتغافل عن الزلات ووقف في وجه المسيء وتحرى قبل الإساءة وتبصر قبل التعجل وعدل حين الشنئان
الحب يقي اللسان العثرات والجوارح الزلات ويعصم من إساءة الظن في غير موضعه وأن يُلْدَغ المؤمن من جحر مرتين
حين تعمر المحبة قلباً سيعذر المخالف ويشفق على المبتدع ويجتهد في دعوة الكافر ويعمل في حفظ الخير وإزالة المنكر
الحب طويلة أحاديثه متشعبة شجونه فأقف عند هذا الحد في إطرائه ولا أتوقف عن الدعوة إليه والحمد لله رب العالمين
محمد بن إبراهيم السعيدي
مكة
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..